مصطفى راشد
الحوار المتمدن-العدد: 5205 - 2016 / 6 / 26 - 09:54
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
--------------------------------------
بخصوص السؤال الوارد لنا من الدكتورة- سميرة أحمد من الجزائر عن حكم الشرع فى الدردشة بين الرجل والمرأة عبر الإنترنت وهل يحق للحكومات منع بعض شبكات التواصل الإجتماعى ؟
نقول أن الدردشة والحوار عبر الإنترنت بين رجل وإمرأة له حكمان الأول : - إن كانت الدردشة بغرض أو بنية الجنس والشهوة فهو حرام شرعا لقوله تعالى فى سورة النساء 25 (فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ) وفى سورة المائدة آية 5 ( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ ) ص ق فأخدان هنا معناها أصدقاء فى السر بغرض الشهوة والجنس .
والحكم الثانى :- إذا كانت الدردشة والحوار بين رجل وامرأة عبر الإنترنت بغرض التعلم أو الحوار السياسى أو الأقتصادى أو الثقافى أو الإجتماعى أو الطبى أو غيرة وليس بغرض الشهوة والجنس فهو مباح ولا مانع شرعى له لقوله تعالى فى سورة الحجرات آية 13 ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ. صدق الله العظيم ) ص ق ، ولأن الإنترنت نعمة من الله ، لتثقيف وتعليم الناس لمعرفة مايدور حولنا من واقع إنسانى يريد أن يرتقى بالضمير الإنسانى ، ويعلى صفات الله فى الحب والعدل والمساواة بين الناس ، والعيش بسلام فى حياة كريمة ، رغم وجود الأشرار ، وهى طبيعة الكون لوجود نفوس إجرامية مريضة عدوانية ترفض صفات الله وتعلى صفات الشيطان من الكراهية والظلم والتعالى والعنف والتدمير والتكفير.
وبخصوص الجزء الخاص من السؤال عن منع بعض شبكات التواصل الإجتماعى من الحكومات --- نقول أنه حق يراد به باطل ، فلو ألقينا نظرة على العالم ، لوجدنا حرية الدخول على كل شبكات التواصل الإجتماعى للإنترنت ، تكون فى المرتبة الأولى بالدول الأكثر تقدما وحرية وعلماً وحضارة وسلوكاً أخلاقيا يقدم الضمير الإنسانى ويعلى من كرامة الإنسان ، وكلما قلت هذه المواصفات وجدنا تضيق من الحكومات الديكتاتورية على حرية الدخول على شبكات التواصل الإجتماعى عبر الإنترنت وتغليفها بغلاف وأسباب دينية باطلة ، أو بحجة الحفاظ على العادات والتقاليد لقمع شعوبها ، رغم أن الأفكار لا تتوقف ولا تتغير بالمنع والحبس ولكن بالحوار والإقناع بالحجة المنطقية الأقوى .
هذا وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه
الشيخ د مصطفى راشد عالم أزهرى رئيس الاتحاد العالمى لعلماء الإسلام من
أجل السلام ورفض العنف ت موبايل وفيبر وواتساب وايمو وماسينجر
0061452227517 ===== [email protected]
#مصطفى_راشد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟