|
مرة أخرى القضية الكردية في سوريا ..الغاية الحوار .. اسمحوا لنا أن نخطأ ونصوب
غسان المفلح
الحوار المتمدن-العدد: 1398 - 2005 / 12 / 13 - 11:08
المحور:
القضية الكردية
بعد مقالتي ـ القضية الكردية في سوريا وفخ اللحظة السياسية ـ جاءني ردا من الصديق بشار العيسى مشكورا , وفي رده كان يحاول وضع النقاط على الحروف من وجهة نظره , ولن أتوقف عند بعض العبارات التي وردت في مقاله المهم والتي تتهمني بأنني لا أعرف موضوعي ـ تخفيفا للهجته ـ والتي جاءت من العيار الثقيل حواريا .. إضافة إلى ردود أخرى جاءتني شفهيا أو عبر الإيميل .. أعادتني لقراءة المقال مرة أخرى , كي أرى مبررات استنفار صديقي بشار وغيره من الأصدقاء .. فوجدت أنه محق ببعض الجوانب ومخطئ في جوانب أخرى ..وكي لا نبقى ندور في نفس الحلقة وبدون ـ تهم ـ وبمودة كي يبقى الحوار بجانب الموضوعية . أود دفع الحوار للأمام خطوة أخرى ..سأوضح وأسأل التالي : 1ـ القومية الكردية ثاني قومية في البلاد ..وهذا موقف ليس جديدا .. وهو موقف توصيفي باعتباره تقرير واقعة ليس ألا وليس لأحد فضل في الكتابة فيه أو عنه .. أليس هذا أعترافا واضحا وصريحا بالآخر القومي .؟ وهذا ما أكدت عليه في مقالتي الأخيرة وكل مقالة كتبتها عن القضية الكردية . ودعني ياصديقي أستنفر جهودك من بداية المقال : إذا كان الآخر القومي يربط تواجده بالمتحد السوري بناء على حدود جغرافية !! ألا تعتقد معي أن هذا سيعيد التجربة في كردستان العراق كما كتبت أكثر من مرة إلى مقولة [ كردستان العراق لي وأشاركك في كل العراق ] أليس هذا ما أنتجته الحالة العراقية كفزاعة في وجه الآخر غير الكردي ؟ ورغم ذلك أنا لا أكتب في مجال الحقل التنظيري وإنما في حقل الممارسة اليومية الساعي مع غيري الكثيرين وحوارنا ـ مثالاـ لأنتاج خطاب واحد للمعارضة السورية حول كافة القضايا التي تهم شعبنا السوري بكل مكوناته القومية والدينية والطائفية ..الخ 2ـ مرة أخرى أسأل : هل حل القضية الكردية يكون مرتبط با الأرض ـ التاريخية ـ لما يسمى عند بعض القوى الكردية بأرض كردستان التاريخية أم بحقوق سياسية ثقافية وإنسانية , مع مايترتب على ذلك من ارتباط حل القضية الكردية : في سياق انتاج المواطن السوري مهما كانت قوميته أو ديانته أو طائفته ؟ وبالتالي أوافقك الرأي أن جميع السوريين يعيشون على أرضهم التاريخية . 3ـ هل يترتب على البند الأول قيام أشكال لا مركزية في بعض مناطق سوريا ومنها مناطق التواجد الكردي سواء كان تاريخيا أم غير تاريخي ؟ 4ـ هل الاعتماد على المواثيق الدولية لحقوق الإنسان يكفي لانتاج حل عادل للقضية الكردية في سوريا .؟ 5ـ ماقصدته بفخ اللحظة السياسية هو ما جسده الوضع العراقي : بالوعي أم باللاوعي عند الكثير من أبناء شعبنا الكردي في سوريا أيجابيا , وسلبيا عند غالبية أبناء شعبنا السوري من المكونات الأخرى ؟ ولهذا نود أن يشاركنا هذا الحوار جميع الذين لهم مصلحة في سوريا ديمقراطية لجميع مكوناتها . 6ـ لم يجبني بشار على سؤال على غاية من الأهمية : لماذا تراجع التواجد الكردي داخل الأحزاب السورية وخصوصا اليسارية منها ؟ وانطلقت حملة تشكيل منظمات و أحزاب كردية على أساس قومي ؟ وماهي دلالات هذا التراجع وهذا الانكفاء نحو الأشكال السياسية المصنفة قوميا فقط ؟. ماذا يتوقع هو من رد القوى العروبية على هذا الأمر إذا كانت القوى الكردية مصرة كالقوى القومية العربية على تشكيل أحزابها على أساس قومي وما تأثير ذلك على معركة الديمقراطية في سوريا ..مفترضين : أن القوى الديمقراطية تسعى لانتقال سلمي ديمقراطي ..؟ 7ـ مادور الثقافة الشفهية في صياغة المواقف السياسية لبعض القوى الكردية ..وهل العمق الشعبي الكردي في ثقافته الشفهية : لايريد حكما ذاتيا في ـ كردستان سوريا ـ ؟؟ وخصوصا على أثر تجربة كردستان العراق .. ؟ وكيف يمكن تجسيد هذه الأشكال من إدارة شعبنا الكردي لشؤونه في سوريا وداخل سوريا ؟ وهل تصلح التجربة العراقية كنموذجا في سوريا ؟ 8ـ مادور المزايدات المحاكاتية بين أحزاب المعارضة العربية السورية وأحزاب المعارضة الكردية السورية من جهة وبين الأحزاب الكردية فيما بينها من جهة أخرى في أنتاج المواقف السياسية من القضية الكردية في سوريا ..والقضية الديمقراطية السورية عموما ؟ 9ـ ما السبب في أن : الكثير من القراءات الكردية لكثير من المثقفين الكرد تعود لقراءة التاريخ القديم لمنطقة ـ الجزيرة السورية ـ أليس للبرهان أن هذه الأرض كردية ؟؟ يقول صديقي بشار في مقالته الردية [أن استمرار التعامل مع الجماعة الكردية في سوريا باعتبارها أقلية عددية في كيان الدولة ـ الاصطناعي أصلا ـ تقفز من فوق حقيقة أن الكرد أكثرية مطلقة في هذا الجزء من أرضهم التاريخية بهويتهم القومية وحقوقهم التاريخية يستحقون حسب شرعة حقوق الإنسان المساواة الدستورية بالجماعة العربية على أكثريتها. نعم المساواة الدستورية، وبالدستور وما الذي يزعج في ذلك؟ المساواة بالدستور بين العرب كعرب والكرد ككرد والسريان كسريان وبين المسلمين كمسلمين والمسيحيين كمسيحيين وبين الدرزي والعلوي والسني واليزيدي والاسماعيلي، وما الضير في ذلك ألم يحن الوقت لأن يخرج العنصري من الماضي بأن الإنسانية لم تعد قادرة على القبول بتصنيف الناس إلى موالي وأهل ذمة وزنادقة ؟؟؟؟؟ ] انتهى قول بشار . هذا يقودنا إلى مقولة حق تقرير المصير والتي هي مقولة أتبناها لكل الشعوب في المنطقة عموما ومنها شعبنا الكردي .. ويبقى السؤال : كيف ترى الأحزاب والقوى الكردية التجسيد التاريخي لهذه المقولة ؟؟ وهنا دون قصد أو بقصد يعود بشار إلى الإشكالية ذاتها والتي من أجلها كتبت المقالة الأولى وقبلها الكثير من المقالات . هذه الإشكالية التي تخلط بين مفهوم المواطن وبين الكتل الشعبية ـ على أساس قومي أو ديني أو طائفي ..الخ ـ ونصبح أمام مخاوف نشوء : ديمقراطية ـ كتلوية قوميا ودينيا وطائفيا ـ مما يقودنا إلى لبنان جديد ..أو عراق جديد : أليست كردستان العراق حتى هذه اللحظة رغم مرور خمسة عشر عاما على ـ تحريرها ـ مقسمة إلى جزئين نتيجة لهذا الفهم لحل القضية الكردية ؟ لهذا لم تكن بالنسبة لي الأرض أغلى من الإنسان ـ المواطن , وطالما أن قرار التعايش الديمقراطي على أرض سوريا المعاصرة هدفا لكل مواطنيها دعونا نعرف مفهوم المواطن المغتصب من قبل السلطة السياسية . وماهي أنجع السبل لانتاج مفهوم سوري تاريخي لهذا المواطن ؟ ومع ذلك إذا كان الشعب السوري سيختار أحد النموذجين العراقي أو اللبناني فلا مانع عندي شرط أن يتم ذلك بجو من الحرية والديمقراطية وبعيدا عن ثقافة الخوف التي تحدث عنها بشار .. لأنها ثقافة تنتج مفاهيما ـ ذات ردود أفعال ضيقة بالمعنى الإنساني للعبارة ـ . 10ـ مرة أخرى للمعارضة العربية في سوريا ـ ليلاحظ بشار أن التصنيف قائم على أساس الوجه القومي وليس الوجه الديمقراطي أو غير الديمقراطي ـ لو افترضنا أن الأنكليز والفرنسيين في بداية القرن الماضي ومع اتفاقيات سايكس بيكو : رأوا أن من مصلحتهم إقامة دولة كردية في مناطق التواجد التاريخي للشعب الكردي من كان سيمنعهم وكيف سيكون عليه وضع سوريا ؟ وهذا الافتراض يتطلب إعادة النظر في كثير من المفاهيم لدى هذه المعارضة حول القضية الكردية وغيرها من قضايا باقي مكونات الشعب السوري . نتمنى في نهاية هذه المقالة : أن نقترب من انتاج حوار حقيقي يتوخى الموضوعية ويبتعد عن ـ الاتهامات والاتهامات المتبادلة ـ كي نستطيع الوصول إلى برنامج ديمقراطي حقيقي لكل السوريين ..
#غسان_المفلح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يحيا العراق ..تحيا الأمة العربية ..صدام نموذجا
-
إنه حوار متمدن... وهذا يكفي..
-
القضية الكردية في سوريا وفخ اللحظة السياسية
-
غفلة السنة العرب والجهادية بين إرهاب الأنظمة وتواطؤ الثقافة
...
-
أين ستذهب بسوريا ياسيادة الرئيس..؟2 أحاديث على السجية في خطا
...
-
غسان الإمام صحفي بلا وقائع في مقاله عن المعارضة السورية ضباط
...
-
الجمال الأنثوي بين الإنساني والصناعي وعي شقي
-
أين ستذهب بسوريا ياسيادة الرئيس ؟ أحاديث على السجية في خطاب
...
-
تفجيرات الأردن ماالذي يحدث في العراق ..؟
-
دمشق الرهينة وبغداد الجريحة
-
المسألة الطائفية وسوريا الجريحة.. خارج النص داخل الحدث
-
دمشق خائفة بين السلطة وبين الخوف
-
لا تعاقبوا الشعب السوري ولا تعقدوا صفقة مع النظام
-
على الإدارة الأمريكية أن توضح ماذا تريد من سوريا ..مادة للحو
...
-
القرار 1636 بين الحزن على وطني والتعاطف مع الوزير الشرع
-
مناشدة إلى الشعب المصري من سجين سوري سابق أقطعوا الطريق على
...
-
ما العمل الآن سيدي الرئيس..؟
-
إسرائيل الشعب اليهودي بين السلام والدولة الدينية وجهة نظر
-
تداعيات تقرير ميليس على أمريكا
-
رسالة إلى مثقفين سوريين في باريس نتمناكم جميعا في إعلان دمش
...
المزيد.....
-
غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
-
الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
-
11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
-
كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت
...
-
خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال
...
-
صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق
...
-
أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
-
كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ
...
-
مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
-
ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|