أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن أحمد عمر - ألإنسان العربى متهم حتى يؤكد براءته














المزيد.....


ألإنسان العربى متهم حتى يؤكد براءته


حسن أحمد عمر
(Hassan Ahmed Omar)


الحوار المتمدن-العدد: 1397 - 2005 / 12 / 12 - 09:16
المحور: حقوق الانسان
    


فى جميع دول العالم المؤمنة بحقوق الإنسان فى العدل والمساواة والحرية بكافة مشتقاتها ينظر المجتمع للإنسان نظرة حب وتكريم مفادها أنه شريف وكريم وحر ومحترم طالما لم يأت بفعل يخرق به القانون المطبق والمعروف فى تلك الدول التى تؤمن بأحقية الإنسان فى حياة كريمة تتميز بالحرية فى كل صورها شاملة حرية الدين والمعتقد والفكر والرأى والتوجه والجنسية والحركة والتعبير والتمثيل السياسى والعمل الشريف وإصدار الصحف وتأليف الكتب وإقامة المنشآت الإعلامية التثقيفية منها والإخبارية وحرية التنقل والتجارة من تصدير إلى توريد وحرية التعامل مع باقى أفراد المجتمع المحيط به والمجتمع الدولى عمومأ كما تسخر هذه الدول كل قواها الشرعية لحماية هذه الحريات وتأمين المواطن ضد اخطار الإرهاب والسرقات والأمراض وأخطار التجهيل والتغييب بما تنشره من عوامل توعية بين مواطنيها لأن هذه الدول آمنت أن المواطن الحر الكريم الآمن القوى الصحيح البدن والعقل والمتعلم والباحث والمثقف هو عماد البلد وهو كيانها الذى تقوم عليه وبغير هذا المواطن يفقد الوطن معناه ولا تصبح للحياة قيمة تذكر0
على النقيض تمامأ فى عالمنا العربى الميمون والذى من المفترض أصلأ انه مهد الرسالات السماوية ومنبع الخير والحب والسلام لكل الإنسانية على ربوع أرض الله وتحت سمائه ولكن –للأسف--- فإن المواطن فى بلادنا العربية متهم دائمأ حتى لو لم يفعل ما يخالف به القوانين والأعراف وذلك بسبب الأنظمة الإستبدادية التى تنمو وتترعرع وتتغذى على مقدرات هذا المواطن الذى يعانى الأمرين فى كل مؤسساتها من مؤسسات التعليم إلى مؤسسات الصحة إلى مؤسسات الشرطة والأمن وغيرهم يعامل المواطن كمتهم وينتظر منه أن يثبت لمن حوله أنه طيب ومسالم وشريف ويحب الناس ولا ينوى الإضرار بالآخرين وأن قصده شريف وأنه يسعى فقط للحصول على لقمة العيش المرة ولا يطمع فى أكثر منها وليس من مخططاته أن يطمح لمنصب معين أو يضع عينه على شىء معين ويسعى للحصول عليه فكل هذه محظورات يقف الإستبداد وأعوانه حاجزأ بين أى مواطن وبين تحقيقها بما شرعوه من قوانبن تعجيزية وبما وضعوه من نصوص وبنود تجعل المشروعات ضربأ من ضروب الخيال والأحلام فى مستقبل أفضل شكلأ من اشكال الأساطير والخرافات
لماذا يتعمد الإنسان العربى التفتيش الدائم والمستمر فى قلوب من حوله والمحاولة المستميتة للوقوف على ما يفكر فيه الآخر وما ينوى عليه ؟ بل لماذا يتهم كل منا الآخر فى دينه وعقيدته وفكره ورأيه بمجرد الشعور أنه يخالفنا وأن له إتجاهأ مغايرأ وأنه يستعمل عقله ولا يرضى أن تملى عليه الأفكار لكى يبتلعها إبتلاعأ كما يبتلع السمك طعم الصياد فيصطاده ويأكله ؟ لماذا نعادى كل صاحب فكر متحرر عن طبيعة تفكيرنا التى ورثناها ونكيل له التهم ونصفه بأقذع الصفات وأبشع الألفاظ ؟
ما السر فى أن معظم العرب قد ألهوا أنفسهم وجعل كل منهم من نفسه قيمأ على غيره يحاسبه ويؤدبه فى أى وقت ويتهمه ويطلب منه الدفاع عن نفسه وتبرير موقفه وتقديم الأدلة التى تثبت براءته –لماذا ومن أنت ؟ ومن كلفك بذلك ؟ وما هذا التفكير العجيب الجاسم على العقول والقلوب؟ ألم يحن الوقت بعد فى القرن الواحد والعشرين أن نتحرر ويعيش كل منا فى حاله يبحث عن رزقه وأعماله تاركأ شأن القلوب وما بها والعقول وتفكيرها لله خالق القلوب والعقول والمطلع على كل ما فيها من أسرار ؟
كل إنسان فى عالمنا العربى تحديدأ يريد من أخيه الإنسان أن يقدم له كشف حساب بأعماله وأفكاره وآرائه يومأ بيوم أو حتى ساعة بساعة والعجيب أنه ينسى أنه هو أيضأ مطلوب منه تقديم نفس هذا الكشف لآخرين ينتظرونه هو أيضأ لتفتيش قلبه والوقوف على أعماله وأفكاره وماذا قال وماذا فعل وما هو معتقده فى كذا ولماذا فعل ذلك ولم يفعل ذلك ؟
محمكة تفتيش منصوبة داخل قلب كل منا ويا للعجب تفرغ كل منا لرصد أعمال الآخرين ونسى هو ما قدمت يداه وما ارتكبت من معاصى وآثام وتفرغ لمحاسبة أخيه الإنسان بأسلوب مقزز يجعل الحياة تمر صعبة ركيكة وخالية من الحكمة والإبداع لما أصاب العقل من قيود وراثية ونظرات شخصية وسلوكيات طائفية تجعلنا نتأخر عن ركب الحضارة ولا نجارى أقل الأمم شأنأ فيما وصلوا إليه من علم وتكنولوجيا وفكر وفلسفة وثقافة0
إن الله تعالى قد خلق العقل لكى يفكر ويبدع ويخترع وينعم بلذة الحياة التى حباها الله له وخلق القلب لكى يحب ويجيش بالعواطف ويحس ويبكى عند اللزوم وخلق العينين لكى ترى إبداع الله فى كونه وعظمة الله فى خلقه وخلق اللسان لكى يعبر وينطق ويتكلم ويوضح ويظهر ما خفى عن الآخرين ويتفلسف ويقول ويبدع القول , وخلق اليدين للعمل والعلم والكتابة والتأليف والتعبير وتوصيل الحقائق للناس بغير بخل أو حقد وخلق القدمين للسعى على الأرزاق والحركة من أجل صالح الإنسان وصالح البشرىة كلها .
لم يخلق الله تعالى هذا الملكوت العظيم فى كل جسد بشرى لكى يقهر ويذل ويمنع من التفكير والتعبير والقول والرأى والحركة لا فما قيمة الحياة إذا حرم الإنسان من حريته بمختلف أنواعها وإذا حرم من كرامته وإحساسه بكينونته التى منحها له علام الغيوب سبحانه0
إننى أنادى من هذا المنبر برفع الإيدى والرعب والإرهاب عن الناس حتى يستطيع كل منهم التعبير عن نفسه وفكره ورأيه ومعتقده غير مكره على شىء ولا خائف من أحد ولا عامل أى حساب لشخص سيسجنه أو يقهره أو يذله لمجرد أنه يعبر عن رأيه وفكره ومعتقده فى كل مكان وعلى كل الصفحات وهو حق طبيعى كفله الله للإنسان الذى جعله الله خليفة فى الأارض فكيف يكون خليفة وهو مقهور أو مسجون ظلمأ او مجبور على شكل معين من الرأى والفكر والأإتجاه أو حتى الدين0
فليرفع كل منا يده عن أخيه ولنترك الحساب لرب السماوات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى فليس من حق المخلوق محاسبة أخيه المخلوق ولا التفتيش عن محتويات قلبه ومكنونات عقله وطبيعة فكره , ولن ننهض ولن نرتقى إلا إذا حذونا هذا الحذو
فليخرج كل منا أنفه من قلب وعقل وعمل أخيه الإنسان0




#حسن_أحمد_عمر (هاشتاغ)       Hassan_Ahmed_Omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألمواطن العراقى المعذب وضمير الأمة المغيب
- يا أعداء الحب والسلام00زولوا
- نصف أصدقائى أقباط
- قطط عربية ونمور آسيوية
- قول يا صاحبى مش تخبى
- ألعجوز المسكينة
- ثم غضب الشيخ وترك القاعة!!!
- ديمقراطية الحكم الشمولى
- ديمقراطية الطغاة
- ديموقراطية الأتقياء
- ألبخلاء
- الإنسداد الفكرى
- ألأسد يعظ على المنبر
- إستنساخ الأشياخ
- أللص والحمار وعدالة الأشرار
- يعنى إيه كلمة وطن ؟
- ثم نفخت فيه من روحى
- جحيم الديكتاتورية ونعيم الديموقراطية
- هل من مزيد؟
- ما أرى لكم من إله غيرى


المزيد.....




- إعلام الاحتلال: اشتباكات واعتقالات مستمرة في الخليل ونابلس و ...
- قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات خلال اقتحامها بلدة قفين شمال ...
- مجزرة في بيت لاهيا وشهداء من النازحين بدير البلح وخان يونس
- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن أحمد عمر - ألإنسان العربى متهم حتى يؤكد براءته