أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد البهائي - تركيا..فوق صفيح ساحن بعد الإنقلاب















المزيد.....

تركيا..فوق صفيح ساحن بعد الإنقلاب


احمد البهائي

الحوار المتمدن-العدد: 5227 - 2016 / 7 / 18 - 15:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تركيا...بعد الإنقلاب
في مشهد اقرب الى الخلط بين المونودراما والدراماتورجيا على مسرح الحدث التركي ، عنوانه إحباط الانقلاب العسكري ، صرح وزير العدل التركي أن عدد الموقوفين بلغ حتى الآن أكثر من 6000 شخص في صفوف الجيش والقضاء، وأن عملية التنظيف مستمرة ، وقد أفاد رئيس الوزراء التركي بن على يلدريم بمقتل أكثر من 29 شخصا وإصابة 1440 آخرين، وقد لمح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى إمكانية العودة للعمل بعقوبة الإعدام في بلاده لمعاقبة منفذي محاولة الانقلاب الفاشلة .
وعلى صعيدا أخر، قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت إن محاولة الانقلاب في تركيا ليست "صكا على بياض" للرئيس التركي أردوغان ليقوم بعمليات تطهير بعد إحباط الانقلاب العسكري، داعيا أنقرة إلى احترام دولة القانون ، كذلك طلب بوتين من اردوغان ضرورة تجنب الاجراءات الغير الدستورية عند التحقيقات ، وهذا ما أكدت عليه امريكا وكندا أن يكون أمر القبض والتحقيقات بموجب المبادئ الاساسية للديموقراطية ويجب تجنب أي عقوبة جماعية.
على الرغم من أننا جميعا ضد الإنقلابات العسكرية ، فتاريخها ملئ بالدموية والقمع والدكتاتورية وسلطة القرار، إلا انه سوف يأتي يوما على الاتراك يتمنون فيه لو كانت حركة التمرد تلك من قبل بعض قطاعات الجيش قد نجحت ، فالاتراك لم يخرجوا الى الشوارع رافضين الانقلاب تلبية لدعوة اردوغان كما يظن ، بل خوفا من عودة الحكم العسكري والاحكام العرفية التي ارهقتهم وعانوا منها على مدار عقود ماضية ، اذا الحشود الشعبية هى من حسمت المعركة مع الدبابات في شوارع تركيا لا اردوغان ، فالجماعات الاسلامية هدفها الأول عند وصولها الى الحكم ، هو القضاء على مؤسسات الدولة وخاصة التي تقوم على الامن القومي للبلاد ، كالمؤسسات العسكرية والامنية والقضائية ، وإنشاء ميليشيات وتنظيمات خاصة بها تقوم بتلك المهام ، وهذا ما قام به اردوغان وجماعته على مدار فترة حكمه ومازال ، وهذا ما كانت تعمل عليه جماهة الاخوان المسلمين في مصر، فبعد فشل الانقلاب حسب وصف اردوغان والذي نضع عليه علامات إستفهام بكل الالوان ، أمر أردوغان الجماهير التركية بالإبقاء في الشوارع للحفاظ على الديموقراطية وحتى يتم تطهير البلاد من الخونة ، مؤكدا على الاتراك ألا يستجيبوا وينساقوا وراء طلبات تزرع الفتنة وتوقع بين الشعب والجيش ، مع العلم بأنه هو أول من يضرب الديموقراطية في مقتل ، ويحصد الفتنة التي زرعها على مدار خمسة عشر عام ، ما نراه الان ليس تطهير بل إختراق واضح لكل الاعراف والقوانين الدولية المتعارف عليها في مثل تلك الحالات ، اردوغان استغل الحدث ليقوم بتصفية حسابات والقضاء على الخصوم والمعارضين ومن جميع الاشحاص في قطاعات الدولة الحساسة وخاصة الجيش والقضاء الذي يظن انهم ليسوا من الموالين له، لا إستغراب في ذلك فهو من انقلب على رفاقه واصدقائه ومعاونيه فالصفحات مليئة بداية برفيق دربه عبدالله غل وغيره وأخرهم أحمد داود اغلو منذ ايام، اردوغان ظن أن الرياح قد أتت بما تشتهيه سفنه ، وقد تساعده في عمليات التصفية التي بدأها بالقبض على أكثرمن 6000 شخص حتى الأن ، وذلك خلال يومين فقط ، بداعي إنهم من قاموا وساندوا عملية الانقلاب حسب وصفه ، ولكن في حقيقة الأمر أتت الرياح بما لا يشتهيه اردوغان ، بالفعل فشل الانقلاب ، إلا أنه أمامه فواتير لابد من سدادها وعلى رأسها فاتورة المعارضة والاحزاب داخل البرلمان ، حيث سجلت القوى السياسية في تركيا موقفا فريدا من نوعه حينما رفضت تدخل الجيش في الحياة السياسية وقفت بجانبه وأعلنت رفضها للإنقلاب من اول وهلة ، تلك القوى التي لقت وعانت منه الأمرين في الفترة الاخيرة ، عندما طرح حزبه العدالة والتنمية الحاكم قانون يسمح برفع الحصانة عن
أعضاء في البرلمان، وفتحت 667 قضية في حق 138 نائبا في البرلمان التركي، منهم 27 عضوا في حزب العدالة والتنمية الحاكم، و51 عضوا في حزب الشعب الجمهوري، و50 من نواب حزب الشعوب الديمقراطي، وكذلك 9 نواب من حزب الحركة القومية وقضية واحدة ضد نائب مستقل. وربتط ثلث القضايا بشبهة دعم الإرهاب، وبعد رفع الحصانة عنهم، سيلاحقون قضائيا، وقد وقال أردوغان، في مقابلة تلفزيونية "لا يريد شعبي رؤية هؤلاء الذين يحظون بدعم منظمة إرهابية، في البرلمان"، في إشارة إلى نواب حزب الشعوب الديمقراطي الذي يتهمه الرئيس التركي بمساندة مقاتلي حزب العمال الكردستاني المحظور، وسيدخل القانون حيز التنفيذ بعد توقيع الرئيس رجب طيب أردوغان عليه، وسيؤدي إلى رفع الحصانة البرلمانية عن 138 من نوابه، الذين توجد بحقهم ملفات تحقيق، في خطوة تفسح المجال أمام محاكمتهم ، اذ يرى فيه الحزب الرئيسي المؤيد للاكراد مناورة للحكومة لابعاد نوابه ، وذلك لإجراء تعديلات على دستور البلاد دون إجراء استفتاء شعبي ، وعلى رأسها تحويل الحكم في تركيا من برلماني الى رأسي ، وهنا سؤال يطرح نفسة بقوة الأن بعد وقوف الحزاب معه كلها وبالاجماع في رفض الانقلاب هل مازال أردوغان عازم على توقيع هذا القانون ؟ ..

هناك من مات فرحا بسحل الجنود التراك في الشوارع وإذلالهم وتعريتهم وقتلهم ، وفي صورة لم نعهدها لأول مرة نرى اتراك يقتلون جنودهم بوحشية ، ووكالات الانباء تعرض صور بشعة ومؤلمة وقاسية لجثث جنود اتراك مقطوعة الرأس وقد مثل بجثثهم على يد ميليشيا الحزب الاسلامي الحاكم الذي يقوده اردوغان ، صورة الجيش إهتزت هيبته وعقيدته انتهت ، ولم يعد الجيش القوي المتماسك كما كان من قبل على طول قطاعاته بعد الان، فتركيا وجيشها اليوم يختلف تماما عن تركيا وجيشها ما قبل 15 تموز2016 ، الجيش التركي العظيم انتهى ، وهذا ما سوف نراه في الايام القادمة ، منذ فترة واردوغان يتحدث على ضرورة تطهير القوات المسلحة ، وهذا ما قام به الان ، حيث تم القبض على اكثر من 3000 قائد ومسؤول عسكري من بينهم 35 من قادة الجيش ذو الرتب الكبيرة يمتلكون الخبرة والكفائة، وهذا ما سوف يؤثر على علاقة النيتو بتركيا التي تعول كثيرا على قدرات الجيش التركي وخبرات قادته العسكرين في كثير من عملياتها القتالية في المنطقة ، أخيرا ما يقوم به اردوغان هو حل وتفكيك قواعد الجيش التركي ، وضرب التقاليد وتلك الهوية وتلك الروح العسكرية للجيش التي كانت ضمان وأمان لتركيا موحده قوية ، وهذا ماحدث للجيش العراقي على يد الحاكم المدني الاميركي السابق بول بريمر، ولكن كلا بطريقته ، وسوف يذكر التاريخ أن هناك كان جيش تركي عظيم تعرض لضربات تخلخل قوانينه وتركيباته وهيبته ، وطمس تاريخ مجيد وحقيقي لجيش له دور فعال ومؤثر في تشكيل المنطقة ، إنتهى على يد حالم أسمه أردوغان .



#احمد_البهائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أردوغان وإيفرين وجهان لعملة واحدة
- قصة في سطور - ذات مساء -
- أخطأ مقص مفيد شهاب
- رفع سعر الفائدة في الأيام القادمة
- أنجيلينا جولي .. لا ترحلي
- جماعة الإخوان ونعيق الغربان
- الخليج..بين بروباغندا الدبلوماسك والشراكة مع إسرائيل ونظرية ...
- من صنافير وتيران نطالب بأم الرشراش
- يوليوس قيصر وطعنة صنافير وتيران
- الإقتصاد المصري بين الكارتلات والترستات
- سعر صرف غير مضطرب وليس تعويم مُدار
- البورصة والأرباح الرأسمالية
- رفع سعر الفائدة،فك إرتباط الجنيه بالدولار
- مصر الثورة.. لا للمصالحة نعم للحساب
- الصين.. مصر قلب طريق الحرير الجديد
- البرلمان المصري وتحصين العقود
- لجوء سياسي في ألمانيا
- الانتخابات المصرية..قمع الإنتلجنسيا عنوانها
- السلطان اردوغان..الدب الروسي في المياه الدافئة
- سعر الفائدة والاحتياطي الالزامي جراحة سريعة


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد البهائي - تركيا..فوق صفيح ساحن بعد الإنقلاب