حميد طولست
الحوار المتمدن-العدد: 5200 - 2016 / 6 / 21 - 04:30
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إحسان رمضاني مغموس بنكهة الانتخابات !
البذل والعطاء لذة لا يدركها الا أصاحب النفوس الطيبة الصادقه المحبة للخير النابع من صميم الوجدان ، الذين لا هم لهم إلا أن أن يروا الناس جميعهم في أفضل حال وأحسنه ، ولا قصد لهم إلا رفع المعاناة عن المعذبين ، ولا غاية لديهم سوى تمكين المحرومين من العيش في أمن وآمان ، لأن فعل الخير صفة إنسانية تعودوا عليها فتجذرت فيهم ، ولا شيء يمنعهم من القيام بها تقربا لله ، وارضاء لنوازع نفوسهم الطيبة ، خلافا لمن اعتاد المشتغلين بالسياسة منا - مع قدوم كل شهر رمضان ، وحلول الانتخابات ، والمناسبات الملائمة لتحقيق المآربهم الشخصية والرغبات الذاتية - على لعب دور المُحسنين الكرماء ، الرحماء بالفقراء، المعينين للمُحتاجين ، لإتستدراج بسطائهم ، بما يقدمونه لهم من طعام و كساء وهدايا ، كقابل تمجيد عملهم الخيري أولا ، وسرقة الأصوات الانتخابية ، ثانية ، بما يثقنون من فنون الاحتيال والنصب و تقنية الإيقاع المتطورة ، لاستغلال أحوال المواطنين المهمشين الأشد إحتياجاً، من الأرامل وأصحاب الإعاقات، والأيتام، والمسنين، القاصر أغلبهم عن التفكير أو التساؤل عن الغرض الحقيقي وراء ذلك الكرم الحاتمي خلال هذه الفترة الخاصة ، وفي هذا التوقيت بالذات، وهل هو حقاً عمل خيري للتقرب إلى لله تعالى ، ومحبةً في تقديم المعونة للفقراء ؟ أم أن وراءه ما وراءه من الأغراض السياسوية ، التي لا مكان "لأعمال الخير الصادقة" في ركحها ، حيث تتضارب المصالح ، وتسيطر الذاتية ، وتغدو خدمة النفس هي الأسمى، والمصلحة العامة هي الأدنى ، والتي لا يهم فيها من الضحية ؟ ولا على حساب من تبني النجاحات ؟ كل ما يهم هو تحقيق الأهداف الحزبية والغايات الأيديولوجية ، حتى غير مشروع منها ، وعلى حساب المصلحة العامة.
فلو كانت حقا أعمالهم خالصة لله وفي الله ، ولا يشوبها نفاق أو رياء ، كما يروج أصحابها ، فلماذا كل هذه البهرجة وذاك التباهى على رؤوس الأشهاد ، ولماذا يُتعمد فيها نقل كل التفاصيل على صفحات الجرائد وشاشة التلفزات ؟ أليس من الأجدر أن تقدم في سرية تامة وكتمان كاملين ، امتثالا لقوله تعالى: "وإن تحفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم" ، وذلك تفاديا لإحراج الفقراء وتجنبا لإشعارهم بالدونية ، حتى تطابقة لتعالم الدين الحنيف وتحضى وبالقبول عند الله
حميد طولست [email protected]
#حميد_طولست (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟