أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حنان محمد السعيد - هذا المسلسل .. يأتيكم برعاية أمن الدولة














المزيد.....

هذا المسلسل .. يأتيكم برعاية أمن الدولة


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 5199 - 2016 / 6 / 20 - 16:21
المحور: الصحافة والاعلام
    


حان الأن موعد المرحلة الأخيرة من تصفية ثورة يناير بحسب التوقيت المحلي لمدينة القاهرة، والقضاء عليها وعلى رموزها وأهدافها ومن دعمَها ومن قام بها ومن دعى إليها ومن وعّي الناس بحجم ما هم فيه من انتهاك وما يتعرضون له من نهب وإفقار وتدمير وإنهاء فرصهم في مستقبل يسود فيه العدل واحترام حقوق الانسان.

هؤلاء هم من قاموا بالثورة خلف أسوار السجون والتي أصبحت الدولة - عفوا شبه الدولة – تفتتح كل يوم لهم سجنًا جديدًا ليستوعب هذه الأعداد الضخمة من الشباب الواعي الشريف الذي قد ينقل عدوى الوعي والشرف لغيره، فالأولى عزله والتنكيل به لكي لا يبقى في الخارج نماذج غير تلك التي صنعناها لكم في التلفزيون والسينما على شاكلة الشخصيات التي يجسدها لكم نجم الجيل "محمد رمضان".

وهؤلاء هم من قامت عليهم الثورة، لم يتم تبرئة ساحتهم فقط على الرغم من ثبوت فسادهم وإضرارهِم بالمال العام بكل الصور، ولكنهم يعودون إلى العمل تدريجيًا، ثم يستعيدون مكانتهم كشخصيات عامة ، يطلون علينا بوجوههم الممقوتة القبيحة من كل وسائل الإعلام يعلنون عن شركاتهم التي نعلم جيدًا كيف استولوا عليها، يقولون لنا سنظل أسيادكم وفوق رِقابكم ولم تجنوا شيء من الثورة على فسادنا ونهبنا للمال العام غير الموت والسجن والتنكيل والغلاء والضرائب .

والأن يستكمل هذا النظام الفاشي عملية تزييف الوعي وتغييب البسطاء بتقديم مسلسلات فاشلة سمجة ساذجة موجهة لفئات بعينها، يمارسون عليهم عملية غسيل مخ لإقناعهم أن كل صحفي هو عميل أو إرهابي على صلة بتنظيمات متطرفة، وكل جمعية ترصد انتهاكاتهم وتدعم الحقوق والحريات، تتلقى أموالًا من الخارج لهدم تلك الدولة الراقية العظيمة المتطورة الآمنة وتريد أن تحرمكم من الرفاهية التي تعيشون فيها وتجعلكم تتمردون على ما انتم فيه من نعمة، إذا حبسنا الصحفيين أو قتلناهم أو منعناهم من دخول البلاد أو استأجرنا عليهم من يقذف في وجههم الحجارة أو يقذفهم بقذارته، فهم يستحقون لأنهم كلهم خونة وعملاء وممولين من الخارج، إذا أغلقنا جمعيات وصادرنا ما لها من مخصصات فهي تستحق لأتها ممولة من الخارج لبث الفوضى، إذا اصدرنا أحكام إعدام بالجملة وسجنا طفلًا يبلغ من العمر أربعة سنوات بتهم تتعلق بالإرهاب فعليكم أن تصدقوا وتسلموا بأنه إرهابي عتيد الإجرام ويستحق السجن، ويصل تزييف الوعي منتهاه عندما يرفقوا في المسلسل صورة احد ضحايا المجازر - وما اكثرهم - في سياق المسلسل على انه احد المجرمين الذي قتلوا في عملية للشرطة.

إذا قلنا لكم أن أبناء أحد المحافظات هم جميعا إرهابيون ومهربون ويستحقون الضرب بالهيل فير والإف 16 فعليكم أن تصدقوا أنهم يستحقون الحرق وإلا فأنتم مثلهم.
إذا قلنا لكم أن فئة أو طائفة أو جماعة أو ديانة هم بالكامل إرهابيون وخونة وعملاء ويستحقون الإبادة فعليك ألا تسأل عن أدلة ولا تبحث عن أجوبة، ولا تبدي أي تعاطف مع من قُتل أو عُذب أو انتهكت حياته وآدميته منهم.
عليك أن تصدق أن الأسعار في بلدك أرخص وحتى لو كنت سافرت وعرفت بنفسك الفارق في الجودة والأسعار في الخارج وأنك تشتري قمامة العالم بأعلى سعر.

عليك أن تصدق تصريحات وزير الري بأنه لا يوجد أزمة مياه في المحافظات على الرغم من كل المؤشرات التي تقول لك أن منسوب مياه بحيرة ناصر انخفض وعلى الرغم من صراخ الفلاحين والمواطنين في العديد من المحافظات من شح المياه.
عليك أن تصدق أنك طماع تريد أن تعيش في فيلا بثلاثة حدائق لأنك لا تريد أن تعيش مثل غيرك من الناس في هذه الجنة التي يملك فيها كل مواطن فيلا بحديقة واحدة.

عليك أن تصدق أن لديك أفضل تعليم في العالم وأن معدلات التنمية في بلادك -التي تحيا على الديون- أعلى منها في أمريكا، عليك أن ترى الفشل نجاح والإنهيار إنجاز والخيانة وطنية والوطنية خيانة.
عليك ألا تسأل عن توريث المناصب واستغلال النفوذ وغياب العدل وتعطيل الدستور، عليك أن تعيش فاقدًا لكل حواسك وضميرك وحتى كرامتك والإنصياع الكامل لرغائبهم دون أن يصدر عنك أي صوت يزعجهم ويكدر صفو استنزافهم للمال العام والقضاء على مقدرات البلاد.

باختصار عليك أن تعيش خنزيرًا يمرح في الروث دون شكوى، لتكون مواطنًا مثاليًا يسمحون لك بالحياة في بلدهم التي استولوا عليها بوضع اليد.



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع الدولي الذي يشعر بالقلق
- العنصرية والتدين الزائف .. معارك الفقراء
- الفتنة الطائفية .. في شبه الدولة المصرية
- السلام .. والسلام الدافئ
- العسكر .. في اللغة
- كتائب العار وتقنين التزييف
- حذاء ميسي وتقرير جنينة .. والمسكوت عنه في مصر
- طائفيون يدعمون الارهاب
- خدش حياء مجتمع فاقد للحياء
- شيطنة الأخر وقصور العقلية الأمنية
- فياض ورائف
- اورويل 1948 واسقاطات على الحالة المصرية
- إعلام غير محايد
- حالة فردية
- ضحايا من كل نوع
- مستحضرات ضارة
- الحيتان الكبيرة لا يجرفها الموج
- الموتى الأحياء
- علمانية البرادعي
- سر في بئر


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حنان محمد السعيد - هذا المسلسل .. يأتيكم برعاية أمن الدولة