اخلاص داود
الحوار المتمدن-العدد: 5227 - 2016 / 7 / 18 - 09:38
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
الحياة بدايات...
وأولها عندما تزف من ذلك المكان الدافيء على جنح ريشة الملك.
سنّك الأول الذي تضعه مدهوشاً براحت يدك قبل أن تقذفه للشمس لتمنحك سناً جديداً بداية كذبة أووهم لطرد غبار الخوف.
أخفاقة القلب ورعشة اليد الأولى بداية أول حلقة من سلسلة عذابات, والدمعة الساقطة بلوعة بداية النظوج .
الدموع بأنواعها تتشابه لدى النساء, منها الباردة التي نخبأها في جيوبنا منذ الصغر وهروباً من موقف أو استحصالاًعلى شيء نخرجها, ومنها الدافئة تتساقط بكثرة تعبيراً عن حزن او فرح, والتي نذرفها من العيون المنطفئة حزناً على هجر او فقد حبيب تكون اكثر سخونة وأصدق خصوصاً اذ كانت خلف الابواب المغلقة وبعيدة عن نظرات المحب.
ولو ادرنا أن نتكلم عن دموع الرجال أغلبنا لا يعرفها وأنا منهم, فالرجل الأول في حياتي لم أرَ دموعه قط, ووجدته شامخاً فقط حشرجة صوت وهماً يكتسح وجهه, هذا ماكان عليه في المواقف المحزنة, بعدها فهمت أن الرجل لا يبكي في مجتمعنا خوفاً من نقصان رجولته التي حمّلها من هم حوله وحتى يثبت رجولته يداري دموعه قناعة منه انها تهين كبرياءه وهي موازية للأنكسار والذل.
وأثبتت دراسة لأحد الباحثين الجدد أن بكاء الرجل مع رجل تزيد الفرقة بينهم, بينما بكاء أمرأة مع أمرأة تزيد الأرتباط والعاطفة بينهن, وهذا دليل على أن الرجل ينظر لدموعه على أنها نقطة ضعف, رغم أنها تنفيس مهم للطاقة الأيجابية والسلبية وعلاج للأحتقان الطاقي, وقد خاتلني الشك يوماً وأنا أقرأ عن أهمية البكاء ودوره في تخفيف ضغط الدم والآم القلب أن بأمكان والدي أن يكون حيًا يرزق وبيننا الى يومنا هذا لو أنه بكى وذرف الدموع ومانشره الدكتور (فيري) من جامعة (ماكس كيوسف) في الولايات المتحدة الأمريكية عندما أجرى بحثاً ميداني ولاحظ أن أحد اسباب طول أعمار االنساء هو أخراج بعض السموم من خلال دموعهن أكد ذلك, أما من يكبته في داخله يتحول الى حسرات وآهات قد تؤدي الى دمار صحته أو موته.
فلو شعرت بالبكاء أيها الرجل ...حاول أن تبكي, فهذا لن يقلل من قدرك على االعكس سيستريح فؤادك و تشعر بالسكينة ومن يوهمك أنها تنقص من رجولتك فاعرف أنها بداية خداع على حساب عافيتك.
#اخلاص_داود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟