|
الذكورة والأنوثة والجنس الثالث !؟
سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)
الحوار المتمدن-العدد: 5200 - 2016 / 6 / 21 - 08:37
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
الذكورة والأنوثة والجنس الثالث ! (هل العالم يسير نحو التخنث!!؟؟؟) (محاولة للفهم !) ************************ الذكورة والأنوثة هما الاساس الطبيعي للتكوين البشري الانساني فالرجل ذكر والمرأة أنثى . الذكورة شكل وسلوك ، شكل ذكوري وسلوك ذكوري . الانوثة شكل وسلوك ، شكل انثوي وسلوك انثوي . في تكوين كل منا مزيج من الذكورة والأنوثة ، تختلطان وتعتلجان منذ البداية في اعماق تركيبتنا الجينية فاذا رجحت كفة الذكورة على الأنوثة اصبح الجنين ذكرا ، واذا رجحت كفة الأنوثة على الذكورة اصبح الجنين أنثى ! ، الا أن هناك فروق فردية بين الذكور من حيث شدة وكمية الذكورة كما أن هناك فروق فردية بين الاناث من حيث شدة وكمية الأنوثة ! ، يمكننا تخيل خط بياني افقي ذي تدريج رقمي ، نجد في اقصى اليمين الذكورة في صورتها الكاملة وشدتها القصوى ، ونجد في أقصى اليسار الأنوثة في صورتها الكاملة وشدتها القصوى ، وبين هذين الطرفين المتباعدين تقع ذكورة الرجال وانوثة النساء بدراجات متفاوتة ! ، فهناك رجال اشد ذكورة من غيرهم ، وهناك نساء أشد انوثة من سواهن ، وهناك ذكور يقتربون في مظهرهم البدني او في تصرفهم السلوكي وحتى في طريقة تعاملهم مع الواقع من مواصفات الإناث ، وهناك في المقابل إناث يقتربن في مظهرهن البدني وتصرفهن السلوكي وتعرفهن الادراكي للواقع من مواصفات الذكور !! ، هذا امر مشاهد وملحوظ في واقع الناس ، حتى في طريقة المشي والحديث قد تتأثر بكمية الذكورة والانوثة في هذا الانسان .. مشية الذكر غير مشية الأنثى !! . ولكن بشكل عام في كل منا سواء أكان ذكرا أم أنثى خليط من الذكورة والانوثة ، فالرجل يفترض أن تكون كمية الذكورة فيه هي الغالبة بينما المرأة يفترض ان تكون كمية الأنوثة هي الغالبة . مع ذلك قد نجد رجلا يتمتع بمظهر ذكوري واضح وكبير من حيث الشكل البدني ثم مع ذلك نجد تصرفاته تميل الى التصرفات الانثوية !!!! ، ونجد إمرأة ذات مظهر انثوي واضح وكبير ومع ذلك نجدها في تصرفاتها تتصرف بشكل ذكوري !!!!!.
في كل رجل هناك أنثى تم استبعادها منذ بداية التخلق الجنيني في بطن امه ، وهذه الأنثى المقموعة قابعة هناك في الاعماق البدائية اللاشعورية والمنسية في سلة المهملات ! ، هذه الانثى المهزومة المستبعدة يمكن في ظروف استثنائية شاذة قد تحاول ان تعود الى الشعور من اعماق اللاشعور كي تثبت وجودها وتظهر نفسها عند تعرض الذكورة الى احباطات كبيرة وهزائم نفسية متكررة عند الطفولة وسن المراهقة ! ، حيث تستغل هذه الانثى القابعة في سلة المهملات هذه الظروف وهذه الذكورة المحبطة للاستحواذ على زمام العقل والنفس لاعادة تشكيل الشخصية في اتجاه التأنيث ! ، ومن هنا تظهر مشكلة (التخنث) النفسي الذهني السيكولوجي وهي غير مشكلة التخنث البدني البيولوجي الذي ينشأ منذ البداية نتيجة عدم قدرة اي من الطرفين المتنفسين في بذرة البشر الاولى (الذكورة والأنوثة) على حسم معركة الترجيح في التخليق الجنيني فينتج عن هذا العجز او التعادل ظاهرة الالتباس الجنسي اي وجود جنين مخنث من حيث العضو التناسلي (تشوه خلقي) ، في المقابل يمكن القول ان في اعماق كل إمرأة هناك ذكر تم استبعاده منذ بداية التخليق الجنيني ، ذكر قابع هناك في الاعماق البدائية اللاشعورية المنسية في سلة المهملات ، هذا الذكر المهزوم المستبعد في نفس المرأة يمكن ، لظروف غير طبيعية ، أن يتحرر من محبسه في اللاشعور وينطلق محاولا من جديد زحزحة الذكورة عن زمام الشخصية النسائية لاثبات وجوده الذكوري والاستحواذ على شخصية المرأة ! ، ومن هنا تظهر مشكلة (المرأة المسترجلة) ذات الطابع الذكوري وهي غير تلك الحالة التي ذكرناها سابقا والتي تنشأ منذ البداية في بدايات التخلق الجنيني حين يعجز الطرفان المتنافسان المتدافعان (الذكورة والأنوثة) انهاء التدافع بينهما بفوز احدهما وتحديد جنس الجنين البشري لصالحه فتكون النتيجة (الخنثى) !!، فالمرأة المسترجلة هنا تنتج عن هزيمة واحباطات نفسية متكررة للمطالب والروح الانثوية في المحيط العائلي والاجتماعي في فترة الطفولة والمراهقة مما يفتح الطريق امام ذلك الذكر البدائي الكامن في اللاشعور والذي تم استبعاده في فترة التخليق الجنيني للعودة من جديد لاعادة تشكيل الجنس نفسيا او ربما بدنيا اذا أمكن عن طريق الاستعانة بتقنية الهرمونات !! . وهكذا ففي كل منا ذكر وانثى احدهما غالب وظاهر وفاعل ، والآخر مستبعد ومهمل وكامن بل ومطرود من ساحة الوعي والشعور منذ ايام التكوين الجنيني الاولى لكن هذا المطرود يتحين الفرص للعودة وللاستحواذ على شخصية الانسان ! .
في عالمنا المعاصر تشجع الظروف العامة على تسريع عجلة التحولات الجنسية بل وتشجيع هذه الانقلابات الجنسية من خلال حمايتها بالقانون ! ، هذه الاجواء العامة تتمثل في الاحباطات النفسية العامة بسبب قسوة ومادية الحياة المدنية ونضوب الروح العاطفية وحرمان الاطفال من نيل كفايتهم من (الحنان) و(الاحترام) وهما غذاء روحي ونفسي مهم في سلامة واستقرار وازدهار الشخصية الانسانية ! ، كما تتمثل هذه الظروف العامة المشجعة للتبدل الجنسي في شيوع الاجواء الليبرالية المتطرفة المتعاطفة مع المنقلبين على ذكورتهم او المنقلبات على انوثتهن ممن اصطلح على تسميتهم في الثقافة الغربية بالمثليين وفي ثقافتنا العربية بالشاذين جنسيا ، ضف الى ذلك ما اكدته بعض الدراسات الطبية التي أكدت ان طبيعة الاغذية والمشروبات المصنعة تساهم في تحفيز المظاهر الأنثوية في الرجال مثل نمو الثديين عند الذكور !! ، فهذه الظروف العامة في عصرنا بلا شك تؤدي الى تشجيع وتسريع عجلة مثل هذه الانقلابات الجنسية ، وهناك مخاوف حقيقية بالفعل أن العالم يسير بالفعل في اتجاه تزايد ظهور (جنس ثالث) بالفعل هو هجين ، شكلا وسلوكا ، من الأنوثة والذكورة اي الخنثى قد يتكاثر مستقبلا بشكل متضاعف مع زيادة تعقيدات الحياة العصرية وقسوة الظروف البشرية ! . *********** سليم الرقعي كاتب ليبي من برقة يقيم في بريطانيا . (*) أنا شخصيا كمؤمن بالقرآن الكريم باعتباره الرسالة الاخيرة من الخالق لسكان كوكب الارض لا استبعد ان يكون هذا هو تفسير الآية الكريمة التي وردت في ذكر علامات الساعة ، تلك الآية التي تقول (واذا النفوس زوجت !) أي اذا اصيبت النفوس بالأزدوجية الجنسية أي اصبح للجنس الثالث حضور كبير في المجتمع البشري واصبح هؤلاء هم الغالبون فإن ذلك من علامات الساعة !!! ، من يدري !!؟؟ ، والله اعلم ! .
#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)
Salim_Ragi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اغتيال كوكس عمل ارهابي لصالح الاتحاد الأوروبي!؟
-
الحرية بين مجتمعاتهم ومجتمعاتنا !؟
-
برنامج الصدمة والشارع العربي !؟
-
العرب ولغة الدراما والسينما العالمية !؟
-
المخطط الغربي الحالي لمنطقتنا !؟
-
العروبة والاستعراب والهوية القومية!؟
-
رخصة واجازة زواج !؟؟
-
الملك السنوسي والخطأ القاتل !؟
-
ما الفرق بين الآداب والأخلاق!؟
-
نحو دولة حرة مستقرة في ليبيا!؟
-
حورية المسحور !؟
-
متى سينتهي اعصار الارهاب!؟
-
هل نحن عرب بريطانيا بريطانيون !؟
-
عندما تخونك الذاكرة !؟
-
تطبيق الشريعة وقميص عثمان !!؟
-
توقعاتي بفشل حكومة الوفاق ولماذا !؟
-
الإنسان قبل الأوطان وقبل الأديان!؟
-
الخلافة الاسلامية! ،محاولة لفهم عصري!؟
-
الصراع بين الليبرالية والاصولية في الغرب اليوم!؟
-
هل للغربيين سلطان مطلق علينا !؟؟
المزيد.....
-
الأردن.. ماذا نعلم عن مطلق النار في منطقة الرابية بعمّان؟
-
من هو الإسرائيلي الذي عثر عليه ميتا بالإمارات بجريمة؟
-
الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة
...
-
إصابة إسرائيلي جراء سقوط صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل
...
-
التغير المناخي.. اتفاق كوب 29 بين الإشادة وتحفظ الدول النامي
...
-
هل تناول السمك يحد فعلاً من طنين الأذن؟
-
مقتل مُسلح في إطلاق نار قرب سفارة إسرائيل في الأردن
-
إسرائيل تحذر مواطنيها من السفر إلى الإمارات بعد مقتل الحاخام
...
-
الأمن الأردني يكشف تفاصيل جديدة عن حادث إطلاق النار بالرابية
...
-
الصفدي: حادث الاعتداء على رجال الأمن العام في الرابية عمل إر
...
المزيد.....
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج
/ توفيق أبو شومر
-
كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
كأس من عصير الأيام الجزء الثاني
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية
/ سعيد العليمى
-
الشجرة الارجوانيّة
/ بتول الفارس
المزيد.....
|