... !! كلام الناس : نظريات عسكرية

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 12 - 2001 / 12 / 20 - 09:17
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

قال لينين ذات يوم : الحرب هي امتداد للسياسة ..

وقال جاباييف : في الحرب تظهر بطولة الرجال ..

فهل يمكن وضع حروب أميركا تحت هذين الوصفين ..؟

لا توجد حرب خاضتها أميركا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى الآن يمكن أن يسميها أحد بأنها حرب الرجال الشجعان ..!

فحربها النووية على هيروشيما وناكازاكي كانت غدراً ، كانت حرب المتوحشين القتلة أنزلوا قنبلتهم من عمق السماء على رؤوس ومساكن الناس المدنيين المسالمين وكانت الحرب العالمية الثانية قد انتهت فعلياً ..!

حربها مع فيتنام كانت حرب الأقوى في السماء مع الأضعف في الغابات .. لكنها انهزمت شر هزيمة حين نزلوا الى الأرض..! ..

حربها مع العراق كانت حرب صواريخ قادرة على المجيء من مسافات بعيدة لتضرب أهدافها على المؤسسات والجنود العراقيين المجبرين على المبيت في الصحراء وعلى الناس المدنيين غير القادرين على الرد..!

حربها في كوسوفو كانت حرب الطائرات المسيطرة في السماء على الناس الخائفين في الأرض..!

حربها في أفغانستان هي حرب تكنولوجيا متطورة هجومياً ضد الجاهلين من حملة السلاح الدفاعي الخفيف ..!

رغم كل الظروف المناسبة لسيد الغابة الأميركي بعد سقوط الأتحاد السوفياتي فأنه يقتل الناس المسالمين والمدنيين ويشردهم وينكل بهم أشد التنكيل ..!

ورغم كل التفوق العسكري إلاّ ان اميركا تضرب من بعد ، من حاملات الطائرات ومن الغواصات ومن ( الحاملات الثقيلة ب52 ) خوفاً من الهزائم والضحايا..!

الحروب الأميركية ضد شعوب العالم الثالث المكتوب عليه التخلف لا تبتعد نهائياً عن شريعة الغاب . الأقوى يقتل الأضعف ، أو أنها لا تبتعد عن الكاوبوي المسلح الذي يحتل قرية صغيرة ليس فيها غير الشيوخ والنساء والأطفال ..!

حتى في الفروسية الأوربية ، كان الفارسان لا يتقاتلان إلاّ بسلاح متشابه . المنتصر هو الأذكى والأقدر على الحركة والأكثر تدريباً . لكن الأميركان لا يعرفون غير ممارسة " العدوان " بسلاحهم الأقوى .

يتباهى الاميركان بانتصارهم في تورا بورا ..!

يا للبطولة ..!

قبل حوالي ستين عاماً قال المؤرخ العسكري الأميركي جورج باتون قوله الشهير : ان الاميركان لا يكسبون الحرب من اجل بلدهم ولا من أجل مبادئهم ولكنهم يكسبونها بجعل عدوهم يموت من أجل بلده .. !

فلا حروبهم أمتداد للسياسة ، التي هي في الجانب الأهم تعادل العقل بل هي أمتداد لجنون الأنتقام . ولا حروبهم فيها شجاعة بل فيها جبن و دناءة.. !

أنها " ولية مخانيث " كما يقول موروثنا العراقي الشعبي ..!

كلام الناس : الحقيقة الأزلية هي ان الحرب كالنار تأكل بعضها في نهاية المطاف ..!!

ـــــــــــــــ

جاسم المطير

بصرةلاهاي في 19/12/001

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات