أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - ماذا نريد من الله ... الكلمة الأخيرة.ح3














المزيد.....

ماذا نريد من الله ... الكلمة الأخيرة.ح3


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5197 - 2016 / 6 / 18 - 03:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قضية الإيمان من أكثر الإشكاليات تعقيدا ومجهولية في نوعها وشكلها وأدائها خاصة عندما نجرها للتقييم بمفردات نظن أنها قياسية عامة، والتي تأت من محاولة البعض إجراء قياس أو نمذجة أو وضع معيارية خاصة لها يمكنه على ضوئها أن يحل محل الله في التزكية والفرز بين طرفي قضية الدين وهما الإيمان والكفر، والحقيقة الناصعة والتي لا تنكر أن ما عدا الشكل الخارجي الحسي التي يمكن بشكل أو بأخر ملاحظته وإمكانية تدوين ما يمكن أن نسجله من ملاحظات حسية شكلية ظاهرية وفقا له وبناء عليه.
ولكن سيبقى الجانب الجوهري هو الأهم والأجدر بالمراعاة والتركيز عليه وهو الأكثر خصوصية والأشد صعوبة في الكشف إلا من خلال ما تثمر هذه الخصوصية من إنعكاسات حقيقية وأصيلة على السلوك البشري، هذه الحقيقية كثيرا ما أكد عليها النص الديني وحصرها في نطاق ضيق تعلق بعلم الله وحده ولم يسمح حتى للرسل من ممارسة دور الكاشف أو المتولي على عملية الفرز والتقسيم، لذا دائما ما يشير النص الديني إلى عبارة (يعلم ما في قلوبهم أو في القلوب) كناية عن جوهر وحقيقة الإيمان وهو معيار القرب والطاعة والأمتثال لأمر الله، وهو متروك له وحده ولا يمكن لأحد أن يجزم به وبحقيقته لأن الأمر خارج عن الملاحظة والكشف والقياس.
من ينجح أذن في الكشف عن درجة اليقين في عالم مغلق لا يعلمه إلا من أمتلكه وملكه وهو الرب العظيم، بالنتيجة هذه لا يحق لأحد أن يسلب أحد إيمانه ولا أحد يتبرع لأحد بشهادة إيمان لأننا جميعا لا نملك إلا مفاتيح ظاهرية لا يمكنها الوصول إلى المغاليق الداخلية، النتيجة التي لا بد من الإقرار بها أن سلطة الكشف والتحقيق لا يملكها بشر وبالتالي سلطة الامتثال لما يريد الله تبقى في مقام الظن الذي لا يغني عن الحق والأحتمال النهائي هو ذات الأحتمال الذي لا يصلح أساسا للإستدلال به.
مشكلة العقل الديني المركبة والمتشابكة تبقى هي ذاتها في كل الأديان عندما تفترض مقدما وليس بطريق الجدل أنها بما تمتلك من إيمان يبدو لها هو الكامل التام، قادرة على لعب دور شرطي الأمن النافذ البصيرة والحاذق بأدواته في تتبع مسارات القلوب وكوامنها، هذا ما أعطاه الحق لأن يشعر بسلطة دنيوية مضافة لسلطته الدينية في أن يكون رقيبا ربانيا أيضا، يتحرى عن الإيمان ويقومه ويهيأ لمن لا يملكه طريقا محدودا بالقهر والإكراه، ليكون خارطة طريق للإيمان وإلا فقد يحرمه من الرحمة والرعاية الإلهية، التي يفسرها هنا أيضا بمعنى حق الوجود الطبيعي ويعني به حق الحياة، لذا فهو لا يتوعد فقط ويهدد بالفناء بل يمارسه كرقيب ومفوض وصاحب سلطة مصدرها انه يعلم فقط بالدين.
سلاح الكهنوتي الجاهز دوما والمنفعل بوجوده أنه يتمثل ويطرحها بصيغة أنه الحارس الأمين المكلف سماويا على نشر فكرة الله والمخصص تقديسا لها هو بذاته، السدانة التي يفرضها الكهنوت على الفكر الديني هي المسئول الأول والمباشر في ضياع الأمر الرباني وتهاويه نتيجة أختلالات بين الأصل والصورة المستنسخة عنه، الأختلالات الناتجة من كونية ان الخطاب الديني خطاب عقلي عام للإنسان كل الإنسان المجرد من عقيدة ما أو فكرة ما، وبين طموح ورغبة الكهنوتي بالرئاسة والتشخصن الذي يجعل منه إذا قال رجل الدين قال المؤمنون، هذا التناقض جر الخطاب الديني من طريقه المستقيم ليدخله زواريب الذات ومنافعها وحسيتها الخاصة, وبالتالي حرف موضوعية الدين ومنطقية الفكرة الأساسية ليتحول إلى مقصلة للإنسانية بداع حماية الله من خلقه.
الإشكال المنطقي الذي يزيد من أزمة الإنسان مع الدين ليس وجود النص وشكلية الحكم تبعا للنص وعلى قصديات ومراد ما يريد الله منا، ولكن طريقة عرض وهضم الحكم والإرادة حتى لو كانت حقيقية، ولكنها بفجاجة المنطق العرباني أو الذاتي المستحكم بقوة الأنا المتزاحمة، ومضافا لها ضبابية المنهج الانتقائي المبني على بواعث سياسية في التعاط، تجعل من الصعوبة بمكان أن نضع الأمر والحكم موضع الأمتحان النقدي التمهيدي لليقين الواجب الذي يستلزمه العقل أولا ويدعو له النص الديني.
بصراحة وبكلام شديد الوضوح إن طريقة ومنهج التفسير والتأويل المحدود بالبيئة وحسية الواقع الحولي للمفسر والمتأول لما يريده الله منا، وفي خضم كم الأعتباطيات والتخيلات والتأويلات التاريخية التي سجلها الفكر الديني عموما والإسلامي بشقيه الرسمي والمعارض، والتي ثبت من خلال الأحتكاك العملي بها أنها تسير دوما بخلاف منهج الدين في حرية التلقي وحرية التعلق وحرية الأمتحان الذاتي بها، لذا لا يمكن الركون لبسط الدين بطريقة عرض التاريخ وكأنها حوادث، والأجدر أن يعرض الدين ويمرر للعقول البشري بمنطق فلسفي معرفي يخلط بين حقائق العلم وآياته من جهة وسعي الفلسفة لتوطين الاخلاق والمثالية في الواقع الإنساني من جهة أخرى.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو أصبحت رئيسا للوزراء هذه خطواتي الأولى...ج2
- ماذا نريد من الله ... الكلمة الأخيرة.ح2
- لو أصبحت رئيسا للوزراء هذه خطواتي الأولى...ج1
- ماذا نريد من الله ... الكلمة الأخيرة.ح1
- ترانيم الصباح ...أمنيات لا ترفع للسماء
- من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح4
- من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح5
- من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح3
- من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح2
- من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح1
- لست ملحدا ... ولكنني رجل به جنون _ تمهيد لكتابي لست ملحدا 20 ...
- الدين وقضية المرأة والفهم المؤجل ح2
- الدين وقضية المرأة والفهم المؤجل
- الواجب والحكم الديني الأمر وقضية الإنسان أولا. ح2
- الواجب والحكم الديني الأمر وقضية الإنسان أولا.
- صورة الإنسان المزدوجة.... في الفهم الديني
- وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين ح2
- وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين ح1
- قضية رأي في التفكر والجنون ح2
- قضية رأي في التفكر والجنون


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - ماذا نريد من الله ... الكلمة الأخيرة.ح3