سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر
(Sohel Bahjat)
الحوار المتمدن-العدد: 1400 - 2005 / 12 / 15 - 03:58
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لابد لنا كعراقيين ، أن نعرف و نفرق بين نوعين من الأحزاب السّياسية العراقية ، النوع الأول هو ذلك الذي يمتلك شعورا عراقيا أكثر صفاء من غيره ، بعيدا عن لغة "الخصوصيات" و "الهويات" المحلية ، بدءا من القومية و انتهاء بالدينية ، و أعتقد أن طرح قائمة ((حزب الأمة العراقية ـ مثــال الآلوســي 620)) تتوفر فيها كل الشروط اللازمة لخلق عراق ديمقراطي حقيقي ، صحيح أن هناك الكثير من الحركات و التنظيمات السياسية ((العلمانية)) ، كالوفاق الوطني "أياد علاوي" و المؤتمر الوطني "أحمد الجلبي" و غيرها ، إلا أن كلاهما ليس حدّيا تجاه جرثومة "البعـــــث" التي تحاول قتل الجســد العراقي ، النوع الثاني من الأحزاب هي تلك التي تضع برامج "تقسيمية" و تؤمن بنظريات المؤامرة و تتبنى برامج ليس ورائها إلا خراب البيوت ، من قبيل ((أحزاب القائمة الكردستانية)) و الأحزاب الدينية "السنية و الشيعية" على حد سواء ، كذلك الحال بالنسبة إلى علاوي و قائمته السيئة الصيت و التي تعتزم إلغاء "اجتثاث البعث" ، لا بد لنا هنا أيضا من أن نضع أيدينا فوق الجرح العراقي لنستطيع تشخيص المرض و من ثم العلاج .
قائمة حـــزب الأمــة ، و أقولها لوجه الله ، تمتلك ذلك العلاج و الدواء الديمقراطي للحالة العراقية ، فهذا الحزب يؤمن بالعراق كأمة واحدة ، بعيدا عن ((المجاملات)) و استعمال مصطلحات كالأشقاء ((العرب)) و ((الأمة العربية)) أو ((الأمة الكردية)) ، فالعراقيون هم الأمة الحقيقية و الكاملة التي تستطيع بهذا المفهوم كسر أي عـــقبة كانت ، طــائفية أو قومـــية أو دينية ، المصيبة التي غرق فيها العراقيون هي أنهم لا زالوا يرفعون شعارات و برامج لا تمت بصلة إلى الهم العراقي ، فليس من هموم العراقيين أن ((تتحرر القدس العربية)) و لا من همومهم ((تحرير فلسطين العرب))!! و لا إقامة دولة ((كـــردســـتان الكبرى)) !!! ، الهم العراقي يتعلق فقط بمصالح و هموم العراقيين و توفير الحياة الراقية و الهنيئة لكل إنسان ، و إعطائه الحرية الكــاملة في الاعتقاد و طريقة العيش .
لابد أيضا للعراق ، و لكي يكون قويا ، و هو البلد الضعيف دوما حتى في أيام القوة العسكرية لنظــام البعــث ، أن يكف عن التفكير بمنطق "مــفاخر السيف" حسبما يصف المرحوم الدكتور عـــلي الوردي المنطق القديم و أوهام القوة ، إن دولة ضعيفة كالعراق من الممكن أن تصبح أقوى دولة في الشرق ، فقط إذا أقامت حلفا استراتيجيا مع الولايات المتحدة و إسرائيل و الناتو ، فليست المسألة متعلقة بأسلحة أو امتلاك صواريخ عابرة للقارات ، و هو الوهم الذي غرق فيه الإيرانيون الآن ، بل القوة في العصــر الحديث هي في كثرة الأصدقاء و نوعيتهم ، فالعقلية و الثقافة القروسطية القديمة و التفاخر بالقعقاع ((الـــعـــربي)) و صلاح الدين ((الكردي)) لم تجلب لنا إلا الذل .
أُحذر مرة أخرى أن الأحزاب الطائفية و القومية و المناطقية ستجلب الكوارث للعراق .
#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)
Sohel_Bahjat#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟