أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - بوادر الانفراج . .والعد التنازلي















المزيد.....

بوادر الانفراج . .والعد التنازلي


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 5222 - 2016 / 7 / 13 - 11:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بوادر الانفراج . . والعد التنازلي
ادهم ابراهيم
ان الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003 قد تم بالاتفاق والتواطؤ مع بعض الدول العربية ، اضافة الى ايران وتركيا ، وهذا معروف للقاصي والداني . وعندما انسحبت امريكا من العراق تم ملء الفراغ الحاصل جراء ذلك من قبل ايران . وساعدها في ذلك صمت الولايات المتحدة ، وموقف رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ، الذي حاول اللعب على حبل الولايات المتحدة وحبل ايران في نفس الوقت لضمان بقاءه في السلطة ، الا انه رغم ذلك سقط باتفاق الدولتين ايضا ضمانا لمصالحهما الستراتيجية في المنطقة وفي العراق .
ونتيجة للممارسات الطائفية للسيد المالكي تجاه المناطق ذات الاغلبية السنية ، فقد دُفع البعض منهم للتطرف ، ودُفع البعض الاخر للتظاهر والمطالبة بالحقوق والامتيازات التي حرموا منها . . فامتد التطرف الاسلامي ، وازداد كلما زادت الشقة بين الحكومة وابناء الطائفة السنية . فاستغلت داعش ، التي تدعي بناء دولة الخلافة في العراق والشام ، هذه الاجواء لتحتل مساحات شاسعة من ارض العراق . فوجدت ايران الفرصة سانحة للتدخل اكثر فاكثر في العراق ، بدعوى محاربة الارهاب وحماية المقدسات ، فنشرت سرايا وكتائب قتالية موالية لها لتكون نواة للحرس الثوري في العراق ، على غرار تجربة الحرس الثوري الايراني . وكبديل للجيش العراقي الذي تكن له ايران العداء والبغضاء ، نتيجة الحرب العراقية الايرانية في الثمانينات من القرن الماضي .
هذا في العراق . . وفي سوريا تم استدراج المعارضة الوطنيةالسورية الى فخ الاسلمة اولا ، ثم التطرف الراديكالي ، فتحولت اغلبها شيئا فشيئا الى جبهة النصرة الموالية للقاعدة ، او الى داعش ، دولة الخلافة المزعومة . فاصبح طابع الحرب في سوريا طابعا اسلاميا متشددا تارة ، وداعشيا موغلا بالعنف والقسوة تارة اخرى .
ان امتداد التطرف الاسلامي في كل من سوريا والعراق ، قد ساعدت عليه الثورات العربية ، او ما يسمى بالربيع العربي وصعود الاسلاميين على اكتاف ابناء الشعب الثائرين ضد حكامهم ، وقد كانوا يفتقرون للتنظيم ، والفكر والقيادة ، فتم حرفهم عن مسارهم الديموقراطي الوطني ، الى المسار الاسلامي ، ابتداء والاسلامي المتشدد في نهاية الامر .
ان امريكا والغرب قد آثروا محاربة التطرف الاسلامي بكل تنظيماته واشكاله بمساعدة ايران . . وهذه سياسة الغرب التقليدية . حيث يستحسن تقاتل المسلمين بطوائفهم المتناقضة فيما بينهم بدلا من ان يزجوا برجالهم في حروب هم في غنى عنها . ولسان حالهم يقول ، رحم الله امرئ اكتفى بغيره ! ! . . وطابت الامور للامريكان لهذا الحد . . الى ان امتدت الفوضى من المنطقة العربية الى اوروبا ، حيث ان قساوة الحرب الاهلية على شعوب المنطقة قد دفعها للهجرة الى الخارج . فهاجروا الى الدول المحيطة ، ثم الى الدول الاوروبية بعد ذلك ، حتى فاق عدد المهاجرين اليها على المليون شخص ! . مما تسبب في ازمات وانشقاقات في الاتحاد الاوروبي ، وضغوطات لا قبل لهم بها . . . كما ان النيران التي اشتعلت في العراق وسوريا قد امتدت حتى وصلت الى اوروبا ، واحيانا الى امريكا . حيث شهدت اوروبا اعمال عنف ارهابية ، وتفجيرات اوصلتهم الى مايشبه حالة الحرب ، خصوصا في فرنسا وبلجيكا . وكادت تمتد الى عموم اوروبا . وقد تسببت مع الهجرة الضخمة اليها في مشاكل سياسية واقتصادية ، واجتماعية كثيرة ، ليس اخرها خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي . بل واصبح هذا الاتحاد في كف عفريت ، اذا لم يتم تدارك تداعياته المتكررة .
هذا من جانب ، ومن جانب اخر فان تنامي الاصوات والمشاريع المطالبة بانشاء دولة او اقليم كوردي عازل بين تركيا وسوريا قد اجهض مشروع مد انبوب الغاز الستراتيجي من قطر والسعودية الى تركيا وصولا الى اوروبا . اضافة الى ان انشاء مثل هذه الدولة سيؤدي الى عزل تركيا عن الدول العربية ، وبالتالي تحجيم دورها في منطقة الشرق الاوسط .
ان التدخل الروسي في الحرب الاهلية في سوريا لم يوئد الى حسم الموضوع لصالح النظام السوري ، كما كان متوقعا . وان الحرب لا زالت مستمرة ، ويبدو انها ستبقى كذلك ، لان الحل في سوريا كما هو في العراق لن يكون حلا عسكريا مطلقا . وان روسيا لا تريد التورط اكثر في هذه الحرب ، ولها مشاكل مع اوروبا وامريكا وحلف شمالي الاطلسي ، بسبب حدودها الملتهبه مع اوكرانيا وجزيرة القرم .
ونتيجة لكل هذه الاحداث ، نرى ان هناك مواقف جديدة قد انبثقت . . مثل المصالحة التركية الروسية المفاجئة . ثم تطبيع العلاقات التركية الاسرائيلية ، وبعدها عقد مؤتمر القضية الفلسطينية في باريس ، وزيارة وزير الخارجية المصري الى اسرائيل بعد قطيعة دامت مايقرب من عشر سنوات . . ثم انعقاد مؤتمر المعارضة الايرانية في باريس ايضا . وكلها تصب في اتجاه حلحلة المشاكل المستعصية في المنطقة . . . ويبدو ان العد التنازلي قد بدأ لانهاء الازمات والحروب في هذه المنطقة ، ابتداء من القضية الفلسطينية ، ثم الحرب الاهلية في سوريا ، والحرب غير المعلنة في العراق ، وحرب اليمن . والحرب الباردة بين ايران ودول الخليج العربي .
ان مؤتمر المعارضة الايرانية في باريس سوف لن يكون كسابقه ، حيث تم ايلاء اهمية فائقة عليه ، وقد تتخذ اجراءات فاعلة لتنفيذ مقرراته على مراحل ، خصوصا وان الوضع في الداخل الايراني قد يتيح فرص النجاح لمثل هذه التحركات .
ان مهمة داعش في المنطقة قد اوشكت على الانتهاء ، وان الدول الداعمة لها قد سحبت يدها ، اما لانها تعبت من مساندتها ، او لانها حققت اغراضها . وان الوضع في العراق ، رغم ما نشهده من ازمات متكررة ، وتدخلات لا حد لها من الدول المحيطة به . الا انه يتجه نحو الانفراج ، حيث ان التحشيد الطائفي لم يعد يجدي نفعا لكل الطوائف . خصوصا بعد ان كشف الشعب الاعيب السياسيين في شق وحدة الصف العراقي . وان موضوع استقلال كوردستان لم يجد له طريقا واضحا ، او اجماعا ناجزا . . . واذا بقي العراق كما كان سابقا ، او تحول الى فيدراليات مناطقية وليست طائفية ، فان الامر لايغير من كيانه ووحدته . واننا لا نتوقع حل جميع المشاكل والمعضلات بعصا سحرية ، او بجرة قلم . ولكننا نرى ان الوضع العام في العراق يتاثر بمحيطه ، وهو سائر نحو الصحو بعد الازمات والعواصف التي كادت ان تعصف بنا كوجود وكوطن . . . اننا بحاجة الى الهدوء والتعقل ، خصوصا بعد التحرر من الطغمة الداعشية للوصول الى حل يرضي جميع اطراف الشعب العراقي ، ويوثق بدستور جديد يقوم على مبادئ العدل والمساوات بين المواطنين .
ادهم ابراهيم



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يخبؤون اجهزة كشف المتفجرات ؟
- تداعيات اجتثاث البعث
- قرار المحكمة الاتحادية . . يكشف الكذب والنفاق
- لا تسلني من اكون . . انا سني الابوين شيعي الفكر والهوى
- العراق بين التقسيم وتقبل الآخر
- هل سيكون العبادي غورباتشوف العراق
- اعادة تنظيم الحشد الشعبي
- من الاصلاح والفلوجة الى الموصل . . مهمات غير منجزة
- تعذيب النازحين . . اعظم هدية لداعش ولدعاة التقسيم
- هل فقدنا الهوية الوطنية
- مؤتمر باريس . . . ما اشبه اليوم بالبارحة
- ديموقراطية البنادق والتضليل
- الطريق المسدود . . والسيناريوهات المحتملة
- الدراسات الحديثة للتاريخ
- الدين . . بين العقل والقلب
- مشروع المالكي الجديد
- امريكا . . . من ابو طبر الى اوراق بنما
- تحالف القوى . .. الموقف الانتهازي
- التكتلات السياسية . . . والبركان القادم
- ماذا بعد الدين .. ؟


المزيد.....




- وسط جدل أنه -استسلام-.. عمدة بلدية كريات شمونة يكشف لـCNN ما ...
- -معاريف- تهاجم نتنياهو وتصفه بالبارع في -خلق الأوهام-
- الخارجية الإيرانية ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
- بعد طردها دبلوماسيا في السفارة البريطانية.. موسكو تحذر لندن ...
- مراسلنا: مقتل 8 فلسطينيين بينهم أطفال في قصف إسرائيلي استهدف ...
- مع تفعيل -وقف إطلاق النار.. -الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا عا ...
- هواوي تزيح الستار عن هاتفها المتطور القابل للطي
- -الإندبندنت-: سجون بريطانيا تكتظ بالسجناء والقوارض والبق وال ...
- ترامب يوقع مذكرة تفاهم مع البيت الأبيض لبدء عملية انتقال الس ...
- بعد سريان الهدنة.. الجيش الإسرائيلي يحذر نازحين من العودة إل ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - بوادر الانفراج . .والعد التنازلي