أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاخر السلطان - وقت الدبلوماسية.. بين واشنطن وطهران















المزيد.....

وقت الدبلوماسية.. بين واشنطن وطهران


فاخر السلطان

الحوار المتمدن-العدد: 1399 - 2005 / 12 / 14 - 11:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تبدو الخطوة التي أقدمت عليها الولايات المتحدة بالسعي لفتح حوار مباشر مع طهران رغم القطيعة التاريخية بين الطرفين والتي تعود إلى أزمة الرهائن في سفارة الولايات المتحدة في طهران بعد نجاح الثورة الإيرانية عام 1979، تبدو أنها تهدف لمعالجة عدة ملفات بالرغم من إعلان الإدارة الأميركية أنها سوف تركز على الملف العراقي.



ورغم أن مراقبين لا يستبعدون أن تصب المحصلة النهائية لتلك الخطوة في إطار التنسيق بين الطرفين لحل المعضلة الأكبر، أي الاتفاق على بدء التفاوض بشأن العلاقات الثنائية المتدهورة والمثقلة بالأزمات، لكن مسار الخطوة، إضافة إلى الملف العراقي، يبدو أنه يهدف، لا أقل بالنسبة لواشنطن، إلى الاتفاق على مناقشة قضايا إقليمية عدة شائكة تعتقد أن حلحلتها يمهد الطريق لبسط أكبر لسياساتها وخططها في المنطقة، ويأتي على رأسها علاقة طهران مع حزب الله اللبناني وتنسيقها الإقليمي مع دمشق ودعم الحركات المسلحة الفلسطينية والموقف من الصراع العربي الإسرائيلي.



غير أن طهران قد تشترط في المقابل أن يصار إلى التفاوض للاتفاق على تنفيذ بعض ذلك بثمن قد يكون باهظا، وهو الأمر الذي قد ينطوي على تأخير موافقتها على الخطوة الأميركية مثلما هو حاصل الآن، إذ لا يمكن لإيران أن تتنازل عن ملفات حيوية دون الحصول على ما يدغدغ طموحها السياسي الرئيسي، وبالذات ما يتعلق بخططها النووية، والذي يبدو أن الغرب مقتنع بأنها ستصبح ورقتها المستقبلية الوحيدة وسوف تدافع عنها دفاعا مستميتا.



كما يبدو أيضا أن هناك اتفاقا (غير منسق) بين واشنطن وطهران على فشل الموقف الأوروبي في حلحلة القضية النووية بعد تأخر دام سنوات، وبات البيت الأبيض يعتقد أن هذا التأخير يعطي للإيرانيين فرصة أكبر للمناورة في قضايا المنطقة لضغط يصب في إطار مشروعها النووي مما يشكل قلقا للإدارة الأميركية، وباتت طهران تزرع خطط هذه المناورة في المشروع العراقي، بسبب أنها الأقرب لحدودها والأكثر أهمية وإزعاجا لواشنطن في الوقت الراهن.



في المقابل يعتقد مراقبون أن طهران تشعر بنوع من الانزعاج من الدور الأوروبي إزاء ملفها النووي، وباتت تنظر لسياسة باريس ولندن وبرلين نظرة ملؤها الشك المستند إلى عدم الجدية للوصول إلى ما يحلحل القضية، وبأن الموقف الأوروبي قد يخلق قناعة لدى طهران من إمكانية قبول الرسائل التي تأتيها من أطراف عدة للتوسط بينها وبين واشنطن التي لها اليد الطولى في موضوع الحلحلة. ومن هذه الرسائل، حسب العديد من المراقبين، ما يتعلق بالجماعات الشيعية في العراق التي تربطها علاقات جيدة مع إيران، وبالذات زيارة رئيس المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي إلى طهران قبل أكثر من ثلاثة أسابيع والتي سبقت رحلته إلى واشنطن. ومعروف عن الجلبي روابطه الوطيدة مع طهران من جهة وأركان الخارجية الأميركية وبالذات مع الوزيرة كونداليزا رايس من جهة أخرى، والتي ما أن انتهت زيارة الجلبي لواشنطن حتى أوصت سفيرها في العراق زلماي خليل زاد بفتح قنوات تفاوض مباشرة مع طهران بشأن العراق.



وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك أكد أن خطة خليل زاد بالاتصال بالإيرانيين هو لطلب مساعدتهم في وقف التمرد الذي يشهده العراق منذ عام 2003. لكنه شدد على ان هذه الاتصالات لن يكون لها تأثير على العلاقات الثنائية مع إيران وقال خليل زاد انه التقى في الماضي مسؤولين إيرانيين عندما كان الموفد الاميركي الى افغانستان.



وفي إطار سفر الجلبي إلى طهران يتحدث المراقبون عن تأييد مشروط للقيادة الإيرانية لقراره بخوض الانتخابات مستقلا عن "الائتلاف العراقى الموحد" الشيعي، وان كبار المسؤولين في طهران أبدوا دعمهم لتولي الجلبي منصب رئيس الوزراء بعد الانتخابات العراقية المزمع اجراؤها يوم لخميس القاد في حالة حصوله على مقاعد كافية في البرلمان تمكنه من منافسة المرشحين الرئيسيين المحتملين، وهم رئيس الوزراء السابق اياد علاوي ورئيس الوزراء الحالي ابراهيم الجعفري وعادل عبد المهدي القيادي البارز في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ونائب رئيس الجمهورية.



ويقول الكاتب والمحلل الإيراني علي نوري زادة نقلا عن مصدر رفيع في مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، ان الجلبي تمكن من اقناع الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد ومستشاره الاعلى هاشمي شمرة ذي النفوذ القوي، بأنه الوحيد القادر على جدولة الانسحاب الامريكي والبريطاني من العراق، وانه يحظى بثقة واحترام واشنطن ولندن، وان وجوده على رأس الحكومة العراقية سيقلل بصورة ملحوظة من مخاوف واشنطن من توسع نفوذ إيران. وفي نفس الوقت تعرف طهران جيدا ان الجلبي لن يتحول الى عدو كون الصلات التي تربطه بجهاز الحكم في إيران صلبة وقديمة ولن تتأثر بأية عواصف سياسية او انقلابات في التحالفات الدائرة في العراق.



وكان الجلبي أكد انه سيتحالف في الانتخابات المقبلة مع التيار الصدري الذي يقوده مقتدى الصدر والذي تربطه علاقات وثيقة مع طهران، مؤكدا بأن لإيران نفوذا في العراق "وعلينا بناء علاقات سلمية" معها.



وقال الجلبي "للنجف نفوذ كبير في إيران وما يجري في النجف يؤثر كثيرا على إيران.



وأضاف "علينا ان نتعامل مع إيران مثلما نتعامل مع تركيا او السعودية. يجب علينا ان نمنع تدفق الاسلحة من إيران. وان نكون حاذقين في ادارة العلاقة مع إيران دون ان يكون لها نفوذ لتحكم العراق. كلما تعزز الحكم في العراق كلما انخفض نفوذ الدول ومنها إيران في العراق".



وفيما يتعلق بالخطوة الأميركية لفتح حوار مباشر مع طهران، يتحدث على نوري زادة عن أن مدير شركة نفطية كبرى في الولايات المتحدة سبق ان التقى، قبل خطة خليل زاد، بعدد من كبار المسؤولين الإيرانيين في جنيف، وأوفد مبعوثا الى طهران في شهر اكتوبر الماضي، حيث قابل مستشار الرئيس الإيراني للامن القومي علي لاريجاني الذي يتولى منصب أمين المجلس الاعلى للامن القومي. وكان لاريجاني ابدى خلال زيارته لمدينة نيويورك في شهر سبتمبر الماضي وفي اجتماع خاص مع بعض الشخصيات القريبة من ادارة الرئيس الأميركي جورج بوش، رغبة إيران في فتح قناة مباشرة مع الولايات المتحدة بعد ان فشل الوسيط الاوروبي (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) في ايجاد تحول حقيقي في مسار العلاقات الإيرانية ـ الامريكية.



ويقول نوري زادة بأن مرشد الثورة علي خامنئي لا يخفي استياءه البالغ حيال ضعف ادارة الرئيس محمود أحمدي نجاد في ادارة أزمة الملف النووي. ويعتبر نجاد مسؤولا مباشرا للتغيير الجذري في موقف الاتحاد الاوروبي بشكل عام والدول الاوروبية الثلاث المكلفة التفاوض مع إيران، ومصادقة مجلس حكام الوكالة العالمية للطاقة على المشروع الاوروبي القاضي بنقل ملف إيران الى مجلس الامن.



ويضيف نوري زادة بأن الرئيسين السابقين هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي ووزيرا الخارجية السابقين علي اكبر ولايتي وكمال خرازي، فضلا عن غلام رضا آغازادة مدير منظمة الطاقة الذرية، وحسن روحاني المسؤول السابق عن الملف النووي، طالبوا بدراسة سبل خروج إيران من المأزق الذي تواجهه حاليا نتيجة لما وصفه خامنئي بافتقار رئيس الجمهورية ومستشاريه للخبرة والاهلية لادارة ازمة بحجم الازمة النووية.



وكان خامنئي منح مجلس تشخيص مصلحة النظام الذي يرأسه رفسنجاني سلطات رقابية على حكومة نجاد وعلى مجلس الشورى الذي يسيطر عليه المحافظون. وقال مسؤولون إيرانيون ان الاجراء هدفه احتواء خطر سيطرة المحافظين منفردين على البلاد، وتسهيل تسوية الخلافات بين طهران والغرب بشان البرنامج النووي الإيراني.



في الجانب الأميركي يتحدث مراقبون عن خوض وزيرة الخارجية كونداليزا رايس معركة لأقناع الرئيس جورج بوش باعتماد الدبلوماسية الجدية في تعامله مع العالم. وهو الأمر الذي أثار حنق الصقور والمحافظين الجدد كونه يعطي مجالاً للمناورة، ولو ضيقاً، لكل من إيران وسوريا وكوريا الشمالية.



ويبني المراقبون موقفهم هذا انطلاقا مما وصفوه بمحاولة القيادة في ايران الحد من مشاعر الرئيس نجاد، بإبقائها للاستعمال الداخلي المحدود، بعد الصورة السلبية التي رسمها لإيران عبر خطابه في الامم المتحدة وعبر دعوته لمحو إسرائيل من الخارطة ولنقل الدولة العبرية إلى أوروبا.



كذلك تفّوقت رايس وفريق وزارتها على المتشددين في الادارة، فهي حسب المراقبين لم تكتف بمعارضة اي عمل عسكري منفرد ضد إيران، بل انها وفريقها وضعوا خطة بفتح اتصالات مباشرة مع المقّربين من مرشد الثورة الايرانية.



ويقول المراقبون بأن رايس باتت تنادي بـ "المثالية العملية"، وأن القيادة الايرانية ربما مالت هي الاخرى لهذا التوجه، إذ منح المرشد الأعلى للثورة، رفسنجاني سلطات الاشراف على أداء حكومة أحمدي نجاد، وخصوصاً في السياسة الخارجية، في حين علق رفسنجاني على تصريحات وسياسات نجاد بالقول: "ان على الذين يديرون الشأن النووي ان يعرفوا اننا في حاجة الى دبلوماسية وليس الى شعارات، يجب ان نعتمد الحكمة والصبر من دون استفزاز او شعارات تعطي الاعذار لأعدائنا"، حيث يتفق يعليق رفسنجاني مع الشعار الذي تردده رايس: إنه وقت الدبلوماسية.
كاتب كويتي



#فاخر_السلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إخوان مصر.. هل يستطيعون التعايش مع الديموقراطية؟
- -ديمقراطية- التجمعات الدينية.. هيمنة وإلغاء
- بين صلاح الدين وصدام والزرقاوي.. لم نتعلم الدرس
- ادعاءات.. وافتراءات ضد الديموقراطية
- الاسلام هو الحل
- إلغاء حكم الإعدام.. وحق الاختلاف


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاخر السلطان - وقت الدبلوماسية.. بين واشنطن وطهران