|
الوباء الاسلامي و اجتياح العالم المتحضر [2] .. محاولات أسلمة أوروبا
ابراهيم القبطي
الحوار المتمدن-العدد: 1401 - 2005 / 12 / 16 - 04:26
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
فكرة المقال من مقال بالانجليزية (1) The Islamization of Europe
في يوم الجمعة 20 مايو 2005 ، أحرق تجمع من 300 مسلم صليبا خشبيا خارج السفارة الأمريكية بلندن ، كان هذا ردا على اشاعة اهانة القرآن على يد الجنود الأمريكان في سجون جوانتامو، و في خلال هذه التظاهرة الاسلامية تم حرق العلم الأمريكي و البريطاني ، و لعله من المثير للدهشة أن هذا الحدث لم يتم تغطيته التغطية الاعلامية الواجبة في وسائل الاعلام.
الحدث كله يتماثل مع ما يحدث في أي بلد اسلامي ، عندما تثير أي اشاعة عن اهانة الاسلام ردود فعل ضد المسيحية و المسيحيين مع سلبية الشرطة و الجهات الامنية ، و لكن الحدث مع الاسف لم يكن في مصر أو باكستان ، أو غيرهما من الدولة الاسلامية ، و إنما في المملكة البريطانية.
في الحقيقة أن أوروبا في العقود الأخيرة تمر بتغيرات اجتماعية ، من خلال التغلغل المستمر للمسلمين المهاجرين في امور السياسة و الاقتصاد و القانون و التعليم ووسائل الاعلام ، و على الرغم تعدد التوجهات للمسلمين في أوروبا بين العلمانيين الذين لا يريدون إلا الاندماج في المجتمع الأوروبي ، و الغير مهتمين من غالبية المسلمين ، إلا أن الفئة الثالثة من الاسلاميين هي التي حاولت و مازالت تحاول احداث هذا التغيير ، تغيير أوروبا ليصبح الاسلام ليس من الاديان ذات التأثير ، و لكن من الأديان الرئيسية في القارة ذات الثقل السياسي و الأيدولوجي ، و هذا لا يحدث فقط من خلال التزايد العددي و لكنه أيضا من خلال التغلغل إلى المؤسسات المدنية و الاجتماعية الأوروبية . **** المخطط الاسلامي لغزو أوروبا: و بالعودة للوراء ، كل هذا التغلغل الاسلامي كان تخطيطا من عقود ، ففي عام 1980 نشر المجلس الاسلامي الأوروبي "Islamic Council of Europe" كتابا عن المجتمعات المسلمة في الدول الغير اسلامية ، و الذي أوضح المخطط الاسلامي لأوروبا ، فعندما يحيا المسلمون كأقلية يواجهون الكثير من المشاكل الدينية ، لتعارض الحياة الاسلامية و الشريعة الاسلامية ، و التي تفترض الهيمنة الاسلامية على المجتمع ، مع المجتمع المدني في الدول الغربية ، و لهذا ينصح الكتاب المسلمين بتكوين مجتمعات متركزة لها مراكزها الدينية و الفقهية ، مع تجنب الذوبان في المجتمعات الأوروبية ، و مع الاحتفاظ بقليل من الاختلاط مع غير المسلمين لصالح الدعوة الاسلامية ، وينادي الكتاب بوجوب هذا على كل مسلم مؤمن ، كل هذا من أجل الهدف الاساسي ، و هو تحول المسلمين إلى أغلبية في هذه المجتمعات و فرض الشريعة الاسلامية (2). و الخلاف الوحيد هو كيفية التنفيذ لهذا المخطط بين المنادين بالتدرج البطئ أو التحول السريع ، أو حتى استعمال العنف.
و المتابع اليوم للحالة في أوروبا يلاحظ التطبيق الفعلي لهذا المخطط ، فالمسلمون يتركزون في تجمعات أشبه بالجيتو ، و يرفضون الاختلاط بالمجتمع الأكبر ، في الوقت الذي تتدفق فيه أموال السعودية لتنشئ المساجد الفخمة و تملأها بأئمة الدعوة من الدول الاسلامية. و على سبيل المثال في مدينة مالمو "Malmo" ثالث أكبر مدينة في السويد ، تنتشر العصابات الاسلامية المسلحة ، و الكثير من ساكني المدينة من المسلمين لا يعرفون التكلم بالسويدية على الرغم من وجودهم أكثر من 20 عاما في البلاد ، أما الدنمارك فشهدت حديثا أول مدرسة كل طلابها من المسلمين ، و في بريطانيا (حيث تعداد المسلمين : 1.6 - 3 مليون) يتركز المسلمون في ثلاث مناطق : الشمال الغربي و الوسط و لندن (المسماة حاليا لندنستان) ، و في بعض هذه المناطق يستهدفون المسيحيين ، و يهاجمون الكنائس و رعاة الكنائس من أجل تطهير هذه المناطق من الوجود الغير اسلامي. اللحوم الحلال صارت توزع داخل بريطانيا ضمن طعام السجون ، و المستشفيات و المدارس ، و الحجاب الاسلامي مسموح به في المدارس البريطانية ، و قد نجح بعض المسلمين في منطقة "Tower Hamlets" في لندن في تغيير بعض أسماء الشوارع بما يناسب الذوق الاسلامي .
و للأسف مزيد من مظاهر التدهور الاسلامي تجتاح بريطانيا ، حيث تطبق الشريعة الاسلامية سرا على المسلمين في محاكم شرعية ، و حيث يحظى الاسلام بحضور قوي في التعليم ، و بمكانة قد تفوق مكانة الاديان الاخرى في المدارس الحكومية ، أما عن غزو الجامعات فحدث و لا حرج ، حيث تلعب الاموال السعودية دورا في تنشيط التفكير الموجه لصالح الفكر الاسلامي . و من ناحية الغرب ، يحاول مسلمو أسبانيا أن يستعيدوا مسجد قرطبة ، و الذي كان كنيسة ، ثم تحول إلى مسجد أثناء الاحتلال الاسلامي للأندلس ، و عاد كنيسة بعد خروج المسلمين .
وحديثا بدأت حالات من التحول إلى الاسلام في الدول الاوروبية ، و ليس هذا فحسب بل بدأ تأثير الفكر الاسلامي الارهابي في التأثير على قدرتهم العقلية (3) ، و لعل آخرهم حالة الفتاة البلغارية التي فجرت نفسها في بغداد بعد أن تحولت إلى الاسلام على يد زوجها المؤمن ، و كانت النتيجة أن تحولت إلى قنبلة موقوتة بتاريخ 9 نوفمبر 2005. **** تحول مسيحي أوروبا إلى ذميين: و من الواضح ان أسلمة أوروبا لا تبرح خيال الكثير من الأئمة ، فأحد الأئمة الهولنديين أكد أن الشريعة الاسلامية أسمى من كل الشرائع الأخرى ، و أن هذه الشرائع بالتالي لا تلزم أيا من المسلمين بالخضوع لها ، وامام آخر من فنلندا يؤكد على شرعية قتل المرتد عن الاسلام ، و يضيف أن على الرغم من استحالة تطبيق هذا في الوقت الحالي إلا أنه يمكن التحقق عندما تقوم الدولة الاسلامية في فنلندا . و كل هذا و استغلال الحقوق المدنية مازال قائما على يد الارهابيين الاسلاميين ، و الذين يعتبرون لندنستان قاعدة اساسية لحركاتهم الجهادية.
و الغريب في الأمر أن كل هذه الحقوق لا تمنع المسلمين من الشكوى الدائمة بأنهم ضحايا التمييز العنصري في أوروبا ، و يتلاهي المجتمع المدني الأوروبي في ردود فعل مستميتة و محاولة التأكيد لهم على أن حقوقهم محفوظة . و لكن هذا التدافع المستميت من علماني أوروبا لإرضاء المسلمين لا يمكن تفسيره إلا على اساس أنهم يعانون من أعراض مرض الذمية ، حيث يعانون من نفس الاعراض التي يعاني منها الذميون في بلاد الاسلام من اليهود و المسيحيين . حيث تعودوا على الخضوع و على سيادة الاسلام .
فمن أعراض الذمية عدم الاعتراض على حرق الصليب المسيحي على أيدى العامة من رعاع المسلمين ، بل و عدم الشعور بأي علامة من مظاهر الغضب ، وكذلك من أعراض الذمية أن يؤيد بعض من قيادات مدينة قرطبة الاسبانية تحويل كاتيدرائية قرطبة إلى مسجد اسلامي .
وعلى الرغم من تزايد الخطر الاسلامي ، إلا أن أوروبا مازالت مشتتة في ردود فعلها أزاء المد الاسلامي ، فيبنما تحاول فرنسا حماية علمانيتها بحظر الحجاب ، تعدل هولندا من قوانين الهجرة و تعيد النظر في مبدأ التعدد الثقافي بعد اغتيال المخرج السينمائي الهولندي ثيؤ فان جوخ على يد ارهابي مسلم بعض عرض فيلم يفضح حقيقة معاملات المرأة في الاسلام (4) ، أما بريطانيا فمازالت تدرس امكانية التعامل مع الاقليات المسلمة بتقسيم المناطق الاسلامية إلى مقاطعات تتبع الشريعة الاسلامية ، و السؤال و ماذا عن المسيحيين في هذه المناطق الاسلامية ، و هل سيسمح لهم بممارسة حقوقهم الدينية في تلك المناطق الاسلامية؟ **** مازال المسلمون عدديا أقلية في المجتمعات الأوربية ، حيث لا يزيد عددهم عن 20 مليون في الاتحاد الأوروبي ، و باستثناء ألبانيا ، لا تتعدى نسبتهم في كل ادول الأوربية على الأكثر 10 % ، و لكن الاحصاءات تشير إلى تزايد الهجرة من المجتمعات الاسلامية ، مع تزايد الانجاب بين المجتمعات الاسلامية ، مما يرجح أن خطر الاسلام في تزايد مستمر ، مع هبوط معدل الانجاب بين سكان أوروبا الاصليين .
وعلى الرغم من سلبية المسيحيين في أوروبا تجاه هذا الزحف الاسلامي ، و تعاميهم عن حصان طروادة الاسلامي (الهجرة و الانجاب) ، إلا أن حقيقة الخطر الاسلامي قادرة أن تمحو كل معالم الحضارة الأوروبية المسيحية ، و التاريخ يشهد بأن أفغانستان و شمال أفريقيا و آسيا الوسطى كلها كانت مناطق مسيحية وذات حضارات عريقة تم محوها على يد التتار المسلمين . **** لماذا نهتم و نحن نعيش في الشرق؟ هذا السؤال المنطقي يطرح نفسه ، فما لنا نحن و الأوروبيون و الأمريكان؟ هذه مشكلتهم ؟ و الاجابة تتلخص في أننا نعيش في الجحيم الاسلامي الآن ، و يهرب البعض منا إلى مساحة من الهواء الحر و حقوق الانسان في المجتمعات الغربية ، فإذا فقدنا هذا هذا المتنفس الحر من الحضارة و الحرية ، فأين المفر بعد ذلك ، أنا أعلم أن الخطر مازال محدودا و خاصة مع انتشار الوعي بالسلام في الأوساط الأوروبية و الأمريكية ، و لعل حادث 11/9 كان بداية الاكتشاف ، و بداية الوعي ، و لكن مازال الكثير منهم يحتاج إلى المساعدة في التخاص من هذه الحيادية القاتلة تجاه الفكر الاسلامي بدعوى حقوق الانسان و حرية التعبير عن الرأى . فلا يصح أن يُرتكب نفس الخطأ مرتين في التاريخ ، في الشرق و الغرب .
وهنا يأتي دور مسيحي الشرق من المهاجريين ، و الذين يحملون عبء التوعية لهذه المجتمعات المغيبة من شباب و علماني أوروبا ، و يحملون المزيد من المسئولية بالمشاركة في كافة المنظمات المدنية في أوروبا و أمريكا ، و يحملون أيضا مسئولية المشاركة الحزبية في هذه الدول ، فدورنا لابد أن يتعدى الهروب من الاسلام إلى مواجهته ، و بدلا من أن نكتفي بترك بلاد الاسلام إلى بلاد الحرية ، لابد أن ننقذ هذه الحرية من الضياع تحت أقدام الجراد.
مسيحو الشرق هم خط الدفاع الأقوى ضد التغلغل الاسلامي للحضارة الغربية ، فهم من ذاقوا طعم الحكم الاسلامي و عدالته المزعومة ، و سماحته القاتمة ، و هم وحدهم يعرفون ما معنى أن تفقد وطنك ، و أن يمتلئ تاريخك بصفحات لم يكن فيها مكان للكلمات ، فقد ملأتها بقع الدم . هم يعرفون مصدر آلام الشرق الأوسط ، حيث يسكن الشيطان ، و حيث يحكم الظلام ، و يتنشر اليأس و الفقر و المرض و العبودية .
كما نعرف وجود الموت باجتماع النسور ، نحن مسيحو الشرق نعرف وجود الجحيم حيثما يوجد الاسلام . و آن لنا أن نُعرف العالم كيف يمنع أنهار الدماء والجحيم من التسلل داخل معاقل الحرية .
------------------- الهوامش و المراجع: 1) http://www.barnabasfund.org/archive/General/text/11aug05.htm 2) (M. Ali Kettani “The Problems of Muslim Minorities and their Solutions” in Muslim Communities in Non-Muslim States (London: Islamic Council of Europe, 1980) pp.96-105) 3) لقراءة المزيد عن تحول بعض الأوروبين إلى الاسلام و إصابتهم بلوثة التفجير الانتحاري: http://www.danielpipes.org/article/3184 4) اقرأ المزيد عن هذا الحدث في و شاهد الفيلم التسجيلي الذي أدى للاغتيال هنا : http://www.exmuslim.com/theo.htm
#ابراهيم_القبطي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القضية القبطية (3) : اعلان الحرب الروحية على الاسلام
-
الارهاب الاسلامي ... بالأرقام
-
غادة عبد المنعم .. اللي اختشوا ماتوا
-
الوباء الاسلامي و اجتياح العالم المتحضر ..أحداث فرنسا الأخير
...
-
القضية القبطية(2): مزيد من الأمل .. و اقتراح حلول سياسية
-
-عبد الكريم نبيل- .. قلب كبير في زمن إله الذباب و شريعة إله
...
-
القضية القبطية :أسباب الأمل بين القمص زكريا بطرس و الاستاذ ع
...
-
من أبطال الإسلام و الحرب:خالد بن الوليد .. و الكونت دراكولا
...
-
لماذا نرفض الديمقراطية للاسلاميين و الأحزاب الاسلامية (في ال
...
-
ثقافة الموت في الاسلام: تسونامي .. كاترينا .. ريتا .. و زلزا
...
-
الاحتلال الاسلامي للعالم القديم و الغزو الغربي لمجتمعات الشر
...
-
تاريخ الإلحاد: تكملة العصر الاسلامي الوسيط-4
-
تاريخ الإلحاد: العصر الإسلامي الوسيط-3
-
تاريخ الإلحاد-العصر الإسلامي الأول -2
-
مصطفي بكري .. و الوسواس الخناس -اسرائيل في صدور الناس
-
تاريخ الإلحاد: مدخل للدراسة و التحليل -1
-
قل لي من تعبد ... أقول لك من يحكم -أنظمة الحكم في العالم الا
...
-
اسطورة القرآن-مشكلة الوحي في الاسلام
-
عن القمص زكريا بطرس.. و التناقد الداخلي للإسلام - في الرد عل
...
المزيد.....
-
تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال
...
-
مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
-
تسليم رهينتين في خان يونس.. ونشر فيديو ليهود وموزيس
-
بالفيديو.. تسليم أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يونس
-
الصليب الأحمر يتسلم المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وجادي
...
-
القناة 13 العبرية: وصول الاسيرين يهود وموسيس الى نقطة التسلي
...
-
الكنائس المصرية تصدر بيانا بعد حديث السيسي عن تهجير الفلسطين
...
-
وصول المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى خان ي
...
-
سرايا القدس تبث فيديو للأسيرة أربيل يهود قبيل إطلاق سراحها
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|