أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عارف علوان - هل يستحق نظام البعث السوري كل هؤلاء الضحايا ليبقى شهراً آخر في الحكم؟














المزيد.....

هل يستحق نظام البعث السوري كل هؤلاء الضحايا ليبقى شهراً آخر في الحكم؟


عارف علوان

الحوار المتمدن-العدد: 1400 - 2005 / 12 / 15 - 10:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بكل حزن تابعت المشهد الأليم، مشهد الجثث المبعثرة على السفح الصغير في منطقة الملكلّس، حيث قال مذيع الـ سي أن أن بعد لحظات إن جبران تويني بين الضحايا!
لأنني أعرف هذا الطريق، ومنه أتذكر أجمل ما في لبنان، شدّني خبر الانفجار قبل أن يُكشف عن الضحية، فقد توجست أن بيت تويني سوف يناله مصاب ما، لأنه أبرز سكان بيت مري من الشخصيات المهمة!
لقد تعلمت الكثير من هذا البيت عبر (نهاره) المتميز، الصادق دائماً، الجرئ في فضح الدسائس، ذي اللغة الخاصة من بين كل صحف العرب، والكبير في توجهه الثقافي الحرّ، والعصري النَفَس. يومها لم أكن سوى قارئ معجب بكل حديث وجرئ.
ليس هذا أول ضحية من (النهار) يهتزّ لها قلبي حزناً، سويةً مع غضبي، فقد سقط جميع ضحايا النهار بأيدٍ يعرفها الجميع، ويخشى أن الوقت لم يحن لرفع الأصبع بوجهها!
أول حزن أشعر به تجاه صحفي كان حين اغتالت سوريا كاتب العمود الذي لا ينافسه أحد في الإيجاز واللغة الأنيقة، إنه (ميشيل أبو جودة) الذي كنا نصادفه أحياناً خارجاً من (النهار) بعد منتصف الليل، يقف أمام أحد الأكشاك، يقرأ عناوين الصحف الأخرى، ثم يأخذ قهوة الساعات الأولى من الفجر قبل الذهاب إلى بيته.
ميشيل أبو جودة اختطفته سوريا بواسطة الفصائل الفلسطينية الموالية لها ونقلته الى دمشق لتعذيبه حتى يكشف مصادره الخليجية التي اعتمدها في عموده اليومي ليكشف بعض ألعاب النظام السوري الخفية، للأسف لا أتذكر موضوعها الآن!
وعندما القوا بجثة أبي جودة في البقاع، موقّعاً عليها بآثار التعذيب، شعرتُ بالحزن على موت كاتب كان يمثل إحدى مدارس (النهار) في كتابة العمود.
منذ تلك الفترة كان النظام السوري يرعى لبنان بأنياب ومخالب شقيقة، يتصيّد الأقلام والألسن الحرّة، لأنها لا تريد أن تفهم الدور القومي الذي تقوم به سوريا دفاعاً عن قضايا العرب!
الدور السوري فيما يسمى بالدفاع عن قضايا العرب كان يزعج كل العرب، لأن أي دولة عربية لم تفوّض دمشق بهذا الدور، ولا رضيت به، لأنه يعتمد الخطب الرنانة، وجهاز مخابرات تدعمه فصائل لبنانية وفلسطينية مسلحة تحاور العرب بالديناميت.
هل يستحق نظام البعث السوري كل أؤلئك وهؤلاء الضحايا من أجل أن يبقى شهراً آخر في الحكم؟
كيف يستطيع نظام قائم على القمع والدسائس والغدر القيام بدور يدافع فيه عن قضايا العرب، وهو عاجز عن الدفاع عن قضية واحدة صغيرة تخصّه، أعني تحرير بقية الجولان؟
هذا السؤال قد يطرح على حلفاء سوريا الحاليين في لبنان، لكنه يعني الجميع، لأن الدماء التي سالت في لبنان خلقت هوة كبيرة، ونوع من الكراهية بين الشعبين اللبناني والسوري، بنفس الحجم الذي تركها نظام البعث العراقي السابق بين الكويتيين والعراقيين، وهذه الهوة وحدها تكفي لتحرك عربي، شجاع وسريع، يمنع نظام البعث السوري من التمادي.
إن الحزن الذي كان يسحق وجه ابنة جبران تويني الصبية وهي واقفه بين حطام السيارات والجثث، توّج سياسات نظام البعث السوري بالعهر القومي الذي يدين ليس صمت العرب وحده، وإنما قضاياهم أيضاَ.

عارف علوان
كتب المقال للنشر في الإنترنت



#عارف_علوان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء إلى الشباب العربي:


المزيد.....




- محكمة فرنسية تمنع مارين لوبان من الترشح لأي منصب سياسي لهذا ...
- يوم دام خلال عيد الفطر في قطاع غزة في ظل القصف الإسرائيلي
- هل يقود إيلون ماسك تسلا إلى السقوط كما قادها إلى القمة؟
- مبدعون في الغربة.. قصة نجاح الدكتور معتز سامي الزهيري
- الدفاع الروسية: قوات كييف تواصل استهداف بنى الطاقة الروسية م ...
- خبراء روس وصينيون يناقشون الأبعاد العالمية والأوراسية في منت ...
- -متى يتوقف ذلك؟-.. إسرائيل تستهدف مسعفين في قطاع غزة وتقتل 1 ...
- احتفالات بقدوم عيد الفطر.. وفي قطاع غزة تحول العيد إلى -يوم ...
- نتنياهو أمام المحكمة للمرة العشرين بتهم فساد
- تايمز: هذا سبب هوس ترامب بجزيرة غرينلاند


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عارف علوان - هل يستحق نظام البعث السوري كل هؤلاء الضحايا ليبقى شهراً آخر في الحكم؟