أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض محمد سعيد - العرب والحضارة اليوم















المزيد.....

العرب والحضارة اليوم


رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)


الحوار المتمدن-العدد: 5224 - 2016 / 7 / 15 - 17:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العرب و الحضارة اليوم
لا يخفى على احد ان هناك فوارق كبيرة بين المجتمعات العربية والاوربية والغربية بشكل عام .. ولا خلاف في ان بعض تلك الفوارق يخص المظاهر والشكليات لكن ما يهمنا هو الفوارق الجوهرية التي تخص حياة الانسان وتقدمه ، فبعض تلك الفوارق شكلية لا قيمة كبيرة لها ، الا ان ما يهمنا هو الفوارق الاساسية للحياة المعاصرة التي يتمتع بها الغرب ، تلك الفوارق التي كانت نتيجة الصراع مع الزمن من اجل البحث والتطوير و التقدم وما يتعلق بذلك من نتائج على مستوى الخدمات والتكنلوجيا و العلوم وتطور بحوثها والتعليم وتسخير كل ذلك لخدمة الانسان ورفاهيته .. المعروف ان الغرب ينظر الى الرفاهية على انه هدف اساسي نبيل يسعى للوصول اليه ن اجل راحة الافراد والمجتمع للعيش بما انعم الله على الانسانية من فضائل ونعم لا تعد ولا تحصى ، تلك نظرة عامة في الغالب للغرب في ما يخص الحياة والانسانية ، ولا ننسى ان هناك نقائض كثير لكننا نتكلم عن الاعم الاغلب.
مقابل ذلك يحاول العرب مجاراة هذه النظرة والتأقلم معها ليس لوجود توافق وتطابق او ان الاهتمام مشترك في التفكير بهذه الفلسفة ولكن لأن الهروب من مواحهة هذه الافكار امر مستحيل ، فالمجتمعات والحضارات تتقابل وتتجاذب واحيانا تتنافر لكن لا سبيل الا بالمواجهة وتبادل الاراء والافكار في صراع سلمي ثقافي مبني على اساس الحجة والمبررات بالعقل والمنطق والا فأن عدم اتباع هذا الاسلوب في التنافس الثقافي السلمي سينتهي به الامر الى الصدام العنيف والاذى والاذلال والكوارث والحروب .
والحقيقة ان الشرق الاوسط والمغرب العربي مشغول بالصراع الديني المذهبي ، والهدف الاساسي هو الدفاع عن الافكار والعقائد الدينية والرغبة في مناصرتها وتسيدها على بقية المذاهب وهو صراع ستراتيجي تطور وتغير عبر قرون وعقود طويلة ، ربت عليه اجيال واجيال حتى صار المذهب اساس ملاصق للشخصية العربية ، وقد لا تجد ذلك ظاهرا في المجتمع الواحد .. لكن ستجده واضحا قويا اذا ما انتقلت الى مجتمعين متقاربين او بين بقعتين لدولتين متجاورتين .
المذهب والمعتقد الديني في نظر العرب اغلى من الحياة والانسان واهم من التطور العلمي والتكنلوجي والصراع مع الاخرين من اجل المذهب واجب مهم . وعليه فان هذه الاهمية كان لها الاثر في تنوع الصراع وتطوره عبر التاريخ ، فعندما كان المجتمع العربي قبلي عشائري كانت السياسة والعقيدة لا تتعدى ذلك المستوى الاجتماعي ، لكن بتطور الزمن وتطور العقائد والفكر الثقافي والسياسي وتوسع وانتشار المجتمعات وظهور التيارات الاستعمارية وتأثيراتها توج هذا الصراع الى مواجهات عسكرية وبمراحل مختلفة من تاريخ العرب راح ضحيتها مئات الالاف من الابرياء المدفوعين نحو محرقة الموت بدوافع عقائدية يزرعها في عقولهم رجال الدين الذين يتربعون على مقاعد الحكم او المنابر ليوجهو سيل الخطب والتوجيه باشعال روح الثورة والمواجهة والجهاد في سبيل الله عل اسس طائفية مذهبية واثنية والداعية الى محاربة الافكار المضادة للافكار التي يتبنوها او لنصرة الدين حتى اصبحت الحروب اليوم وسيلة للتصفية والقضاء على العقائد المعارضة من اجل ان تتسيد العقيدة الواحدة وتنقرض بقية العقائد .
مقابل ذلك وتزامنا معه كان الغرب يعاني من صراعات مختلفة انتجت فكرا واقعيا علمانيا يدعو الى حرية الانسان في اختيار عقيدته او دينه وتركيز الاهتمام على احترام النفس البشرية (ولو بشكل عمومي) ووضع القوانين الملائمة لحقوق الافراد وتنظيم حدود علاقة الفرد بالمجتمع بشرط ان لا يؤثر على الاخرين . بينما انغمست الشعوب العربية في صراعات مختلفة اساسها الطائفية والمذهبية واصبح الايمان بها واقع حال ومطلب بديهي تنذر من اجله النفوس وتبذل الاموال والعطايا من اجل نصرة المذهب .. حتى صغرت طموحات الجماهير وهانت نفوسهم مقابل احياء المذهب واعلاء شأنه متناسين حقوق النفس البشرية التي منحها الله للشعوب لتحيا وتعيش من اجل البناء والتقدم بحرية ...
مما لا شك فيه ان الالتزام بالاديان امر مهم وحيوي بعث الله سبحانه وتعالى برسله ليعرف الانسان ان عليه واجبات وحدود وله حقوق وليعرف مم خلق ولم خلق وليتبع السيرة الحسنة وينظم حياته بالحقوق والواجبات والاخلاق واحترام النفس البشرية .. تلك الحدود عرفها الغرب وجعلها منهلا ليستنبط منها الانسان القوانين الوظعية لتفصل بين الناس بالحق وتوجد الحلول لخلافاتهم .. لكن في الشرق كان هناك البعض ممن استغل الدين وتمسك به لا للايمان وانما ليحقيق مصالح اخرى تغلب عليها الفردية او الفئوية على العمومية للشعوب وترك موضوع العبادة الخالصة في محل اخر ، وكان هذا الاسلوب هو الاسهل والاقرب لتحقيق الاهداف الطائفية والعنصرية والوصول الى عقول الناس وقلوبهم بسهولة.
على ان هذا الاسلوب ليس مستحدثا او اختراعا عربيا فقد عاش الغرب بهذا الاسلوب منذ مئات السنين . وكانت الصراعات الدينية والمذهبية والطائفية تعصف في مجتمعاتهم وتقتل شعوبهم قبل العرب بسنين طويلة .. تولد منها حروب وقتال وخراب حتى عرف الناس بعدها ان لا نهاية لذلك طالما ان رجال الدين هم المستفيدين من هلاك الضحايا لذا قرروا ابقاء الدين لله وان العبادة في بيوت الله متاحة بحرية للجميع لمن يرغب في ذلك .. وان ما جاء به الانبياء والرسل يصب في مصلحة البشرية ومنه يتم استنباط الاحكام والقوانين من الكتب السماوية بما يساعد على صياغة وكتابة واصدار القوانين لتنظيم شؤون المجتمعات البشرية وضمان حقوقهم وحرياتهم في التربية والتعليم والتوجيه لأتباع فضائل الاخلاق ، وهذل لا يلغي العودة لرجال الدين عند الحاجة الى الاستشارة والنصح او عندما يستجد امر جديد.
واليوم ينظر العرب الى هذا الفهم المتطور للحياة على انه كفر ويتهم المؤمنين به بالشرك والالحاد .. وبالمقابل تمسك العرب بجذور الدين الجامدة مما جعلهم ملتصقين بالتاريخ والارض والتراث للحفاظ على القيم التي غمرت بغبار التاريخ بينما استمر الغرب بالتطور والتوجه بقوة نحو العلم والمعرفة والبحث والتطوير .. وكانت النتيجة المؤلمة .. حدوث فجوة واسعة بين المجتمعات الغربية والعربية جعلت فيها العرب في اقسى حالات التخلف يتغنون بالتراث وبطولات الاولين وتاريخ وسيرة العظماء وتمجيد الشخوص على اسس عرقية وانساب الرسل والانبياء التي لا تغني ولا تفيد ..
وبسبب هذا التعصب لم ولن يجروء اي عربي مسلم ان يسأل نفسه ماذا تحقق له زيارة القبور وتمجيد اصحابها في العتبات المقدسة وماذا يكتسب لمجتمعه من قيمة وعلم وانتاج وبحث وفهم لمعضلات الحضارة ، بماذا يستفيد من التمسك الاعمى بالمذهب عندما يعود ليشارك في البناء والتقدم والعمل في سبيل الرقي والنهضة لمجتمعه ..لن يجروء احد على الاجابة ولا حتى على التفكير في هذا الموضوع لأن احكام الطوق من قبل المعممين على عقول الناس اكبر بكثير من الشجاعة عند الناس للتفكير في مثل هذه التناقضات . ولكن لنتشجع هنا ونتسائل مع انفسنا ، هل ترك الله تعالى شيئا لم يشر له في كتبه السماوية من خلال انبيائة ورسله؟ ، هل سنجد يوما في الكتب السماوية ما يضر ويضلم الناس ؟ مؤكد ان الجواب لا . اذ ان كل الاديان السماوية جاءت لأصلاح الحياة الاجتماعية وارشاد الناس الى العمل الصالح والاخلاق الحميد بما يضمن للبشر حياة مستقرة قريبة الى الكمال والمثالية ، وقد فرض الله على المسلم خمسة اوقات للصلاة يتعبد ويتقرب فيها الى الله من اجل ان لا ينسى ذكر الله ليحمي نفسه من ارتكاب المعاصي وليعرف ان عليه اتباع السيرة الحسنة .
أن الدروس والعبر والحكمة والنزاهة والسيرة الحسنة ، موجودة في بطون الكتب الاسلامية والعلمية والثقافية عبر عصور التاريخ ناهيك عن عظمة القرءان وشموليته ومن هذه المصادر ينهل المجتمع القوانين ليحاكم ويعاقب الضالمين والمعتدين بأحكام تردعهم عن ضلم الاخرين واستلاب حقوقهم . وهذه الاحكام كلها وردت في الكتب السماوية .. استنبط منها الدارسين من رجال الدين واساتذة الفقه النصوص والاحكام التي تنظم حياة الناس وتضمن حقوقهم وسلوكهم واخلاقهم ومعاقبة وتوجيه المخالفين واصلاحهم وتربية وتعليم النشأ الجديد لينبت بذرا صالحا للمجتمع .. ونعود ونسال هل هناك ما يخص حياة البشر و لم تتناوله الكتب السماوية ؟ .
هل هناك امور ومعضلات لم يستنبط ما يناسب معالجتها ضمن القوانين لشؤون المجتمع ؟.
مما لاشك فيه ان ظهور امر لم يطرق سابقا في القوانين ويتطلب استحداث قانون بما يلائمه لن يكون صعبا على المهتمين ليعودو لهذه الكتب والمصادر لمراجعتها والاستعانة برجال الدين للدراسة والبحث ، اضافة الى وجود مناهج النعليم والتربية ... وفي الحياة متسع من الوقت للمراجعة والبحث ثم التعديل . اذن لماذ يبقى الناس مشدودين الى اعماق التاريخ ملتصقين بالارض والقبر والتراب بما يمنع عنهم الحركة الفكرية والصناعية والابداعية منساقين الى البقاء في مواضعهم بينما البناء الحضاري في المجتمعات الاخرى يتصاعد وبسرعة حتى اصبح العرب داخل بئر عميق من التخلف والتأخر وقريبا سيختفي الضوء الحضاري في اخر نفق الامل عن حياة العرب لأنهم سيكونون في اسفل بئر جاف لا حياة فيه ، بعيدين عن اي مساعدات قد تقدم لهم للانقاذ والحصول على فرص العودة الى العيش مع العالم المتحضر لعدم وجود لغة او فهم مشترك مع الحضارة في العالم .
لقد اوصل لنا رجال الدين والمدونين مصادر وكتب استنبط منها المجتمع القوانين والاحكام التي تساعد المجتمع للعيش ... اذن ليس علينا الا ان نقول لهم شكرا دعونا نعيش الحياة بما يرضي الله ويرضي المجتمع ونحيا وننعم بما انعم الله علينا من عقل وروح.
رياض الفخري 15تموز2016



#رياض_محمد_سعيد (هاشتاغ)       Riyadh_M._S.#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نريد الحياة
- آ يا شعب العراق
- أضعف الايمان
- الموصل .. مدينتي
- لن نقطع الأمل
- العرب والشرق الاوسط
- صفحات ملوعة
- جاري وصديقي الهارب
- بعد ان نام مبكرا
- الا يتعظ العرب من عضة الكلاب
- على العراقيين ان يعترفو بأخطائهم
- رسالة من العراق
- شمسي ومأساتي
- تقية سياسية ام زهايمر
- نفس العضة ... نفس الدكتور
- الشعب و ديمومة الفاسدين
- فاشلون وسلاح
- حجاب المرأة ... عادة ام فريضة
- لماذا العنف و التطرف بأسم الدين؟
- ماذا بعد 12 عام


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض محمد سعيد - العرب والحضارة اليوم