أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - جاموسة الليدي غاغا














المزيد.....

جاموسة الليدي غاغا


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 5220 - 2016 / 7 / 11 - 22:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ايامنا كانت ساحرة عندما كنا نسمو في ليل الأهوار من خلال القراءة والاغنية وحروب الحرمس على رقابنا .
كان القلة منا يهوى أن يسمع اغنية غربية ، لكن واحد من المعلمين من اهل الحلة المنفيين الى هور الجبايش كان قبل أن يترك كل الاداب المرحلة الثالثة ــ اللغة الفرنسية الى معهد المعلمين ويتعين هنا في العمق الذي كاد يجن فيه حين داهمه الحرمس بشراسة البرابرة ، إذا التحق الى الدوام في مدرستنا بعد يومين من رحلة سياحة لشهرين قضاها في فرنسا.
وبسبب ثقافته الفرنسية أجبرنا أن نعيش نشوة سماع الاغاني الفرنسية بالرغم اننا لانفهم معناها ، ولكن بوح الصوت والموسيقا كان يسكن قلوبنا برهافة تمر كما نسائم ليل الشتاء على خدودنا حين نصر أن نسمع الاغاني قرب الضفاف الطيني وتحت ضوء القمر ، حيث يغفو المعدان ومن يسمع شارل ازنافور وميراي ماثيو واديث بياف سيقول عنا :ماذا يسمع هؤلاء المجانين حتما يسمعون خربط بخربط. وتسملت بتمسلت .
كنا نعرف مشاعرهم الممدة على السوابيط لكننا نصر على أن نسمع ، والمشاغب منا يُعليَّ صوت مسجل الكاسيت ، الى أن شعرنا انهم تعودوا على اديث بياف وهي تبث في الليل الحزين للمعلم الحلي آهات اشتياق الى ليل باريس ونساء على ضفاف السين يجلسن بأفخاذ نصف عارية ، فيشتعل فيه الف شوق الى قدوم الصيف ليعاود اسطورة اشتياقه الى باريس ويسافر اليها ، ومعه قرر اثنان من معلمي مدرستنا السفر أيضاً.
لم نكن نعلم أن طعمة الشاب المعيدي قد اعجبته الاصوات الفرنساوية بالرغم من انه ترك المدرسة في الخامس الابتدائي قبل سنوات والتحق مع قطيع جواميس ابيه ، ولكنه اقترب من جلستنا ذات ليلة وقال لي : استاذ هذا الصوت به بحه حزينة تشبه بحة صوت داخل حسن ، ما هو اسمها ؟
قلت : أديث بياف .
وبالكاد نطق اسمها ، وقل لاادري احب سماع صوتها قبل انام.
ضحكنا وقلنا تلك هي الاساطير ، من اديث بياف الى قرى المعدان الموسيقى توحدنا.
في ليلة اخرى زارنا طعمة واراد صورة لبياف . فأريته لوحة مرسومة لاديث بياف بدى شعرها اجعدا كما عش لقلق وقد نثر عليه الرسام اشرطة ملونه وقيثارات تسقط الدموع من اوتارها وقفازات ملاكم ، وبرج ايفل وهو يرتدي قبعة رمادية.
في اليوم الثاني مرَ طعمة وهو يقود جاموسته وقد وضع على راسها اشياء غريبة ، قماش ستن ازرق ، طاسة فافون ، مسبحة طويلة ، خزامة شذرية . خنجر ، أبريق نايلون أحمر.
ضحكنا ، وقلنا : طعمة ما الذي تفعله ، لقد حولت جاموستك الى مهرج .؟!
لم يفهم ما ذا يعني المهرج ولكنه ضحك وقال : جاموستي حزينة مثل مغنيتكم الفرنساوية .
قلنا لماذا ؟
قال لاني سمعت ان جهاز المسجل عاطل ، وعليَّ أن اتذكر المطربة التي صوتها يقطر حزنها على طريقة صورتها التي معك استاذ.
الآن ذهب زمن جهاز التسجيل وابتعد المكان ، وطعمة الطيب نحرته شظية في حرب حفر الباطن ، وحدي امام التلفاز في المكان الالماني النائي عن سحر تلك الليالي في قرية المحاريث الواقعة في عمق الاهوار ، لاشاهد قناة (الار تي ال ) الالمانية تنقل حفلا للمطربة الامريكية الليدي غاغا.
كان الحفل صاخبا ومملا ونبرة صوته تخدش ثقافة السماع في ذكرياتي كلها فهو ليس سوى الصراخ والفوضى والجنون ، وقد عملت غاغا تسريحتها بتقليعة غريبة علقت فيه اشياء كثيرة تشبه تماما تلك الاشياء التي علقها طعمة على رأس جاموسته .
قلت متذكرا ذلك الوجه البرئ لطعمه : اين انت الآن ياطعمه ، لو كنت حيا الآن لكنت اكثرنا سعادة ، فلقد قلدت تقليعتكَ مطربة امريكية شهيرة اسمها الليدي غاغا.؟!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبراج الحظ
- آثار دمُكَ على النعش
- سريالية موت طائر الكناري
- للرفش عاطفة ايضاً..
- الروح ترتدي ثوبا ابيضا
- نجومٌ خضرٌ في نعشٍ أسود
- شهداء العطر الاخضر
- ناموسيات قُبلاي خان
- الكرادة
- لقالق سمرقند ومنائر الجبايش
- سفرة مدرسية الى التوراة
- مرثية الى بود سبنسر
- شيوعيٌ بثوب أسود ...!
- أحمرْ والحْسِينْ . أخضرْ والعَباسْ
- أسرار الشذر الأزرق
- الأهوار وناي عدنان شنان
- النزول جنوب بابل
- مديح الى حمدية صالح
- الأهوار والقنصل الكهنوتي
- فشافيش اكبادُ الجواميس


المزيد.....




- لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور ...
- -لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا ...
- -بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا ...
- متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
- العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
- مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
- وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما ...
- لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
- ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - جاموسة الليدي غاغا