أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - العداء للمسيحية وتزوير التاريخ وتسليع الثقافة















المزيد.....

العداء للمسيحية وتزوير التاريخ وتسليع الثقافة


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5221 - 2016 / 7 / 12 - 15:07
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


( 1) تكفير المسيحيون :

اتسمت المجتمعات العربية الاسلامية في القرن العشرين , وكرد فعل على الحداثة في الغرب بالعودة الى مفهوم ( السلف الصالح ), والى النموذج الاول للاسلام , والى المزج بين الدين والسياسة والذي كان له نتائج مدمرة على مجتمعاتنا.

ولقد عانى المسيحيون كثيرا بسبب الدمج بين الدين والسياسة .حيث نقل المسيحيون من خانة اصحاب العقيدة الاخرى الى خانة اصحاب (اللاعقيدة )الذين يجب تجنبهم , والذين ليس لديهم حصة في الجنة , ويجوز قتلهم في بعض الاحيان .

لقد كشفت حملة نابليون على مصر 1798 عن هشاشة المجتمعات الاسلامية وتخلفها . احتلال مصر من قبل نابليون جعل المسلمين يطرحون السؤال التالي:
كيف يمكن ان يسمح الله الذي ينبغي ان يقف الى جانب المسلمين بان يتفوق اصحاب العقيدة الاخرى , اي المسيحيون الذين يعتبرون كفارا , على المسلمين اصحاب العقيدة القويمة؟

لقد قام الكثير من العلماء بالسفر الى الغرب واقاموا صلات معه , والاطلاع على طرق الادارة الحديثة والانجازات التقنية.وكان هنالك آخرون اعتبروا ان التفاعل مع الكفار قد ذهب ابعد من اللازم . فهم يرون تخلف المسلمون بسبب ابتعادهم عن الاسلام الحقيقي . وان العودة الى السلف الصالح هو الرد الحقيقي على الوضع المزري للعالم الاسلامي .ان لبس الجلباب وتربية اللحى ولبس المحابس ومسك المسبحة باليد , كلها مظاهر للخلف الصالح . لكن في واقع الامر ان هذه الظواهر هي مظاهر للعنف وللارهاب الاسلامي باسم الخلف الصالح .

لقد كان هنالك تياران يتباريان حول الوصول الى الاسلام الحقيقي.التيار الاول يرى في الفهم الحرفي للنص القراني دون اجتهاد هو السبيل الذي يوصلنا الى التفوق.اما التيار الثاني فكان يقوم على الاجتهاد وتاويل النص القراني . وهو يمثل نواة الفكر الاصلاحي.
في نهاية المطاف انتصر المحافظون على الاصلاحيون.

في عام 1928تشكل حزب الاخوان المسلمين في مصر , من قبل حسن البنا تحت تاثير الوجود البريطاني في مصر والذي جلب معه اسلوب حياة جديد تمثل في الموسيقى وتناول الكحول ونوعا من حرية التنقل والحركة.

دعا البنا الى العودة الى الاسلام الحقيقي بتطبيق الشريعة والقضاء على كل ماهو غير اسلامي . مارس الاخوان المسلمون العمل السري وتنظيم الاغتيالات . وهي حركة قائمة على الاخوة الاسلامية وليس على فكرة المواطنة والوطن والقومية . لاتعترف بالحدود وبسيادة الدول ولا تعترف بالحكومات القائمة .

انها نوع من التنظيمات شبيهة بالتنظيمات الماسونية والفاشية والنازية , وشبيهة بالتنظيم السري للفرق الاسماعيلية.كان هدف حسن البنا اسلمة المجتمعات جميعها.وبدلا من الاتجاه الى علمنة الدولة , تم الاستناد الى الشريعة الاسلامية كمصدر وحيد او اساسي للتشريع .

وقالوا : لو اراد الله ان يساوي بين المسلمين وغير المسلمين لذكر ذلك في القران الذي هو كلام الله الابدي .لذلك لايمكن مساواة المسلم بغير المسلم . فحيثما كان هنالك تاثير للشريعةالاسلامية, كان هنالك تضييق على حقوق غير المسلمين .

زادت احداث ايلول – سبتمبر – 2001 من حالة العداء للغرب وللمسيحية . تحدث الرئيس الامريكي قبل الحرب الامريكية على العراق بخطاب مسيحي ورد عليه صدام بايات من القران في مقاتلة اعداء الامة.واخذ المسلمون يعاملون المسيحيون في المشرق وكانهم المسؤولون عن حالة العداء للاسلام . وهم من يدفعون الثمن اليوم .في حين ان المسيحيين في المشرق يرفضون السياسة الامريكية.

انتشرت في مصر اشرطة الكاسيت في الاسواق وفي سيارات الاجرة , وفي البيوت وهي تتهم المسيحيين بالعمالة للغرب , وبالانحلال الاخلاقي وتناولهم للكحول وللحوم الخنازير . واتباعهم طريقا متحررا في الحياة .ان الدعاية الاسلامية المعادية للمسيحية اصبحت عادية وعلنية ومنتشرة في كل مكان .

هذا العداء للمسيحيين ادى الى تهجير وقتل المسيحيين وسبي واغتصاب النساءوالفتيات المسيحيات . والى زيادة اسلمة المجتمع والتضييق على الحريات العامة والشخصية.
يرفض السلفيون الاسلاميون آيات التسامح المكية والتي تتحدث بايجابية عن المسيحيين , اي النصارى بحسب القران ,ويرون ان الاعتراف بالمسيحية له صلاحية محدودة زمنيا وانه يعود الى ان المسيحيين وضمن عدد من الشروط ومثلهم اليهود كانوا يعترفون بالله . وقد توفر لديهم الوقت الكافي لمعرفة الاسلام وفهمه .

يعترف السلفيون بالاسلام التشريعي , ولا يعترفون بالاسلام الانثروبولوجي ,الاسلام الحنيف , اسلام ماقبل الاسلام , اسلام ماقبل التشريع والتكفير .
يكفر السلفيون اصحاب الديانات الاخرى .ويكفرون الطوائف الاخرى من الاسلام مثل الشيعة والاحمدية والقرانيون والاسماعيليون والصوفية.وكل من يخالفهم في عقيدتهم .

في المانيا يحاولون اقامة ( حفلات الدعوة )في اطار حملات توزيع القران ,والتاثير على الشخصيات الضعيفة المهزوزة .
ان التيارات السلفية تعمل على اعلاء الذات وهي نوع من الانغلاق على الذات والنرجسية المرضية. وهي مقدمة لاحتقار الاخرين وتبرير العنف ضدهم.

مصدر المقال :

كتاب ( باسم الله : اضطهاد المسيحيين في العالم الاسلامي )- تاليف :العالمة الالمانية : ريتا بروير – ط 1 – 2016- الناشر: بيت الوراق –بغداد – شارع المتنبي .

( 2):

تزوير التاريخ وتسليع الثقافة:

نشهد اليوم تزويرا لتاريخنا المعاصر , وخلق تاريخ وهمي وغير حقيقي لاحداث التاريخ , فما بالك بالتاريخ الاسلامي؟فنحن لانكاد نعرف شيئا عن نشوء الاسلام الحقيقي ومكان نشؤه , وعن شخصية مؤسس الاسلام محمد بن عبدالله .

كل الاكتشافات الاثارية تنفي الرواية الرسمية لنشؤ الاسلام . لذا اتجه العلماء الغربيون الى الاخذ بمدرستين في دراسة الاسلام :المدرسة الاولى استندت الى كتب التراث والسيرة النبوية وقامت بنقد الرواية الاسلامية وتصحيحها .المدرسة الثانية استندت الى الاكتشافات الاثارية وقدمت رؤية جديدة لظهور الاسلام .
يصعب على المسلمين القبول بوجود كلمات غير عربية في القران العربي مثل كلمة قران نفسها وكلمة ( سورة ) وكلمة ( فرقان ) وهي كلمات سريانية.لقد تم تزوير تاريخ الفتوحات في الاسلام , وتم اضفاء القداسة والعصمة على الصحابة والخلفاء الراشدين . في حين اننا نعرف, ومن خلال الرواية الاسلامية نفسها ان المسلمين قدموا قتلى في الحروب الاهلية التي دارت بينهم اكثر بكتير من قتلى المسلمين في الفتوحات .

لقد تم تزوير التاريخ ومصادرته وتشويه مرحلة ماقبل الاسلام والشطب على التراث والحضارة المسيحية بكاملها . لقد تم محو حضارة ماقبل الاسلام من ذاكرة الزمن والتاريخ . في حين ان العرب الفاتحين القادمين من شبه الجزيرة العربية كانوا بدوا اجلاف وليسوا بناة حضارة.

بالمقابل تمت مصادرة التاريخ المعاصر وتزويره ايضا.لقد حدث انقلاب عسكري في العراق في 14 تموز –يوليو 1958 وانقلاب عسكري في مصر في 23 تموز – يوليو 1952وكلا الانقلابين تما بمباركة بريطانية او بتسهيلات او بغض نظر بريطاني عن الانقلابين .

نحن نعرف ان الملك حسين تسربت الى علمه معلومات عن انقلاب عسكري يجري التحضير له في بغداد من قبل مجموعة من الضباط العسكريين وانه اخبر العائلة المالكة في بغداد بالامر.ولكن لم تقم اية قطعة عسكرية بالتدخل لقمع الانقلاب , سواء عن طريق حلف بغداد , او عن طريق الاتحادالهاشمي , حيث كان الملك حسين يرتبط بعلاقات القرابة مع ملوك العراق , فهم اولاد عمومتة . اي انه كان هنالك فيتو بريطاني ضد اي تدخل عسكري لافشال الانقلاب في بغداد .

كما لم تتحرك بريطانيا لافشال الانقلاب العسكري في مصر بقيادة محمد نجيب ومشاركة جمال عبدالناصر. علما ان بريطانيا كانت تمتلك قطعات عسكرية في مصر تم اجلائها فيما بعد.اي ان قادة الانقلاب في بغداد والقاهرة وصلوا لى السلطة بقطار بريطاني وليس امريكي.قد يكون عبد الكريم قاسم وعبد الناصر على علم بالموافقة البريطانية , او تم استغفالهما . والنتيجة واحدة في الحالتين : الاطاحة بالملكية في العراق ومصر.

لقد كانت مشاريع مجلس الاعمار في العراق تؤهله لكي يصبح دولة اقليميةعظمى خلال عقدين من الزمان . لقد تم تزويرتاريخ العراق ومصر المعاصرين واعادة كتابته بايادي ايديولوجية اضفت على عبد الكريم قاسم وعبد الناصر القداسة والعصمة التي لايستحقانها .مثلما تم كتابة تاريخ نشؤ الفرق والمذاهب الاسلامية بما يتوافق مع العقل الرغبي الايديولوجي لهذه الفرق والمذاهب .

تسليع الثقافة

يعمل الغرب الراسمالي على الترويج لتسليع الثقافة باعتبارها سلعة يمكن تداولها .واشاعة ثقافة الاستهلاك والترويج لعالم الازياء والملابس والماكياج ...الح والهدف هو العمل على اغتراب وعي الانسان وتزيف وعيه واستلابه . لقد تم تسليع الثقافة منذ ان تحولت الى عملية تبادلية . وبذلك فقدت دورها التقدمي .اننا نشهد اليوم في العراق وفي بلدان اخرى عملية تسليع وتغريب للوعي وللثقافة ومحاولة احتكار الكلمة المطبوعة والمسموعة والمشاهدة عبر التلفاز وشاشة الحاسوب .

والعمل على توجيه وعي المواطن باتجاه ثقافة النسق والقطيع وزرع قيم التماثل خصوصا من خلال الطقوس الدينية . وتكرارها يوميا لتصبح جزء من ثقافة المواطن تسكن في تلافيف عقله الباطني اللاواعي , العقل الجمعي .
بهذه الطريقة يتم تسليع واسلمة وعي المواطن المسيحي عن طريق تكرار الخطاب الاسلامي والمذهبي عبر شاشات التلفاز والمساجد والاذاعات والصحف . حيث يدخل هذا الخطاب في ذاكرة الانسان المسيحي , في لاوعيه , ويصبح العبور والانتقال من المسيحية الى الاسلام امرا طبيعيا, بعد ان تم غسل دماغ الانسان المسيحي عن طريق الاعلام وخلق له وعيا مزيفا .

وفق نفس المنطق تحاول الاحزاب في العراق احتكار الكلمة واحتكار الثقافة واستلاب وعي المواطن بخلق وعي زائف لديه عن سردياته الحزبية والدينية والتاريخية , لاعلاقة لها بالواقع .لذا يتشكل لدى الاحزاب الايديولوجية – الشمولية حساسية شديدة لكل نقد يوجه اليها والى خطابها والى تاريخها المقدس الافتراضي .

نلتقيكم على مسارت فكرية جديدة !





#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المتمدن : قراءة انثروبولوجية
- انتهازية الحكومات الغربية تجاه اضطهاد المسيحيين
- سقوط الايديولوجيات والسرديات الكبرى
- المسيحيون ضحية لتحريم انتقاد الاسلام
- فرج حواء والخطيئة الاولى
- اضطهاد المسيحيين في العالم الاسلامي
- ستوب : وقفة مع بولس والمسيحية في بداياتها
- السرقة والقتل بديلا عن العمل
- الرثاثة ضد صناعة الحياة
- الفاشية المجتمعية وهرميتها
- المثلية الجنسية مرفوضة مجتمعيا
- الالوهة تحت مجهر النقد والمساءلة
- مراسيم الحج قبل الاسلام ورموزها الجنسية
- الجنس : ذلك الثقب الاسود العملاق - ج 2
- الجنس : ذلك الثقب الاسود العملاق
- الجنس في القران : انزياح المفاهيم وانقلاب معانيها
- بين الحداثة وقيم المجتمعات القديمة
- انتهاك حقوق المواطنة والانسان :جزء من سيرتي الذاتية
- مكة بين التاريخ الاسطوري وحقائق التاريخ
- الفتنة تجدد نفسها


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - العداء للمسيحية وتزوير التاريخ وتسليع الثقافة