أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شمدين اكرم شمدين - الطريق الى الحرية














المزيد.....

الطريق الى الحرية


شمدين اكرم شمدين

الحوار المتمدن-العدد: 1401 - 2005 / 12 / 16 - 07:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


هل يسقط العراقيون مقولة أرسطو التي ينعت فيها الشرقيين بأنهم يملكون ( طبيعة العبيد أي إنهم لا يتقبلون الديمقراطية وهم يتحملون الطغيان بغير شكوى أو تذمر ) وذلك من خلال اندفاعهم إلى صناديق الاقتراع التي تمثل لهم الأمل الوحيد في الحصول على نعمة الأمن والاستقرار والعيش الكريم في وطن يشهد تاريخه بالمآسي والحروب وقتال الإخوة ، إن العراقيين مطالبون بالحفاظ على تضامنهم وأمنهم وذلك من خلال انتخاب أشخاص مؤهلين لقيادة دفة الحكم إلى بر الأمان والحرية وان عليهم واجب الدفاع عن ترابهم ضد كل أشكال العبث بأمن مواطنيهم واستقرار بلدهم وعليهم ألا يلتفتوا إلى أصحاب الشعارات التي تصف الانتخابات بعدم الشرعية وأنها تجري في ظل الاحتلال أو أنها انتخابات طائفية وكأن هذه الطوائف والملل قد ولدت مع دخول الأمريكان إلى ارض العراق وهم بذلك يتناسون التاريخ الإسلامي برمته حين قامت الانقسامات والطوائف على ارض العراق والشام بعد وفاة الرسول بفترة قصيرة كما إن أصحاب هكذا آراء لا يذكرون في أي مناسبة كانت الانتخابات الفلسطينية وقيامها تحت سلطة الاحتلال الإسرائيلي بل إنهم يباركون السلطة الفلسطينية الناشئة ويعتبرونها سلطة شرعية كما إنهم يباركون الانتخابات اللبنانية رغم قيامها على أساس طائفي واضح فلماذا يا ترى هذه الازدواجية في المواقف والجواب على هذا السؤال ليس صعبا حيث يتضح إن معارضي الانتخابات الذين يتحججون بمثل تلك الأقوال إنما يخافون من رياح الديمقراطية التي ما إن تستقر في العراق حتى تنتشر شرقا وغربا لتزيل كل الأشجار المتعفنة والمنخورة التي عفا عليها الزمن والتي تحاول جاهدة إطالة عمرها .
ومن هنا فان الشعب العراقي وبإقامته عرسه الخاص للديمقراطية فانه يسمح لانهار الحرية أن تتدفق بسلام لتروي ربوع الشرق ولتمسح من ذاكرة الأجيال القادمة كل الذكريات المؤلمة من قتل وتشريد ومجازر جماعية وأنفال وقطع رؤوس وتفخيخ أجساد وتهجير وموت في الجبال والصحارى ،إن الشعب العراقي التي تستمر معاناته و ألامه يوميا يعرف إن دروب الحرية طويلة وشاقة وان آلا ف السنين من الاستبداد والظلم لا يمكن أن تنتهي في سنة أو سنتين فكل الشعوب المتحضرة التي وصلت إلى بر الحرية والديمقراطية لم تصل إلا يعد أن دفعت فاتورة التعصب الأعمى والتشبث بالرأي الواحد فكلنا قرأنا عن انقسامات الشمال و الجنوب في أمريكا وما سببته من مجازر وحروب أهلية كما إن أوربا الديمقراطية ظلت تعاني سنوات طويلة من الاستبداد والقمع والحروب الأهلية ولكنها الآن تسعى لان تصبح كيانا سياسيا واحدا بعد أن أصبحت كيانا اقتصاديا واحدا وان من يعتقد أو يروج لمقولة إن الاحتلال يسعى إلى تقسيم العراق وتفتيته ونزع طابعه العربي عنه ويظهرون أنفسهم المدافعين عن وحدة العراق وسيادته فإنهم مطالبون أن ينظروا ويتعظوا من تجربة قريبة من زماننا وهي تجربة تشيكوسلوفاكيا فقد عانت هذه الدولة من الديكتاتورية التي فرضت عليها اتحادا قسريا بين جمهورياتها كما أراد أن يفعل صدام حسين مع الكويت وحينما سقطت الديكتاتورية في تشيكوسلوفاكيا انقسمت هذه الجمهورية اليى جمهوريتي التشيك والسلوفاك ولم تفرض إحداها على الأخرى أي وجه من أوجه الاتحاد القسري وبعد أن سارتا في طريق الديمقراطية ها هما تتحدان من جديد تحت راية الاتحاد الأوربي الذي يوفر لدوله الاحترام والسيادة الوطنية وقبل كل هذا وذاك حرية الشعوب وحقها في التعبير عن مصالحها ومن هنا نرى إن الانتخابات العراقية ليست بداية للتقسيم والطائفية بل هي بداية للتوحد على أسس المساواة والعدالة والحرية في تقرير المصير وان كل السلبيات التي نراها اليوم ما هي إلا ضريبة يجب على كل الشعوب التي تطمح للحرية أن تدفعها .
إن العراق اليوم يعيش أصعب أيامه وأهمها فهو يؤسس لدولة القانون والحرية وهو بذلك يسعى إلى هدم كل الأسس الخاطئة التي بنتها الأنظمة الاستبدادية كما يسعى إلى بناء مواطنة جديدة مبنية على قواعد العمل من اجل العراق الوطن لا العراق الفرد والعائلة والعشيرة ، العراق الذي يؤمن لكل أبنائه بمختلف انتماءاتهم العرقية والدينية والمذهبية الحرية والكرامة والعيش الرغيد
وهذا كله يتطلب الصبر والتكاتف بين كل أبناء هذا الوطن العظيم ،حقا انه عرس الحرية يوم يصبح بمقدور كل العراقيين أن يختاروا قياداتهم حتى وان كان هذا الاختيار خاطئا في بعض الأحيان فهذه هي الديمقراطية كرسي واحد وجالسون كثر وكلٌ حسب ما يقدمه من انجازات لمصلحة الشعب والوطن.



#شمدين_اكرم_شمدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف العربي وعقلية التعصب
- ثورة المهمشين


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شمدين اكرم شمدين - الطريق الى الحرية