|
الإسلام السياسي والتشابه مع الأنظمة الشمولية
إبراهيم حبيب
الحوار المتمدن-العدد: 1397 - 2005 / 12 / 12 - 11:07
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في العنصرية الدينية الإسلام السياسي والتشابه مع الأنظمة الشمولية
بعد أن قدمت هذه الدراسة القصيرة لمؤتمر الأقباط الثاني في واشنطن 16-20 نوفمبر 2005 ميلادية رأيت أن أنشرها في صيغة مقال باللغة العربية واستميح القراء العذر لعدم تطابق المصطلحات الإنجليزية مع العربية.
من الملاحظ أن هناك حالة من التعتيم الثقافي والإعلامي على التمييز والاضطهاد في الحياة العامة على الأقباط في مصر فمعظم الأخوة المسلمين لا يقبلون أصلاً بأن هناك اضطهاد للأقباط في مصر بل بعض الصحف الصفراء وخاصة صحف الإسلام السياسي تجزم بأن الأقباط هم أسعد أقلية في العالم مع أن أي إنسان ينظر إلى أوضاع الأقباط ابتداءً من حرية العقيدة للتحول من الإسلام إلى المسيحية إلى حرية بناء الكنائس أو تصليح مراحيض الكنائس أو التمثيل السياسي للأقباط أو اضطهادهم في التعيين في الوظائف الحكومية العليا يجد بلا ما يدع مجالاً للشك أن الأقباط مضطهدون .
لا شك أن هناك آليات تعمل ومنذ فترة طويلة ... أكثر من ثلاثين عاماً.. أي منذ ثورة التصحيح ومنذ قرار السادات أن يُخرج الإسلام السياسي من القمقم ويتفق مع محمد عثمان إسماعيل على تكوين الجماعة الإسلامية في أسيوط سنة 1972 ومع عثمان أحمد عثمان والشيخ عبد الحليم محمود وعمر التلمساني وغيرهم على أن يكون الإسلام السياسي مُكوّن رئيسي في وجدان الشعب المصري المتدين بطبعه لاستغلاله لتثبيت دعائم حكمه وللبدء في تحقيق رسالة الإسلام السياسي العالمية غير ناسين أن أنور السادات كان عضواً في التنظيم الخاص لجماعة الأخوان المسلمين قبل وأثناء انضمامه لتنظيم "الضباط الأحرار"
عند عقد مقارنة بين الإسلام السياسي كنظام شمولي لا يختلف عن الحزب النازي في ألمانيا أو الحزب الفاشي في إيطاليا أو الأحزاب الشيوعية وبين كل هذه الأنظمة نجد الآتي:
1- يعتمد الإسلام السياسي مثله مثل كل الأنظمة الشمولية الأخرى وخاصة الدموية منها كما ذكرنا أعلاه على أيديولوجية تفوق جنس "الآري كمثال ألمانيا" وهذا يمثل حجر الزاوية في بناء الدولة أو تفوق دين "في حالة الإسلام السياسي هنا" وعلى المختلف إما النزوح أو الحرق في محرقات كما في حالة ألمانيا النازية أو تذويبه في ديانة أخرى. "إشهار الإسلام في حالة الإسلام السياسي " وسواء كان الحل بالنزوح أو الحرق أو
الأسلمة، ففي كل هذه الحالات تُتّبع طرق دموية وعنيفة لتغيير المجتمع إذ أن هذا الفكر لا يقبل فكر التعددية ويعتبر أن المجتمع يكون في أحسن حالاته عندما يتحول إلى مجتمع نقي سواء عرقياً أو دينياً .
2- الأنظمة الشمولية لا تقر الديمقراطية وتعتبرها "إضعاف للحكم" كما ذُكِر في كتابات هتلر في كتاب "كفاحي" وكتابات سيد قطب "معالم على الطريق" كذلك الاختلاف "الإثنى " أو اللغوي كلاهما يُعتبَر عوامل ضعف في كلتا الأيديولوجيتين كذلك يشترك الإسلام السياسي مع الدعوات العنصرية التي سادت في جنوب أفريقيا أو في أمريكا في تنميط المجتمع إلى "ساده وعبيد" أو "مؤمنين ومشركين".
3- تعتمد الأنظمة الشمولية و الإسلام السياسي على مبدأ الصراع والقوة العسكرية إذ أن التغيير يتم بالقوة وبصورة عنيفة ودموية وما غزو ألمانيا النازية لتشيكوسلوفاكيا وبولندا ومعظم دول أوروبا وما العمليات الجهادية مثل غزوة نيويورك وغزوة واشنطن وغزوة مدريد وغزوة لندن إلا أمثلة على ذلك.
4- تتفق كل الأنظمة الشمولية بما فيها الإسلام السياسي على "تطريف" عامة الشعب عبر المتاح من وسائل الإعلام من تليفزيون وراديو وصحف ومجلات وأفلام وموسيقى حتى تصل الشعوب إلى ما وصل إليه المصريون في أحداث كنيسة مار جرجس بمحرم بك بمجرد سريان إشاعة أن هناك CD "قرص مدمج" لمسرحية تسئ للإسلام حيث خرج خمسة عشر ألف شخص للهجوم على كنيسة مار جرجس وتحول حي محرم بك الأرستقراطي إلى ساحة قتال مع البوليس وأختفى الأقباط داخل بيوتهم بينما حطم الغوغاء كنائسهم ومحلاتهم وصيدلياتهم وتعرض المسيحيون في الشوارع للقذف والبصق. يلاحظ هنا أن الإسلام السياسي عمل بإصرار واستمرار وبتعضيد من الحكومة على اختراق الإعلام والتعليم والنقابات وهاهو ينجح في اختراق مجلس الشعب .. هذا نتاج "تطريف" عامة الشعب وأعذروني في استعمال كلمة " تطريف" حيث لا أجد مقابل مناسب لكلمة’Radicalisation of Population’ .
5- منذ أيام "الرئيس المؤمن" زادت ساعات البث الديني من تليفزيون الحكومة إلى أكثر من 30% من البث الإذاعي وتحولت الصحف القومية على يد أمثال الدكتور زغلول الفشار إلى أبواق دعاية للإسلام السياسي ولا يختلف ذلك عن دعاية جوزيف جوبلز وزير الإعلام النازي في حكومة هتلر وتولت لجنة البحوث والفتوى بالأزهر عمل مشابه "لغرفة الرايخ التجارية" في ألمانيا النازية Reich Chamber of Commerce لحذف كل ما يدعو للتآخي وترويج ما يدعو للعنصرية الدينية وأظهرت وسائل الإعلام قوة وعظمة وفحولة الرجل المسلم وضعف وهوان وقذارة المسيحي في صورة نمطية مقززة.
6- يلجأ الإسلام السياسي إلى إضعاف الآخر القبطي بما في ذلك إضعافه إقتصادياً ولعل تحطيم محلات المسيحيين التي حدثت مراراً وتكراراً أشبه بما حدث لليهود في ألمانيا في "ليلة تكسير الزجاج" Kristallnacht يوم 9/11/1983 كخطة مسبقة من الحزب النازي لإضعاف الاقتصاد اليهودي.
7- يقابل الانتماء إلى الحزب النازي في ألمانيا وشارة الصليب المعقوف وقمصان الحزب الفاشي الإيطالي في إيطاليا الفاشية الزبيبة والذقون الطويلة "بطول المشكاه كما يقول طالبان" والجلباب القصير والحجاب والخمار وبذلك تم تنميط المجتمع المصري "والحمد للـه" إلى كافر ومؤمن ويكون الكفار ظاهرين مثل "البرغوث في اللبن" وعليهم إشهار الإسلام أو النزوح وعدا ذلك الحرق.
#إبراهيم_حبيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شرف المهنة في الجرائد المصرية
المزيد.....
-
بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة وحشية
-
رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا يعلق على فتوى تعدد الزوجات
...
-
مـامـا جابت بيبي.. حـدث تردد قناة طيور الجنة 2025 نايل وعرب
...
-
بابا الفاتيكان يصر على إدانة الهجوم الاسرائيلي الوحشي على غز
...
-
وفد -إسرائيلي- يصل القاهرة تزامناً مع وجود قادة حماس والجها
...
-
وزيرة داخلية ألمانيا: منفذ هجوم ماغديبورغ له مواقف معادية لل
...
-
استبعاد الدوافع الإسلامية للسعودي مرتكب عملية الدهس في ألمان
...
-
حماس والجهاد الاسلامي تشيدان بالقصف الصاروخي اليمني ضد كيان
...
-
المرجعية الدينية العليا تقوم بمساعدة النازحين السوريين
-
حرس الثورة الاسلامية يفكك خلية تكفيرية بمحافظة كرمانشاه غرب
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|