مجدي محروس عبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 5202 - 2016 / 6 / 23 - 06:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
د مجدي يعقوب و حاييم ويزمان و الفرغاني – من الذكي ومن الاحمق ؟
قال صديقي ذات مرة "ان التاريخ يكرر نفسه بطريقة عجيبة سخيفة و لا يبدو انه هناك امل للتغيير"
اتذكر تلك المقولة عندما سمعت خبرا عن احد المسلمين المصريين وهو يسأل شيخا بخصوص جواز
التبرع لمستشفى مجدي يعقوب ( وهو قبطي) و قد اجابه الشيخ فيما معناه ان المستشفى يخدم الجميع
و قد انزعجت جدا من هذا السؤال الغريب الذي يبين مدى التوجه المعادي للاقباط والمسيحية بشكل خاص وللاخر بشكل
عام و الذي اصبح جليا جدا في هذه العقود الاخيرة , ولأنني قارئ جيد للتاريخ القبطي تذكرت امرا مماثلا قرأته قبلا عن سعيد بن كاتب الفرغاني وهو مهندس قبطي بني جامع ابن طولون الشهير في القاهرة وبعض الانشاءات الاخرى في ايام
الدولة الطولونية في العصر الوسيط وكان نهايته هو القتل بسبب ايمانه المسيحي بالرغم مما عمله !!!!
هذا هو الفرغاني – اما عن حاييم ويزمان فهو اول رؤساء دولة اسرائيل و كان اكاديميا عاش في عدة دول منها بريطانيا
وقد خدم انجلترا عندما اهدى الانجليز طريقة اقتصادية لصنع مادة "الاسيتون" المستخدم في صناعة القنابل في الحرب العالمية الثانية و بدل ان يطلب حاييم مالا ام منصبا من اجل هذا طلب مساعدة بريطانيا لتقديم العون لليهود و اقامة وطن قومي لليهود فكان وعد بلفور الذي مكن اليهود من اقامة وطنهم في الارض التي عاشوا عليها منذ الفي عام
ناتي الان للدكتور مجدي يعقوب الجراح العالمي الشهير والذي انشأ مستشفى لعمليات القلب المفتوح و يقوم باجراء عمليات بالمجان كثيرة – وبالرغم مما فعله تم ضم المستشفي التي انشأها بالتبرعات الى ادارة الحكومة المصرية
كما واجه مستشفاه ايضا كم هائل من الاشاعات المغرضة والتي كانت تتهمه باستخدام "الخنازير" في علاج المسلمين
على جانب اخر وبعكس الفرغاني الذي عاش في القرون الوسطى والذي قام بخدمة بني جنسه ولو قليلا
لم يقدم د مجدي اية خدمات للاقباط بل ساهم في تمرير الدستور المصري الحالي الذي يضع الاقباط في المرتبة الثانية
متناسيا ابسط المبادئ في العالم المتحضر – كما انه لم يحاول ان يستغل منصبه وشهرته الواسعة في انهاء التمييز الديني
في كليات الطب في قسم النساء – ولم يحاول ان يقوم بعمليات في المستشفى القبطي الذي انشأه اقباط غيورين
في النهاية هناك سؤال يتردد في ذهني من الذكي ومن الاحمق الذي لا يتعلم من التاريخ !!
#مجدي_محروس_عبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟