|
القضية الفلسطينية الآن . . الى اين ؟
جمال عبد الفتاح
الحوار المتمدن-العدد: 5207 - 2016 / 6 / 28 - 09:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الآن ننطلق فى مناقشة استراتيجية ومهمات النضال الفلسطينى فى اللحظة الراهنة , من منهج والبناء على موقف حزب العمال الشيوعى المصرى بشأن هذه القضية المركزية عام 1974 فى اعقاب حرب اكتوبر 73 والذى يتضمنه كتاب " موقف من مهمات النضال الفلسطينى " . والوقائع التاريخية برهنت على صحة هذا الموقف على مدى يزيد عن اربعة عقود . . . السياق الذى تجرى فيه الاوضاع الراهنة للقضية الفلسطينية يختلف عن اللحظة التى كتب فيها " موقف من مهمات النضال الفليسطينى " . . فاللحظة السابقة ، هى لحظة انتقال البرجوازية المصرية والبرجوازيات القومية العربية الاخرى من ضفة الاستقلال الوطنى النسبى لتلك البرجوازيات ، التى امتدت طوال عقدى الخمسينات والستينات , الى ضفة الاعداء التاريخيين للشعوب العربية ومصالحها ، الاستعمار الامريكى والصهيونى ، ضفة التبعية الكاملة للراسمالية العالمية وهيمنتها على المنطقة ، وتحول كل الانظمة العربية الى انظمة رجعية معادية لشعوبها ومصالحها واستقلالها الوطنى . سياق هزيمة مجمل حركات التحرر الوطنى ، وتفكك الاتحاد السوفيتى وانفراد الامبريالية الامريكية بقمة النظام الرأسمالى العالمى والهيمنة الاستعمارية على الكوكب ، وانعكاس ذلك على القضية الفلسطسنية ، وقوى الثورة الفلسطسنية بالخضوع لموازين القوى الجديدة والقبول بفكرة حل الدولتين لاول مرة منذ هزيمة 48 , وبما هو اسوأ من قرار التقسيم عام 47 ، وما يتضمنه ـ وهو الاخطر ـ من الاعتراف بحق الكيان الصهيونى فى الوجود على ارض فلسطين ، والدخول فى مفاوضات مباشرة مع العدو الصهيونى والقبول باسم منظمة التحرير بوكالة من المستعمر الصهيونى للحكم الذاتى على غزة ـ اريحا اولا ، مع توسيعها بعض الشئ على ارض الضفة طبقا لاتفاقية العار " اوسلو " لتقليل تكلفة الاحتلال عن طريق الوكلاء الفلسطينيين ، والاستمرار فى سياسة القضم والهضم للارض الفلسطينية من خلال الاستيلاء على ارض الضفة فى المناطق ب وج ، وبناء المغتصبات الصهيونية ، حيث وصل عدد المستعمرين الصهاينه فى الضفة اكثر من ثمانمائة الف ، واحاطة تلك المغتصبات بمساحات كبيرة من الارض الزراعية والحواجز العسكرية والطرق الالتفافية والجدار العازل لمحاصرة القرى والمدن الفلسطسنية فى مناطق سلطة اوسلو ، فى كنتونات معزولة ، باضيق نطاق ممكن ، لتضييق سبل الحياة على قرابة ثلاثة ملايين فلسطينى على ارض الضفة الغربية والقدس لدفعهم الى اللجوء خارج الوطن . . وفى سياق الردة الوطنية هذه , منذ اوائل السبعينات , خاصة بعد حرب اكتوبر 73 ، وانخراط حكم السادات فى التسوية الامريكية بشكل حاسم ، اصبحت تصفية المقاومة المسلحة الفلسطينية , القضية الرئيسية للاستعمار الامريكى والكيان الصهيونى بعد ان حظيت بدعم شعبى واسع من الشعوب العربية وشعوب العالم منذ هزيمة 67 حتى الخروج المفجع من بيروت عام 82 ، وقد انتهى دورها كورقة ضعط بالنسبة للنظام المصرى مع توقيعه على اتفاقيات العار كامب ديفيد عام 79 . وفى محاولة مستميته من الاعداء التاريخيين لطمس ما تم من تحقق للشخصية الوطنية الفلسطينية عربيا وعالميا على يد المقاومة الفلسطينية المسلحة ، وانخراط اكثر من 70 دولة فى سحب اعترافها بـ " دولة اسرائيل " . ونمو حركة المقاطعة الشعبية عالميا ضد الكيان المغتصب فى المجالات المختلفة . ولتغلق قوى الاستعمار الباب على مرحلة من مراحل مد الثورة العالمية ، وتسلمها الى حالة من الجزر وتراجع حركة الشعوب والاستقلال الوطنى ، لحساب صعود نجم الامبراطورية الاستعمارية الامريكية وفرض هيمنتها عبر عالم وحيد القطب بشكل غير مسبوق لاى امبراطورية استعمارية سابقة . مع توقيع السادات لمعاهدة السلام المزعوم مع اسرائيل عام 79 ، ومن قبلها التدخل السورى فى لبنان ، بدأ حصار المقاومة الفلسطينية المسلحة ، واخذ التضامن مع القضية الفلسطينية فى التدهور السريع على المستوى العالمى ، وتمكن جيش الاحتلال الصهيونى من اجتياح بيروت عام 82 ، واخراج منظمات المقاومة الفلسطنية بمباركة الانظمة العربية العميلة ، وبدور رئيسى لمبعوث الامم المتحدة تحت الاشراف الامريكى . . ولكن الاعداء التاريخيين للشعب الفلسطينى لم يدركوا حقيقة استعصاء الشخصية الوطنية الفلسطينية على الاندثار بعد اقتلاع اكثر من نصف الشعب الفلسطينى من ارضه مع مذابح وهزيمة 48 ومحاولات دمجه قسرا فى مجتمعات اللجوء العربية والاجنبية . . وقد برهن على هذا الاستعصاء عقدين من الكفاح المسلح الفلسطينى انطلاقا من الارض الاردنية واللبنانية وتكبيده للعدو الصهيونى خسائر كبيرة . . فاندفعت الوطنية الفلسطينية الى الامام اكثر حيوية والهاما للداخل الفلسطسنى والشعوب العربية وشعوب العالم . . فنمت حركة الاصرار على العودة بين اللاجئين فى محيط الاراضى الفلسطينية ، والصمود والمقاومة على ارض 48 وفى غزة والقطاع ضد الاحتلال الصهيونى مهما كانت التضحيات ، لتضع الكيان الصهيونى فى مأذق وجودى يتفاقم يوما بعد يوم مع كل انتفاضة شعبية ، وكل عدوان اجرامى على غزة يبوء بالفشل فى 2008 ، و 2012 ، و2014 . . وما ان استوعب الشعب الفلسطينى فى الضفة والقطاع تحت الاحتلال دروس خروج المقاومة الفلسطنية من الارض الاردنية ، ثم اللبنانية فى حماية البوارج الاستعمارية حتى فجّّر انتفاضته الشعبية الاولى عام 1987 ، معتمدا على قواه الذاتية على كامل ارض فلسطين لاول مرة منذ هزيمة 48 . فانبهرت شعوب العالم ببطولات المنتفضين ، وانفضحت امام الجميع بربرية الدولة الصهيونية وعنصريتها ـ اكثر من اى فترة سابقة ـ ودعم امريكا والانظمة العربية الرجعية لها . فأسرع الجميع لجّر عرفات ورجال منظمة التحرير الى مؤتمر مدريد ، ومن ثم توقيع اتفاقية "غزة ـ اريحا " اولا ، ليتمكن عرفات من كسر الانتفاضة الباسلة عام 1990 ، وكان لاعداء القضية الفلسطينية ما ارادوا . وما أن استقر المقام بعرفات ورجاله بالضفة حتى اعادوا الكثير من الفدائيين السابقين وحولوهم الى رجال درك لحماية امن اسرائيل اولا ، وامن سلطة الحكم الذاتى ثانيا . وحرفوا اتجاة البندقية المقاومة , وحولوا الشعب الفلسطينى الى متلقى اعانات من الخارج وليصبح رهينة للمانحين الامريكيين والاوربين ، وانظمة النفط الرجعية العربية . واستمر عرفات وسلطته المزعومة فى التفاوض مع العدو "الاسرائيلى" حتى تم توقيع اتفاقية اوسلوا عام 1993 فى البيت الابيض ليروجوا وهم "الدولة الفلسطينية " القادم خلال خمس سنوات على حدود 67 من اراضى الضفة والقطاع . ولم يكد يمر على جريمة اوسلو خمس سنوات من المفاوضات العبثية ، حتى سقطت ورقة التوت عن وهم الدويلة الفلسطينية المزعومة طبقا لاتفاقيات العار ضمن مشروع حل الدولتين الاستعمارى لتصفية القضية الفلسطينية ، والتى جاءت لتقوم بقهر الشعب الفلسطينى تحت امرة الاحتلال الصهيونى ، لاستمرار وضعه فى اطار التبعية الاستعمارية المباشرة بديلا عن النظامين المصرى والاردنى ، حال ما قبل هزيمة 67 . وبذلك انفضح دور منظمة التحرير وقياداتها التاريخية فى التغطية بالغش والخداع والتدليس على جريمتهم التى تواطأت على توسع "الاستيطان" فى الضفة والقطاع اكثر من قبل اوسلو ، والتنسيق الامنى وما نجم عنه من اعتقالات واسعة لآلاف الفلسطينيين ، لم تتوقف حتى الآن ، وتعميق تبعية اقتصاد الضفة وغزة الهش للاقتصاد الصهيونى ليصبح جسر عبور للاقتصاديات العربية التابعة ، ولتتوقف حياة الفلسطينيين اليومية على الكيان الصهيونى والمنح الاوربية والامريكية والخليجية ، فتتراجع قدرتهم على الصمود والمقاومة , وتتقدم سياسة العنصرية الاستعماية التى تقوم على نفى وجود الشعب الفلسطينى على ارضه ، وارغامه على مغادرتها ، اى اقتلاعه ، ابتداءا بالقدس ومعظم اراضى الضفة ، تمهيدا لمصادرتها والاستيلاء عليها وضمها للاراضى المغتصبة حتى عام 48 ، معلنة نهاية اوهام اوسلوا فى كاريكاتور الدولة الفلسطينية والى الابد . . ولكن نهوض وتبلور الشخصية الوطنية الفلسطسنية عبر عقدين من الكفاح المسلح والانتفاضة الاولى كان له رأى آخر فى اوسلو وحصادها المر على الارض ، باندلاع الانتفاضة الثانية فى اواخر عام 2000 برغم المحيط الرجعى المعادى من الانظمة العربية العميلة للاستعمار الامريكى والصهيونية . . وقد احدثت الانتفاضة على مدى اربع سنوات تصدعات كبيرة فى الكيان الصهيونى ، ادت للخروج من غزة بعد هدم المستوطنات ، واعادة انتشار قواته فى محيطها ، لمحاصرتها برا وبحرا وجوا ، وفرض حياة خانقة على سكان القطاع ، لدفعهم للهرب بجلدهم من ذلك الجحيم المقيم . كما احدثت الانتفاضة صراعات داخل سلطة عرفات ـ فتح كان نتيجتها التخلص من عرفات ذاته ، واجهزت على البقية البقية من منظمة التحرير . والهمت الشعب المصرى والشعوب العربية ، النضال المشترك من جديد ضد الاعداء التاريخيين ، الاستعمار الامريكى والكيان الصهيونى وعملائهم من الانظمة العربية المستبدة . . وحتى الآن مر على أوسلو اكثر من عقدين من الزمان ، وما زالت امريكا وشرعيتها الاستعمارية عبر "الامم المتحدة " تبيع نفس الوهم لقيادة السلطة الراهنة المنتهية الصلاحية منذ ميلادها ، بعد ان اصبحو خدما للسياسة الصهيونية والامريكية على حساب القضية الفلسطنية ؛ انه نفس الوهم الذى ذهب بعباس الى الامم المتحدة هذه الايام . . فشرعية تلك "السلطة -الدرك" لم تكن يوما من الايام ، نابعه من الشعب الفلسطينى ، وحقوقه المشروعة والتاريخية ، ولا من شرعية المقاومة ضد الاحتلال حتى تحرير كامل التراب .... بل هى دائما مستمدة من التبعية والتفاوض والخضوع المستمر للعدو الصهيونى وحلفائه ، والذهاب الى "الامم المتحدة" !! مقبرة القضية الفلسطينية منذ قرار التقسيم عام 1947 . وقد انفضح امر سلطة اوسلو اكثر من تاييدها للعدوان الهمجى على غزة اواخر عام 2008 . وذلك بعد ان انزاح نفوذها عن غزة عام 2007 وسيطرت حماس عليها . فأصبحت سلطة الادارة الذاتية لاتملك من امرها شيئا فى الضفة والقطاع ، وتراجع دورها فى علاقتها مع الانظمة الرجعية العربية . ثم جاء انتصار المقاومة اللبنانية وصمود الشعب اللبنانى فى مواجهة العدوان الصهيونى الوحشى عام 2006 الذى فتح الطريق بعد الهروب الكبير من جنوب لبنان عام 2000 الى امكانية هزيمة الكيان العسكرى الصهيونى بشكل نهائى وعملى لاول مرة منذ انشائه عام 48 بعد الهزائم المتتالية للانظمة العربية وعودتها الكاملة لحظيرة التبعية الاستعمارية . . . وقد تعلمت المقاومة الفلسطينية فى غزة دروس حرب الخنادق والصواريخ من مقاومة جنوب لبنان المنتصرة ، لترغم آلة الحرب الصهيونية على وقف عدوانها الاجرامى عام 2008 دون تحقيق اهدافها المختلفة ، وعلى رأسها هدف القضاء على المقاومة الفلسطينية المسلحة وكسر صمود الشعب الفلسطينى . وفى المقابل التفاف شعوب العالم بقوة حول صمود غزة البطلة وقضية الشعب الفلسطينى وادانة بربرية الكيان الصهيونى اكثر من اى وقت مضى . وبدأت حملات المقاطعة فى المجالات المختلفة فى بلدان اوربا وامريكا اللاتينية وغيرها . . . وقد تكرر نفس الامر مع العدوان الوحشى على غزة عام 2012 ، وبشكل اقوى واكثر ايلاما لجيش العدوان وحياة الكيان باكمله فى عدوان 2014 ، فكان اداء المقاومة المسلحة البطولية اكثر مما توقع الاصدقاء والاعداء ، وكانت نقطة الضعف الكبيرة والتى ضاءلت من النتائج العسكرية للمقاومة البطلة كثيرا ، دور حماس السياسى المتراجع باستمرار منذ قبولها لأوسلو ، والمشاركة فى مؤسسات سلطة الحكم الذاتى الناجمة عنها برغم حديثها الدائم عن عدم القبول ؟ ! لتخفى حقيقة وجهها الرجعى والاستبدادى الذى فضحته ممارساتها القمعية بعد الوصول الى السلطة فى غزة 2006 ، ومعاداتها لابسط الحقوق والحريات العامة والخاصة للشعب الفلسطينى الواقع تحت سندانها ومطرفة الاحتلال . فانفضحت حقيقتها كقوى سياسية دينية رجعية اكثر مع علاقتهم بالاخوان بعد وصولهم للحكم بعد ثورة يناير . . ومن عدائهم لثورة يناير خاصة بعد الاطاحة بحكم جماعة الاخوان الارهابى الرجعى . ومن يتابع دور حماس مع حكم السيسى فى المفاوضات مع الكيان الصهيونى اثناء الحرب العدوانية الاخيرة على غزة ، وما آلت اليه نتائج انتصار المقاومة المسلحة فى غزة على جيش العدو ـ الهارب من المعركة ـ يؤكد تواطؤ حماس على الحصار ، وفرض تهدئة الامر الواقع مع العدو الصهيونى دون اتفاق او اعلان . . وبذلك تم تفريغ انتصار المقاومة المسلحة الفلسطينية البطلة فى عدوان صيف العام الماضى على جيش العدو من نتائجه المستحقة على الارض , المتمثلة فى انهاء الحصار على القطاع ، واستعادة المنطقة العازلة ، وفتح المعابردون قيد اوشرط ، وعودة المطار والميناء والمياه الفلسطينية الى اصحابها ، وتحرير كافة الاسرى . . الخ على اقل تقدير . والنتيجة المرة استمرار اخضاع غزة لارادة العدو الصهيونى ، واستمرار الحصار الفاجر ، وتبديد صمود وتضحيات الشعب الفلسطينى الجسيمة ، لحساب استمرار سلطة حماس الرجعية والاستبدادية على القطاع ، كما هى قيادات فتح الردة الوطنية فى الضفة الغربية . . . وهذا الخلل فى التعبير السياسى عن اكبر منظمات المقاومة المسلحة من قبل قوى رجعية ارتباطاتها الاساسية بآل سعود وامراء النفط ، يضع العمل العسكرى المقاوم كله فى مأذق تاريخى رغم الخبرة الضخمة المتراكمة لديه . . ثورة يناير والقضية الفلسطينية ........................................ وبعد ان مر الشعب الفلسطينى بتجربة سياسية وثورية طويلة وغنية بالخبرات النضالية لطبيعة الصراع الممتد ، وتعقدة ، سواء على المستوى العربى اوالعالمى فى مواجهة مستمرة ـ تستهدف افنائه ـ ضد الاستعمار العالمى ، والعنصرية الصهيونية ، كاحد اهم مكونات وادوات الاستعمار العالمى على مدى اكثر من قرن لقطع الطريق على تطور الشعوب العربية الاجتماعى والاقتصادى ، ولتبقى المنطقة العربية منطقة نفوذ دائم للاستعمار العالمى ، ايا كانت الامبراطورية التى تتصدر المشهد الاستعمارى فى العالم . . ومنذ خمس سنوات دخل على خط الصراع الفلسطينى العربى ضد الاستعمار العالمى والصهيونى ، الثورات الشعبية العربية وفى مقدمتها ثورة يناير المجيدة . وما ترتب عليها من صراع ضار لسنوات بين قوى الثورة الشعبية وقوى الثورة المضادة المحلية والعالمية ، وحروب اهلية لتصفية تلك الثورات الشعبية والقضية الفلسطينية . وقد ادت الثورة الشعبية المصرية والثورات العربية لحالة فزع داخل معسكر الاعداء المحليين والعالميين ، وخلل فى موازين القوى لصالح الثورتين المصرية والفلسطينية عام 2011 والثورات الاخرى انعكس على المنطقة برمتها . لذلك تدخلت الامبريالية بكل امكانياتها مستعينة بقوى الاسلام السياسى الاكثر رجعية ، وفى مقدمتها جماعة الاخوان والمنظمات الارهابية الاخرى فى مصر وسوريا واليمن وغزة وتونس وليبيا لدحر تلك الثورات الشعبية ودفنها الى الابد . . ففجرب الحروب الاهلية عن طريق الارهاب الدينى فى بلدان الثورات وبدرجة اقل فى مصر وتونس نتيجة لمستوى نضج المستوى الاجتماعى فى البلدين ، حتى تتمكن من تعديل موازين الصراع لصالحها وصالح الانظمة العميلة و"اسرائيل"من جديد . . ولتتمكن فى النهاية من قطع الطريق على صعود امكانيات المقاومة الفلسطينية المسلحة فى غزة ونقل خبرتها الى الضفة ، وهزيمة الانتفاضة الشعبية الفلسطينية الثالثة ، باغراق الثورات العربية فى مستنقع الصراعات الطائفية والمذهبية والدينية والعرقية ، ورفعها لاعلى اس من حروب الابادة حتى تتمكن من تصفية الثورات العربية وفى مقدمتها الثورتين المصرية والفلسطينية . . وبرغم ما تتعرض له ثورة يناير والثورات العربية لحرب شرسة من الاستعمار الامريكى والصهيونى والارهاب الدينى والرجعيات المحلية الا ان استعصائها على الهزيمة خلال السنوات الخمس الماضية ، بل وتكبيدها لاعدائها خسائر جسيمة ، يؤكد على نضج الصراع الطبقى العالمى وتفاقم ازمة الرأسمالية العالمية تحت وطأة الاضرابات العامة والحركة الواسعة للطبقات العاملة الاوربية وفى العديد من بلدان العالم . . انها تباشير افتتاحية قوية لمرحلة ثورية جديدة من حياة البشرية فى هذه اللحظة ، بؤرتها المنطقة العربية . ان التقاء ثورة يناير والثورات العربية بخبرات المقاومة الشعبية المسلحة فى جنوب لبنان وغزة ، تخلق امكانية حقيقية لحرب تحرير شعبية للاطاحة بالكيان الصهيونى والرجعية المحلية ، وتحرير كامل التراب الفلسطينى والبلدان العربية فى المستقبل المرئى . ومع تجذر الطابع الأجتماعى للثورة المصرية والثورات العربية ، وتصدر الكادحين والفقراء التضالات اليومية والانتفاضات الكبرى تتوفر الشروط لالغاء اتفاقيات كامب ديفيد ووادى عربة وشن حرب التحرير الشعبية لكامل فلسطين والاراضى العربية المحتلة . . ولقد حسمت ثورة يناير بطابعها الاجتماعى المعادى للرأسمالية المحلية والعالمية والكيان الصهيونى بشكل مباشر وعملى الجدل العقيم حول اى دور وطنى ولو محدود للبرجوازية المحلية فى الصراع الراهن والى الابد . . وتطرح لاول مرة امكانية حقيقية لبناء ديموقراطية شعبية فى بلادنا ، ديموقراطية كل الكادحين والفقراء تتقدمهم الطبقة العاملة ، كما تطرح امكانية انتقالها لبلدان عربية اخرى . مما يوفر الاساس السياسى المادى لمواجهة قتالية شاملة وممتدة ضد الكيان الصهيونى والامبريالية العالمية . ويلتقى ذلك مع وجود وتطور قوى مقاومة مسلحة فى غزة قادرة على مقارعة جيش الاحتلال والصمود فى وجهه لعدة شهور فى اكثر من عدوان ، وتوجيه ضربات مزلزلة لوجودة اكثر من مرة برغم الحصار الخانق على قطاع غزة . وبرغم الدور المتخاذل الذى تلعبه قيادة حماس بحكم سيطرتها على كبرى المنظمات العسكرية بين الفصائل المقاومة فى القطاع ، وحرصها على مصالحها الخاصة مع الرجعية العربية ومع الكيان الصهيونى لاستمرار حكمها المنفرد لغزة ، وسعيها لهدنة طويلة الامد مع الكيان الصهيونى . مثلها فى ذلك مثل قيادت فتح ، سلطة اوسلو فى رام لله ككوابح امام تطوير مقاومة الشعب الفلسطينى المسلحة والانتفاضات الشعبية ضمن استراتيجية حرب التحرير الشعبة طويلة الامد حتى الانتصار النهائى بهزيمة الكيان الصهيونى هزيمة نهائية وتحرير كامل التراب الفلسطينى . . اما الانظمة الرجعية العربية وخاصة آل سعود فتتعرض لمقاومة شعبية قوية من الشعب اليمنى والبحرينى ، كما تتعرض فى العراق وسوريا لحرب اهلية مدمرة لن تخرج منها منتصرة ، فى ظل استمرار الثورات العربية والازمات الاقتصادية التى تعانيها الامبريالية الامريكية والاوربية والكيان الصهيونى . فى وقت تطرح الثورة الشعبية المصرية ولاول مرة امكانية حقيقية لبناء ديموقراطية شعبية تعبر فى سلطتها السياسة وبرنامجها الاقتصادى ـ الاجتماعى عن مصالح الكادحين والفقراء وفى مقدمتهم الطبقة العاملة ، وذلك لغياب حزبها الثورى القائد للعملية الثورية منذ البداية الى الاشتراكية ، كما تطرح امكانية انتقالها الى بلدان الثورات العربية الاخرى ، مما يوفر الاساس السياسى والمادى لمواجهة قتالية شاملة وممتدة مع الكيان الصهيونى حتى هزيمته النهائية ، وتحرير كل الارض الفلسطينية . ان توطيد التحالف بين الثورات الشعبية العربية وثورة الشعب الفلسطينى فى هذة اللحظة الجديدة من تغير موازين القوى لصالح الشعوب ـ برغم تعقيدات الصراع ـ ضد الانظمة والقوى الرجعية العربية والامبريالية والكيان الصهيونى فى نفس الوقت ، يعود للمصالح المشتركة بين الشعوب العربية فى ضرب كل اشكال التبعية للاستعمار الامريكى والوجود الصهيونى المعادية لمصالح الشعوب العربية التاريخية فى التحرر والاستقلال الوطنى والتقدم . . وهذا يضع قضية تحرير فلسطين على محور نضال الطبقات الشعبية ضد العولمة الراسمالية اى محور الديموقراطيات الشعبية والاشتراكية . فلسطينى 48 وشرعية الاستعمار ؟ ؟ .......................................................... مع هزيمة 67 فرضت ظاهرة المقاومة الفلسطينية المسلحة نفسها على مجربات الصراع بين الشعب المصرى والشعوب العربية ضد الامبريالية والكيان العسكرى الصهيونى ، وبين الشعوب العربية وانظمة حكمها الساعية لاسترداد الاراضى المحتلة عن طريق التسوية الامريكية ، ولم تكن حرب اكتوبر 73 اكثر من مسعى عسكرى من قبل النظامين المصرى والسورى لتحريك عملية التسوية فى المنطقة العربية كما برهنت اتفاقيات كامب ديفيد واوسلو ووادى عربة . . وفى هذا السياق برز حضور الجزء المنسى من الشعب الفلسطينى على ارض 48 ، مدعوما بالبنادق الفلسطينية للفدائيين التى اسمعت كل شعوب العالم بقضية الشعب الفلسطينى وحقوقه التاريخية فى ارضه ، ومشروعية تحريرها من الاستعمار الصهيونى البربرى . وبالنتيجة ظهرت اشكاليات جديدة على نضال الشعب الفلسطينى فيما يخص الجزء من الشعب الفلسطينى الذى استمر على ارضه فى ظل نظام الاستعمار العنصرى الاحلالى المغتصب للارض والحياة والتاريخ الفلسطسنى ، كالعلاقة بين السكان الاصليين اصحاب الارض ودولة الاستعمار الصهيونى القائمة على التمييز العنصرى ، بين افراد العصابات المغتصبة ” الصهاينة ” ، واصحاب الارض الاصليين ـ الفلسطينيين ـ فى العمل والاقامة والملكية والتعليم والصحة وشئون الحياة المختلفة . والعلاقة بين هذا الجزء من الشعب الفلسطينى والنظام السياسى للكيان العنصرى ، ومحاولته المستميتة للسحق وفرض الالحاق الكامل على الاسر الفلسطسنية دون حقوق او الطرد الى المنافى . . فاصبح التشبث بالأرض والبقاء على الحياه للاسر الفلسطينبة هى شغلهم الشاغل فى صراع البقاء ، ضد العدو الصهيونى المدجج بالسلاح ، والمدعوم بالامبريالية الامريكية والاوربية فى ظل تواطؤ الانظمة العربية على هذه الجريمة اللا انسانية , لطمس الشخصية الوطنية الفلسطسنية اولا واخيرا . ويبرز احد فلسطينى 48 الاوضاع الاستثنائية التى واجهت فلسطينى الداخل عند اعلان الدولة الصهيونية بان " هزيمة الشعب الفلسطينى عام 48 واقتلاع نصفه الى خارج فلسطين ، وما نجم عنها من مجازر متعددة ، وتشتيت داخل الوطن ، سواء فى المدن او القرى الفلسطينية ، مما جعل قضية التشبث بالارض والبقاء على الحياة للاسر الفلسطينية اهم من اى حقوق اخرى . اى مقاومة عملية اندثار قسرى ممنهج تفرضه العصابات الصهيونية المدعومة من الاستعمار العالمى بقيادة امريكا . . ." ويضيف ان " المسألة ليست مسألة اختيارات . . كان هناك امر واقع اما التشريد وأما القبول بالجنسية والبقاء على ارض فلسطين ـ ومن يرفض الجنسية حينها كان مصيره الطرد او الاعدام ـ وتم اختيار اهون الشرين مع استمرار التمسك بالهوية والنضال وكثيرا جدا ما خرج عن حدود القانون وإذا كنت لا تعرف ان من اطلق شرارة الانتفاضة الثانية هم نحن الفلسطينيين في ال ٤٨ وقدمنا الشهداء . . رجاءا لا تطلقوا الاتهامات جزافا نحن كنا وما زلنا وسنبقى شوكة في حلق الاحتلال الصهيونى " . . من الانسانى والضرورى فى مواجهة الشعوب ـ للحظات استثنائة اقوى منها ـ لاستعمار احلالى عنصرى هدفه ابادة واقتلاع الشعب الاصلى ان تصبح المهمة الوحيدة فى مثل هذة الظروف التشبث بالارض والبقاء على الحياة باى ثمن ، والحفاظ على الشخصية الوطنية . ولابراز هذه الحقيقة بقوة لنا ان نتصور حال القضية الفلسطينية وقد نجح الاستعمار الصهيونى فى ابادة اغلبية الشعب الفلسطينى ، والبقية تم طردها الى المنافى ، كما حدث مع الهنود الحمر فى امريكا الشمالية . . هل كان يمكن الحديث عن حق العودة دون وجود فلسطينى 48 ، وثباتهم على الارض حتى ظهور المقاومة الفلسطينية المسلحة بقوة مع هزيمة 67 ؟ . . ومشاركتهم فى انتفاضات الشعب الفلسطينى ضد الاحتلال فى غزة والضفة الغربية وحتى الآن ؟ لقد اصبح اندثار الشعب الفلسطينى واقتلاعه من ارضه مهما كانت قوة الالة العسكرية الصهيونية مهمة مستحيلة بعد ملحمه صمود فلسطينى 48 على ارض فلسطين ، بما صنعوه من حياة ومقاومة وتاريخ ، وقد امدهم بدعم دائم نضالات الشعب الفلسطينى فى الضفة وغزة وفى مناطق اللجوء المحيطة بفلسطين . والاشكالية هنا تكمن فى اعتراف فلسطينى 48 بشرعية الاستعمار الصهيونى لارض فلسطين ، والنضال السياسى والاجتماعى من خلال ادوات " الديموقراطية العنصرية " كالكنيست والاحزاب الصهيونية ، والخدمة فى جيس الاحتلال ، تحت دعوى الضرورة لتحقيق بعض المصالح الاقتصادية والاجتماعية لفلسطينى 48 . . ان الحرب على العدو الاستعمارى الصهيونى تبدأ بالرفض الدائم لشرعيه وجوده المغتصبة للحقوق التاريخية للشعب الفلسطينى ، وبناء ادوات واشكال النضال السياسى والاجتماعى المستقلة عن مؤسسات دولته العنصرية الاستبدادية ، القائمة على الابادة والاغتصاب لكل ماهو فلسطينى ، الوطن والتاريخ والثقافة والفنون . . اما الحديث عن تواجد فلسطينى 48 فى برلمانهم العنصرى ـ الكنيست ـ لفضح ومقاومة سياساتهم وقوانينهم العنصرية والاستبدادية ، مردود عليه بطبيعة سياساتهم وقوانينهم التى تصدر بشكل يومى من الكنيست لقهر الفلسطينيين ، وتحديد حركتهم على ارضهم ومدنهم ، وحقهم فى التملك والعمل ، بل والاكثر الاستيلاء على قرى فلسطينية بكاملها طبقا لقانون الملاك الغائبين بعد ان طردوا اهلها منها ، والازالة لقرى عديدة فى النقب ، ومنازل كثيرة فى مدينة القدس وغيرها بحجة البناء بدون ترخيص من سلطات الاحتلال . وهذة السياسات الاستعمارية لا تتوقف على الارض المحتلة عام 48 ، بل تمتد لتشمل كل اراضى الضفة الغربية ، فماذا يفعل النواب الفلسطينيين فى الكنيست فى كل هذه الجرائم التى لا تتوقف ؟ اما الحديث عن استخدام برلمانهم لفضح تلك السياسات والقوانين الاستعمارية . . التجربة تؤكد ان الفضح سيكون اكثر مصداقية من خارج البرلمان ، وهو ما يقوم به كل الفلسطينيين خارج برلمان العدو على ارض 48 ، وفى غزة والضفة الغربية , وفى اى مكان فى العالم . ان وجود فلسطينيين فى "الكنيست" والاحزاب السياسية الصهيونية يعطى بعض المصداقية لبرلمانهم المزعزم ، ويسوق خارج الكيان الصهيونى لصالح المشروع الاستعمارى العنصرى , بدلا من فضح ديموقراطيتهم العنصرية والطائفية حتى النخاع , وانها ليست ضد الفلسطينيين فقط بل ضد يهود الفلاشا من اصول اثيوبية ، واليهود من اصول شرقية وعربية . والحقيقة الساطعة ان الجنسية "الاسرائيلية " فرضت على فلسطينى 48 قهرا ، واما الطرد خارج فلسطين او الاعدام ميدانيا . . اما الترشح والدخول الى "الكنيست" او الانضمام الى الاحزاب الصهيونية فذلك باختيار من يريد !!! منظمة التحرير تلحق الضرر بالثورة ............................................... يقول الرفيق غازى الصورانى ان " م.ت.ف في مآلها الراهن لا تمت بصلة مع تلك التي تشكلت عام 1964 . وحتى لا أكون واهماً ، أو داعياً لزراعة الأوهام ، أقول بصراحة إن معركة الصراع على م.ت.ف من أجل استعادة دورها وبرنامجها ومشروعها الوطني التحرري ، لن تحسم بين ليلة وضحاها ، فهي تحتاج لجهد وتحشيد وطني وجماهيري شامل يبقى مُنْشَدَّاً لهدف الحفاظ عليها كضرورة وطنية راهنة ، وفي المدى المنظور ، بالاستناد إلى ميثاقها وثوابتها . . " لقد اصبحت منظمة التحرير التى تتحدث عنها فى خبر كان منذ ان وقعت اتفاقية "غزة اريحا اولا " ، ودخل بموجبها عرفات ورجالة المخلصين امثال ابو مازن " ـ محمود عباس ـ قطاع غزة ومنها الى رام للة ، واستمرار التفريط فى القضية الفلسطينية بتوقيع الاعتراف باسرائيل بخاتم "منظمة التحرير الفلسطينية " من قبل عرفات وقادة المنظمة العتيدة امام الرئيس الامريكى فى ذلك الوقت ” كلنتون ” فى مؤتمر برام الله ! ! , وباسمها حتى الان يمارس "عباس" رئيس سلطة الدرك فى رام للة خيانتة للقضية الفلسطينية يوميا ، ويعلن مساواتة بين العدوان الاسرائيلى الاجرامى والمقاومة المسلحة الفلسطينية فى غزة . ويعلن عداءة الصريح للانتفاضة الثالثة الراهنة ، كما عمد الى تصفية الانتفاضة الثانية فى وجود عرفات ، وبعد تسميمة وتغييبة عن المشهد ، ليبقى صنو السادات فى الخيانة على راس زعران التبعية والعمالة الفلسطينية للسيد الامريكى والصهيونى . ودوره الراهن فى تسويق مبادرة السيسى الاستسلاميه ، بمعنى استسلام المقاومة المسلحة فى غزة البطله ، ووقف الانتفاضة فى الضفة وارض 48 ، وتدمير صمود الشعب الفلسطينى من وراء كل هذه الثورة الشعبية ، لصالح آلة الحرب الهمجية الصهيونية . وكل ذلك يتم مهرة بخاتم " منظمة التحرير" الموجود دائما فى جيب ذلك ال "محمود عباس" . وبـ " المصالحة الوطنية " المزعومة الاخيرة قبل العدوان مباشرة تطمع حماس بالمحافظة على وجودها فى حكم غزة ، وتسعى ان تشاركة استعمال هذا الخاتم الذى تم بة تمرير الكثير من الجرائم فى حقوق الشعب الفلسطينى التاريخية . ان عملية الاستسلام الراهنة ومنذ اوسلو لا تهدف حتى للوصول إلى دولة "فلسطينية مستقلة" على الضفة والقطاع ، بل "أن هدفها الذي بات يتوضح أكثر فأكثر هو دمج فئة فلسطينية بالمنظومة السياسية الاقتصادية الأمنية الصهيونية" غازى الضورانى ، وليذهب تحرير فلسطين الى الجحيم . فلماذ اذا الاصرار على صنم منظمة التحرير ؟ وقد انتهى دورها الثورى منذ زمن قبل اسلو والى الابد . فقد اصبحت جيفة تعافها الطيور الجارحة . واصبحت تستخدم ضد الثورة الفلسطينية وقضايا حق العودة ، وتحرير كامل التراب الفلسطينى ، واداة فى التفاوض الخيانى مع العدو الصهيونى لسنوات طويلة . فلماذا الاستمرار فى هذا الطريق الضار بالقضية الفلسطينية ، والمصالح التاريخية للشعب الفلسطينى ؟ . وقد اصبحت الآن القضية الاولى عالميا لفرز مواقف القوى والتنظيمات والحركات الثورية ضد الامبريالية والعنصرية الاستعمارية فى العالم على طريق الاشتراكية والتحرر الانسانى . وكنت قد تناقشت مع عدد من الرفاق الفلسطينيين حول انتهاء دور منظمة التحرير وانها ماتت ، ولا يمكن احيائها ثانية منذ سنوات ، وان على القوى الثورية الفلسطينيه طرح شكل تنظيمى جديد من خلال النضال الثورى للشعب الفلسطينى خلال انتفاضة الاقصى ، وكان الرد انة مازال لمنظمة التحرير دور يمكن ان تقوم بة !! . والخبرة الثورية تقول ان اى تنظيم توجدة ضروره فى الواقع ليقوم بمهام مرحلة ثورية محددة . وعندما لايقوم بهذة المهمة ، كما هو حال منظمة التحرير ، فلماذا الاستمرار ؟ والادهى والامر انه يقوم منذ سنوات طويلة بعكس المهمة التى قام من اجلها على يد من خانوا المهمة ، ومصالح الشعب الفلسطينى ، وقضية تحرير الارض . اى سبب وضرورة ظهورة كتنظيم وطنى كفاحى اصلا . فلماذا الاصرار على عبادة هذا الصنم ؟ . ام ان هناك احساس بالعجز عن انشاء تنظيم ثورى جديد الان ، فيصبح الحنين للتجربة التاريخية برغم مرارة مآلاتها ، وقوة العادة التى تأسر الجميع هى الهدف فى حد ذاتة . اعتقد ان الظروف القاسية والصعبة التى مرت بها القضية الفلسطنية منذ اتفاقية العار كامب ديفيد ، وحالة الجذر التى مرت بها حركة الثورة العالمية منذ اواخر السبعينات قد تغيرت الان ، مع صعود الثورات العربية ، برغم ما تمر بة من منعطفات صعبة وتحديات خطرة مع استيلاء التيارات اليمنية الرجعية على السلطة فى بلدان هذة الثورات . فشعوبنا وطبقاتنا الكادحة تكتب تاريخ لحظة ثورية جديدة من تاريخ البشرية يصعب هزيمتها . وصحيح ان اعداء ثوراتنا الشعبية العربية كثر ، ويملكون الكثير من القوة ، وعلى راسهم الاستعمار الامريكى والعدو الصهيونى . ولكنها القوة فى مرحلة الانحدار فى ظل الازمة الاقتصادية العالمية الطاحنة منذ 2008 ، وانعكاساتها واضحة فى نضالات الكادحين فى اليونان واسبانيا والبرتغال وفرنسا وايطاليا ، حتى تركيا والصين والبرازيل والعديد من بلدان العالم . هناك عناصر قوة ثورية ينبغى ان نراهن عليها فى هذة اللحظة التاريخية من تطور الثورة الفلسطينية وتطور اشكال التنظيم فيها . فى هذة اللحظة الجديدة ستولد بالضرورة قوى ثورية جديدة ، ورؤية ثورية جديدة ، واشكال تنظيم جديدة فى الواقع الفلسطينى تدفع الواقع الجديد الى الامام . فما الداعى للاصرار على احياء منظمة التحرير ، ذلك البناء الذى يعشش فية الكثير من البوم الفلسطينى . ويرتبط بذلك ضرورة ازاحة السلطة الفلسطينية ، خيال المآتة الذى لايستفيد منة غير العدو الصهيونى ، ويقف ضد نضالات الشعب الفلسطينى وتحررة . هذه وجهة نظر كنت قد كتبتها من ثمانية سنوات بعد تصاعد الانتفاضة الثانية. وانى لعلى ثقة ان الشعب الفلسطينى البطل الذى علم الشعوب العربية الثورة لقادر على بناء قواة الثورية ورؤيتة الثورية وتنظيمة الثورى فى لحظة جديدة من استمرار الثورات الشعبيةالعربية وتاثيرها القوى على حركة الثورة العالمية . وقد جاءت اللحظة المناسبة للقيام بهذة المهمة الملحة من جديد ، انشاء تنظيم ثورى ، استراتيجتة تحرير كامل الارض الفلسطينية ، مستمدا وجودة وشرعيتة الثورية ، من الصمود البطولى للشعب الفلسطينى , وتطوير مقاومته المسلحة فى وجه العدوان الوحشى على غزة ، ومن تقدم الانتفاضة الفلسطينية الثالثة فى الضفة الغربية وارض 48 . حول استراتيجية الثورة الفلسطينية الآن ..................................................... وانطلاقا مما حققتة المقاومة المسلحة فى غزة من اعمال بطولية فاجاْت وزلزلت العدو الصهيونى ، وماتحققة الانتفاضة الفلسطينية فى الضفة الغربية والقدس ، وارض 48 التى ينبغى ان تكنس فى طريقها سلطة الدرك الاسرائيلى ، سلطة اوسلو ، خدم الاحتلال والاستعمار الامريكى ، وامراء النفط . فان الشعب الفلسطينى البطل الذى يصنع الان لحظة جديدة من المشاركة الشعبية الواسعة فى نضال سياسى ومسلح غير مسبوق منذ "نكبة" 48 ، وبدعم كل الشعوب الحرة فى العالم ، يستطيع ان يخرج من الحصار المفروض علية ، ويطور نضالة الراهن لمحاصرة عدوة الصهيونى ، عدو الانسانية ، اخر قلاع العنصرية الاستعمارية فى تاريخ البشرية على ارض فلسطين ، والمؤكد ان محاصرة هذة القلعة وهزيمتها ، وتحرير كامل التراب الفلسطينى ، هو تحرير للشعب الفلسطينى وكل البشرية من ذلك السرطان العنصرى الاستعمارى البغيض . وستكون انعكاساتة على العالم بغير حدود ، فلحظتها ستكون الراسمالية المتوحشة تحتضر . . لان وجودها شرط استمرار هذا الكيان العنصرى ووظيفتة الاستعمارية . وهذا يوضح الدور الخطير الذى تلعبة معارك الشعب الفلسطنى ومقاومتة الباسلة الان فى الصراع العالمى بين الشعوب والامبريالية العالمية من اجل التحرر الانسانى ، وبناء عالم خال من الاستغلال والقهر والفقر والاستبداد والحروب , عالم اساسة التحرر الانسانى من كافة السلطات ، الدولة والدين والملكية الخاصة . ولا يوازي دور الثورة الفلسطينية فى هذا التطور الخطير الا ثورة يناير الشعبية واستمراوها وانتصارها ، وهذا سر تواْمتهما بالجغرافيا والتاريخ والمصير بالنضال المشترك ضد اعداء تاريخيين مشتركين ، امريكا الاستعمارية و“ اسرائيل" والرجعيات المحلية . وما انجزتة المقاومة الفلسطينية المسلحة فى معاركها الاخيرة من فرض وقف العمل بمطار "بن جوريون" ، ووقف حركة السياحة الى الكيان الصهيونى ، واصابة الاقتصاد الاسرائيلى بشلل كامل ، بالاضافة للخسائر البشرية من جراء حربهم العدوانية ، يؤكد ان خروج الشعب الفلسطينى من حصارة ـ المفروض علية من قبل اعدائة ـ بافعالة الثورية الكبرى ، ليحصار القلعة العنصرية على ارض فلسطين امر ممكن برغم كل المخاطر والتحديات ، فيتحول بالاصرار الى امر واقع ، بل ويجرى تنفيذة بالدم والنار فى هذة الايام ، وهو ماسيحملة صراع الايام القادمة بين اسرائيل والمقاومة البطلة فى غزة واستمرار الانتفاضة فى الضفة وعلى ارض 48 وبتاييد شعوب العالم لها . ان استراتيجية ثورية للشعب الفلسطينى تقوم على حصار "اسرائيل" بكافة اشكال النضال السياسية والعسكرية ـ هى درس معارك غزة والانتفاضة الاخيرة فى الضفة وارض 48 ـ وبمآخاة الثورة المصرية اولا ، ودعم كل شعوب العالم التواقة للانعتاق من الاستعباد الراسمالى على طريق التحرر الانسانى . ولنا فى تجربة حصار شعب جنوب افريقا لحكم البيض العنصرى لسنوات طويلة خبرات كثيرة فى اشكال المقاطعة الشعبية والرسمية للكيان العنصرى ، دعوة كل شعوب العالم لتنظيم حملات مقاطعة للبضائع الاسرائيلية ، ومقاطعة السياسة والسياسيين الصهاينة فى كل انحاء العالم ، والعمل على مطاردة كل القادة السياسيين والعسكريين لمحاكمتهم كمجرمى حرب فى كل بلدان العالم ، ومقاطعة الثقافة العنصرية الاسرائيلية والمثقفين الصهاينة فى اى مكان يحلون بة ، وكذلك مقاطعة الجامعات الصهيونية ، والنشاط الرياضى فى كل انحاء العالم ، ودعوة المنظمات والاحزاب والافراد المعادون للكيان العنصرى الى تنظيم حملات شعبية فى البلدان المختلفة للضغط على حكوماتها لسحب اعترافها بوجود اسرائيل كما كان فى الخمسينات والستينات من القرن الماضى ، وعلى الاقل قطع العلاقات مع دولة اسرائيل العنصرية الاستعمارية ، كما فعلت بعض حكومات امريكا اللاتينية ، وكما حدث مع حكومة جنوب افريقيا من قبل . ان بناء استراتيجة حصار شعبى ثورية بهذة الطريقة ليس سهلا ويحتاج لمجهودات ضخمة تتضافر فيها التنظيمات الثورية والشعبية فى البلدان العربية والعالم لبناء جبهة شعبية متحدة تعمل على تفعيل وتحقيق هذة الاستراتيجية الثورية ، مستفيدة من استمرار الثورة المصرية والثورات العربية برغم ما تواجهها من صعوبات ومخاطر ، بان يكون حصار الكيان الصهيونى العنصرى احد اهم اهدافها ، وينبغى ان لا يغيب عنا ادراك علاقة التاثير المتبادل بين نضال الشعب الفلسطين من اجل تحرير ارضة ، وبين نجاح تلك الثورات الشعبية العربية نتيجة للجغرافيا والتاريخ والمصالح المشتركة ، ولان حلف قوى الثورة المضادة واحد فى المنطقة العربية ، الانظمة العربية الحاكمة الرجعية ، والتيارات الاسلامية الرجعية كجماعة الاخوان وداعش والنصرة وغيرها , والكيان الصهيونى الاستعمارى بقيادة القوى الاستعمارية الاكبر فى العالم ، الاستعمار الامريكى ، الذى توحدهم مصالحهم فى السيطرة على الشعوب العربية واستغلالها ونهب ثرواتها . وتصبح المهمة الملحة على الشعب الفلسطينى الان بناء استراتيجة حصار اسرائيل بالدم والنار والسياسة كى ينتصر الشعب الفلسطينى ، وتنتصر الثورة بتحرير كامل التراب الفلسطينى . . المجد كل المجد للثورات الشعبية . . فذلك عصر جديد ينفتح امام الثورة العالمية . . .
#جمال_عبد_الفتاح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الموقف من حزب الله . . والقرار - السعودى - الخليجى بوصمه بال
...
-
مشروع برنامج البديل الثورى
-
لماذا الهجمة الصهيونية الشرسة الآن ؟
-
دولة مدنية .. . ام دولة ديموقراطية شعبية
-
احداث فض رابعة , جريمة الاخوان والعسكر , أم مذبحة العسكر ضد
...
-
المشهد الراهن : وقائع . . . وتوقعات
-
- اعلان مبادئ - الغدر بحصتنا التاريخية بمياة النبل
-
الديموقراطية الامريكية بلون الدم . . .
-
البديل الثورى
-
استقلال القضاء بين الحقيقة والوهم
-
العدوان الصهيونى الهمجى على غزة . . . الشرعية الدولية . . .
...
-
حاصر حصارك لا مفر . . استراتيجية ثورة
-
بعض القول حول مفهوم الامة الاسلامية
-
هل الشعوب العربية فى غيبوبة
-
من المقاطعة الى المشاركة . . . اعلان افلاس
-
حوار لة دلالات مفزعة . . .
-
مغزى ملصق : هل صليت على النبى اليوم ؟
-
ثورة يناير الشعبية الآن . . والى اين ؟
-
نتائج المقاطعة الشعبية , والثورة الى اين ؟
-
محمد محمود عام 2013
المزيد.....
-
رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز
...
-
أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم
...
-
البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح
...
-
اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات -
...
-
الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال
...
-
أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع
...
-
شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل
...
-
-التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله
...
-
من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|