جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5202 - 2016 / 6 / 23 - 18:26
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الطالح قبل الصالح - تفوق الكذب على الصدق - الجهنم افضل من الجنة
يريد الانسان من الانسان اللا انسانية. يريد ان لا يسرق و لا يكذب و لا يغش و لا يقتل و لا يفسد و لكن الانسان يستمر بالغش و الكذب و السرقة و القتل و الفساد. يحاول الانسان الكاتب عبثا اصلاح الانسان او ادانة هذا الجانب السلبي منه و كانما هو انساني نزيه بنفسه. الاخر هو الذي يفسد دائما و السبب هو الجهل بنفسية الانسان. ماذا يعني هذا؟
طبعا يعني ان كل من يطلب المستحيل من الانسان هو غير انساني او ان الانسان لا يفهم الانسان و هذا يعني ايضا يجب ان نعرّف الانسانية كما هي من جديد: لا اخلاقية الانسان جانب مهم لا يمكن نفيه او تجاهله. لقد فشلت الاداب و الاخلاق و غيرها من الروادع تدجين الانسان واذا شكلت هيئة النزاهة لمحاربة الفساد فهي فاسدة قبل الفاسد.
و لكني لا اعتقد ان هذا الفشل في تربية الانسان سلبي بل بالعكس لصالح الانسان. لو كان الانسان نزيها سلميا صالحا لترك انسانيته ونفسه ككائن حي على هذه الارض. يتفشى الغش و الكذب و الفساد و القتل بين جميع الكائنات الحية. رغم الجوانب السلبية جدا للفساد فهو المحرك و المنقذ للانسان. يحتاج الفساد الى ذكاء و تفكير و حركة. تصور جنة مملة قاتلة تعيش فيها بدون حركة و تفكير لانك لا تحتاج ان تفكر في محيط نزيه سلمي صالح صادق الى الابد. النتيجة هي موت الانسان نفسه. لماذا لا يسمى الانسان طالح و هو ليس بصالح؟
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟