أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غسان المفلح - يحيا العراق ..تحيا الأمة العربية ..صدام نموذجا














المزيد.....

يحيا العراق ..تحيا الأمة العربية ..صدام نموذجا


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1397 - 2005 / 12 / 12 - 11:04
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


وأنا أراقب محكمة الرئيس المخلوع صدام حسين وهو يردد شعارته [ يحيا العراق ..تحيا الأمة العربية ] ..لن أجامل إن قلت أنني : تعاطفت مع هذه الأمة التي يحيها صدام وأعوانه , واستطاع للحظة أن يستفز حمولتي الوجدانية ..ولكنني على الفور تذكرت مجازره بحق الشعب العراقي والكويتي ..تذكرت درسه في قتل صهريه ..بعدما أعطاهما الأمان وهذا في العرف [ العربي العروبي ] منتهى الخسة والدناءة ..لأن وعد الحر دين عليه !! ومع ذلك يتم أحفاده !! ألم يكن قادرا على وضعهما تحت الإقامة الجبرية ؟ هذا الرجل عندما كان في السلطة قد خرق : ما تدعيه هذه الأمة من أنها تمتلك ثقافة تسامحية : سواء بمجازره تلك أو بقتله لقيمة طالما تغنت فيها هذه الأمة : لأن من يطلب العفو يجده .. فمابالنا عندما يعد من بيده العفو أن يعفو وينقض وعده !
لهذا أعلن أنني ضد أي حكم بالأعدام يصدر بحق هذا الرجل ـ النموذج للسلطة العربية الشخصانية ـ . يجب ألا يتكرر في تاريخ هذه الأمة أشخاصا مثله ..إنهم على كثرتهم : منتج ثقافي وسياسي وقيمي وأخلاقي .. علينا البحث المعرفي فيه .. وتقديمه كنموذج للدرس السيكولوجي والقيمي والثقافي ..إن آلاف الكتب والمقالات والبحوث كتبها الغرب عن هتلر ..يحق لنا أن نعرف كشعوب عربية : من الذي أنتج لدينا هذا المرض السلطوي والدموي .. أيعقل أن السلطة يمكن ان تكون مدمرة إلى هذا الحد ؟ يجب تفكيك هذا الرمز بكل دلالاته وحمولته المعرفية والقيمية والأيديولوجية !!؟ إنه رمز العنف السلطوي الذي تعرضت له شعوبنا على مدار أكثر من أربعة عقود وخصوصا في أنظمة ـ قادة الأمة جمعا وفرادى ـ كل واحد فيهم يحاول أن يمثل ملايننه من البشر رغما عنهم وبقوة الدم والعسكر ..!! والمصيبة أنهم كلهم : قادة لهذه الأمة رغما عنها وبلا حد أدنى من التمثيلية القانونية والدستورية والسياسية ..الخ
يروى عن الراحل حافظ الأسد ـ قائد الأمة من جهة اليسار باعتبار أن صدام كان يقودها من جهة اليمين بعثيا على الأقل ـ : أنه في بداية تسعينيات القرن الماضي عندما أفرج عن رفاقه وأصدقائه من السلطة التي قاد عليها وعليهم حركته التصحيحية الانقلابية 1970 وأبقاهم في السجن حتى عام 1992 تقريبا . استدعى أحدهم ليقابله بعد أن وضعه في سجونه 22 عاما ..وعندما أتى الرجل مجبرا ليقابل الرئيس الراحل : استقبله الرئيس الراحل بالأحضان وهو يسأله معاتبا : أين كنت يارجل معقول أنت !؟ لا تلفون ولا زيارة أين كنت طيلة هذه الفترة ؟؟ فأسقط الرجل بيده ..مندهشا من سؤال جدي !!!؟ كهذا وفغر فاه لا يعرف بماذا يجيب ..الرئيس الراحل لايعرف أن صديقه كان سجينا .تفاجئ بذلك عندما أخبره أنه كان سجينا .. !! وصدام في جلسة محاكمته الأخيرة : يتحدى المحكمة إذا كانت يده قد ضربت عراقيا واحدا أو قتلت عراقيا واحدا ..!! إن هذه الرواية عن الأسد الراحل تصيبك بالعبث واللاجدوى ـ بغض النظر عن مدى صحتها أوعدم صحتها ولكن ما جعلني أتذكرها هو قول صدام : في أنه لم يرفع يده على واحد عراقي !!
ألا يستحق هذا النموذج وببساطة الوقائع وتعقيدات خلفياتها التاريخية والمعرفية والثقافية والسياسية والشخصية , ألا يستحق أن يقدم كظاهرة للدرس المعرفي ..لأن الاكتشاف الفعلي لهذه الظواهر ..يجعلها في متناول عدم التكرار .. كي لاتتكرر ..كأي مرض يراد معالجته فأولى الخطوات هي دراسته واكتشافه وفيما بعد إيجاد الدواء الشافي له ..لذا أطالب بألا يعدم هذا : الديكتاتور ..خدمة للبشرية جمعاء أولا وخدمة لهذه الأمة المنكوبة ..!!
يجب أن يسمحوا لطلاب الدراسات العليا في العلوم الإنسانية والسياسية أن : يدرسوا هذه الظاهرة ويقدموا فيها بحوثهم ونتائج هذه البحوث ..علنا نصل إلى نتيجة : يجب أن تتخلص هذه الأمة من هذه الظواهر ثقافيا وقيميا وأخلاقيا وسياسيا نهائيا وإلى الأبد ..ولا يهمني كثيرا أن تتخلص منها جسديا لسببين :
الأول ـ أنني ضد حكم الأعدام بالمطلق ..
الثاني ـ كي تبقى حية للقراءة والدرس المعرفي ..دون المساس بحقوقها الإنسانية مطلقا لارمزيا ولا جسديا ..
وآمل أن يكون الدرس الأخير ..

غسان المفلح



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنه حوار متمدن... وهذا يكفي..
- القضية الكردية في سوريا وفخ اللحظة السياسية
- غفلة السنة العرب والجهادية بين إرهاب الأنظمة وتواطؤ الثقافة ...
- أين ستذهب بسوريا ياسيادة الرئيس..؟2 أحاديث على السجية في خطا ...
- غسان الإمام صحفي بلا وقائع في مقاله عن المعارضة السورية ضباط ...
- الجمال الأنثوي بين الإنساني والصناعي وعي شقي
- أين ستذهب بسوريا ياسيادة الرئيس ؟ أحاديث على السجية في خطاب ...
- تفجيرات الأردن ماالذي يحدث في العراق ..؟
- دمشق الرهينة وبغداد الجريحة
- المسألة الطائفية وسوريا الجريحة.. خارج النص داخل الحدث
- دمشق خائفة بين السلطة وبين الخوف
- لا تعاقبوا الشعب السوري ولا تعقدوا صفقة مع النظام
- على الإدارة الأمريكية أن توضح ماذا تريد من سوريا ..مادة للحو ...
- القرار 1636 بين الحزن على وطني والتعاطف مع الوزير الشرع
- مناشدة إلى الشعب المصري من سجين سوري سابق أقطعوا الطريق على ...
- ما العمل الآن سيدي الرئيس..؟
- إسرائيل الشعب اليهودي بين السلام والدولة الدينية وجهة نظر
- تداعيات تقرير ميليس على أمريكا
- رسالة إلى مثقفين سوريين في باريس نتمناكم جميعا في إعلان دمش ...
- إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي لحظة توافقية ناقصة التباسات


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غسان المفلح - يحيا العراق ..تحيا الأمة العربية ..صدام نموذجا