|
العلاقات العراقية السعودية ابتداءا من حرب صدام وانتهاءا الحشد الشعبي
عباس الشطري
الحوار المتمدن-العدد: 5214 - 2016 / 7 / 5 - 22:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العلاقات العراقية السعودية ابتداءا من حرب صدام وانتهاءا الحشد الشعبي عباس الشطري
لايؤلمنا شيء بقدر تشرذمنا نحن العرب وخوفنا من نهايات تشرذمنا هذا ؟؟ولانلوم احدا في الوصول الى هذا الحال فالجميع اسهم بذلك , نحن العرب الذين اشار المؤرخون الى ظهورنا الاول في التاريخ في معركة القوقار عام 853 قبل الميلاد اثناء تحالفنا مع ممالك الشام واليونان لوقف زحف داريوس الاخميني الفارسي وهو متجه نحو بلاد الاغريق ,بقينا عرضة للتشرذم سواء حين كنا ممالك صغيرة تاكل بعضها بل وحتى بعد توحدنا تحت راية الاسلام وبناء امبراطورية عظيمة في عهد الخليفة هارون الرشيد فقد اشغلتنا الحروب الاهلية والحروب بين ممالكنا عن مواجهة الاعداء و حين ظهرت شخصيتنا العربية مرة اخرى بدفع من القوى الشعبية حين اندلعت الحرب العربية ضد العصابات الصهيونية في فلسطين في ايار1948 برزت الخلافات الى السطح نحو الاستمرار بالقتال او القبول بالهدنة مع الهاغانا وشتيرن !؟ وهكذا الحال مرورا بحروب اليمن والنكسة والحرب العراقية الايرانية التي دعمت فيها دولتين عربيتين مهمتين ايران مباشرة واسهمتا بقصف المدن العراقية عبر اسلحة روسية سلمتها لايران مادعا صدام الى التوجه الى صوب واشنطن قبل ان ينقلب عليها في غزو الكويت او هكذا قيل . الخليجيون وبقيادة السعودية دفعو صدام الى مهاجمة ايران واحتلال اراضيها حتى لاتصل نار الثورة الى ديارهم وسرعان ما سحبوا البساط من تحت قدميه حين ارسوا دعائم تحالف وثيق فيما بينهم استبعدوا العراق منه واحرجوه بالرغم من انه دولة خليجية ايضا, وقالها صدام بمرارة في حديث تلفزيوني ( طلبنا من الاخوة الخليجيون تاجيل اعلان مجلس التعاون حتى لانحرج امام شعبنا والعرب كوننا ندافع عنهم ) وهو مؤشر اخر للتشرذم العربي لتعود السعودية نفسها الى ابرام معاهدة (عدم اعتداء ) مع الرئيس العراقي الراحل بعد انتهاء الحرب في سابقة عدت غريبة وخطيرة بنفس الوقت فلم تعقد اتفاقيات من هذا النوع بين العرب الموقعون اساسا على معاهدة الدفاع العربي المشترك بل لم نقرا عن معاهدة بمثل هذا العنوان سوى بين هتلر وستالين عام 1938 , السعودية والعراق الذين ارسو دعائم علاقة جديدة بعد اللقاء الشهير بين فيصل الاول والعاهل السعودي عبد العزيز ال سعود على متن باخرة في عرض البحر وصل الحال بينهما الى عقد معاهدة عدم اعتداء عام 1989 اثناء زيارة الملك فهد للعراق؟؟؟؟ فهل هناك تشرذم اكثر من ذلك الحال ؟!!ولم يتوقف الحال عند هذا الحد فقد حاصرت معظم دول الخليج النظام الجديد مابعد 2003 والذي اسهمت اساسا بوجوده على انقاض نظام صدام البائد بعد ان سهلت للجيوش الاميركية والبريطانية احتلال العراق لكنها سرعان ماوقفت ضده بكل قوة بعد اجراء انتخابات اوصلت اغلبية شيعية الى الحكم بل شجعت السنة على عدم الانخراط فيه ما اوجد حركة تمرد لازلنا ندفع ثمن فاتورتها من دماء واموال العراقيين بكل مكوناتهم وتدمير للبنى التحتية وهذه الدول التي لم تعترف بالنظام الجديد,اعطت باجراءها هذا ايران فرصة التغلغل فيه مستثمرة علاقاتها باركان الحكم الجديد وحاجتهم الى دعمها امام منظمات مثل القاعدة وداعش التي يمثل فيها المتطرفين من دول الخليج العدد الاكبر فتركت العراق و90 من سكانه من العرب شيعتهم وسنتهم عرضة للموت المجاني من الانتحاريين من ابنائها بلا ادنى مساعدة ودون اي اجراء يحد من ذلك بما في ذلك تغاضيها عن حملات التمويل للمتطرفين من سكان هذه الدول وقد اعترف بذلك قبل ايام المتحدث باسم الداخلية السعودية اللواء منصور بن تركي . بعد غزو صدام للكويت في العام 1990 قطعت العلاقات بين السعودية والعراق وبقيت هذه العلاقات متدهورة حتى وقت قريب حين شرعت المملكة بفتح سفارتها في بغداد بعد محاولات عراقية ودولية كثيرة بائت بالفشل فقد حسمت السعودية موقفها من النظام الجديد بالسلبية لكن بعد التغيرات الجديدة في المنطقة وصمود الرئيس السوري والتدخل الروسي والعلاقة الجديدة بين ايران والغرب وحل مشكلة الملف النووي وبضغط اميركي تنبهت السعودية الى خطاها الجسيم في عدم التقرب من بغداد وايقنت المملكة ان الصراع مع ايران يوجب ابعاد بغداد عن ايران او هكذا اصبحت تعتقد 0 لكنها تاخرت كثيرا وتاخرالعرب معها ايضا في مد جسور الثقة للنظام العربي في بغداد فايران بوقوفها الى جانب العراق ضد داعش التي هددت وجوده كدولة اصبحت اكثر قبولا لدى الشيعة ونصف السكان الكورد في اقليم كوردستان في السليمانية وحلبجة , رحب العراق باعادة العلاقات مع السعودية راغبا بفتح صفحة جديدة للعلاقات العربية معتقدا ان الناي عن الخلافات بين ضفتي الخليج هو اسلم الحلول اذا مارغب ببناء دولة عاقلة تحترم مواطنيها وجيرانها الا ان تدخل السعودية بشخص سفيرها في الشؤون العراقية اعاد التوتر مجددا لهذه العلاقة فتصريحاته غير الدبلوماسية حول الحشد الشعبي المكون اساسا من متطوعين شيعة انضم لهم لاحقا حشد عشائري سني بعد فتوى المرجع الكبير السيستاني ومساواة السفير بين داعش والحشد اثار حساسية العراقيين كونه مرتبط بموقف بطولي فذ لشباب وشيبة بالحفاظ على الدولة العراقية وصد هجوم داعش الكارثي الذي كان يهدد باجتياح بغداد ,لاسيما وان الاف من شهداء الحشد الذين استشهدو لتحرير محافظات ديالى وصلاح الدين والانبار ضاقت بهم مقبرة النجف ليدفنوا في كربلاء المجاورة فضلا عن ان اماكن غسل الشهداء تغص بجثامين الشهداء وان انتظار غسلها وتكفينها يطول لساعات نتيجة الزحام وتكدسها وحساسية العراقيين واحترامهم لبطولة ابنائهم معروفة , الامر الذي لايدركه السفير السعودي وربما لم يتمكن من هضمه لانه لايدرك معنى البطولة لشعب يخوض حروبا منذ ثلاثين سنة ولم يركع وعاش ضروف حصار اقتصادي خانق اسهمت دول الخليج في تفاقمه حتى وصل عدد الاطفال الذين تسبب الحصار بموتهم اكثر من نصف مليون طفل حسب التقارير الاممية فضلا عن ان الاموال والدعم السعودي الرسمي وغير الرسمي لداعش اصبح مفضوحا امام العالم بل حتى اتصالاته المتكررة بعدد من السياسيين و استخدامه للغة التودد للتيار الصدري وقوله ان الشيعة العرب هم عمق للاخوة والعروبة لم يجديه نفعا وجاء متاخرا فلم تمض ايام حتى اصدرالصدر بيانه حول تدخل السفير السعودي في الشان العراقي وتجاوزه لمباديء عمله الدبلوماسي ولازالت تداعيات زيارته لسجن حوت في الناصرية جنوب البلاد تلقي بتداعياتها على الوضع العراقي فضلا عن تصريحه حول تحريرالفلوجة والتي تحدث فيها عن ايران ورعايتها للارهاب الامر الذي عدته وزارة الخارجية العراقية عملا غير موفق كونه يعد تدخلا بشان دولة اخرى ولايفترض زج الاحداث العراقية في موقف عدائي مع دولة اخرى خاصة وانها تقدم دعما سخيا للعراق في حربه , ولم تتوقف السعودية عند حد تدخل سفيرها فقد صرح بعد ذلك وزير خارجيتها عادل الجبير وتناول نفس الموضوع اقصد الحشد الشعبي فوقع بنفس الهفوة لان تلك التصرفات غير الدبلماسية تقوض الجهود السعودية والعراقية على حد سواء فالعراق يريد علاقات دولية تساعده للتخلص من الارهاب في حين تريد السعودية بقاء نافذة العراق مفتوحة امامها بعد ان اغلقت لفترة طويلة وحجبت رؤيتها ايران عنها لعقد كامل كما تاخرت عن اللحاق بها وهو الامر الذي دفع هيئة كبار العلماء في السعودية الى فتح نافذة لحوارات مع عقلاء الشيعة كما تقول الهيئة التي باركت خطوتها قيادة المملكة. قد يقول قائل الم يتدخل الايرانيون فلماذا التحامل على السعودية نقول نعم ذلك صحيح ولكن أي مقارنة فالعلاقة بين العراق وايران مختلفة تماما وكيف لا فايران وقفت الى جانب العراق في صد هجوم داعش الارهابي على بغداد ورحبت بالعملية السياسية وتبادل السلطة فيه وفتحت مخازن اسلحتها امام الجيش العراقي المكسور دون مقابل بل اسهمت بالمساعدة الفنية والتدريب والاستشارة العسكرية لقوات الحشد الشعبي التي تكونت بسرعة بعد دعوة السيد السيستاني ب( الجهاد الكفائي) درءا للخطر عن العراق في الوقت الذي كانت وسائل اعلام دول الخليج عدا الكويت وسلطنة عمان تنشر بحماسة تقدم داعش باتجاه بغداد وتهلل له ولولا السلاح الايراني والقوات الشعبية التي اوقفت المد عند سامراء لاصبحت بغداد تحت سيطرة داعش الذي يدعمه معظم السكان من عرب الخليج ويشهد تويتير على ذلك, السعوديون لم يهضموا بعد معنى ان يقف الجار معك ويحمي اعراضك من السبي كماسبيت النسوة الايزيديات وبيعن في الرقة والموصل ولم يفعل العرب ومنهم الخليجيون تجاه ذلك شيئا ولا ادنى تعاطف ,نعم ربما التدخل الايراني موجود بقوة اكثر من التدخل السعودي لكن تدخل الجار الى جانبك ايام المحن ووقوف ابن عمك الى جانب عدوك ينبغي التمييز بينهما والعراقيون لاينسون بسهولة وقبل ان يصل الحال الى المحال في هذه العلاقة خاصة وان الاحداث الامنية الخطيرة في بغداد والمسنودة من الخليجيين تدفع حتى المؤمنين بعلاقة طيبة مع السعودية الى تغيير رايهم فالذي يديه في النار ليس كمن يديه في الماء وكفانا تشرذمنا . *كاتب عراقي
#عباس_الشطري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفلوجة تتحرر , ماذا بعد تحريرها ؟؟
-
اقتحام مقر الحكومة العراقية يضع العبادي امام فرصة اخيرة
-
بعد ازمة البرلمان في العراق.. هل ارجاع شرعية الجبوري المقرب
...
-
تحرير الموصل بين ثنائية الحشد الشعبي ,الجيش والتحالف الدولي
-
الرصاصة التي اخترقت قلب منتظر ناصر قبل ثمانية اشهر تتسبب في
...
-
التيار المدني بين شعبية الصدر وزنقة العبادي
-
نيروز وحلم الدولة الكوردية الذي يقترب كثيرا
-
اوباما والانزعاج الخليجي
-
استذكار للراحلين
-
رحلت جاكلين سولتون المراة التي ارادت ان يعم السلام في ربوع ب
...
-
ريتشارد كلارك على اميركا مراجعة خططها في العراق والبحث عن حل
...
-
زيارة الرئيس بارزاني الى واشنطون : بين اولويات الكورد وخيارت
...
-
بيان بمناسبة الدكرى الحادية والستين لتاسيس اتحاد الشبيبة الد
...
-
بيان ذكرى تاسيس اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي
-
اليوم الدولي للشباب
-
البيان الختامي للمؤتمر العاشر لاتحاد الشبيبة الديمقراطي العر
...
-
تصريح حول تظاهرة الجمعة 10 حزيران
-
نجحنا وفشل قاسم عطا
-
يوم اخير للبؤس _يوم حياة جديدة
-
شركاء ولكن اذكياء
المزيد.....
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
-
محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
-
لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
-
عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|