أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد المصباحي - الوحي و القرآن














المزيد.....


الوحي و القرآن


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 5206 - 2016 / 6 / 27 - 22:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كثيرة هي القضايا التي تم تغييبها قسرا،و تحت تهديد السلطة المرجعية الإسلامية،حتى عندما تم تجميع القرآن،بقيت قضاياه معلقة،و الأسئلة التي أثيرت حوله كذلك،بحجة حفظ وحدة الجماعة و الإنتصار لسلطة الخلافة حتى لو كان ذلك على حساب الفكر و ربما التاريخ و المعرفة و حتى الحقيقة نفسها،لكن الفقهاء بما هم صحابة أو مقربين من سلطة الخلافة،قرروا تحريم بعض الأسئلة و الرجوع إلى الأثري في الأجوبة عليها،سواء كانت أحاديث مروية،أو حتى شروحات من التابعين لما يبدو غامضا في النص،بل تم اللجوء أحياء حتى إلى الكتب السابقة على القرآن،كالإنجيل و التوراة،و الإستئناس بمعرفة لا تمس التوحيد،بل تتم بعض الحكايات التي أحال عليها القرآن،من قبي إسم المرأة التي تعلقت بيوسف و لم يرد إسمها في القرآن على سبيل المثال_زليخة_
بذلك تم تعريف القرآن،باعتباره كلام الله المنزل على نبيه،و المتعبد بتلاوته، و هناك إضافة إسم الملك الذي أنزله،جبرائيل أو شديد القوى كما سمي في النصوص القرآنية حسب مفسرين آخرين.كل هذه العمليات جنبت المسلمين طرح سؤال،عن حقيقة الوحي،هل كان لغة إلاهية نقلت إلى النبي فسمعها كما تسمع كل الكلمات المنطوقة أم هي صور طبعت في فكره و ذهنه من الله مباشرة أو بواسطة ملك أسندت له هده المهمة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
1_الوحي و اللغة
_____________
اجتهد العرب في تصور الوحي لغة إلاهية بها نطق الله عز و جل،لربط النبوة بالعروبية،رفعا لمكانة قريش،و العرب جميعا،رغم أن الديانة الإسلامية،كانت صريحة في توجهها للعالمين و ليس إلى أمة مخصوصة أو عرق بعينه،،لذلك كان من الطبيعي اعتبار الله متكلما باللغة العربية ،لتكون معجزة ،متحدية للعرب و شعرائهم ممن شهدت لهم البرية بالفصاحة و البلاغة،و جميل القول و الكلم،فكان الأمر مرتبطا بسلطة جماعة لم تكن لها من الحضارة إلا لغتها،فحق لها أن تجعل منها لغة إلاهية تكلمها الله،جاعلا منها لغة الوحي الرباني،و لغة العبادة و التقرب إليه و الإبتهال له،لكأن الله لم يكلم موسىبالعبرية,و لم يسلمه الألواح مكتوبة،و لم يكلم عيسى بالأرمية،بل إن القرآن نفسه،صرح بأن الله بعث لكل أمة بلسانها أنبياءه و رسله،مما يعني بداهة أن الله ناطق بكل اللغات،فكيف تصير اللغة العربية لغة مقدسة ،بل هي لغة أهل الجنة،و هناك إشكالات حول علاقتها بالوحي،أجلت و تم طمس معالم التفكير فيها.

2_الوحي بين الكلام و الصورة
_____________________

عندما حسم الفكر الإسلامي الأثري،مسألة طبيعة الوحي،غاب عنه في أوج الصراعات السياسية،أن تصوره للوحي و علاقته باللغة،جعل من النبي عليه الصلاة و السلام،مبلغا فاقدا لأية فعالية بشرية،بما يعني،أنه ينقل كلام الله كما سمعه،و كذلك يفعل بالأحاديث ما دامت شارحة لما ورد في النصوص القرآني،رغم ما تطرحه الأحاديث الشارحة هي الأخرى من إشكالات،مما يفقد النبوة فعاليتها و تفاعلها مع محيطها،لكأن الله كان مسيرا لحضارة مجرد أداة أو ربووات،مما يبعد الفكر في الإسلام بل حتى الإسلام نفسه عن روح العصر و التاريخ،خصوصا ،بعد أن انتزع الدارسون العرب و المسلمون اعترافات رجالات الفكر المسيحي،بعبقرية النبي و اجتهاداته،في كيفية شرح و تفسير و أحيانا حتى تفعيل النصوص و جعلها أكثر مقبولية من طرف شعوب لم تعش الكتابة و لم تمتلك إلا مشاعرها التي عبرت عنها بالشعر و القصيدة،فربطتها بعالمها المحسوس،البعيد عن المجرد،كعالم و قيم.

3_الوحي كصور
___________

إذا كان الوحي نزل مرتبطا بلغة الله،فواجب أن تتقدس جمله،و تصير مكتفية بذاتها،دالة على معانيها لا تحتاج لغيرها،هنا تكون إعجازيتها،و إلا طرح سؤال أكثر إلحاحية،لماذا مستقبلا و ربما قريبا،جد مستجد،وجد المسلمون أنفسهم مضطرون للعودة لعصر التجميع،حتى إذا ما وجدت هفوات،اعتبرت ناتجة عن البشر الذي جمع و لم ينتبه لكسر أو فتح في حركات الإعراب،و هي حقائق يستشعرها أهل الإختصاص و بعض الفقهاء من دارسي أصول الدين،لكنهم يفضلون عدم الخوض فيها،تفاديا لحرج التفكير،ونأيا بالنفس عن مطبات القدامى التي لم يحسموها في وقتها،بل يذهب البعض محاججا بقولة الغزالي،لجم العوام عن علم الكلام،لكن هل فكرة اعتبار الوحي صورا ،فكرة يمكنها أن تجنب الكثير من الملابسات؟؟
خاتمة
_____
انشغلت بهذه الفكر زمنا طويلا،و لم أستطع التعبير عنها بوضوح لحد الآن،لكنها تبدو لي ذات قوة فكرية حتما سوف يقبل بها المفكرون المسلمون،بعد أن تتراجع هجومات الغلو و التطرف،الي جمدت فكر المسلمين و حدت من إمكانات الإجتهاد في قضايا،ربما أقل تعقيدا من فكرة الوحي و علاقته باللغة و طبيعته.
حميد المصباحي كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإستراتيجية الأمريكية الجديدة
- التحولات المجتمعية،و البروليتاريا
- دعني أشبهك
- قصص قصيرة جدا_حريق،عاشقة
- عثرات صوفي
- أعلى الشهوات
- خوف و نسيان
- دوافع الإبداع
- المثقف و السياسة في المغرب المعاصر.
- لعبة رمز
- رسالة لثوري
- القيم و التنشئة في المجتمع المغربي
- دوافع الكتابة
- أزمة تطور العرب
- الإرهاب الديني,إسلاميا
- الحداثة ليست تحررا كاملا
- الجهوية المتقدمة بالمغرب,الرهانات و الأبعاد
- الجهاد و الجهادية السياسية
- انتخابات 4 شتنبر,الأغلبية المعارضة و المعارضة الحاكمة
- انتخابات 4 غشت,بالمغرب.النزاهة بين الأخلاقي و التقني


المزيد.....




- 100 ألف فلسطيني يصلون العشاء في المسجد الأقصى
- استقبال مواطنين من الطائفة الدرزية السورية أثناء دخولهم إسرا ...
- وفد درزي سوري يعبر خط الهدنة بالجولان لزيارة الطائفة في إسرا ...
- 80 ألفا يؤدون صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان في المسجد الأ ...
- بأنشودة طلع البدر علينا.. استقبال وفد من رجال الدين الدروز ا ...
- كابوس في الجنة: تلوث المياه يهدد جزر الكناري!
- تعرف على 10 أهم بنوك إسلامية في أوروبا وأميركا
- حماس: اعتداءات المستوطنين يستوجب موقفا اسلاميا حازما
- حماس: منع الاحتلال اعتكاف المصلين للمرة الثانية في المسجد ال ...
- على أنغام -طلع البدر علينا-.. وفد من رجال الدين السوريين من ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد المصباحي - الوحي و القرآن