محمد الحاج ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 1401 - 2005 / 12 / 16 - 10:27
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
بغض النظر عن هوية القاتل حقيقيا كان أم مُفترضا، فإن كان يبغي من وراء ذلك الفتنة أو الدمار يبدوا أنه فشل، والقافلة من ضحايا أبناء الشعب اللبناني على مايبدوا ليست مُشكلةٌ للبنانيين، فهم قد أقسموا على دفن أحقادهم وخلافاتهم مع كل قتيل يُوارى الثرى.
في جنازة رفيق الحريري برزت ظاهرة جديدة في الساحة اللبنانية اسمها تيار المستقبل، ضمت هذه الظاهرة طيف واسع من الساحة اللبنانية بكل تناقضاتها وتوافقاتها، هذا الطيف الذي خضع لأمراء الحرب اللبنانية، واستفاق اليوم ليُعلن التوبة كُرمى لعيون لبنان.
في جنازة جبران تويني ثلاث ملاحظات الأولى على مرآى وسمع كل من شاهد الجنازة، وذلك حين شارك شيخ من الطائفة السنية بحمل النعش، وهذه صورة نوعية لانتقال العقل الديني في لبنان من الطائفي إلى الوطني، وربما الإنساني وهو الضرورة والتكريم للدين عندما لايُكفّر غيره، والثانية خطاب والده الذي يُمثّل الجيل الهرم طالبا دفن الماضي بأحقاده وخلافاته مع جبران،والثالثة خطاب ابنته الصبية التي تمثّل الجيل الجديد، والتي أعلنت فيه قسم والدها للعمل من أجل مستقبل لبنان بكل مكونه.
في الجنازتين ثمة ظاهرة تُنبىء عن ولادة جديدة في لبنان، هذه الولادة التي عززها تسلسل الضحايا، ففاتت الفرصة على من كان يتصور أن لبنان ينهار اجتماعيا وسياسيا، وذلك من جراء القتل في مسلسل العنف الذي بدأ برفيق الحريري ووصل جبران تويني.
على ماهو واضح في الصورة بشكل جلي أن لبنان تعافى ووقف على رجليه بقوة لم يعهدها من قبل، وهو ماض نحو العودة للجذور من الحرية والديمقراطية،والابتعاد عن كل مُسببات الخلاف بمشاريعه وأشخاصه.
في العراق محاولات شبيهة لخلق الفتنة بين أهل العراق عن طريق القتل المنظم والموزع بشكل يشير إلى بوادر حرب طائفية رتبتها الادارة الأمريكية منذ عام 1983م حين شكّلت قوات الانزال السريع(المارينز)على أثرذاك الترتيب، وذلك بغاية تفتيت المنطقة بكاملها، لكن العاقلين من أبناء عراق اليوم بكل فئاته وطوائفه قد فوّتوا الفرصة على المخططين والمنفذين والقتله، وبقي العراق مُعافى ونتمنى ذلك لكل الشعوب والأوطان في العالم كله.
من قام بعمليات القتل إما هادفا الشخص بعينه، أو فتنة وانهيارا تحت تأثير ردات الفعل الطائفي والفئوي،أو إحباطا لتيار ينموا يوما بعد يوم،لكن النتيجة كانت أن رد اللبنانيون على ذلك بالتضحية أكثر والوحدة أكثر والقوة والتلاحم أكثر وأكثر…..فتوحد لبنان وصار وطن اللبنانيين بعد أن كان لفئة دون غيرها قبل الحرب الأهلية اللبنانية.
#محمد_الحاج_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟