أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف الصفار - الاعلام والرؤية العوراء














المزيد.....

الاعلام والرؤية العوراء


يوسف الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 5198 - 2016 / 6 / 19 - 19:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاعلام والرؤية العوراء
قول نصف الحقيقة اكثرخبثا من الكذب الفاضح . ففي بضع كلمات مزوقة قد نقلب حقائق ونلوث اخرى وفق ما تشتهي الدوائر التي تبارك الجيوب بحزم الدولارات . لذا امسينا نادرا ما نجد في صحفنا واعلامنا من يتمسك بقول الحقيقة كاملة . التغليس والتفكيك والمماهات والاطالة والتقصير لاي خبر يخضع الى عملية قذرة تهين الانسانية وتعلن بشكل سافر عن رؤية غبية مغلفة بالسادية .
قبل ايام خرجت علينا احد الصحف العربية والصادرة في لندن بعنوان يتناول خبر تحرير الفلوجة فأبدلت كلمة التحرير بكلمة السقوط ( سقوط الفلوجة ... ) كذا . وبهذه الطريقة بالصياغة لزاما علينا ان نعترف ان الارض التي تحررت هي ليست عراقية لانها سقطت بيد قوات عراقية وان تنضيم داعش الذي اتى على الزرع والضرع هي دولة اسلامية احتوت هذه الارض كجزء من دولة الخلافة الاسطورية ..
قبل ايام وانا اتابع قناة الجزيرة ذكر المذيع خبر عن المعارك الدائرة في الساحة العراقية فأسمى الحشد الشعبي بالميليشيا وقد تكون التسمية اعتيادية لان كلمة الميليشا تطلق على اي قوات غير حكومية رغم ما تكرر عدة مرات ان هذه القوات اومعظمها تتحرك وفق ما تمليه عليها المؤسسة العسكرية الرسمية لكن بالمقابل الجزيرة لن تغفل تسمية داعش بالدولة الاسلامية .
قد يتطلب كرهنا او معارضتنا لفكر سياسي او حكومة ما ومخالفتنا لمواقف فكرية او ثقافية تتعارض مع طموحات تلك الحكومات او لدينا افكار لا تتسق بهذه الحالة مع مجمل الادبيات التي نعارضها .فالا يجدر بنا كانسانين نمتلك ثقافات الاف السنين ونحمل رؤى الاف المفكرين الافذاذ الذين رفدوا عقولنا واحاسيسنا بما يمتلكوه من ثقافة وانسانية في هذا العصر المتقدم من الحضارة وماجادت به علينا من فضائلها التكنولوجية واختراعاتها مكنتنا من توصيل اصواتنا بكل سهولة الى مديات بعيدة ونائية نقول الا يجدر بنا ان نتعامل مع الحدث برؤية انسانية حتى بعيدة عن التكوينات الايدلوجية والتزاماتها الاخلاقية فبدون هذه الرؤية فنحن سنخرج من دائرة الانسنة الى دائرة الشيطنة او الحيونة ونتحول الى شراذم عنصرية فاشية او شوفينية اذاقت الشعوب على مرالازمان الويلات . وبهذه النضرة نجد ان داعش ليست دولة وليست تنضيم دولة فهي مجموعة متبناة من جهات معلومة لنا لتطبق اجندات غاية في الوحشية يعبرون عن فكر ديني متازم .
يجدر بهولاء الكتاب الذين يعتبرون أ نفسهم متحفزين لما اجادت به الانسانية من قيم للحياة واهدافهاالبعيدة . ان يكونوا منصفين كرد اعتبار ادبي لتكوينهم الانساني والثقافي .. فهل استباحة النساء واغتصابهن وتدمير الاثار وحرق البشر وتدمير المدن والقرى والقيام باعمال غاية بالفضاعة كرمي المعاقبين من اعلى العمارات وتعليقهم والتمثيل بجثثهم للتقرب من الهتهم يجعل من كتابنا ان يتكلموا بصيغ محايدة او يتجاوزوا حقائق على حساب اخرى فماذا ابقيتم اذن لشيوخ الافتاء الملوثة عقولهم باثار الماضي المتعنت بتخلفه .
اننا في وضع لانكيل فقط بمكيالين انما نهول حقائق على حساب اخرى ونطمس حقائق حتى نمحوا من ذاكرة الجماهير احداث موازية او متطرفة لانريد لها الظهور او نستبيح مواقف على حساب اخرى فناخذ مثلا على سبيل المثال العدوان الذي يمارسه السعوديون على الشعب اليمني كيف ان الاعلام يحاول الدوران على هامش الاحداث ويتهيب من الولوج الى طبيعة الحدث نفسه ..وحتى الدوائر الغربية الراعية للانسانية نراها تغض الطرف عن هذه العدوانية الفجة . الذي لم يعيش في اليمن ويخالط شعبه بعيد من ان يكون له فكرة واضحة عما يجري ...شعب فقير عانى كثيراً له احتياط نفطي مخفي . ذكي متمرس توجهاته ليست طائفية او عنصرية يريد ان يعيش بسلام ويحقق له شيء من الرغد في المعيشة له جار ثري فاحش الثراء يحمل فكر متطرف ويعاني من عقدة حضارية متأصلة هو احساسه بعدم الاستمرارية له عقدة اوفوبيا التهديد من جيرانه لذا وبما يملكه من قدرات ما دية ضخمة لا ينفك يحوك المؤامرات ويدفع بشعوب وحكومات للقيام بادوار بديلة حتى يبعد عنه طائلة المحاسبة لكن بعد مجمل التغيرات في المنطقة اخذ زمام المبادرة بعدوان صارخ على اليمن بحجة حماية الشريعية لحاكم اساسا هو لايمتلكها هللت له الدوائر الغربية ومنظمةالامم المتحدة الى ان وصل الى طريق مسدود ومع هذا بحكم طبيعة اعلامنا المؤدلج بالدولارات يحاول ان يخفي كثير من الحقائق ويستجيب لرؤية واحدة فقط .فالحوثين اصحاب الارض منذ الاف السنين اصبحوا ايرانيون واصبح الدفاع عن وجودهم وكيانهم اعتداء .
هذا الاعلام المطبل والمهادن ليس فقط فقد رؤيته الانسانية وانما اخذ يقلب الموازين بكل عنجهية وصلف فاردوغان المتامر المتعجرف امسى سلطانا وسوريا الابية المبتلاة هي نظام بشار الاسد والمرتزقة الذين اتو من كل اصقاع الارض معارضة ثم قسمت الى قسمين معارضة معتدلة ( طبعا لايقولون اجندة وتمويل تركي ) ومعارضة متطرفة اصبحت كاللقيط الكل يتبرأ منها بعد قاميها بدورها خير قيام من تدميرمدن سوريا وحرق حضارتها .
ان هذا الاعلام الاعور فلق الاحداث فلقتين الاولى تمتلك شيء من الحقيقة والثانية تهول الاكاذيب بصيغ مسمومة بعيدة عن الواقع ان شعوبنا التي تجذرت بها النزعات القبلية والطائفية اصبحت سهلة الاختراق والتمويه لكن بحكم الحضارة والتكوين الثقافي يتطلب من كتابنا ان يحملوا ولو قليلا من الحس الانساني المتحضر او ينخرطوا بنزعات طائفية واضحة المعالم بعيدا عن المهادنة والتطبيل لقدابتلينا بكل المتناقضات فالمذيغ يصرخ ويزبد والمحلل ينفعل ويقاوم والاخر يلتف عليه بدائرة كاملة ولن نجد امام هكذا احداث مصيرية غير نوع من التطاول والتجاوز على الحقائق من اجل ارضاء هذه الجهة او تلك وشعوبنا المبتلاة تعاني من ويلات التجويع والتهجير والقتل على الهوية ....



#يوسف_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين والاخلاق
- داعش والكائن الخرافي
- الفلسفة والانسان 4/4
- الفلسفة والانسان 3/4
- الفلسفة والانسان 2/4
- الفلسفة والانسان 1/4
- الثورة والانسان 2/2
- الثورة والانسان 1/2
- الله والانسان


المزيد.....




- وزارة الصحة في غزة تكشف عن آخر حصيلة للقتلى خلال 295 يوما من ...
- قتلى وعشرات الجرحى في هجوم صاروخي بالجولان.. وإسرائيل تتهم ح ...
- الرئيس الإسرائيلي: حزب الله -قتل بوحشية- أطفالا في الهجوم عل ...
- حزب الله ينفي ضلوعه باستهداف مجدل شمس الذي أدى لمقتل وإصابة ...
- إيطاليا: إعادة فتح -طريق الحب- في الأراضي الخمس بعد سنوات من ...
- هل كانت أوكرانيا تخطط لضرب العمق الروسي دون علم أمريكا.. اتص ...
- إسرائيل تتوعد برد قاس وحزب الله ينفي مسؤوليته عن استهداف مدن ...
- أردوغان: تركيا تنتظر اعتذارا من محمود عباس
- وزير الداخلية الإسرائيلي: الرد على قصف مجدل شمس لن يكون أقل ...
- مجازر غزة..هل يسعى نتنياهو لإطالة الحرب؟


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف الصفار - الاعلام والرؤية العوراء