نقد الشافعي (الحلقة 19 / 29): دعوى القياس الجزء 5

انور سلطان

الحوار المتمدن-العدد: 5223 - 2016 / 7 / 14 - 09:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

نقد الشافعي (الحلقة 19 / 29): دعوى القياس الجزء 5

قياس الشبه

كانت المناقشة السابقة حول قياس العلة, ولكن هناك مسائل لا يمكن تطبيق قياس العلة عليها, مثل تمليك العبد مالا، هل يملك وهو عبد مملوك أم لا؟ فأي علة يمكن الرجوع إليها في هذه المسألة الغريبة؟ وتفتق الذهن عن السؤال: هل العبد مثل الحر يمكن أن يملك أو مثل البهيمة لا يمكن أن تملك؟ فهو عاقل مكلف يتزوج ويطلق وهنا يشبه ابن آدم الحر، ويباع ويشترى ويوهب ويورّث مثل البهيمة. وقالوا يلحق بالأكثر شبها له. وأوجدت العقلية المأزومة مخرجا لها باستحداث مفهوم جديد اسمه قياس الشبه، أعتبر نوعا من القياس. فلا وجود للعقل والمنطق، بل كل ما يستطيع العقل فعله هو الغرق في استخراج العلل وعوامل الشبه وإلحاق المسائل بأخواتها. وانفصل التشريع عن الحاجة وعن العقل والمنطق، ولهذا حلق في الخيال وفي افتراض مسائل لا وجود لها، وانتكس إلى الحيل والتحايل، بعد أن امتلك مفتاح التحايل والتلاعب، وهو الدلائل على أحكام الله.
ولأنه لا دليل على قياس الشبة اجتهد الشافعي في الاستدلال عليه من القران بجزاء الصيد. والتقط كلمة مثل، فهي تعني الشبه عنده، وبالتالي دليل على قياس الشبه.

وكأن من قالوا بقياس الشبه لم يقولوا به إلا تطبيقا لهذه الآية. وكأن الشافعي لم يكن يبحث عن دليل على المفهوم بعد استقراره. وهذا ما ينطبق على آية العلامات والنجوم التي استدل بها على العلة في القياس (فكلاهما داخل في معنى الدلالة)، وهنا تنكشف بجلاء الأيدلوجية التي كانت تتحكم بالشافعي. والتي اجتهد الشافعي في الاستدلال على مقولاتها بالقران، كيفما كان الاستدلال، فكيفي أن توجد كلمة مطابقة أو قريبة في القران للمصطلح ليستدل بها على المصطلح المستحدث. فالجهاد هو الاجتهاد وكلمة العلامات هي الدلائل والعلل, والمثل يعني قياس الشبه.

والآية (جزاء مثل ما قتل من النعم) تدل عين الحكم. ولا يوجد في المسألة قياس، ولا يمكن لأحد أن يفهم من المسألة دلالتها على مفهوم قياس الشبه بأي نوع من أنواع الدلالة، إلا كدلالة (وجاهدوا في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم) على مفهوم الاجتهاد. ومهما كان الأمر، وإذا تنازلنا أشد التنازل، فلن تكون دلالتها على قياس الشبه كمصدر من مصادر التشريع إلا ضنية، ولا يمكن وضع مصدر لحكم الله، وهو أمر خطير، على ضن.

لا يمكن تطبيق ما يسمى قياس الشبه، لأنه لا يمكن أن توجد مسائل متماثلة، وأي حكم يتم وضعه عبر هذه المماثلة سيكون متعسفا لا علاقة له بالواقع.

#انور_سلطان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات