أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد المطاريحي - مذكرات من سيرتي / الحلقة الثانية














المزيد.....

مذكرات من سيرتي / الحلقة الثانية


محمد المطاريحي

الحوار المتمدن-العدد: 5227 - 2016 / 7 / 18 - 18:31
المحور: سيرة ذاتية
    


في هذهِ القرية لا زالت ذاكرتي تحتفظ ببعض المشاهد فقد تكون مؤلمة واخرى سعيدة ولكن يصعب عليه تذكر من هي الاسبق .
في القرية ثلاث بيوت نحن من اولاد عم والدي ، فقد كان جدي واعمامي يسكنون مدينة الكوت قضاء النعمانية في مدينة ريفية .
من المشاهد هو موت بقرة الوحيدة فقد كنت في حينها ابكي ! حيث اجتمعت القرية ، ثم رفعوها الى السيارة لأخذها الى البيطار في الناحية لكن لم تسعف فقد ذبحوها بنصف الطريق .
هذا المشهد رأيت في كثير من الناس وهم كبار ، كيف اذا مرضت لديه بقرة او احدى اغنامه يكون ارتباط بها لذا نراه يتأثر .
لكن المشهد الحزين والمؤلم هو ما حدث في عام 1991 ،فقد سمعت صوت منبه السيارة رحت اركض خلف جدتي ، واذا سيارة تيويتا ( بيكم ) بباب الدار فكانت لسيد كاظم وهو من اقاربنا في النتيجة قال لجدتي لتأتي ام محمد ( والدتي ) وأولادها وكنت انا واحمد وسعيد ، في تلك اللحظة واذا امي صرخت وصارت تبكي ، كان والدي في الجبهة حيث نار الحرب كانت غزو الكويت على اشتعالها .

كنت لا اعرف لماذا جاء؟ واين يريد اخذ امي ؟ فركضت امي مسرعة الى السيارة وجدتي اركبتنا وسارت السيارة ، الى الان لم افهم حتى تجهانا الى بيت جدي لامي حاتم فيصل ال عوفي ، عندما اتجهت السيارة نحو البيت واذا بتجمع الناس رجالا ونساء .
نزلت من السيارة وشاهدتُ تابوت فيه [ خالي بشار ابو رائد ] وعليه كافور تلك الصدمة .
كان خالي بشار شاب بعمر الورد اخذته الحرب مثل كثير من اقرانه ، كانت اول مرة ارى جنازة وشاهد فيها الميت لذا نطبعت تلك الصورة لخالي بذاكرتي ، فقد كان خالي شاب مرحاً جميل النكتة ذو ابتسامة دائمة ، برغم من صغر سني لكن اتذكر ملامحه جيدا ، فقد كان كثير الحضور لنا ويتفقدنا فهو أكبر اخوة امي من الاولاد ، حيث كان جدي لامي متزوج من ثلاث .

بهذا المرحلة قد دمرت الحرب كل شيء فاتفق العالم على الوقوف الى جانب الكويت والحرب ضد الشعب العراقي ولم يتأثر النظام بهذه الحرب ولكن الشعب العراقي هو من اخذته الحرب .
في عام 1992 اكملت الست سنوات من عمري ، سجلت في المدرسة الراصد الابتدائية التي تقع في قرية ال بوزياد وتبعد ما يقارب 9 كم ، كانت المدرسة بلا حائط ولا ابواب ولا شبابيك فنجد الكلاب والحيوانات في داخل الصف ، لا أتذكر تفاصيل بداية دخولي للمدرسة ، ولا اتذكر من زملائي الذين كانوا معي الا ابن عمتي صادق .
كانت مدير المدرسة استاذ صعيب هو ومعه معلم اسمه اعتقد كاظم كليهما يقوما بالتدريس حيث كانت الصفوف من الاول الى الرابع ابتدائي فيساعدهما التلاميذ في بعض المهام ، اتذكر نتيجتي كانت من ورق الدفتر مخططة وفيها درجاتي .

ذهابي الى المدرسة كي اقطع هذا الطريق لا بد ان نعبر نهر وبزل معمول لها جسر يدوي ( قنطرة ) ، ومن الطرائف كان شخص من القرية يدرسني احيانا ولكن كتابتة بالمقلوب يبدأ من اليسار الى اليمين ! .

عندما انهيت سنة الاولى قرر والدي الانتقال من هذه القرية الى محافظة الكوت قضاء النعمانية ، وهنا بدأت المراحل الاولى لتحول من الريف الى المدينة ، حيث معاناتي بحرف ( چ ) الذي يستخدم بالفرات الاوسط .
فكنت كثير ما اسمع كلمات السخرية والضحك من اقراني عندما اللفظ كلمة تحتوي على هذا الحرف .

ولكن رغم الانتقال الى المدينة كانت لحظة الانتقال تحتوي على مشاهد من البكاء والنحيب رجالاً ونساء .



#محمد_المطاريحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطن حر
- مذكرات من سيرتي / الحلقة الاولى
- لا تهاجر !
- أين انت الان ياوطني ؟
- الشعب يختلف على حقوقه !!!
- أحتسى الخمر
- فضيحة الخجل
- ذكريات يتيم
- وجها لوجه مع السماء
- لا تكن وحيد
- القمر
- الاصلاح
- حروف من همس
- قراءة النص الديني رأي
- حدث طارئ
- ممنوعٌ عليه
- زفة الرحيل
- الاحلام للفقراء كذبة
- تعدد الشعارات وضياع الهدف / الحراك في العراق
- امنع الاصوات !


المزيد.....




- -لماذا لا تقوم بعملك يا سيناتور؟-.. حشد أمريكي غاضب بعد ترحي ...
- مسؤولون لـCNN: خفض عدد القوات الأمريكية في سوريا إلى النصف خ ...
- موسكو: كييف تستخدم التعبئة لصالحها
- الذكرى الـ 80 لبدء معركة برلين
- الإمارات: القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لا تمث ...
- وزير الداخلية التركي يكشف عدد السوريين الذي عادوا إلى بلادهم ...
- -بوليتيكو-: تسريح موظفين في وزارة الدفاع الأمريكية بسبب إدار ...
- وزير خارجية مصر: جهودنا لم تتوقف لإنهاء الحرب -الظالمة- على ...
- قازان.. طائرة Tu-144 السوفيتية الشهيرة تتحول إلى متحف
- نجيب بوكيلة لن يستطيع -تهريب- من تم ترحيله خطاً للولايات الم ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد المطاريحي - مذكرات من سيرتي / الحلقة الثانية