باسم المرعبي
الحوار المتمدن-العدد: 5214 - 2016 / 7 / 5 - 03:20
المحور:
الصحافة والاعلام
مع كل تفجير يحدث في العراق، وفي بغداد بشكل خاص، تحضر، لديّ، صورة ذلك الإرهابي (كم أود ان أفرغ فوق رأسه الآن أقذع قواميس الشتائم في العالم)، الذي عرضت اعترافاته قناةٌ عراقية، قبل سنوات، فملامحه المسترخية، المطمئنة، وعبارته الرهيبة تلك لا تزال ترنّ في رأسي، كجرس ينبه الى انحطاط قيَم عالمنا الذي نحياه. يقول ذلك المجرم واصفاً، طريقة تنفيذه عملية تفجير سيارة، في الكرادة (أيضاً) بعد ان غادرها مبتعداً، انه اشترى ساندويتشاً من محلّ قريب، وفيما هو يسير ويقضم من الساندويتش، وعلى مسافة آمنة بالنسبة له، ضغط على زر التفجير الذي يحمله، لتتناثر الأجساد وتندلع الحرائق. هذا الإرهابي ذاته ـ لا أستبعد الآن ـ أن يكون في مكانه المريح من السجن أو خارجه، يتفرج متلذّذاً، على ما يعرضه التلفزيون من هشيم خلّفه انفجار الكرادة الجديد، بينما هو يتناول وجبته الفاخرة، هذه المرّة! ولكن اذا كان وجه هذا الإرهابي عابراً أو مجهولاً، لعامة العراقيين، فإنّ هناك العشرات من الوجوه السافرة، المعروفة، التي تحتل الشاشات، وهي التي تقرّر للعراقيين مصائرهم، هذه الوجوه هي الشريك الفعلي للإرهاب وهي النصف المرئي منه، وهم اسوة بذلك الإرهابي الملتذ بأكل الساندويتش على وقع الانفجارات، بدورهم يقضمون ما طابَ لهم وهم سائرون وخلفهم تتشظّى البلاد والعباد.
#باسم_المرعبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟