أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - أسلام معاصر ومسلمون تحت الوصاية ح1














المزيد.....

أسلام معاصر ومسلمون تحت الوصاية ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5199 - 2016 / 6 / 20 - 12:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وهذا بلاغ للناس وليس لفئة من دون فئات ولا خطاب لمؤمن دون غيره، الله من خلال النص الديني يجعل من أحكامة قواعد أخلاقية وتربوية عامة وشاملة ومجردة، دن أن يمنح المؤمن سلطة تفسير أو حتى سلطة تأويل بل الأمر كله متاح للناس كما هو الكلام لهم، فيكون التدبر والتأمل والتفكر والتعقل واجب وحق ووظيفة للإنسان المجرد ليخرج بنتيجة ما من خلال القراءة والإستماع والفهم، مسئولا عن هذه النتيجة وملزما بها طالما أنه تابع منهج النص في اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون فقط إن كنتم لا تعلمون.
الإشكالية التي لا يريدها البعض هي أغتراره بالأنا التي يعتقد أن كونها مؤمنه فهي الوحيدة التي من حقها أن تكون صاحبة الخطاب الرباني والمهتمة به، صحيح أن هدف النص والخطاب تحفيز الإنسان لأن يتحول بموجب ما تسطره النصوص من أفكار وأراء وأحكام ونظريات إلى شخص مؤمن بها ويتعامل بالدين كمرشد روحي وعقلي، لكن النص ذاته لا يمنحه سلطة الأحتكار ولا يفوضه التسلط على الدين طالما أن عنوان الخطاب يا أيها إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل.
الحقيقة المرة التي أريد أن أصرح بها هنا من دون مواربة ولا تغطية لمصلحة أو هدف هي، أن ما يعرف اليوم بالإسلام الذي يتعاطاه المسلمون أفكارا وعقائد ورؤى وتقاليد، بالغالب الأعم وبالتفاصيل الموثوقة لا علاقة لها بالإسلام الرسالي إسلام محمد وجيل النزول، ولا يمكن القول بأن الفقه الإسلامي بجميع ألوانه إلا ما ندر يطابق النص التشريعي المنزل، بدليل الأختلاف التفصيلي في كل الأشياء، أبتدأ بما يسمى الفات والأسماء وأنتهاء بكيفية الوضوء وشكلية الصلاة.
صحيح أن القرآن ما زال يمثل الدستور ظاهرا ولكن الحقيقة أن هذا الدستور شكلي لا يعمد للعمل بمتونه ولكن كل التركيز والأعتماد تنحصر في الشروحات الهامشية وشروحات الشروحات وتفرعات شروحات الشروحات حتى أصبح النص الديني الأصل لا يمثل الإسلام الذي نعيشه اليوم بل ما يمثله حقيقة أراء وأجتهادات وما قال السلف وما تركه من إرث متضخم فيه الغث الكثير والسمين القليل.
لقد عبث الفقهاء كلا حسب أهدافه ومقدماته الفكرية والعقلية وما يختزن باللا وعي من إرث حضاري وقيمي في تشتيت النص عن قصده الخاص والعام، بل حاول البعض بدلا من الدعوة إلى رحمنة العلاقة الإنسانية مستفيدا من روح التسامح والتيسير إلى شيطنة الدين وجعله السيف المسلط على الرقاب من خلال توسيع دائرة المحرم الأقلي وتضيق دائرة الحلال الأكثري، حتى أصبح الحال المتعاط به اليوم (كل شيء حرام حتى تثبت حليه) بدلا من شعار الإسلام الأصلي (كل شيء مباح حتى تثبت حرمته بنص).
كل الذين يتكلمون اليوم عن ازمة الدين وإشكالياته في الحياة المعاصرة على الأقل يشيرون إلى أن الإسلام اليوم كدين عاد غريبا كما ولد غريبا، لكن هؤلاء المتحدثين الغير صادقين في دعواهم لم يجرؤ أحدا منهم أن يضع أصبعه على سبب واحد أو أنحراف واحد أدى لهذا الحال، وعندما تطلب منه أن يبدأ العمل لأجل التصحيح يعتمد عقيدته الخاصة لهذا المشروع أساسا ويبدأ بتكفير الأخر المختلف، وهذه هي الطامة الكبرى عندما تضمن لنفسك دون الناس أنك الحق الذي لا لبس فيه والبقية مجرد أشباح الشياطين.
هذا المدع هو نتاج الخراب والتحريف وغربة الدين طالما أنه لا يستطيع أن ينفصل عن حقيقته المضمرة هذه، ومتى ما كان مستعدا لأن يتخلى عن كل تسليماته لمصلحة النص والعقل أنتصارا للدين ولله وللإنسان يبقى هو الشيطان الذي وصف في كل الآيات بأنه يعدهم غرورا، كل المسلمون اليوم يؤمنون بمقولة أن الحق يعلو ولا يعلى عليه، والواقع ينطق أن الغالب منهم أنصارا للباطل وجنودا للشيطان عندما ينحاز المتدين للهامش ويترك المدين معتقدا أن الاثنان في منزلة واحدة متساويان بالقيمة والإيمان عند الله وعند الإنسان.
إن الإنسان الذي يسعى جادا في كل مرة لمراجعة حقيقة وجادة ومنصفة وعلمية وعملية لعقيدته إتباعا لتحصيل اليقين الإيماني السليم، ومراجعة المتراكم من الفهم الديني للنصوص وما نشأ عتها من أختلافات وخلافات وتشتت وتشظي للمجتمع المتدين الذي أرادته الحكمة الدينية أن يكون واحدا كالبنيان المرصوص، الذي يشكل قاعدة للخير والرحمة ووفقا لركني المصلحة الشمولية والتأخي الإنساني، يطعن بالملحد أو يفسق ويكفر بدعوى أنه يحارب الدين أو يحارب الله ورسوله.
حتى هذا الجيل وبعض من الجيل الذي يسبقه عندما تحاول الحديث معه على هدفية تنقية الإسلام المعاصر من الشوائب الفكرية والعقيدية فيه، يبدوا مستعدا وبحماسة للمضي في المشروع التنويري، ولكن عندما تشرع بالعمل ستتفاجأ من أثر التأريخية المترسبة في عقله دون أن يعي أن التاريخ لا يعد كافيا ولا شافعا أن ينهض سببا لمشروعية وشرعية ما ترتب عبثا وأعتباطا.
الشعور بالحراجة من التاريخ وما كتب كالشعور بالتحدي لمواجهة القدسية التي ألبسها الكهنوتي لهذا التراث ورجالاته ورموزه، التأريخية والقداسة والخوف من مواجهة مؤسسة متضخمة تملك ماكينة ضخمة من القدرات ومسيطرة على الوعي الجمعي الديني وتسيره وفقا لمنهجها الخاص تحت شعار الحفاظ على دين الله، أسباب حقيقية في العزوف المبكر لكل المحاولات التنويرية التي ضحت بأصحابها على مذبح الحرية.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحجاب والخداع الفقهي باستغلال النص. ح3
- الحجاب والخداع الفقهي باستغلال النص. ح1
- الحجاب والخداع الفقهي باستغلال النص. ح2
- ماذا نريد من الله ... الكلمة الأخيرة.ح3
- لو أصبحت رئيسا للوزراء هذه خطواتي الأولى...ج2
- ماذا نريد من الله ... الكلمة الأخيرة.ح2
- لو أصبحت رئيسا للوزراء هذه خطواتي الأولى...ج1
- ماذا نريد من الله ... الكلمة الأخيرة.ح1
- ترانيم الصباح ...أمنيات لا ترفع للسماء
- من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح4
- من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح5
- من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح3
- من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح2
- من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح1
- لست ملحدا ... ولكنني رجل به جنون _ تمهيد لكتابي لست ملحدا 20 ...
- الدين وقضية المرأة والفهم المؤجل ح2
- الدين وقضية المرأة والفهم المؤجل
- الواجب والحكم الديني الأمر وقضية الإنسان أولا. ح2
- الواجب والحكم الديني الأمر وقضية الإنسان أولا.
- صورة الإنسان المزدوجة.... في الفهم الديني


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - أسلام معاصر ومسلمون تحت الوصاية ح1