|
هل العلمانية ضد الدين؟
سامي الذيب
(Sami Aldeeb)
الحوار المتمدن-العدد: 5221 - 2016 / 7 / 12 - 11:27
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ألسؤال الذي اريد ان اجيب عليه هو الآتي: هل العلمانية ضد الدين أم لا؟ وهل تسعى لإلغاء الديانات؟ وهل تنكر وجود الله؟ وهل ترفض الكتب المقدسة؟ . دعونا أولا ان نعرف ما هي العلمانية. للعلمانية تعاريف مختلفة ولكن يمكن القول بأنها تتضمن ما يلي - معاملة الجميع بالمساواة مهما كانت معتقداتهم الدينية أو جنسهم. فالإنتماء لدين معين أو الأنتقل من دين إلى آخر لا يؤثر البتة في حقوق وواجبات الأفراد في الزواج والميراث والوصية والوظائف العامة ومزاولة النشاطات والأعمال - الشعب هو الذي يقرر سن القوانين دون اللجوء إلى رجال الدين ومهما كانت آراء رجال الدين - الدولة لا دين لها، ولا تنحاز لدين على حساب دين آخر، فهي هيئة ادارية تدير شؤون البلد وتفتح المدارس والجامعات، وتشق الطرق وتحافظ على النظافة، وتبني المستشفيات وتحرص على الصحة العامة للبشر وللحيوانات، تضمن الأمان وتؤمن للجميع محاكمات عادلة دون اللجوء لرجال الدين مهما كانت ديانتهم، وتضمن التعبير عن الرأي والرأي الأخر دون عنف. وتسمح بتداول السلطات دون تمييز على أساس الدين ودون عنف. وتضمن البحث العلمي والفنون دون تدخل رجال الدين. وتضمن للجميع بعد وفاتهم مدافن دون تمييز على أساس الدين. - تسمح للجميع بممارسة شعائرهم الدينية على شرط عدم ازعاج الآخرين بالصراخ أو بسد الطرقات أو بمنع الأخرين من ممارسة حقوقهم مثل الأكل والشرب. وتسمح للجميع بنشر افكارهم الدينية على شرط عدم الحث على العنف وعدم تضمنها تعاليم تميز بين الناس على أساس الدين. . استمعت لحلقة لبرنامج جسور: حوار عراقي عراقي https://www.youtube.com/watch?v=8tfchigOfP4 من المهم الإستماع لشجون أناس من بلد مدمر بسبب الطائفية الدينية. وقد وصل الأمر انه يتم سبي النساء وبيعهن كالبهائم في أسواق النخاسة على أساس الدين، ناهيك عن القتل والتشريد وسلب الممتلكات والتدمير والتفجير على أساس الدين. . والشيء الإجابي الوحيد في العراق هو ان داعش هي نافذة في التاريخ نرى من خلالها الكيفية التي انتشر بها الإسلام قبل اربعة عشر قرن. فما يحدث اليوم هو صورة طبق الأصل لما فعله محمد واتباعه. ولكن رغم كل مصائب العراق، ما زال في هذا البلد أناس، لا بل قل اكثرية العراقيين يبرؤون الإسلام مما يحدث في بلدهم مهد الحضارات. هذا مرض اطلق عليه علماء النفس اسم Stockholm syndrome الذي تكلمت عنه في مقالي السابق http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=523592 وتتساءل متى سيفوق العراقيون من سباتهم ويرون حقيقة ما يجري لهم من مصائبهم وسبب هذه المصائب. فبدون قبول المريض بتسمية الأمور بمسمياتها، لا أمل في علاج مرضه. . لنرجع إذن لبرنامج جسور: حوار عراقي عراقي https://www.youtube.com/watch?v=8tfchigOfP4 . بداية من الدقيقة 59 عن العلمانية اخذ عبارات اعتبرها مهمة ما في علاقة بين العلمانية والإلحاد العلمانية ليست ضد الدين ولا ضد الإعتقاد العلمانية هي فصل الدين عن الدولة، فصل السلطة الدينية عن السلطة السياسية بالكامل، أي لا يكون هناك اعتبارات دينية في القرارات السياسية ولا في القوانين داخل البلد. الوضع الديني الشخصي أو الإجتماعي أو الفئوي أو الطائفي انت حر فيه بالكامل بما لا يتدخل بسياسات الدولة . هناك مئات من النقاشات والحوارت في التلفزيون والأشرطة تحاول طمأنة المسلمين بأن العلمانية ليست ضد الأديان. ولكن هل هذه هي حقيقة؟ . للرد على ذلك يجب تعرف ما هو الدين. لنأخذ الدين الإسلامي لأنه دين الأغلبية كما متعارف عليه في كتب الفقه وكما يعلم في الأزهر وغيره . - إن كنت مسلم: لك كل الحقوق. - إن كنت اهل كتاب: حقوقك منقوصة. فعليك ان تدفع الجزية وانت صاغر حسب نص القرآن. ويحق للمسلم ان يتزوج من نساءك، ولكن الويل لك ان تزوجت من مسلمة، وحقوقك في بناء دور عبادة منقوصة تختلف من بلد إلى بلد. فإن كنت في السعودية ممنوع عليك بناء أي كنيسة. وفي مصر هناك مشاكل الله بسبب بناء الكنائس التي يتم التعدي عليها بإستمرار. ولا يحق لك شغل منصب يكون لك فيه ولاية على المسلم. ولا يحق لك بالتبشير بدينك. بينما يحق للمسلم ان يبشرك بدينه. ولا يحق لك انتقاد الإسلام بينما المسلمين ينتقدون اليهودية والمسيحية ليلا نهارا ويعتبرون اتباعهما مغضوب عليهم وضالين ويدعون عليه ليلا نهارا: رمل نساءهم ويتم اطفالهم. وإن رفضت دفع الجزية أو رفضت شروط عهد الذمة فتسبى نساءك وتصادر اموالك وتقتل وتسترق. - إن لم تكن من اهل كتاب: تخير ما بين الإسلام والسيف. ولذلك تم ابادة قرابة 80 مليون هندوسي. - إن كنت مرتدا عن الإسلام تقتل ويمنع زواجك وتطلق من امرأتك وتمنع من الميراث ومن ولاية أولادك ... هذا ما قررته القوانين التي وافق عليها مجلس وزراء العدل العرب بالإجماع ومنشورة على موقع الجامعة العربية عيني عينك يا تاجر. - إن القرآن كلام الله وأن ما فيه من قوانين واجبة على المجتمع، وهي تعلو على أي قانون بشري وأي حقوق بشرية، ولا يحق القول بعكس ذلك. ومن يقول بعكس ذلك يقتل. - إن الفن بأنواعه المختلفة من موسيقى ورقص ونحت وتصوير حرام إلا في حدود ضيقة جدا. - إن النساء ناقصات عقل ودين وناقصات حقوق بسبب تعاليم الإسلام. فشهادتهن تساوي نصف شهادة الرجل، ولهن نصف حق الرجل في الميراث، وديتهن نص دية الرجل، ويجب ان تخفي محاسنها ولا تظهر إلا عين واحدة (حسب قول ابن كثير http://goo.gl/vmav1O) حتى لا تثير شهوات الرجل الحيوانية، ولا يحق لهن شغل مناصب تكون لهن فيها ولاية على الرجال. . إن (أقول إن...) كانت هذه هي مبادئ الإسلام ونظمه وتعاليمه، فلا شك في أن العلمانية معادية للإسلام جملة وتفصيلا. ولا حاجة للتمويه والتطمين. وإن اردت ان تجعل مجتمعا علمانيا، يجب عليك نسف كل هذه النظم من أساسها. وإن اعتبر المسلم ان رفض هذه التعاليم الإسلامية الحادا، فالعلمانية اذن هي مع الإلحاد... أي مع رفض هذه التعاليم. . تصبحون على (ا)سلام. . النبي د. سامي الذيب مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com طبعتي العربية للقرآن بالنتسلسل التاريخي مجانا من موقعي http://goo.gl/OOyQRD وورقيا من امازون https://goo.gl/nKsJT4 ترجمتي الفرنسية من امازون https://goo.gl/wIXhhN كتبي الاخرى بعدة لغات في http://goo.gl/cE1LSC للتبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb
#سامي_الذيب (هاشتاغ)
Sami_Aldeeb#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أبشع أنواع الإستعمار
-
تصبحون على (ا)سلام
-
كيف تقلع داعش من الجذور وإلى الأبد؟
-
السعودية زرعت الريح فها هي الزوابع
-
النبي سامي الذيب 1
-
المسلمون لا يحتاجون لإعداء
-
رأيي في عدنان ابراهيم
-
تحريك المياه الأسنة في الإسلام
-
سامي الذيب خاتم النبيين
-
حملة تطالب بنشر القرآن بالتسلسل التاريخي
-
كيف يمكن للأزهر العودة إلى جادة الطريق؟
-
المال عصب الحرب
-
حوارات النبي سامي الذيب
-
تحويل الأزهر إلى مصحة امراض عقلية
-
لا اكراه في الدين- دعاية اسلامية كاذبة
-
إما القضاء على الإسلام، او القضاء على البشرية
-
سورة الفاتحة وثقافة الكراهية
-
اعجاز القرآن: مهووس كتب لي يقول
-
اول ترجمة فرنسية للقرآن بالتسلسل التاريخي
-
كيف غرر الأنبياء بالأغبياء؟
المزيد.....
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|