أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سمير عادل - لعبة اللصوص:التسابق في فرض القهر على المجتمع العراقي لإنقاذ سلطانهم














المزيد.....

لعبة اللصوص:التسابق في فرض القهر على المجتمع العراقي لإنقاذ سلطانهم


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 384 - 2003 / 2 / 1 - 06:11
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    




 
 تتدهور الأوضاع المعيشية والأمنية يوما بعد يوم لكافة الشرائح الاجتماعية في المجتمع العراقي، نتيجة تصعيد التهديدات الأمريكية في شن حرب على العراق. الحكومة البعثية الفاشية تقلل من الحصص التموينية، إلى جانب قطع نسبة تتجاوز 40% من رواتب العاملين في قطاع الدولة تحت عنوان "تبرعات" دون أي إخطار أو تسمية الجهة التي يتم التبرع لها. إلى جانب ذلك، فان المنظمات التابعة لحزب البعث وجهت تهديدات علنية وصريحة إلى السكان بعدم مغادرة البيوت في حالة اندلاع الحرب وبعكس ذلك فأنهم سيتعرضون إلى الرمي بالرصاص.  إن المدنيين في كلتا الحالتين معرضون للموت، فإذا لم يقتلوا في بيوتهم عن طريق قصف الطائرات الأمريكية وصواريخ كروز، فأنهم سيقتلون على أيدي المجرمين من نظام صدام.ومع هذا فان صدام حسين يراهن على النصر في لقائه لعدد من جلاوزته من الضباط العاملين في مؤسسات الجيش القمعية الذي بثته الفضائية العراقية قبل ثلاثة أيام.
أما في الجانب الآخر، جانب ديمقراطية الجوع والحرمان، جانب سلطة الأحزاب القومية الكردية،  فكل طرف أدلى بدلوه للحفاظ على المنطقة "الآمنة". ففي القسم الذي يسيطر عليه الحزب الديمقراطي الكردستاني،  صدر قرار من قبل حكومته يقضي بقطع نسبة 30% من رواتب العاملين في القطاع العام إضافة إلى تقليل حصة الوقود الذي شمل القسم الآخر أيضا في المناطق التي تسيطر عليها قوات الاتحاد الوطني الكردستاني مع إصدار قرار عدم التداول والتعامل "بالدينار الأصلي السويسري" وإحلال التعامل بالدولار، واعتبار سعر صرفه بعشرة دنانير للدولار الواحد، مع العلم إن سعر صرف الدولار في السوق هو 8 إلى 8 ونصف دينار. أي عندما يكون راتب الموظف 1000 دينار على سبيل المثال، فأنه سيتقاضى 100 دولار في حين إن سعر صرفه في السوق 8-8.5 أي يخسر من راتبه 200 دينار.وتكمن السخرية عندما تكتب في العناوين الرئيسية لصحف الاتحاد بأنه " سوف لا يقلل من رواتب الموظفين " وان حكومة الاتحاد جل همها الحفاظ على معيشة الجماهير. وأما عامل اللاأمان والرعب والاستعداد للتشرد من جديد والبحث عن الكهوف والملاجئ خوفا من استخدام النظام البعثي الفاشي الأسلحة الكيماوية في حالة اندلاع الحرب، حول حياتهم إلى كابوس خيم على حياتهم المليئة بالحرمان والشقاء طيلة اثني عشر عاما من حكم هذه الأحزاب.
   وبين هذا وذاك، فأن التقرير الذي قدمه "معهد المديرين" في بريطانيا يشير إلى أن شن حرب على العراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية هو الطريق إلى الإنعاش الاقتصادي ودفع عجلة النمو بنسبة أكثر من 2% في الاقتصاد الأمريكي. ويؤكد اغلب الاقتصاديين في المنظمات الاستشارية الأمريكية والغربية على صحة التقرير أعلاه. وأما في القاموس السياسي، فهذا يعني إن هذه الحرب التي ستحصد أرواح قرابة نصف مليون إنسان في العراق، في حالة عدم استخدام أسلحة الدمار الشامل حسب رأي المحللين العسكريين في الغرب، فأنها ستدر أرباحا كثيرة على أمريكا وتلك المعارضة العراقية التي تريد أن تبني أساسا لها من جماجم المحرومين. أما الخاسر الأكبر فليس كما يقولون هو نظام صدام حسين المجرم، فقد استطاع الحفاظ على دعامة حكومته لعشر سنوات إضافية نتيجة تلك الأوضاع غير الاعتيادية التي مرت على المجتمع العراقي.
وفي الحقيقة فان تلك الأوضاع غير الاعتيادية التي تمثلت بالحصار الاقتصادي والتهديدات الحربية والقصف الجوي والمنطقة الآمنة، جعلت حزب البعث الفاشي الحاكم في العراق والأحزاب القومية الكردية الحاكمة في كردستان يتنصلون من جميع مسؤولياتهم تجاه الإنسان في العراق في كلا القسمين بكل ما تعنية هذه الكلمة من معان.
واليوم يحضّر الطرفان انفسهما أما للهزيمة التي تحاول أن تحّملها لجماهير العراق أو الانتصار التي سيكون ثمنه كسر عظامهم وتهميش رؤوسهم.
ليأت أي شخص له غريزة إنسانية ليقول لنا:هل إن ذهاب دكتاتور دموي مثل صدام حسين يستحق هذا الثمن؟ وهل أن جماهير العراق توافق على دفع هذه الفاتورة الباهظة ؟ أم إن مجموعة من عملاء ألCIA والجلادين السابقين في النظام البعثي الفاشي ومجموعة من المتقاعدين وقادة عصابات ومليشيات دموية وعشائرية وقطاع طرق تبحث لها عن موقع أو منصب وزاري وحكومي تحت عنوان صاغوه "عراق تعددي فدرالي" يشبه عناوين أفلام هوليود!          



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى اضراب عمال الزيوت النباتية
- لحظات الخذلان..ولحظات الخيانة
- الحزب الشيوعي العمالي العراقي في معادلة الاوضاع السياسية في ...
- الحظ العاثر لندوة احمد الجلبي عندما تتزامن مع مكرمة صدام حسي ...
- مرحبا بالمدنية والتحضر ..مرحبا بقتل المزيد من اطفال العراق
- ما بين- مكرمة صدام حسين- والحرية السياسية
- ثلاثة رسائل من الحزب الشيوعي العمالي العراقي في تورنتو
- BBC تسبح عكس أتجاه التيار الانساني
- ان كنت تكذب فأصقله جيدا ! لماذا هذا هذا العويل على -الشعب ...
- -الشيطان الاكبر- عراب الاسلاميين في -تحرير العراق-
- في الذكرى الرابعة لرحيل القائد العمالي والشيوعي الرفيق حكمت ...
- الانهزامية والاوهام في ذلك الفصيل من اليسار العراقي !
- رسالة مفتوحة الى الجالية العراقية في كندا
- دول وانظمة وكوفي عنان والانسان العراقي
- في الدفاع عن المجتمع المدني العراقي
- جريمة التكفير ..من المسؤول ؟ من نجيب محفوظ إلى نوال السعداوي ...
- رسالة مفتوحة الى وزير حقوق الانسان في حكومة اقليم كردستان - ...
- الاستفتاء والحصار
- السياسة الامريكية والسيناريو المظلم للمجتع العراقي
- تحالفات المعارضة العراقية والمشروع الامريكي والمجتمع العراقي


المزيد.....




- مشاهد توثق انفجار أجهزة -البيجر- اللاسلكية في عدد من المتاج ...
- مصادر عسكرية رفيعة: تناقض شديد بين الجيش ونتنياهو ونخسر حرب ...
- ألمانيا تتعهد بتقديم 100 مليون يورو إضافية لأوكرانيا في الشت ...
- مصرع 4 أشخاص وإصابة 40 جراء حرائق الغابات في البرتغال
- وزير القوات الجوية الأمريكية: روسيا ستواصل تهديدنا بغض النظر ...
- قيس سعيد: جهات أجنبية تسعى لإفشال حركة التحرر الوطني في تونس ...
- البرلمان الجورجي يتبنّى مشروع قانون حظر الدعاية للمثلية وتغي ...
- مالي: مسلحون يهاجمون مقرا للقوات المسلحة في العاصمة والجيش ي ...
- عاجل: عدد من الإصابات في حدث أمني غير واضح في الضاحية الجنوب ...
- تطوير صمام قلب جديد لتفادي مشاكل عمليات استبدال الصمامات


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سمير عادل - لعبة اللصوص:التسابق في فرض القهر على المجتمع العراقي لإنقاذ سلطانهم