محمد ناجي
(Muhammed Naji)
الحوار المتمدن-العدد: 1399 - 2005 / 12 / 14 - 11:04
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
كلمة ونص
موقف المرجعية ... ؟
الرجل الزاهد السيد علي السيستاني المرجع الشيعي الأعلى ، وبغض النظر عن الاتفاق والاختلاف حول دوره وصلاحياته ، له الحق في اتخاذ الموقف الذي يراه مناسبا له ولأتباعه ومقلديه في أية قضية تعرض عليه ومنها مسألة الانتخابات العراقية . ولكن الملاحظ ان الغموض يسيطر على هذا الموقف حتى ان الناس ، في اكثر من مكان في حيرة وجدل حوله ، خاصة وهناك من يتعمد تجيير مكانة ومواقف السيد السيستاني التي تحظى وتستحق الاحترام والتقدير ، لغايات ومصالح دنيوية فئوية ضيقة ، وفقا لما ذكره وحذر منه أحد وكلاء المرجع . وهذا ماحدث ايضا في الانتخابات العراقية السابقة التي جرت في 30 يناير 2005 ، مما اضطر المرجع الديني ، وان كان متأخرا ، الى اصدار بيان ينفي فيه دعمه لأية قائمة في تلك الانتخابات ، وانه لن يدعم اية قائمة في الأنتخابات الحالية . ولكن المتابع يرى استمرار هذا الغموض حتى اليوم ، فالبيانات تتواتر في الصحف ومواقع الانترنت والفضائيات ، وبين النجف وكربلاء وبيروت وغيرها ، لتتفاوت بين تأكيد تأييده لطرف وقائمة معينة وبين النفي . صحيح ان للمرجع السيد السيستاني ، كغيره من المراجع ، وكلاء في داخل العراق وخارجه يمكن لأتباعه ومقلديه الرجوع اليهم في هذه القضية او تلك ، كما ان له مواقع على الانترنت مفتوحة لمن يشاء ، ولكن القضية تتجاوز الاتباع والمقلدين كما تتجاوز هذه الآلية ، لتلقي بظلالها على عموم المجتمع وعبر وسائل الاعلام وبشكل شبه يومي . فلماذا لايستخدم السيد السيستاني نفسه وسائل الاعلام هذه ، ويظهر ولو لمرة واحدة ، كما ، فعل ، ويفعل وكلاءه ! وغيرهم من المراجع من مختلف الاديان والطوائف ، كالراحل الخميني واليوم الخامنئي وشيخ الازهر والبابا ... ، ليؤكد ان جميع العراقيين متساوون وان المرجعية بمثابة الأب الروحي لهم !؟ وبهذا يقطع الشك باليقين في تصريح علني واضح ومباشر ، لايقبل التأويل ، يضع حدا لمن يريد اقحام المرجعية ، التي تمثل أحد صمامات الأمان في المجتمع العراقي ، في بازار السياسة !؟
#محمد_ناجي (هاشتاغ)
Muhammed_Naji#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟