أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - لطفي جميل - العلمانية بين الموضوعية والاتهام














المزيد.....


العلمانية بين الموضوعية والاتهام


لطفي جميل

الحوار المتمدن-العدد: 5218 - 2016 / 7 / 9 - 11:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


العلمانية.. بين الموضوعية والاتهام.
د. لطفي جميل
العلمانية هي منظومة فكرية وتطبيقية (أي سلوك). وهي ليس ند للأديان، إنما بالضد من رجعية الأديان، وأنها تؤمن بحتمية مفادها، أن الإنسان وجود وخلق وإبداع . بدليل أنها تقبل بالآخر على الرغم من لونه وقوميته ولغته وتاريخه، وهذا ما يتقاطع مع ما تؤمن به أغلب الديانات، فالمسلم يكفر غيره مثلما غيره يكفر المسلم، وهذا نفي للآخر، فضل عن أن الطائفة في الدين الواحد لا تقبل بالآخر الذي هو بالضد منها، وهذا ما يتنافى مع كل نواميس الديانات.
العلمانية لا تنفي وجود خالق لهذا الكون، لكنها ضد مبدأ تفضل أمة عن أخرى، إضافة لذلك فأن العلمانية تحترم كل عظيم ساهم أو حاول أن يعلم الإنسانية شيء جديد. وهي هنا تحترم كل الأنبياء والرسل، على أساس أن أولئك ساهموا في الدفاع عن الإنسانية وحاولوا تنظيم شؤونها على قدر ما كان يحتمل زمان كل ديانة، مثلما هي تقدر كل أنجاز علمي أنقذ البشرية من هلاك ما، أو ساعدها على أن تختصر أزمنتها بخلق علمي.
العلمانيه، لا تقف بالضد من أحد أبدا، لكن المتدينون هم من يقفوا بالضد منها، فهي مع محمد (ص) في شريعته، وهي مع عمر بن الخطاب (رض)، عند قوله لعمر بن العاص وابنه : (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحرارا) وهي مع علي بن أبي طالب (ع) حينما أوصى مالك بن الأشتر قائلا ( يا مالك إن الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق).
هنا سؤال يطرح نفسه وبشكل ملح، لم المسلم السني لن يقبل أو يطبق قول عمر بن الخطاب (رض) عبر كل تاريخه؟ ولم المسلم الشيعي أيضا لن يطبق أمر علي بن أبي طالب إلى الاشتر؟؟
إذن ليس كل المسلمين مع مبادئهم، غير أن العلماني لا يقبل أن يعاكس ما كان يؤمن به علي بين أبي طالب أو عمر بن الخطاب. العلماني يؤمن بأن الإنسان وجود وخلق وحق، بغض النظر عمن يكون.
والعلماني من حقه هنا أن يسأل المسلمون و(المتأسلمون) خاصة، ماذا قدمتم للبشرية عبر الف وخمسمائة عام؟
العلماني يرجو مخلصا، أو يوجز ما قدمه (المتأسلمون) لأهلهم والبشرية؟ العلماني يسأل عما قدمته الطوائف عبر الف وخمسمائة عام؟ أليس الحرب والقتل؟ علماً أن (المتأسلم)، مازال يعتاش على ما اخترعه العلماني، من لباسه الداخلي، حتى (عمامته)، بل يستعمل كل تقنية اخترعها العلماني له وللإنسانية، بل هو يتطبب، ويشفى من أمراضه بكل ما اتى به العلم البشري. فضلا عن أن القوانين النافذ والتي تنظم حياة (المتأسلمين)، فإن ما نسبته 95 % منها، هي قوانين وضعية، بمعنى آخر علمانية، وما تبقى منها فهي قوانين سماوية بعد أن عقد قرانها مع قوانين وضعية.
ثم هل فكر المتأسلمون، بأن اليابان ليس لديها (علي)، وأميركا ( ليس لديها مثل عمر) وفرنسا أيضا ليس لديها غير (جان داراك)، وإسرائيل ليس لها شيء يذكر أبدا...؟
فأين المتأسلمون وطوائفهم من هذه الأمم والدول؟ أين هم من منظورهم الموضوعي للحياة؟ اسف حينما أقول أن أمة كان فيها ومنها (محمد وعلي والفاروق)، أمة لا تستحي من رموزها ولرموزها.
وهنا أريد التصحيح، أن العلماني ليس ضد الإله، ولا ضد أي رسالة سماوية أو وضعية، فإنها جزء من حق البشرية في ما تؤمن وتعتقد، ذلك لأن العلمانية، تؤمن بان صاحب الحساب هو وحده صاحب الخلق وليس غيره أبدا.
أن العلمانية حينما يراد طعنها، يتهمونها بالإلحاد، وهذا اجحاف بحق أي بشرية تسعى لتحقيق إنسانيتها.. فالعلمانية لا يعنيها كيف تعبد الله، بل يعنيها كيف تخدم الإنسانية وتقيها من شرور الأمراض، وتقيها من فكرة القتل (الحلال)، - علما أن جميع الديانات السماوية لم تشرع أي مبرر للقتل - وتسخر لها أسباب العلم لخدمة إنسانيتها..
والعلماني يتسأل الآن، من هو المهزوم والمتخلف، بل من هو المذبوح ببعضه؟ العلماني أم المتدين؟؟ ومن هو في حكم الجاهل والجاهلية، الذي يقتل لأسباب عصبية؟ أم الذي يبدع ويخترع ويساهم في انقاذ البشرية؟
العلماني لا يسب الخالق، أو أنبياءه وأولياءه، فأنه لا يعنيه سبهم وشتمهم، إنما يعنيه أن الله عز وجل خلق الإنسان لسبب واحد، هو أن يعمر الخليقة، لكن حينما يتحول الإنسان إلى آلة تهدم الخليقة، فهنالك قانون يمنعه أو يحد من تلك النوايا.
العلمانية لا يوجد في أبجدياتها شيء اسمه (القتل)، وهى ضد هذا النهج الدموي والذي حرمه الله في كتبه السماوية، قبل ان تحرمه العلمانية.. والآن، أليس من الأنصاف أن ترمموا بيتكم أيها القتلة قبل أن تتهموا من يريد بأسباب العلم والحضارة، ومن يؤمن بالآخر وخياراته واعتقاداته، على شرط أن يحترم حريات الآخرين واعتقاداتهم.
أخيرا العلمانية تطمح إلى أن تكون إنسانية الفرد إنسانية عالمية، وليس تعنصر محدود لفئة جاهلة، وعمياء.



#لطفي_جميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب مطية الشرفاء وليس الامتيازات


المزيد.....




- الجيش اللبناني يعلن تسلمه 3 معسكرات تابعة لفصائل فلسطينية لب ...
- منظر مذهل في تركيا.. تجمد جزئي لبحيرة في فان يخلق لوحة طبيعي ...
- إندونيسيا تحيي الذكرى العشرين لكارثة تسونامي المأساوية التي ...
- ألمانيا تكشف هوية منفذ هجوم سوق الميلاد في ماغديبورغ، وتتوعد ...
- إصابات في إسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ حوثي
- شولتس يتفقد مكان اعتداء الدهس في ماغديبورغ (فيديو+ صور)
- السفارة السورية في الأردن تمنح السوريين تذكرة عودة مجانية إل ...
- الدفاع المدني بغزة: القوات الإسرائيلية تعمد إلى قتل المدنيين ...
- الجيش الروسي يدمر مدرعة عربية الصنع
- -حماس- و-الجهاد- و-الشعبية- تبحث في القاهرة الحرب على غزة وت ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - لطفي جميل - العلمانية بين الموضوعية والاتهام