|
حكومة العراق ليست جبانة فقط ... بل ومنخورة ايضاً
صادق إطيمش
الحوار المتمدن-العدد: 5219 - 2016 / 7 / 10 - 15:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حكومة العراق ليست جبانة فقط ... بل ومنخورة ايضاً
" في تصريح للشيخ الشجاع خالد الملا – المستشار في مجلس الوزراء، قال : في مجلس الوزراء الكثير من المدراء العامين – هم دواعش بامتياز يدافعون بشده عن داعش ويقفون معارضين لأي اجراء يتخذ ضد الدواعش – وموقفهم هذا علانية وامام الكل!غير مبالين بأحد او يخافون من حساب او عقاب لانهم مطمئنين بعدم وجود من يحاسبهم او يخافون منه ! ماتفسير ذلك ؟ وهل يستبعد احد بأن التفجيرات والمفخخات التي تحصد ارواح العراقيين تحدث بتخطيط من قبل هؤلاء وامثالهم ؟ "
لا والف لا ... يا شيخنا الجليل. العراقي الشريف، العراقي المنكوب، العراقي المغلوب على امره، العراقي الذي يعيش مآسي وآلام وطنه واهله، العراقي الذي وضعته احزاب الإسلام السياسي بكل زعماءها وفقهاءها تحت طائلة الفقر والعوز والخوف، العراقي الذي تعمل كثير من المنابر التي تسمي نفسها دينية او حسينية على تجهيله واستغباءه بكل ما تملأ به دماغه من فكر متخلف وتوجهات ظلامية واحقاد طائفية مقيتة، العراقي الذي فقد قانون الدولة التي يتهالك قادتها على سرقة قوته باسم الدين تارة وباسم القومية تارة اخرى لينشروا ما شاء لهم النشر من قوانين العشائرية وتقاليد الإصطفافات المناطقية وشعوذات الإنتماءات الطائفية، العراقي الذي فقد العمل والمدرسة والمستشفى والأمن وكل ما يرجوه الإنسان من ابسط الخدمات في دولة سرق رواد الإسلام السياسي ولصوص الدين كل خيراتها ونهبوا كل ما تجود به ارضها وضرعها حتى في وضح النهار وتحت رايات الشهادتين الإسلاميتين باللون الأسود او الأخضر او حتى بلون الدم الذي يسيل تحت هذه الرايات القاتلة، العراقي الذي اجتمع عليه ثالوث الجريمة بضلعيه الإسلامي والبعثفاشي المتقابلين على قاعدته الأمريكية مخابرات كانت او عسكر جاءت بهؤلاء الأنجاس لتدمير وطننا وقتل اهله . هذا العراقي ، ايها الشيخ الجليل ، وبصورته التي تكاد ان تكون ابشع من كل ذلك والتي لا يراها القابعون في قصور البعثفاشية المقيتة المنشغلون بإعداد جرائم اللصوصية والنهب والسلب والتدمير والقتل والسبي لأن ابصارهم لا تقوى على رؤية الحقيقة بعد ان تعودت على رؤية الجريمة من فوق كرسي الحكم الذي نصبته لهم المخابرات المركزية الأمريكية وجرتهم كالأغنام للتربع عليه.هذا العراقي، ايها الشيخ الجليل، لا يستبعد ذلك ابداً، وإن استبعده فإنه يشير بذلك إلى غيابه عن تربة وطنه وجهله بما يعانيه اهله وعدم قدرته على استجلاء الحقيقة الواضحة عن هؤلاء الذين تحدثت عنهم ، شيخنا الفاضل، سواءً كانوا في مجلس الإمعات او وكلاء الإمعات فيما يسمى بالوزارات. العراقي لا يستبعد ذلك من حكومة لم تعرف وسوف لن تعرف غير الإنبطاح لتلعق قذارات البعثفاشية المقيتة بكل رموزها من دواعش الوزارات او البرلمان او المؤسسات الحكومية الأخرى. حكومة احزاب الإسلام السياسي المقيت المتخلف واحزاب التوجهات الطائفية القذرة واحزاب وتجمعات التعصب القومي الأهوج لا تستطيع التصدي لدواعشها المقربين لأنها لا تملك شجاعة الحس الوطني الذي فقدوه بفقدهم للهوية الوطنية التي استبدلوها بالطائفية والعشائرية والمناطقية والقومية . هذه الحكومة البائسة المتخلفة الجبانة لا تقوى على الوقوف بوجه الإرهاب لأنها منخورة القوى بجراثيم قوى البعث التي لم تزل تربض في مواقع القرار في هذه الدولة التي يدعي معمموها وافنديتها على السواء بانها تريد إجتثاث البعث. هذه الحكومة التي يزداد سواد وجهها يوماً بعد يوم حتى طغى السواد على كل وجوههم وليس على جباههم فقط. هذه الحكومة التي لوثت اصابعها بقذارات المقاولات والمشاريع الوهمية والسرقات التي ترافقها البسملة والحوقلة، قبل ان يحاولوا تزيين هذه الأصابع بالمحابس الفضية التي لم تزدها إلا تشوهاً وقذارة. هذه الحكومة التي صبغ روادها وفقهاؤها وعلماؤها لحاهم العفنة بدم شبابنا واطفالنا ونساءنا ورجالنا وهم يلهجون بنفس ذلك التكبير الداعشي، حكومة لا تستطيع ان تخرج من اوحال البترول التي تطوقها من كل حدب وصوب بعد ان امتلأت بسرقاتهم ولصوصيتهم التي جعلت من نكرات الأمس وجهاء اليوم ومن حثالات القوم قادة القوم. الحكومة التي يستقيل احد رموزها المسؤلين عن الأمن لانه لا قرار له في وزارته، كما يزعم، والحكومة التي لا يعلم وزير خارجيتها من اين ينبع دجلة والفرات رمزي العراق منذ الأزل،والحكومة التي يفضل وزير ماليتها انتماءه القومي الشوفيني على مرجعيته الوطنية العراقية، الحكومة التي لم تحاسب حتى اليوم اولئك الذين اصبحوا اليوم يمتلكون المليارات والقصور في كل محافظات العراق، بعد ان كانوا قبل سقوط البعثفاشية المقيتة لا يملكون شروى نقير، الحكومة التي يتلاعب الإرهابيون بسجونها ومعتقلاتها ليهربوا ما شاء لهم التهريب من المجرمين قتلة شعبنا، الحكومة التي يهيئ وزير العدل فيها كل اسباب الراحة لذوي قتلة شعبنا من السعوديين والخليجيين كي يتلذذوا بطيب اللقاء معهم، وقد تسير الأمور بجعل هذا الكرم الوزاري قراراً يقضي بالإفراج عنهم كما حصل مع بعض المجرميين الخليجيين من قبلهم. الحكومة التي لا تزال مصرة على سلوك طريق المحاصصات بين الأحزاب المكونة لها والتي يلهج قادتها ليل نهار بمقولات الدين وتجليات والورع والتقوى وهرطقات الطائفية والتخلف، في حين يتمسك البعض الآخر بالتعصب القومي المقيت، ليتجاوب كل ذلك مع املاءات الأسياد في ايران او السعودية او قطر او تركيا او حتى إملاءات السيد الأكبر خلف البحار وليس على الحدود مباشرة. الحكومة التي لم يزل القائمون على العلم والتعليم فيها لا يتعدون مرحلة الملالي ولا يخرجون عن سلوك الروزخونية حتى في وضعهم للبرامج التدريسية. الحكومة التي اصبح تجار المشاريع الوهمية فيها في مجالات الصحة والتعليم والكهرباء وكل الخدمات العامة لصوصاً يشير لهم اطفال المزابل وباعة الأرصفة والمهرولين مع السيارات في الشوارع العامة، لا يمكن وصفها إلا حكومة لصوص جبانة ترتعش ممن حتى مَن يشير لها بالبنان فقط لتشخيص لصوصيتها. الحكومة التي يعمل منتسبوها من الإرهابيين على إدامة الخلل الأمني من خلال اصرارهم على تبني تلك الأجهزة الفاسدة التي جرت محاكمة من باعها في بلد منشأها لانها اجهزة غير فعالة وتكاد ان تكون في عداد لعب الأطفال، بينما لم يزل مَن تسببوا باستمرار حصد الآلاف من ارواح العراقيين من خلال صفقات اللصوص بهذه الأجهزة على قمة المتنفذين على حزب الدعوة العربي الإشتراكي لصاحبه نوري المالكي وشركاه، هذا الحزب الذي ساهم ولم يزل يساهم في المآسي التي تحل بشعبنا ووطننا. حينما قال عزت الشابندر بانه كان يدير حلقة في حزب الدعوة تضم حيدر العبادي في صفوفها ووصفه مسؤوله التنظيمي هذا بأنه، اي حيدر العبادي، كان اغبى عضو في الحلقة، راجع الرابط التالي : https://www.youtube.com/watch?v=_OGN4wwKHdQ
فسر البعض ذلك بانه عداء شخصي بين رفيقي الأمس في حزب الدعوة العربي الإسلامي الإشتراكي. إلا ان الحقيقة التي تجلت للعميان والناظرين اليوم وبعد تولي هذا الغبي زمام القيادة في دولة احزاب اللصوص، احزاب الإسلام السياسي جميعاً وبدون استثناء سني او شيعي، هي ان الغباء وحده يمكن ان يُستعان عليه بالمشورة والنصيحة، إلا ان الغباء هذا إذا ما اقترن بالجبن وبعدم العلم بما يدور وذلك لكثرة شقوق وحُفَر ومزالق الإختراقات التي لا يستطيع الغبي التخلص منها ومن تبعاتها وويلاتها ، فسيكون الأمر كما هو عراق اليوم تديره احزاب الأغبياء وما ينتج عنها من حكومات جبانة ومنخورة حتى النخاع. الدكتور صادق إطيمش
#صادق_إطيمش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لا تقل لي ...
-
جرائم العثمانيين لم تكن بحق الأرمن فقط ...
-
لصوص ونصوص ...
-
صيام اللصوص . . .
-
وهم التمييز بين التطرف والإعتدال في فكر الإسلام السياسي
-
مَن هم المفسدون ... ايها الصغير ؟
-
النص الديني كسلَّم للجريمة ... الأنفال مثالاً
-
النص الديني كسُلَّم للجريمة ... الأنفال مثالاً
-
المَزْعَطة
-
فتاوى الفقهاء في عَورَة ونقص النساء **
-
الإسلام السياسي جرثومة العصر
-
مجرمو شباط
-
إشكالية السياقين التاريخي واللغوي في النص الديني القسم الرا
...
-
إشكالية السياقين التاريخي واللغوي في النص الديني القسم الثا
...
-
إشكالية السياقين التاريخي واللغوي في النص الديني القسم الثا
...
-
إشكالية السياقين التاريخي واللغوي في النص الديني
-
مصطلحات رثة ... - الأقليات - مثالآ ...
-
تصور الأمر معكوساً ... يا شيخ جعفر ...
-
إحذروا غضب الشعوب ...
-
دولتي الخلافة والتخلف وجهان لعملة صدئة
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|