عبد الله خلف
الحوار المتمدن-العدد: 5225 - 2016 / 7 / 16 - 16:36
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
القرآن الكريم؛ المحفوظ في الصدور والمنقول بالتواتر😎
أهلاً بكم سادتي وسيداتي💐🌹🌷
• تعريف المصحف قديماً: هو كل مجموع من الصحف أصحفت أي جمع بعضه إلى بعض في مجلّد واحد بين دفتين.
• تعريف القرآن الكريم: هو كلام الله المحفوظ في الصدور والمنقول بالتواتُر من صدر إلى صدر؛ بالسند المتصل الصحيح.
• تعريف المصحف اليوم: هو الكتاب الذي يحوي بين دفتيه القرآن الكريم، وحي الله المجموع كاملاً؛ كما أنزل على رسُوله -صلى الله عليه وسلم-، منقولاً كما هو حرفاً حرفاً، مما اتفق سماعاً مع العرضة الأخيرة وأقره صحابة رسول الله، وكتب على الخط الذي كتب به كتبة الوحي مستوعباً ماتيسر مما أقرّه النبي من قراءات، وفي وجود الشهود من الصحابة العدول نُسخ إلى الصحف البكرية على عهد أبي بكْر من السطور ومن الصدور؛ كما أنزل، وفي وجود الشهود من الصحابة العدول نُسخ من الصحف البكرية إلى المصاحف العثمانية على عهد عثمان، ومن مصاحف عُثمان إلى الامصار نسخت في جميع مصاحف الدنيا إلى اليوم.
• ملاحظة مهمة:
لم يثبت حديث مرفوع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- من قوله في إطلاق تسمية المصحف على القرآن المجموع فيما بين الدَّفَّتين، لأنه لم يكن في عهده بين دفتين على هيئة المُصحف، وتسمية المصحف جاءت من الصُّحف التي جُمع بعضها إلى بعض فأصبحت على هيئة الكتاب.
فالمصاحف المنسوبة للصحابة لا يطلق عليها القرآن الكريم، فقد كان لفظ المصحف يطلق على أي مجموع من الصحف وضعت بين دفتين، وهذا فيه من الأهمية الكبرى الكثير، لأن بهذه النُقطة يحاول المشككون إدعاء أن ألفاظاً مِثْل: (مصحف أبي) و(مصحف ابن مسعود) و(مصحف فاطمة) ... إلخ، ماهي إلا القرآن الكريم، وهذا خطأ وفحش، ثم يتلاعب (المنصِّر - المبشِّر) أو (المشكِّك)؛ بالألفاظ فيدّعي أنه كان هناك قرائين متعدِّدة، موهماً أن معنى مصاحف أي قرائين! والحقيقة هي أنها كتب كثيرة كتب فيها تفاسير وشروح ونصوص قرآنية قلّت أو كثرت، ولم تقتصر المصاحف على القرآن الكريم وحده؛ بل كان هناك مصاحف إنجيلية، ومصاحف شعرية، ومصاحف تخص أفراد باعينهم يدونون فيها ما يسمعونه أو يخشون ضياعه.
لم تكن المصاحف إذاً هي القرآن الكريم وإنما كان مما كتب فيها بعض من القُرآن الكريم، فكتب كل صحابي منهم بمقدار ما سمعه -وعلى الحرف الذي سمعه- مِن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لكن لم يطلق على أي مصحف من مصاحفهم قط أنه القرآن الكريم.
وقد كانوا يدونون في مصاحفهم هذه ما قد يساعدهم على الحفظ والإستذكار، فمنهم من أخطأ في الكتابة ومنهم من كتب ما صار منسوخاً ومنهم من كتب تفسيراً أو حديثاً، وجميعهم لم يكتب القرآن الكريم كاملاً ولا بعرضته الأخيرة، لذا لا يمكن ان يطلق على تلك المصاحف أنها القرآن وإنما بكل بساطة هي (كتابات و كتب الصحابة ومدوناتهم الخاصة).
• صور من أسانيد القرآن المتواترة:
هذه الصور؛ في إجازة التلاوة والحفظ، من القارئ حتى النبي -صلى الله عليه وسلم- بسند صحيح + متواتر:
http://www.haqtelawateh.net/%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86/
• ما هو التواتر؟ سؤال جميل جداً.
التواتر هو: رواية جماعة غير محددة، حاضرة وشاهدة لحصول حدث بصورة واعية، إلى جماعة أخرى لاحقة، يستحيل عقلاً تواطؤهم على الكذب، مع إفادة الخبر الصدق عند السامع قطعاً من خلال مفاهيم كلية، ومعطيات واقعية.
مثال مُعاصر على التواتر:
(أينشتاين عبقري)، هنا حكمنا على (أينشتاين) بالعبقرية.
فهل (أينشتاين) عبقري أم لا؟
أنا وأنت لسنا علماء (فيزياء)؛ لكننا نقول ونثبت ونحكم أن (أينشتاين عبقري)، لماذا نحكم بهذا؟ ما دليلنا على أنه فعلا عبقري؟ فقط لانه وقع أخبارنا بهذا ووجدنا جميع الناس تحكم بهذا بحيث لم يعارض ذلك أحد، وبحيث إذا شككنا في صدق كون (أينشتاين عبقرياً) لأصبحنا محل سخرية من الجميع.
كل الناس تجزم جزماً قاطعاً بأن (أينشتاين عبقري) دون أن يكون لاغلبهم معرفة ب(أينشتاين)، ولا بما فعله؛ ليجزموا بعبقريته فالجزم بعبقريته متواتر.
حسناً، كيف (تولد) هذا الجزم؟
أول من حكم جازماً على أن (أينشتاين عبقري)؛ هم المتخصصون الذين وقفوا على ما دفعهم للجزم القاطع بأن (أينشتاين عبقري).
هؤلاء (المتخصصون) أخبروا غيرهم بأن (أينشتاين عبقري)، هؤلاء (الغير) حصل عند كل منهم معرفة أو إدراك (مقبولي)، أي من المقبولات، لأن من أخبرهم (ثقة)، وهو (ظني)، لكن، إتفاق (الثقات) يفيد القطع بالنسبة لمن تلقى عنهم، لأنه لا سبيل للتشكيك إلا بأحد أمرين:
- إما بأن تتهمهم جميعا بالكذب، وهنا تضع نفسك في مأزق؛ ويجاب عليك به [أنت لست من اهل (الفيزياء)؛ فلست قادراً على الحكم على (أينشتاين)].
- أو بأن تتعلم (الفيزياء)؛ حتى تصل الى درحة تحكم فيها أنت بنفسك على أن (أينشتاين عبقري) أم لا.
هذا حال الطبقة الأولى من المخبرين على ان (أينشتاين عبقري)، ثم تقوم هذه الطبقة الأولى بنقل ذلك الخبر الى طبقة ثانية، بعدها يتكاثر عدد المخبرين فيها طبقة بعد طبقة، فيتولد أو ينشأ التواتر، الذي هنا يفيد القطع واليقين؛ بأن (أينشتاين عبقري) حقاً، فتجد نفسك مضطراً اضطراراً الى القطع والجزم بأن (أينشتاين عبقري).
والتواتر هو أحد الأصول الستة لليقينيات، وهي:
1- الأوليات.
2- المشاهدات.
3- التجريبيات.
4- المتواترات.
5- الحدسيات.
6- الفطريات.
راجع مقالي: (اليقينيات وأصولها السته) على هذا الرابط:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=522064&nm=1
• ما هو المقبول عند المسلمين من الراويات؟
المقبول عند المسلمين هي الرواية (الصحيحة)، وشروطها:
1- اتصال السند.
2- عدالة الرواة.
3- ضبط الرواة.
4- انتفاء الشذوذ.
5- انتفاء العلة.
- قال الإمام أبو عمرو بن الصلاح: {أَمَّا الْحَدِيثُ الصَّحِيحُ: فَهُوَ الْحَدِيثُ الْـمُسْنَدُ الَّذِي يَتَّصِلُ إِسْنَادُهُ بِنَقْلِ الْعَدْلِ الضَّابِطِ عَنِ الْعَدْلِ الضَّابِطِ إِلَى مُنْتَهَاهُ ، وَلَا يَكُونُ شَاذًّا ، وَلا مُعَلّلًا}.
- قال الإمام مسلم ابن الحجاج: {بابٌ في أنَّ الإِسْنَادَ مِنَ الدِّينِ}.
- قال ابن المبارك: {الإسناد مِن الدين ولولا الإسنادُ لقال مَنْ شَاءَ مَا شَاءَ}. وقال أيضاً: {بيننا وبين القوم القوائم، يعني الأسانيد}.
في حال إكتمال هذه الشروط؛ فإن الرواية تكون صحيحة لكن؛ هل هذه الصحة ترتقي إلى درجة (اليقين)؟ طبعاً، (لا)، فلا ترتقي إلى درجة (اليقين) إلا بعد أن تكون (متواترة)، فالقاعدة تقول: (التواتر يفيد اليقين).
ركزوا معي قليلاً، القرآن الكريم (متواتر بالسند الصحيح)، ولا يرده إلا خبر (متواتر بالسند الصحيح)، فما بالك ب(آحاد) صحيح أو ضعيف، هل يعقل أن يرد القرآن ويقول: (القرآن محرّف)؟ أي منطق هذا؟
• أخيراً، نهدي للقراء الكرام؛ الرد على هذه المرويات (الضعيفة) بالدليل والبرهان؛ عبر هذه الفيديوهات:
1- رد شبهة تحريف ونقصان القرآن بالدليل والبرهان، إفحام تام جـ1 :
http://www.youtube.com/watch?v=JDKwYFuLr98
2- رد شبهة تحريف ونقصان القرآن بالدليل والبرهان، إفحام تام جـ2 :
http://www.youtube.com/watch?v=RKOVK4KZJ_o
3- رد شبهة تحريف ونقصان القرآن بالدليل والبرهان، إفحام تام جـ3 :
http://www.youtube.com/watch?v=dDcVePinGMw
ونهدي للقراء الكرام هذا الموضوع؛ ليتضح لهم الحق:
http://antishubohat.wordpress.com/qoran/daya3/
تحياتي المخلصة🌹💐🌷
#عبد_الله_خلف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟