داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 5197 - 2016 / 6 / 18 - 02:28
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
واذا ادنا أن نعطي ابسط تعريف للاغتصاب ، هو: أن يجامع الرجل فتاة بدون موافقتها ورضاها، او ان يجامعها بدون ان تبادله نفس الشعور، وتحس بنفس اللذة الجنسية، واذا كان العكس من ذلك تماما، اي تكون لذة الفتاة غير موجودة، فهو اقرب الى الاغتصاب، او هو الاغتصاب بعينه.
حادثة وقعت قبل عدة اشهر في اليمن- وتكررت مثل هذه الحادثة عدة مرات- وقد تناولت وسائل الاعلام المختلفة هذا الحادثة باهتمام متزايد، ما يدل على فداحتها. مفاد الحادثة: أن طفلة بعمر تسع سنوات- بحسب مبدأ ولكم اسوة - قد زوجها اهلها من رجل يكبرها بعشرين عاما او يزيد ، وقد توفيت المسكينة في ليلتها الاولى بسبب حدوث تمزق بالرحم، فلم يستطع الاطباء انقاذها. واصبحت هذه الحادثة الاجرامية حديث الاعلام ، وقضية رأي عام.
والذي نريد قوله، ونؤكد عليه هو: إن الطفلة بسن تسع سنوات او حتى عشرة او خمسة عشر لا يمكن أن تكون زوجة ابدا، وزاجها يعتبر جريمة - بحقها وبحق الانسانية- تعاقب عليها كل القوانين . لأن المشرّع الذي وضع هذه القوانين ، اخذ بعين الاعتبار مراعات العمر، للذكر والانثى معا، وكذلك ما يخص الانسان والاسرة ، معتمدا على قضايا وامور هي من صالح ومصلحة الاسرة نفسها، حتى اقر ذلك بقانون يسمى (قانون الاحوال الشخصية). لا يسح باعطاء وثيقة زواج لزوجين هما اقل ما تسمح به تلك القوانين هو الثامنة عشرة عاما. وهذا السن من العمر قد اقرته الكثير من المحاكم العالمية بحدود علمي،فضلا عن العربية والاسلامية، وجاء على وفق دراسات واستطلاعات واخذ عينات، اي لم يأت ذلك جزافا او عشوائيا، وعلى حين غرة.
وقبل عدة اشهر ، لدينا في العراق، هناك جهة سياسية – دينية قدمت مشروع قانون احوال شخصية، اطلقت عليه تسمية( القانون الجعفري) وفيه عدة فقرات وبنود (قنابل موقوتة)، ومن هذه الفقرات فقرة هي السماح بتزويج الفتاة بعمر تسع سنوات!، لغاية في نفس يعقوب، وقدم هذا المشروع للبرلمان العراقي بهدف اقراره، لكنه- والحمد لله- لم يقره البرلمان، واخذ صدى واسع في جميع وسائل الاعلام ، وردود افعال مختلفة ، من ليبراليين وعلمانيين ورجال دين وآخرين.
حتى ان صاحب هذه السطور، قد كتب مقالا بهذا الخصوص، ادان وشجب هذا المشروع، الذي اعتبره الكاتب مشروع رجعي، تخلفي، يريد العودة بالمجتمع العراقي الى عصور الظلام والهمجية والتخلف، خصوصا مع المرأة العراقية التي عانت ولا تزال تعاني من قسوة المجتمع وظلم الرجل.
#داود_السلمان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟