|
معارضو الاصلاح الديني في المغرب رجعيون
كمال آيت بن يوبا
كاتب
(Kamal Ait Ben Yuba)
الحوار المتمدن-العدد: 5209 - 2016 / 6 / 30 - 00:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تقول الحكمة أن دوام الحال من المحال . و تقول البيولوجيا الحديثة أن عدم القدرة على التأقلم والتغير مع متغيرات الوسط يؤدي لإنقراض الأنواع الحيوانية والنباتية. على إثر نشرمراسلة مديرية قسم البرامج بوزارة التربية الوطنية المغربية لبعض دور النشر لإطلاعهم على مضمون المراجعة المرتقبة لمناهج التربية الدينية بالمغرب من طرف موقع تربية بريس الالكتروني المغربي إطلعت يوم 12/06/2016 على مقال لكاتبه محمد أدوحموش نشر في نفس الموقع ، نقل فيه عن رئيس ما يسمى جمعية مغربية لبعض أساتذة مادة "تربية إسلامية" ، إستغرابه ورود مصطلح التربية الدينية في المراسلة عوض "تربية إسلامية" و تخوفه مما وصفه ب "ما يُعد في الخفاء" و الذي قد يمس مكتسبات المادة و كذلك تحذيره من التعديلات المتسرعة التي قد لا تخدم المراجعة الشمولية لمضامين ما أسماه "تربية إسلامية" .. بينما نقل عن أستاذ آخر قال أنه فاعل مدني ما وصفه ب"التعتيم والإقصاء" للاساتذة من مراجعة المناهج الدينية وكذلك قوله ما معناه "أن مراسلة مديرية المناهج بخصوص التربية الدينية يستعمل نفس "المصطلحات السياسية" عوض الحديث بمرجعية تربوية و إسلامية " مناشدا بإبعاد تقلبات السياسة عن المدرسة المغربية . تقول المراسلة (ما بين قوسين هو للتوضيح فقط) : (مِن) مدير المناهج إلى السيدين مديري الدار العالمية للكتاب و مكتبة السلام الجديدة الموضوع : مراجعة الكتب المدرسية للتربية الدينية سلام تام بوجود مولانا الإمام المؤيد بالله و بعد ، فتبعا للتوجيهات الملكية السامية للسيدين وزير التربية الوطنية و التكوين المهني ، ووزير الأوقاف و الشؤون الإسلامية خلال مجلس الوزراء المنعقد بتاريخ 6 فبراير 2016 بمدينة العيون ، قصد القيام بمراجعة مناهج و برامج مقررات التربية الدينية في إتجاه إعطاء أهمية أكبر للتربية على القيم الإسلامية السمحة و في صلبها المذهب السني المالكي الداعي إلى الوسطية والإعتدال و إلى التسامح والتعايش مع مختلف الثقافات و الحضارات الإنسانية. و على إثر إنتهاء اللجنة العلمية البيداغوجية المكلفة بهذه المراجعة من أعمالها ، يشرفني دعوتكم لجلسة عمل يوم الأربعاء 8 يونيو 2016 على الساعة الثانية بعد الزوال بمقر مديرية المناهج بالرباط و ذلك قصد الإطلاع على الإجراءات المواكبة المتعلقة بمراجعة الكتب المدرسية الخاصة بالتربية الدينية إستعدادا للدخول المدرسي 2016/2017 و تفضلوا بقبول أزكى التحيات و السلام. انتهت مراسلة مدير المناهج . يوم 26 يونيو 2016 ورد خبر يقول أن أساتذة التربية الاسلامية يطالبون وزير التربية والتكوين المهني بتوضيحات حول تغيير اسم المادة .( الرابط اسفل المقال)..و المقصود هو ورود عبارة "تربية دينية" بدل اسم "تربية إسلامية" في المراسلة السابقة . ومن المعلوم أن منصب أي وزير في أي حكومة في العالم هو منصب سياسي و له سلطة تقديرية وسلطة تنفيذية ينفذ بها سياسة الحكومة.وبالتالي فهذه الاخيرة هي التي تتحمل المسؤولية فيما تسن من سياسات .و مراسلات أي وزير لمن يعنيهم الأمر لا تكون موضوع جدال إلا قبل إرسالها و اتخاذ القرار فيها و ليس بعد ذلك . و نحن حين نكتب حول التعليم كأساتذة نشطين نشارك بما نستطيع في النقاش ، فكل ما نكتب هي آراء أو إقتراحات أو تأملات أو تنويه بشئ ما أثار إنتباهنا ، وليست لنا أي سلطة أو صفة سياسية حتى لو كانت مثلا جمعية أساتذة كذا او كذا تمكننا من رفض مذكرات أو مراسلات الوزير المعني بالتربية والتعليم في المغرب .فكموظفين يلزمنا القانون بتنفيذ أوامر رؤسائنا المباشرين و رؤسائنا البعيدين . نفس الشيء ينطبق على أعضاء جمعية أساتذة كذا و كذا ....لأنها ليست حزبا سياسيا أو جهة تمثيلية سياسية ونافذة يمكنها ان ترفض سياسة الحكومة و بالتالي فالمذكرات الصادرة من الوزارة حسب القانون الجاري به العمل هي للتنفيذ حتى لو تعارضت سياسة الحكومة و ما تحتوي عليه من تعليمات مع افكارنا. و الا فاي تقاعس في تنفيذها يعرض اصحابه للمساءلة القانونية .لان الوزير نفسه يتحمل المسؤولية فيما أوكل اليه من مهام من طرف من هم أكبر منه في الترتيب الإداري. اذن كل ما نستطيع فعله اذا تعارضت المذكرات مع افكارنا كأساتذة و موظفين هو كتابة ملاحظاتنا و تساؤلاتنا حول موضوع معين من اجل فهمه اذا كنا فعلا لم نفهم المقصود و ليس اننا نمثل مسرحية عدم الفهم أو سلك القنوات القانونية لذلك. و لهذا فقرارات الوزارة مثلا بتغيير مصطلحات معينة في موضوع معين تتحمل مسؤوليته الوزارة بداهة .وإذا لم تعجب البعض من الموظفين مثل رئيس جمعية أساتذة كذا و كذا فلا يمكنه قانونا ان يعترض عليها أويقف في وجهها في الحين واللحظة إذا لم تمس حقوقه المباشرة .لأن الوزارة كما سبق ان قلنا جهة سياسية تنفيذية .ما يمكن فعله هو سلوك قنوات سياسية مثل مجلس المستشارين و البرلمان عبر الاتصال بالبرلمانيين من اجل تقديم اسئلة في الموضوع بكل ادب واحترام للوزير المعني. قرار الوزير بتغيير مناهج التربية الدينية لم يعرفه المغرب وحده و انما كل العالم الاسلامي و سبقه كثيرون في هذا المجال في السنة الماضية كمصر و تونس مثلا ولم يمس الوضعية المادية لاعضاء الجمعية ولا مس قيامهم بمهامهم و لا وضعيتهم الادارية .هذا هو الحق . علينا ان نواجه بعقل وشجاعة هذه المصيدة التي إسمها الدين الصحيح و هي ليست لا دين ولا صحيحة وانطلت علينا جميعا و كبلت محتمعاتنا و فرملت تقدمها و نهضتها دون ان نكون مشاركين في كتابة فصولها أو كنا حاضرين في بنائها .و ذلك برفض كل ما يتعارض مع العقل و مع معلومات العلم الحديث و مع المنطق في الثراث الديني و القيام بنسخه مثلما يقول النص التالي الذي تعرفون"أنتم أدرى بشؤون دنياكم" . لقد لاحظنا في تونس مثلا و قبيل رمضان بقليل هذا العام 2016 حركة النهضة التونسية وما أدراك ما حركة النهضة التي كانت هيئة سياسية ذات مرجعية دينية معارضة لنظام الديكتاتور زين العابدين بنعلي وشاركت في ثورة الاطاحة به و شاركت في الحكومة بعد ذلك و التي هي حزب سياسي لا حظنا قرارها التاريخي بتخليها عن الدين مقابل ممارسة السياسة. و هو التخلي الذي كان إستجابة لمتطلبات المرحلة التي تقتضي ذلك تاريخيا . و لاحظنا ان الاصلاح الديني الذي عرفته اروبا كان رجال الدين انفسهم في قلب الاصلاح و هم من قاموا بذلك و نأوا بأنفسهم عن السياسة. للأسف في المغرب تنتفض جمعية اساتذة من الموظفين ليست لها اي صبغة سياسية و لا نقابية ثم تقوم برفض قرار للوزير بالاصلاح الديني الذي لم يخرج لحيز الوجود بعد و ليست هناك أي ملامح و لا مضامين لما تم الحديث عنه يمكن الاعتماد عليها للاستدلال على اي شيء و بهذه السرعة و كأنها حزب سياسي تجعل من نفسها مفوضة للكلام بإسم الاسلام لمعارضة وزارة التعليم التي هي جزء من حكومة سياسية . إذن من فوض لها ذلك ؟ هذا غير معقول . هل يعقل أن يُدرس لابناء المغاربة و ابناء كل شمال افريقيا و الشرق الاوسط بل كل العالم الاسلامي نصوص تحض على العنف و الكراهية و العنصرية والحرب وتفرمل استعمال العقل و توقف النهضة و تمنع السؤال و تعطي صورة سيئة عن الاسلام و عن رسول الاسلام و عن العرب و غيرهم و تؤجرم المجتمع كتبها أعداء العرب و الاسلام القدامى و دسوها في مصادر الاسلام كلها تناقضات وتفاصيل مخجلة حتى صار كل مسلم مثار للسخرية و الاتهام بالارهاب؟ إن الذين يتكلمون بإسم الجمعية و ربما في غيبة من أعضائها المفترضين يدفعون دفعا لاعتبار الجمعية متجاوزة لاختصاصاتها و المفروض فيها الامثتال لقرارات الوزير المفوض الذي هي تحت امرته قد جعلوا من أنفسهم دون وعي كأنهم هيئة سياسية معارضة للوزير الذي هو جزء من حكومة سياسية لدولة ذات سيادة بل جعلوا أنفسهم ناطقين باسم نصوص الاسلام كما تم تقديمه للجميع في المغرب و غيره وكأنهم مؤلفي هذه النصوص الدينية و يقومون الان بمحاولة عرقلة جهود الاصلاح الديني و التشكيك في نوايا الاصلاح الواضحة و المعلنة ويسعون سعيا رجعيا مضادا للعقل و للتطور والتكيف مع متغيرات العالم . لذلك يجب حَلُّ هذه الجمعية . كما يجب حل كل جمعية مماثلة او جماعة أو حزب سياسي يجعل من المرجعية الدينية منطلقا لممارسة السياسة خصوصا بعد الهجمات و التهديدات الارهابية التي تنهل من هذا الثراث الذي تم تقديمه لنا على انه هو الاسلام الصحيح و الاسلام بالمنطق و كما بيننا في مقالات سابقة و كذلك رسول العرب منه براء . . إن معارضة الحكومة و سياستها مباحة في المغرب بقانون الحريات العامة المغربي الذي يخول له ذلك بتأسيس حزب سياسي و كذلك قانون تكوين الهيئات السياسية لكن المادة 4 منه تمنع عن حق تكوين هذه الهيئات على اساس ديني أو عرقي الخ....
رابط المراسلة : http://www.tarbiapress.net/2016/06/blog-post_29.html رابط المقال موضوع الخبر: http://www.tarbiapress.net/2016/06/blog-post_25.html
رابط تغيير اسم مادة "تربية إسلامية" في موقع لكم : http://www.lakome2.com/societe/15796.html
#كمال_آيت_بن_يوبا (هاشتاغ)
Kamal_Ait_Ben_Yuba#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تمور إسرائيلية للمغرب مع كلام عن السلام
-
نتائج البكالوريا المغربية 2016 الأرقام والمعاني
-
وزير التعليم العالي المغربي لم يخلط بين اليهود و الإسرائيليي
...
-
خديجة الريادي الأمازيغية تُسقط مصداقية قناة الميادين دون قصد
-
من يرسم الكاريكاتير لمحمد منذ 14 قرنا إلى اليوم ؟
-
بيان لإتحاد الألوهيين لشمال إفريقيا والشرق الأوسط بشأن حركة
...
-
كأني بالمغرب يقول نحن الشعب أقوياء بالإيمان و لا نهاب أي دول
...
-
المخابرات المغربية تنتصر كما العادة لأمن الشعب
-
إمتحانات البكالوريا المغربية و فتوى الإفطار
-
الميل لنفس الجنس من الناحية السيكولوجية
-
للصحراء الغربية بحر ثالث هو الشعب
-
شمال إفريقيا ليست عربية 2 الأمازيغية لغة رسمية أولى
-
أيها الشيعة غيروا نظرتكم للإنسان وقدسوا الحياة تنتصرون
-
رسول العرب القدوة لم يَغزُ أي دولة أجنبية
-
مصلحة إيران و السعودية الآن التفاهم عوض العدوان
-
بيان لإتحاد الألوهيين الناطقين بالعربية لشمال إفريقيا و الشر
...
-
دورة المادة الحية بيولوجيًا
-
عكس ماقالت صحيفة لوموند ، المغرب لم يدفن التعريب
-
السيدات هن الشموس
-
معلومات البيولوجيا تلزم بضرورة إحترام السيدات
المزيد.....
-
لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق
...
-
بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
-
هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات-
...
-
نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين
...
-
أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا
...
-
الفصل الخامس والسبعون - أمين
-
السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال
...
-
رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
-
مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|