أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امير عبد عباس - القلق الوجودي مابين راما وتشارفاكا














المزيد.....


القلق الوجودي مابين راما وتشارفاكا


امير عبد عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5215 - 2016 / 7 / 6 - 23:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من المساءل المستعصية والمعقدة والتي تشغل بالنا وتفكيرنا على الدوام هي مسألة (وجود الله من عدمه )؟هذا القلق الوجودي الذي يقض مضاجع أغلبيتنا ومنذ قرون بعيدة والى اليوم مازالت محط أنظار كل الدراسات والأبحاث والفلسفات والأراء وبسببها سفكت دماء كثيرة وانتكست وثبتت عروش والنتيجة لانتيجة نعم لا نتيجة بل مزيد من الدماء والارواح ومزيد من التعصب والعنجهية والتزمت.
واحد من الفلاسفة العظام الذي وضع النقاط على الحروف في هذه المسألة العويصة ونبش كثيرا من أجل سبر غورها ووصل الى نتيجة غاية الروعة والرصانة .نتيجة يقتنع بها كل القاطنين على هذه البقعة الصغيرة من هذا ا لكون الفسيح وعلى جميع مشاربهم.
أنه بوذا الحكيم .صاحب الأجابات الحكيمة المرعبة والمحيرة توصل الى نتيجة حل هذه المعضلة الوجودية من خلال أجتماعه مع عدد غفير من الناس. في صباح باكر كانوا يتناقشون حول هذه المسألة بالتحديد وكان محور نقاشهم يدور هل الله موجود ام لا.وكانوا منقسمين الى أقسام بين ماهو مؤمن ومابين شاك وغير مقتنع .ومنتظرين أجابة مفصلية قاطعة تطلق من شفاه حكيمهم بوذا .لقد كان جواب بوذا فقط الصمت لاغيره لانه كان معروفا بأنه منور عظيم ومعلم موهوب وكان يسعى الى تنوير أتباعه بنوع من الحكمة ولكنه ليس مهتما بأعطاءهم الأجابات أو الضمانات .وهذا جيد من بعض النواحي ولكنه مرعب ومخيف من ناحية أخرى لسبب بسيط لأن الأنسان يبقى ينتظر مصيره الأبدي وأن لم يصل لأجابات فحياته في خطر .وهذا ماكان يؤلمهم ويؤرقهم .
الى أن جاء رجلا ووقف وراء الظلال طبعا هذا الرجل هو أحد المخلصين (لراما) .(راما:_هو أحد الالهه الأكثر الشعبية في الهند .والمخلصون في هذه الديانه مولعين بألههم الى حد عجيب بحيث أذا أرادوا ان ينادوك سيقولون لك رام رام واذا أرادوك أن تذهب يقولون لك رام رام واذا أرادوا منك شيء يقولون لك رام رام كرسوا حياتهم كلها لرام الله )
بعد فترة من الزمن أصابه قليل من الشك هو يعرف أن الله موجود لكن كانت شكوكه منصبة حول (ماذا لو لم يكن هنالك أله) .ومن وراء الظلال نادى( بوذا) هل الله موجود .أراد بوذا أن يعزز أعتقاده بأعتباره مخلص معروف فنظر الى الرجل وأعطى أجابة واضحة ودقيقة (لا).
فعمت الفرحة في المجلس ونزلت الراحة والطمأنينة على الجميع لأنهم كانوا كلما يوجهوا هذا السؤال لبوذا يبقى في صمت مطبق كما ذكرنا والأن نطق بكلمة لا يعني لاوجود (لاله) .وأنتشر الخبر في جميع أرجاء المعمورة وأستمرت الأحتفالات طوال النهار فتخلص الجميع من مفهوم كان مكرس في أذهانهم بأن هنالك اله جالس هناك في مكان ما في السماء يسجل مايفعلونه ومالم يفعلونه وكذلك يعاقبك أو يحرقك في جهنم أو يفعل كذا وكذا الان الحياة أصبحت ملكك بعد أن تخلصت من ذاك المفهوم القديم.ولك كامل الحرية والأرادة .الجميع محتفل وتعلوا وجوههم البهجة والسرور.
لكن حين خيم الليل عادت الجموع وجلست فأقبل عليهم رجل اخر هو أيضا كان متخفيا وراء الظلال هذا الرجل كان من ال(تشارفاكا) .(التشافاركا:_أيضا جماعة في الهند كانوا ماديين متعصبين لايؤمنون باي شيء لايرونه ويقال ان هذه الثقافة الهندية الوحيدة التي تسمح بهذا).فترى دعاة هذه الديانة بكل حيوية ونشاط يتنقلون من قرية لاخرى لنشر معتقدهم هذا ليثبتوا للناس بانه لايوجد اله وأقنعوا الاف الناس ان لاوجود للاله .
أيضا وبعد مدة من الزمن اصابه قليل من الشك وكان شكه منصب حول ماذا لو كان هنالك اله.اي عندما أنتقل الى الحياة الأخرى لو فرضنا هل سيتركني وشأني وعنده جميع الات التعذيب (من الدرنفيس للدريل )فاذا كنت طيلة حياتي أدعوا الناس بأنه غير موجود أكيد سيعذبني أكثر منهم هو يعلم لا وجود للاله لكنه قليل من الشك أصابه فجاء للمجلس ليلا وسال نفس السؤال هل الله موجود نظر اليه بوذا وأجاب أجابة واضحة ودقيقة (نعم).
ومرة أخرى تجددت الفوضى ورجعوا الى المربع الاول .
وأعتقد الناس بان كلام( بوذا) الصباحي يمحوه الليل ياله من حكيم متناقض أين المفر .
دعونا نتساءل اذا ماهي اللعبة التي يحاول بوذا ان يلعبها أراد بوذا أن يوضح للجميع مسألة بغاية الأهمية وهي سواء كنت تؤمن بوجود اله او كنت لاتؤمن بوجوده أنت في نفس القارب اي أنت تؤمن بشيء لاتعلمه. انا اؤمن بهذا أنت تؤمن بذاك لافرق وهذا هو المغزى فهمه الاول هو التحفيز على البحث اكثر من اعطاء الحقيقة وهنا تتجلى عظمة (بوذا).



#امير_عبد_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العاقبة الاخلاقية
- أطني درب
- نقد فتاوى غريبة ! احمد الفنجري انموذجاً
- الاستهواء
- صورة (سيلفي) مع الزهاوي !
- السياسي العراقي يفند (ثورندايك)
- خرافاتنا الى اين؟
- المرض النفسي( 2_2)
- المرض النفسي (1_2)
- ايهما احق
- التمهيد للدولة المدنية
- تسييد العقل
- غرس النارنج


المزيد.....




- السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة- ...
- الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد ...
- تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي ...
- باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
- -أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما ...
- كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
- مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد
- “خلي ولادك يبسطوا” شغّل المحتوي الخاص بالأطفال علي تردد قناة ...
- ماما جابت بيبي..فرحي أطفالك تردد قناة طيور الجنة بيبي على نا ...
- عائلات مشتتة ومبيت في المساجد.. من قصص النزوح بشمال الضفة


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امير عبد عباس - القلق الوجودي مابين راما وتشارفاكا