أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احسان جواد كاظم - مصادرة تاريخية - بابل -, لماذا؟














المزيد.....

مصادرة تاريخية - بابل -, لماذا؟


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 5208 - 2016 / 6 / 29 - 09:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قد يكون تصريح ممثلو العتبتين, الحسينية والعباسية بعد مؤتمر لهم عن سعيهم لأستبدال التسمية التاريخية لمحافظة " بابل " الى " مدينة الحسن المجتبى ", مجرد جس نبض لردة الفعل الشعبي على نواياهم بأسلمة كل مايمكنهم في واقع الحياة الاجتماعية, لكن بالتأكيد تقف وراءه اهداف ابعد من مجرد تغيير اسم محافظة عريقة في تاريخها الذي يشهد عليه العالم بأجمعه, بأسم احد ائمة آل البيت.
فلم تكن للامام الحسن بن علي بن ابي طالب اية صلة بالمدينة وربما انه لم يمر بها يوماً في حياته, بينما هي حاضرة وجدت قبل ولادته بآلاف السنين.
ان التبرير الساذج الواهي الذي اعطاه اصحاب الاقتراح والذي هو لتكريم اهلها على كرمهم عند مرور الزوار بها, واضفاء التقدير عليها بشخص الامام, لم يقنع احداً... وانما هم ينطلقون من المثل القائل " شيّم المعيدي واخذ عباته ".
لماذا اذاّ جاء اقتراحهم ؟
لأنهم, ببساطة, يسعون الى توظيف حب العراقيين لآل البيت لخدمة اهدافهم وتطلعاتهم الفئوية المصلحية, بأعتبارهم المحتكرون المعتمدون في تصنيف الناس وتقدير مقدار حبهم لهذا الامام او ذاك, ولهم الحق الحصري بالتالي في اطلاق التسميات المقدسة وتوزيعها على كل مدينة او قصبة او ناصية حي, في الوقت الذي يروق لهم وبالشكل الذي يناسبهم.
ولأنهم يمتلكون هذا الحق الحصري ( كما يتصورون ), فأنهم يمتلكون حق استغلال حب آل البيت واسمائهم, مرة اخرى, كسوط مسلط يُساط به كل من يعترض على رغباتهم ومخططاتهم بأنه لايحترم هذه الاسماء المقدسة ويناصب الدين العداء, لترهيبه واسكاته.
ولأن هؤلاء ومن ورائهم من حكام خالو الوفاض من اية انجازات فأنهم يريدون شراء عقول الناس بحلاوة. فهم يبيعونهم انجازاً وهمياً بأطلاق تسميات ذات طابع مقدس على مدنهم, لاتغني من جوع , بينما هم يجنون الغنائم والامتيازات ويبسطون سلطانهم على المخدوعين بهم. فلو تابعنا وضع المدن المقدسة البائسة كالنجف وكربلاء والكاظمية وسامراء فهي لم تجن من نعتها بالاشرف والمقدسة سوى الاسم , فمستويات الفساد فيها, حسب تقديرات رسمية معلنة, تتقدم حتى على مستوياته في مدن اخرى ( ليست مقدسة! ), وواقع الخدمات فيها مزرٍ كما هو حال أية مدينة عراقية اخرى, رغم الموارد المالية الضخمة التي تجنيها سلطات هذه المحافظات, الادارية والروحية, من الزيارات المليونية والتي يصل عدد زوارها في بعض المناسبات الى سبعة ملايين زائر على حد تصريحاتهم, اضافة الى ضخ الحكومة, التي تهيمن عليها احزاب الاسلام السياسي, المتواصل للملايين من الدولارات لدعم مايسمى بالسياحة الدينية لكن دون طائل, فمواطنو هذه المدن يعيشون بلا كهرباء وماء وخدمات تحفظ حقوقهم وكرامتهم. وهي مدن شهدت تفانين افاعيلهم وتجليات آثامهم.
ولأن هدفهم ليس طمس تاريخ مدينة وحضارة بابل فقط, بل سرقة مستقبلها ومستقبل مواطنيها بكل ما تحتويه من تنوع ثقافي.
ان اكرام اهالي محافظة بابل وغيرهم من المواطنين ليس منّة يعطيها عاطي بل هو واجب على الدولة وموظفيها, ويكون بتأمين حياة آمنة حرة سعيدة لهم ولأطفالهم وليس بنثرالتسميات هنا وهناك.
كما ان اثارة هذا الامر في هذه الفترة العصيبة التي تستدعي تجميع القوى من اجل الأنتصار على داعش, باقتراح مشاريع خلافية تغذي التجييش الطائفي وتفرق الصفوف وتثير القلق, مرفوض, ويتحمل اصحابها وزر التعقيدات المترتبة عليها .



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصادرة تاريخية -بابل -, لماذا ؟
- الأصل - عدم اشهار الصيام !
- شرعية وزارة المحاصصة في مأزق قانوني !
- توفير مستلزمات النصر والتظاهر السلمي
- الطغاة على سر سابقيهم !
- حول الدولة الكردية المستقلة
- ليلة عيد العمال العالمي من تحت قبة مجلس النواب
- ارتكاب المحاصصة مع سبق الاصرار والترصد
- مهازل برلمانية ( كتابات ساخرة )
- اعتكاف مقتدى... حيرة اتباعه !
- هتاف - ايران برة برة... - بين غضب البدريين وخجل الصدريين
- وثيقة الشرف, التزام في استمرار العار
- سندروم الشيخ جلال الدين الصغير... مالكياً
- قوى متنفذة ضد التغيير... شعب كامل معه !
- اغتيال - عذراء سنجار - على بوابات اربيل !
- بين المستيقظين والنائمين عوالم
- سرْ فلا كَبا بكَ الفرسُ !
- انتعاش الحراك الشعبي المدني - احتضار المحاصصة !
- ايزيديات لم يمر بهن عيد المرأة العالمي
- هي القشة ذاتها, قشة الغريق والتي تقصم ظهر البعير !


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احسان جواد كاظم - مصادرة تاريخية - بابل -, لماذا؟