أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - لقالق سمرقند ومنائر الجبايش














المزيد.....

لقالق سمرقند ومنائر الجبايش


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 5210 - 2016 / 7 / 1 - 20:07
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بعد انهيار وتفكك الاتحاد السوفيتي نالت دول البلطيق استقالالها واصبحت جمهوريات مستقلة تمنح جوازات بأسمها واعلامها القومية ، ولم يكن قبل ذلك لأحد يخرج دون ختم على جواز يتوسطه المطرقة والمنجل والراية التي اسسها لينين لتكون فاتحة للاممية الاشتراكية ــ الشيوعية في كل الارض.
لكن ثمة كائنات من سكنة تلك الجمهوريات كانت تسافر ايام السوفيت دون جوازات وتأشيرة ، تذهب الى اي مكان وتعبر الحدود دون ان يسألها احد عن اوراقها الرسمية .
تذهب شمالا وجنوبا وشرقا وغربا وكأنها تقلد الاسكندر في فتوحاته العالمية الاولى يوم ابتدا السفر من مقدونيا الى بابل مع عدة الحرب وفلاسفة يعلمونه الحكمة والمنطق.
ومثله فعل المغول اللذين اخذوا نصف العالم واكتسحوه دون جوازات سفر ، ومثل المغول فعل جيش الملكة فكتوريا البريطانية ، لكن الثلاثة ، الاسكندر والمغول وفكتوريا لم يستطيعوا الوصول الى مناطق الاهوار ، ربما لانها بفضل بيئتها لم تسمح لمن يحمل جواز سفر او لم يحمله باللوج الى عالمها المتفرد بالصمت والفطرة والحياة التي تسكنها المياه والقصب ومشاتي الطيور ومشاحيف الصيادين.
لكن طيور تلك المدن اتت لتعيش في مشاتي الاهوار منذ ازمنة الطوفان والى اليوم ، ولم يطلب منها ان تُريَّ اهل الاهوار جوازات سفرها واختامها الزرقاء المدورة ، لان اهل الاهوار يعتقدون ان الطيور الاتية اليهم لتقضي اشهر الربيع واوائل الصيف بين اكمة القصب وعلى وسائد الموج وفي سماء القرى العائمة في فضاء من المياه ، انما هي من بعض اهل المنزل تأتي في اوان موقوت لتعيش بينهم تمنحهم لحمها وريشها وتغريداتها واسرابها الطائرة بين الغمام الابيض وشبكات الصيادين.
هذه الكائنات التي ترتدي الاجنحة معاطف والقادمة من المدن البعيدة التي تكون الحرارة في شتاءاتها اكثر من عشرة مئوية تحت الصفر . هي الطيور التي اعتادت ليكون مشتاها هنا ، وكنا في قرية المحاريث ندرك مع وصول اول طائر قادما من المدن الاسكندنافية او البلطيق أن الربيع حط رحاله هنا , وطالما كنا نقضي مساءاتنا بعد الدوام المدرسي بتأملها ومع اسرابها وهي طائرة او وهي تفتش بين القصب الكثيف عن مكان ملائم ليكون عشا لها ، لأعود امتع المزاوجة بين ما اراه وما اقراه عن جمالية البيت حين يكون عشا لطائر في تلك اللغة المتفردة التي يسطرها لنا غاستون باشلار في كتابه ( جماليات المكان ).
فأتخيل أن الطائر ليس كما الانسان في ذائقة المكان ، فالأنسان يريد من المكان فراش وانثى ومشارك يمنحه الدفء والتناسل إن كان ذكرا أو أنثى .
الطيور تشترك مع البشر في الحاجة الى الآخر من أجل الدفء والتناسل ، ولكنها لن تحتاج الى وسادة وسرير . بل الى مكان ( العش ) الذي يوفر له مكانا لالتقاط حبة القمح والاستراحة من نهارات الطيران والهروب من بنادق الصيادين وحصى مصائد الاطفال لتشاهد ان السنونو القادم من مدن اسكندنافيا قد لايحتاج الى عش عندما كنا نراه غافيا وهو يحط على اسلاك اعمدة الكهرباء او التليفون ، أو نراه مختبئا بزاوية خشبية منحوتة في شرفة شناشيل منزل يهودي في شارع التوراة في مدينة الناصرية ، فيما يفضل البط الخضري ان تكون اعشاشه بين اعواد القصب النابت وسط مياه الاهوار وتفعل معه الكثير من انواع الطيور.
وحدهها اللقالق تختار لها امكنة عالية وشامخة تبني عليها اعشاشها ، ولا تقترب الى بيئة الاهوار إذ تلجيء اغلب اللقالق القادمة من ازوبكستان والمانيا وارمينيا ومدن البلطيق في استونيا وفلندا ولاتفيا ولتوانيا الى منائر الجوامع لتبني اعشاشها ، وبالرغم من قلتها في وصولوها الى العراق حيث لاتفضل اللقالق الهجرات الطويلة لثقلها حيث يتجاوز وزن الطائر الثلاثة كيلو غرام ، إلا انها كانت تصل فيشكل منظرها الجميل وهي تقف بسيقانها الطويلة على منارات جامع الجبايش الصورة المنظورة لحلم معلمي الاهوار عندما يعلموا ان هذه الطيور اتية من سمر قند ومدن نهر الراين وارمينا ، فيتراقص فيهم اشتياق للسياحة في شوارع بون ودوسلدورف وكولونيا أو تسكن بهجة التمني قلب احدهم ليتأمل الطائر المنتصب فوق المنارة وهو يناشده آه ما اجمل الطريق بين الجبايش ــ وسمر قند .



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سفرة مدرسية الى التوراة
- مرثية الى بود سبنسر
- شيوعيٌ بثوب أسود ...!
- أحمرْ والحْسِينْ . أخضرْ والعَباسْ
- أسرار الشذر الأزرق
- الأهوار وناي عدنان شنان
- النزول جنوب بابل
- مديح الى حمدية صالح
- الأهوار والقنصل الكهنوتي
- فشافيش اكبادُ الجواميس
- الأهوار ( يوم في فنيسيا )
- الحُب بحروف بيل غيتس
- أور (عواء الثعالب لايُحبُ البساطيل )
- الأهوار ( المجلات وجدار الطين والحرمس )
- بان كي مون ..لمناديلا صوتٌ في الاهوار
- أهوار أنجيلا جولي
- آبي سين أنتحر ، والبابا لايعلم
- الأهوار وفيتامينات إدوارد شيفر نازده
- فتوى مزارع الخشخاش الأفغاني
- الزقورة ( أسرار الغرفة العِلْويةُ )


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - لقالق سمرقند ومنائر الجبايش