فواز قادري
الحوار المتمدن-العدد: 1397 - 2005 / 12 / 12 - 11:03
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
غريب على الهامش
مهما امتلأتُ بالحياة
أخبرتُ النهر بما جرى
ولم يستمع
أخبرت الأشجار
فتلفعت بالريح
قلت للطيور
إن غناءك ليس حزينا
فلم تكف
والليل الذي كان سميري
يأتي بكوابيسه
في كلّ مرة
أعتذرُ
فلا يغادر
***
أقول للأصدقاء هناك:
تباً أزيحوا وجوهكم
عني قليلا
لكي أرى قدميّ
إلى أين ستخطوان في هذا الفراغ
***
أقولُ للفرات
أبعدْ روائح أعشابك عني
أبعد الأبخرة
التي تتصاعد
من خياشيم وردك
بلا انقطاع
لأجاوب على سؤال
هل هناك رائحة أخرى
في هذا الكون المترامي
الأزهار والحروب
***
سلاماً أيتها البلاد
التي أعبرها
سلاماً لما يتبقى
مرتسمًا في العينين
وللذي لا يتبقى
سأعتذر للأرصفة التي
أقلقتها باضطرابي
للأعين التي شاكستها بشرودي
أعتذر عن اصطدامي بالمارة
وأنا أحمل
الكثير من حقائب الذكريات
***
أيها المنفى الصديق
دلني على الحكاية
التي أعبر منها
إلى الطفولة
دلني إلى الجسر
الذي يعبرني إلى الفرات
***
لم يتبق لتلك البلاد
ذاك الحنين المؤذي
أو الشوق
الذي يكوي الأضلاع
فقط حين أذكرها
أبكي كطفل
تركته أمه وحيداً في العاصفة
***
حين أطنبت الغابةُ
في مديح حكمة الأيائل
كان ذئب ماكر يصغي
وهو يشحذ أنيابه والمخالب بحذر
***
لم تكن الطيور التي
لا تجيد الغناء
قادرة على التحليق
أبعد من سمائها السفلى
***
بابي هذا الذي
تقرعه دائمًا
الريح في أول هبوبها
وقلبي هو الذي لم يوصد يومًا
.في وجه أيٍّ من الكائنات
#فواز_قادري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟