أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق إطيمش - الإنهيار القادم السريع لأمريكا وبريطانيا















المزيد.....

الإنهيار القادم السريع لأمريكا وبريطانيا


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 5222 - 2016 / 7 / 13 - 17:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإنهيار القادم السريع لأمريكا وبريطانيا

قريباً وقريباً جداً سيشهد العالم انهيار الدولتين الكبيرتين والمؤثرتين في مجمل السياسة الدولية امريكا وانكلترا. والإنهيار هذا سيكون حتماً ليس بسبب تبنيهما لنظام اقتصادي معين او لخلل في قدراتهما العسكرية او لتردي العلاقات الإجتماعية، ولا حتى بسبب الكوارث الطبيعية كهيجان البحار وما تسببه من فيضانات وخسائر مادية وبشرية كبيرة جداً ، ولا بسبب تفشي الأمراض والأوبئة القاتلة التي لا يجد لها المرء في هاتين الدولتين ما يكفي وما ينفع من العلاج. لا ليس بسبب هذا او ذاك، بل لأن هاتين الدولتين ستحكمهما نساء والعياذ بالله. سيحكمهما بشر من ناقصي العقول وضعيفي الإرادة. فناقصة العقل والدين تيريزا ماي تسلمت فعلاً يوم امس مقاليد رئاسة الحكومة في انكلترا. وهيلاري كلنتون ستتولى رئاسة الدولة باجمعها في امريكا. وكلنا يعلم ان ناقصي العقل، خاصة تلك الفصيلة من البشر، كالنساء مثلاً، الذين يزيدون على نقص عقلهم هذا نقص الإرادة ايضاً والتعامل مع الواقع من خلال العواطف لا من خلال الثوابت. وهذا ما رأيناه ونراه اليوم فعلاً كيف تسير المانيا مثلاً تدريجياً نحوالإنهيار بسبب تسلط امرأة كأنجيلا ميركل على إدارتها منذ ما يقارب الثمان سنوات.وهذا ما نراه ايضاً ومنذ عدة سنين كيف ينهار صندوق النقد الدولي بسبب وضعه بيد كريستين كارد لإدارته، إمرأة تدير السياسة النقدية لصندوق يسيطر على السياسة النقدية للعالم اجمع، وتعمل معها جمهرة كبيرة من ناقصات العقول، لا يمكنه ان يستمر على الحياة تحت هذه الإدارة، لأنها ادارة ناقصة فعلاً والمثل يقول لا يصح إلا الصحيح، أليس كذلك...؟ وكما رأينا سابقاً ايضاً كيف بدأت الدولة البريطانية بالإنهيار، ومنذ عشرات السنين، حينما بدأت تقف على قمتها ناقصة عقل ايضاً كالملكة اليزابيث، وذلك حينما سلط عليها الله ناقصة عقل اخرى مثل ماركريت تاشستر سارعت هي الأخرى بانهيارها، حتى قيض الله لهذا البلد رجلاً حكيماً انقذه بحكمة الرجال وكمال عقلهم وقوة ايمانهم من الإنهيار الذي رافق ولم يزل يرافق تسلط ناقصات العقول على امور ادارته،لا حول ولا قوة إلا بالله. الأمثلة على انهيار البلدان والأوطان التي تسلطت النساء على امور ادارتها كثيرة وكثيرة جداً. ولم يزل يعيش في مخيلتنا مَثل الهند حيما كانت ناقصة العقل والدين انديرا غاندي تدير شؤوون هذه الدولة العظيمة المترامية الأطراف التي تشتت اوصالها طيلة فترة حكم ناقصة العقل هذه وانحطت سمعتها الدولية إلى الحضيض، إلا ان هذه الدولة استعادت عافيتها ، والحمد لله، بعد ان انقذها الله برجال اشداء على الكفار رحماء فيما بينهم. ولم تكن الهند الدولة الوحيدة في الشرق والتي وقفت على حافة الإنهيار حينما تولت شؤون ادارتها ناقصة عقل كأنديرا غاندي، بل ان الباكستان تعرضت لهذا الإنهيار ايضاً حينما تسلطت على شؤونها إمرأة مثل بينزير بوتو. او سريلانكا التي قادتها سيريمافو باندرانايكا لسنين طويلة تعرضت خلالها إلى محاولة اغتيال نفذتها غريمة لها في نقصان العقل ايضاً كانت تعمل في حركة التاميل المعارضة. وبالرغم من رفضي واحتقاري للعصابة الصهيونية التي تنهج نفس ذلك النهج الذي ينهجه الإسلام السياسي من خلال توظيف الدين في شؤون الدولة التي اصبحت دولة صهيونية دكتاتورية قمعية بكل ما في ذلك من معنى، إلا انني لا استطيع ان اتجاهل ان إمرأة صهيونية خَصَتْ القادة العرب والمسلمين الذين انهزموا امامها في ستة ايام فقط، تاركين وراءهم كل شعارات شرفهم وتبجحات وعنجهيات فروسيتهم ورجولتهم. هؤلاء القادة وفقهاؤهم الذين يتجاهلون حتى تاريخهم الذي لعبت فيه المرأة ادواراً ريادية في الأدب والفروسية والإدارة والقيادة والفنون، إلا أن فقهاء السلاطين يصرون ، رغم ذلك كله ، على ان المرأة ناقصة عقل ودين ، ويرددون مقولة " لا افلح قوم ولوا امورهم إمرأة " وينسبون كل ذلك إلى الحديث النبوي باعتباره مصدر من مصادر السنة التي تشكل عندهم الأساس الثاني بعد القرآن للتعاليم الدينية. فما مدى صحة هذه الإدعاءات وما مدى صحة نسبتها ، وهل هذا الحديث من الأحاديث الصحيحة فعلاً، ام انه جزء من التخريجات الفقهية التي جاء بها فقهاء السلاطين هؤلاء ؟
من خصائص الأحاديث النبوية الصحيحة هي ان لا تكون أحاديث آحاد ، أي انها لا تكون منقولة عن شخص واحد وليس لها ما يسندها في القرآن والسنة . فأين موقع هذا الحديث " لا أفلح قوم ولوا أمورهم إمرأة " في السنة النبوية ؟
يجيب الكاتب الإسلامي محمد عماره في كتاب التحرير الإسلامي ، من منشورات دار الشروق ، على هذا السؤال فيقول : " إنه لا يوجد في القرآن كله أو الأحاديث الصحيحة سوى هذا الحديث وحده فلا شبيه له يقويه . ولم يروه غير واحد ، وأحاديث الآحاد دلالتها ظنية بالإجماع ."
وعلى هذا الأساس فإن هذا الحديث الذي يريد به فقهاء السلاطين تعطيل دور المرأة من خلاله ما هو إلا حديث موضوع لا سند له ، يوظفه أعداء المرأة لنيل ما في نفوسهم من غايات مريضة. كما ان راويه الوحيد المدعو أبو بكره لم يُعرَف عنه بأنه من حَفظَة الحديث أو من رُواتِه المشهورين . وتذكر بعض المصادر أن رواية هذا الحديث هي واحدة من الخدع المستعملة في الحروب ، حيث جاء ذِكر هذا الحديث لأول مرة في واقعة الجمل والذي أدى إلى إنفضاض بعض أنصار عائشة عنها مما أدى إلى خسارتها الحرب . ( إنظر مثلاً كتاب : مفاهيم خاطئة تؤخر المسلمين ، تأليف د. أحمد شوقي الفنجري ، مكتبة مدبولي ، الطبعة الثانية ، 2007 ، ص.272)
كما جاء في المصدر أعلاه وفيما يتعلق بهذا الحديث على الصفحة 273 ما يلي: " وآخر القول فقد حسم فضيلة شيخ الأزهر الدكتور محمد سعيد طنطاوي هذه القضية بفتواه العصرية الرشيدة التي صدرت يوم 18.03.2005 . فعندما أعلنت مصر رسمياً ان منصب رئيس الجمهورية سيكون بالإنتخاب العام بين أي مرشحين ، فقد أعلنت بعض النساء ممن لديهن الكفاءة والأهلية رغبتهن في الترشيح إذا وافق الأزهر على ذلك وكان لا يتعارض مع الدين . فجاءت فتوى فضيلة شيخ الأزهر الرجل الشجاع العالم المستنير وحسم فضيلته الخلاف مع جميع المعارضين لولاية المرأة لأي منصب في الدولة إبتداءً من حقها في عضوية مجلس الأمة والقضاء والوزارة إلى رئاسة الجمهورية ."
إن هذه الصفات الهمجية المتخلفة التي تطلق على النساء على انهن ناقصات عقل ودين لا تحتاج إلى كثير من العلم والمعرفة لنقضها وإثبات بدائية القائلين بها من فقهاء السلاطين واشباههم، حيث يمكن إدانتهم بنفس مفاهيمهم التي يؤمنون بها والتي تقول لهم في الآية الرابعة من سورة التين " لقد خلقنا ألإنسان في أحسن تقويم " . فكيف يجعل فقهاء السلاطين من خلق الله هذا الذي يصفه القرآن بأنه جاء على أحسن تقويم بأنه ناقص ..؟ هنالك ثلاثة إحتمالات لهذا التصرف اللاعلمي واللااخلاقي بتفس الوقت. فإما ان فقهاء السلاطين هؤلاء لا يفهمون القرآن ولكنهم يحاججون به رغم عدم فهمهم له ، وهذه هي إحدى الكوارث التي حلت بالمجتمعات الإسلامية التي اصبح فيها الجهلاء بالدين والدنيا قادة لهذه المجتمعات ، وها هي النتائج التي نراها اليوم بسبب هذه القيادات الجاهلة . أو أن فقهاء السلاطين هؤلاء يعرفون فعلاً ما ينص عليه القرآن من كمال خلق الإنسان ، إلا أنهم يضعون أنفسهم فوق هذه النصوص التي تعرقل بعض تسلطهم على مجتمعاتهم فيقومون بلي عنق النص ليستجيب لأطماعهم وشهواتهم ، وليضربوا بكل التعاليم الدينية الأخرى عرض الحائط أمام البسطاء من الناس. أما ألإحتمال الثالث فهو انهم لا يعتبرون النساء من ضمن المخلوقات البشرية التي خلقها الله في أحسن تقويم .
المراة اثبتت عملياً وتاريخياً بانها ساهمت في بناء المجتمعات على إختلاف أنواعها ومواقعها . وإن ما يُدبر اليوم في العلن والخفاء ، من قِبَل مَن يضعون أنفسهم في موضع الوكلاء على الدين ، لغمط وتشويه وإنكار دورها هذا لا ينبغي له ان يمر دون ان تتحرك المرأة نفسها لتفعيل المجتمع بكامله ليقف ضد هذه المحاولات التي يقودها فقهاء السلاطين هؤلاء اللاهثين وراء السلطة والجاه لا وراء العدل والمساواة.
وعلى المرأة العراقية بشكل خاص ان تنفض غبار القيمومة عنها وتخرج إلى المجتمع بروح الثقة العالية والمقدرة الكافية التي تؤهلها لتبوأ المواقع القيادية في وطننا الذي لا يستطيع أن يستغني عن نصف مكوناته نزولاً عند رغبة بعض العقول الجاهلة المتخلفة. ولتلعب المرأة العراقية المثقفة على وجه الخصوص دوراً مضاعفاً في عملية التنوير التي لم تصل إلى الكثير من النساء العراقيات اللواتي لا زلن يجهلن أهمية دورهن في المجتمع. فالمرأة العراقية المثقفة الواعية لدورها لا خيار لها بعد كل هذه المآسي التي يسلطها فقهاء السلاطين على المجتمع، وعلى المرأة بشكل خاص، إلا ان تأخذ زمام المبادرة والقيادة في عملية التغيير الديمقراطي المرتقبة في العراق.

الدكتور صادق إطيمش



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيضاح لابد منه
- حكومة العراق ليست جبانة فقط ... بل ومنخورة ايضاً
- لا تقل لي ...
- جرائم العثمانيين لم تكن بحق الأرمن فقط ...
- لصوص ونصوص ...
- صيام اللصوص . . .
- وهم التمييز بين التطرف والإعتدال في فكر الإسلام السياسي
- مَن هم المفسدون ... ايها الصغير ؟
- النص الديني كسلَّم للجريمة ... الأنفال مثالاً
- النص الديني كسُلَّم للجريمة ... الأنفال مثالاً
- المَزْعَطة
- فتاوى الفقهاء في عَورَة ونقص النساء **
- الإسلام السياسي جرثومة العصر
- مجرمو شباط
- إشكالية السياقين التاريخي واللغوي في النص الديني القسم الرا ...
- إشكالية السياقين التاريخي واللغوي في النص الديني القسم الثا ...
- إشكالية السياقين التاريخي واللغوي في النص الديني القسم الثا ...
- إشكالية السياقين التاريخي واللغوي في النص الديني
- مصطلحات رثة ... - الأقليات - مثالآ ...
- تصور الأمر معكوساً ... يا شيخ جعفر ...


المزيد.....




- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق إطيمش - الإنهيار القادم السريع لأمريكا وبريطانيا