أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جلال مجاهدي - القرابين البشرية و المنابع النصية للفكر الارهابي














المزيد.....

القرابين البشرية و المنابع النصية للفكر الارهابي


جلال مجاهدي

الحوار المتمدن-العدد: 5219 - 2016 / 7 / 10 - 10:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعلم الانسان أنه سيموت يوما ما , نهاية الرحلة الحياتية ستأتي لا محالة و غرائز البشر و الحيوان تملي عليهما التمسك بالحياة حتى آخر لحظة ,كل من الانسان و الحيوان يستميت ضد الموت حتى في لحظة الموت , جميع المخلوقات تصارع الموت و تتشبث بالحياة إلى أن يصرعها , الموت في معظم الأديان يتم الترتيب له طيلة الحياة بالصلوات و الصدقات و بالنسبة للبعض بالموت نفسه ,هؤلاء المتدينون يعتقدون أنهم باختصارهم لمسافة الرحلة الحياتية و بتقديم أنفسهم كقرابين للإله يضمنون وصولا مريحا وجوائز قيمة في العالم الآخر, أنهار و قصور و خمور و حور عين , تدمير الذات الارادي يذهب ضد كل منطق و حتى المنطق الحيواني يأباه, لكنه المنطق الاستشهادي الجهادي , المجاهد الاستشهادي يقاتل الآخر الذي لا يشاركه المعتقد او المذهب او التصور الوجودي لكي يخلص هذا العالم منه , وهو في سعيه هذا يحاول أن يخلص العالم من نفسه أيضا للدخول إلى الجنة, إنه يعتبر نفسه القربان المثالي النقي و الطاهر المتقبل من الإله في حين أن الآخر لا يعد قربانا يقدمه ودماؤه غير زكية , هذا الجهادي ينفذ إرادة منسوبة لرغبة ا للإله في تدميرحيوات صنعها بنفسه , حيوات أصبح يكرهها لأنها مغايرة لما هي عليه حياة الجهادي و هذا الجهادي قد كلف بأمر سماوي مقدس بالتهجم عليها و تدميرها , قتل مستحق و مبرر و بنصوص مقدسة , هذا الآخر له منظور آخر للحياة و للوجود وللربوبية وبتبنيه رؤية مغايرة هو في نظر الجهادي شخص يطلب عمليا أن يدمر و تزهق روحه الكافرة, إنسان مهدور الدم بكل بساطة , لا مجال للاختلاف و الجهادي يملك الحقيقة المطلقة و كل فكر يخالف حقيقته المطلقة يجب إعدامه , محاربة القناعات الآخرى و الآخر الذي لا يشبهه مطية الجهادي إلى الجنة , يرفع راية الجهاد كي ينتحر باسم الدين ليتمكن من النوم بجانب الحور العين , الجهادي بانتحاره باسم الدين يحاول التسلل إلى العالم الآخر الذي هو في مخيلته عالم جميل مليء بالاشباعات الجسدية التي حرم منها في حياته الدنيوية , غالبية الملتحقين بالتنظيمات الجهادية هم من الطبقات المهمشة حيث يختلط الجهل بالفقر و الدين , دينهم أيضا فقير و هامشي و يشبه كثيرا الواقع الذي يعيشه الجهادي , هو دين عنيف و قاسي كقساوة حياته , الجهادي يسعى و بكل عنف و بدون رحمة لإقامة دولة الله على الأرض, دولة تفرض النقاب و تجلد السكارى , و إذا ما قتل ينتقل إلى دولة الله التي في السماء حيث حورالعين سافرات وأنهار الخمور جاريات , الفكر الجهادي الداعشي يعشش في رؤوس العديد من المسلمين خاصة الذين ذهبوا يبحثون عن الجنة في سوريا و الذين لم يعد يقتصر طموحهم على إيجاد وظيفة في بلدانهم و اقامة شعائرهم وتتبع تلفازهم إلى أن يحين أجلهم, دواعش حتى قبل أن يلتحقوا بداعش, العالم عندهم مقسم إلى صنفين حزب الله المؤمنين و حزب الشيطان الكافرين ومحاربة حزب الشيطان هو واجب على حزب الله لإقامة دولته , لكن العلاقة بين الله و الشيطان نفسيهما حسب المعتقد الديني لم تصل الى هذا المستوى من العداء و اكتفى الاله بطرد الشيطان من الجنة و لم يقم بالإجهاز عليه بل أنظره لملايين السنين و لم يكلف ملائكته بإعلان الجهاد ضده أو قتله و لم يضيق عليه بل تركه وشأنه يغوي بوساوسه الكفار و المنافقين و يشوش على المؤمنين صلاتهم و وضوءهم , فهل الخلاف بين الله و الشيطان يدفع البشر فقط ثمنه , الحقيقة ليست كذلك فحيث يختلف في الناس كاهنان يدفع المؤمنون بهما الثمن, الله و الشيطان ليسا غريمين أو متنافسين على منصب حتى يتصارعا و يختلفا ويحزبا لنفسيهما أحزابا ليشنا على بعضهما الحرب بالوكالة , الصراع إذا بشري و لا علاقة لله أو للشيطان به , كل ما هناك أن الجهاديين لا يزالون يعيشون في الماضي و يجترون الحروف الدينية القديمة اجترارا دون تمحيص أو نقد , لا علاقة لهم بالواقع كما هو و لا يقبلون الرأي المخالف و المعتقد المخالف فكل رأسمالهم نصوص تراثية و قال فلان ابن فلان و روى فلان عن فلان و في ظنهم أن هذه النصوص و الأحاديث تمثل الحقيقة المطلقة حتى لو تعارضت مع المنطق و العقل و العلم , الحاكمية لله كما يتخيلونه بطاشا لا يبالي بالكفار هو محور كل شيء أما الحياة والحضارة و الانسان فلا قيمة لهم ولا يسمح بوجودهم ضمن دائرة الموجودات إلا إذا تطابقوا و معتقد و فكر الجهادي , هذا الفكر ليس حكرا على الاستشهاديين لوحدهم بل يشترك فيه معظم المسلمين و حتى إن قاموا بلوم الجهاديين على ما يقومون به من أفعال القتل و السبي الوحشية , فهم لا يتقبلون إسقاط حرف واحد من نصوصهم التراثية المقدسة الداعية لقتل المخالف بل يتعبدون الله بترديدها رغم عدم تقبلهم لفحواها و رغم سقوط معناها ضمن مدونات القوانين الجنائية , تشبت عصابي بتراث قديم لا يساير الزمان في تطوره , والذي من إفرازاته داعش و أخواتها , العالم الإسلامي مطالب أكثر من أي وقت مضى بالتحلي بالشجاعة بنخل التراث المتوارث و نزع صفة القداسة عنه و بتبني الفكر النقدي و سلوك درب العقلانية و القطع مع فقهاء التزمت الاحياء منهم و الأموات و تجفيف المنابع النصية للفكر الارهابي .



#جلال_مجاهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب العدالة و التنمية المغربي ليس حزبا إسلاميا
- حزب الأصالة و المعاصرة المغربي وانعدام الهوية
- إحراق الجسد :الاسباب و الدواعي
- الإنسان بين الأصل السماوي و الجيني
- الطعن في قرارات عزل قضاة الرأي المغاربة بين الإمكانية القانو ...
- قراءة نقدية للقانون رقم 127.12 المتعلق بتنظيم مهنة محاسب معت ...
- الماضويون و الفصام الزمني


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جلال مجاهدي - القرابين البشرية و المنابع النصية للفكر الارهابي