أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد صالح الطحيني - الإعلام العربي ودوره الأكثر خطورة من ترويج المخدرات














المزيد.....

الإعلام العربي ودوره الأكثر خطورة من ترويج المخدرات


محمد صالح الطحيني

الحوار المتمدن-العدد: 5212 - 2016 / 7 / 3 - 14:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعتبر ترويج المخدرات أقل خطورة مما يروجه الإعلام العربي بجميع قنواته المرئية والمقروءة، فأكبر المنظمات العالمية الناشطة في زراعة وتصنيع وتسويق المخدرات لا تعادل قناة فضائية واحدة من حيث بث سمومها على مساحات جغرافية أكبر او عدد من يتعاطون تلك السموم عبر برامجها.
عدا ذلك فإن تجارة المخدرات محظورة وتحاربها جميع الدول، اما الإعلام بات في أيامنا هذه سباق محموم للكسب السريع تشجعه كل الدول، وقد فاقت مرابح القنوات الفضائية مرابح تجار المخدرات أنفسهم.
والمفارقة هنا ان تاجر المخدرات يعالج مادة المخدر كي يقلل من أعراضها الجانبية السلبية خوفا من تقليص عدد زبائنه الذين ربما يؤدي تعاطيهم الى الوفاة، أما قنواتنا الفضائية العربية تهتم بما سيأتيها من أرباح حتى وأن زادت نسبة السم فيما تقدمه لمتعاطيها غير آبهة لتلك الأرواح والعقول التي تزهق بسبب ما تقدمه من سموم في برامجها.
ربما يظن البعض أني أبالغ فيما أورده هنا لكني سأذكر حقائق وأرقام يجهلها الكثيرون.
أصغر داعية فضائي معروف يتقاضى خمسين ألف ريال على الحلقة الواحدة. مليون ونصف مليون ريال أجر الثلاثين حلقة التي نشاهدها في الشهر الفضيل، علينا أن نعلم أيضا أن الفنان يعمل يوما كاملا لإنتاج مشهد أو مشهدين. بينما ينهي فضيلة الداعية الفضائي تصوير برنامجه (ثلاثين حلقة) في ثلاثة ايام كحد أقصى، الشيء الذي يخفى على أكثرنا هو المفاوضات الساخنة التي تتم خلف الكواليس وينتج عنها هذا الكم الكبير من البرامج والمسلسلات والإعلانات. عندما يتحدث الداعية في برنامجه عن الاسراف ويورد الأحاديث التي تدين الاسراف هو في الواقع يأخذ أجره من هذا الاسراف وقد فاوض وقاتل ليعظم نصيبه منه مثله مثل غيره.
ومن المعروف أن تلك المحطات تكسب أرباحاً اضعاف ما تنفقه وذلك من خلال إعلاناتها، والمعلن يهمه أن يصل إعلانه الى أكبر عدد من المشاهدين لذا ينصح الوكيل الإعلامي باستضافة الممثلة الفلانية لأنها أكثر عرياً من غيرها وهذا ما يطلبه الجمهور او استضافة الداعية فلان لأنه أكثر عهرا من غيره بأفكاره او بتلميحاته الجنسية المثيرة والتي تكسبه جماهيرية أكثر، فحينما يفاوض الداعية او الفنانة على رفع اجره الحلقة تزيد القناة من قيمة الإعلان والذي ستدفع فاتورته من جيب المشاهد الذي سيشتري تلك السلع المعلن عنها.
(بعد الاتفاق وتوقيع العقد وبعد أن يضع الداعية أكبر قدر ممكن من هبرة الإعلان في خرجه يخرج علينا على الشاشة يذرف الدموع. أين منا عهد عمر بن الخطاب. كيف كان خليفة المسلمين رضوان الله عليه يكتفي في فطوره بتمرة واحدة يسد بها رمقه. كلام يجعلنا نشعر بالذنب فنغص بحبة اللقيمات وتتحول في حلوقنا إلى علقم. بينما ينتقل عفا الله عنه بعد تصوير هذه الحلقة العصماء إلى المطعم في الدور السابع والثلاثين، حيث الموسيقى الحالمة وأضواء الشموع الخاثرة تحف بصواني الجمبري والضأن والشرائح الوردية المنتزعة من السلمون السابح في المحيط الاطلسي وثلاثة عشر نوعا من السلطات، أما التمرات التي تحدث عنها بعاطفة خضبت بالدموع فقد تركها وراءه تتيبس في قصعات قهوجية الاستقبال عند بوابة الفندق).
والأخطر من هذا كله تلك الفتاوى التي يبتدعونها والتي تحلل الكبائر وتحرم الحب والاخاء تقسم الأمم والشعوب الى أديان وطوائف تغسل أدمغة الكثير من شبابنا تدعوهم الى الجهاد باسم الإسلام ضد الكفرة الذين من غير دينهم أو طائفتهم وبالوقت نفسه يرسلون أبنائهم الى معاهد وجامعات من يُكَفِرون ليتلقون علومهم وينالون شهادات عليا، بينما يدعون أبناء غيرهم لتحطيم جماجم هؤلاء الكفرة وتقطيع أوصالهم، فأي إله يعبدون.
ملاحظة: ما وضع بين قوسين مأخوذ من أحد المواقع الإسلامية التي تعري هؤلاء الدعاة أوردتها هنا ليشهد شاهد من أهلها.



#محمد_صالح_الطحيني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انجلينا جولي والضمير الإسلامي
- كيف تهيمن العاطفة على العقل
- الغضب
- لكل منا عقلان ...!
- العنف
- الشعور الجماعي
- الذكاء العاطفي
- المجنون9
- أي إله هؤلاء يعبدون
- البحث عن وطن
- مقتل هابيل
- نور
- القرآن
- انتصار محمد
- هجرة محمد الى المدينة
- محمد في مكة
- الإسلام
- الشريعة اليهودية
- الشعائر الدينية عند اليهود
- منشئو التلمود


المزيد.....




- سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفض ...
- أحدث تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات “نزلها ...
- -الشرق الأوسط الجديد ليس حلماً، اليهود والعرب في خندق واحد-– ...
- بعد دعوة رجل دين درزي.. تحذير مصري من -مؤامرة- لتقسيم سوريا ...
- الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا حكمت الهجري يطالب بحم ...
- الدروز في دائرة الخطر: نتنياهو يستغل الطائفة لأغراض سياسية
- جماعات الهيكل منظمات إسرائيلية تسعى لهدم المسجد الأقصى
- الاشتباكات الطائفية في سوريا: أبرز القادة الروحيين الدروز يط ...
- تردد قناة طيور الجنة.. نزلها على جهازك الرسيفر وتابع كل جديد ...
- -كمين- لقوات تابعة للحكومة السورية يتسبب في مقتل 23 مسلحاً د ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد صالح الطحيني - الإعلام العربي ودوره الأكثر خطورة من ترويج المخدرات