أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبد الباسط حمــــو - مرة أخرى يخرج علي عقلة عرسان من صومعته الشوفينية ليشن حربه العنصري على الشعب الكردي في سورية















المزيد.....



مرة أخرى يخرج علي عقلة عرسان من صومعته الشوفينية ليشن حربه العنصري على الشعب الكردي في سورية


عبد الباسط حمــــو

الحوار المتمدن-العدد: 383 - 2003 / 1 / 31 - 04:23
المحور: القضية الكردية
    


كما هو معلوم انه في السنوات الأخيرة تناولت العديد من الفضائيات العربية بشكل عابر و آني مع حذر يشوبه الخوف من أجل عدم الخروج عن المألوف بهدف عدم إثارة قضية الشعب الكردي في كل من سورية  و العراق ، ألا أنه ونظراً للأحداث الدراماتيكية التي فرضت نفسها نتيجة دور نضالات شعبنا الكردي  و التطورات في تركيا العراق ، حيث أعدت برامج حول ذلك بشكل غير مباشر ، وعلى ضوء هذه البرامج القليلة في الأساس بعض الشي عبر بذل جهود متواضعة في استغلال البعض من هذه المنافذ الإعلامية الضعيفة والتي لم تتح لنا نحن الكرد أصلاً ألا بعد شق الأنفس ، بالمشاركة مع هذه البرامج التلفزيونية إن لم نقل إقحاما لها ، في طرح مسألة الشعب الكردي في سورية أيمانا منا بتسليط بعض الضوء على قضيتنا  الكردية ولعلنا نستطيع بذلك تجاوز وتخطي تلك الدوائر والخطوط الحمراء التي رسمها النظام حول ارادة نضال الشعب الكردي في سورية وتعتيمها إعلاميا محاصرتها سياسياً ، من خلال تشديد الخناق من أجل عدم إيصال صوت معاناة الكرد ونقل صورة مأساته اليومية إلى سمع و بصيرة المشاهد و المستمع العربي وبالتالي طمس الحقائق و نسج كل التهم بحق شعبنا بهدف تنفيذ كل المشاريع العنصرية و تطبيق كافة أشكال الظلم و الاضطهاد القومي بحقه و تشويه عدالة نضاله من أجل الحرية و العيش المشترك إلى جانب إخوانه في القومية العربية ضمن إطار سورية بتعددها القومي و تنوعها الثقافي و الحضاري ، ففي يوم  24/12/2002 مساءً، بثت تلفزيون قناة المستقلة باللغة العربية برنامجاً أسمه " الاتجاهات " تحت عنوان المشروع الأمريكي في مبادرة كولن من أجل تطبيق الديمقراطية في العالم العربي " حيث شاركت وعبـر الهاتف من ألمانية بمداخلة تطرقت خلالها في البداية إلى تقديم الشكر و التحية لقناة المستقلة و المسؤولين عليها لإتاحة هكذا فرصة لنا كي نستطيع التعبير عن معاناتنا كشعب كردي و كقومية مظلومة ضمن  هؤلاء المظلومين في رفض و فضح سياسة القمع و الإبادة التي تمارسها الأنظمة الاستبدادية والقمعية  الشوفينية في المنطقة ، و قد جاء في معرض مداخلتي بأننا نحن الكرد نتطلع إلى تحقيق الديمقراطية باهتمام كبير و نسعى إلى تطبيقها في الواقع العملي كونها أفضل خيار و أحسن سبيل من أجل تأمين كل الحقوق  للمظلومين ومنها حقوق شعبنا الكردي ،و هذا ما نطلبه في نضالنا السياسي كإحدى المهام الأساسية  المدونة و المقررة في أدبيات و برامج السياسية لمعظم الأحزاب الكردية في الأجزاء الأربعة من كردستان و كما نرى أيضاً بأنه من خلال تنفيذ الديمقراطية يمكن حل جميع الصراعات و المشاكل القائمة ومنها القومية و التي لابد من وضع الحلول المناسبة و المنصفة لها ،و حيث تابعت مداخلتي بأننا كشعب كردي نولي كل الاهتمام إلى مسألة الديمقراطية كونها قضية رئيسية و هامة في نهج و خط نضال الحركة الكردية بمعزل عن أية نوايا خارجية أو دولية لا سيما بعد الترتيبات المعدة في وضع الملامسات لسيناريو رســم
الخارطة السياسية لشرق أوسط جديد .
و خلال حديثي أشرت أيضاً إلى مسألة الشعب الكردي في سورية الذي ينوف تعداد سكانه أكثر من  2.5 مليون محرومين من أبسط الحقوق القومية و الديمقراطية ، يناضل من أجل رفع الظلم القومي و الاضطهاد السياسي منذ أكثرمن 50 عاماً و من أجل الاعتراف الدستوري بوجوده كثاني قومية في سورية ، إلا أنه بالمقابل مارست و تمارس السلطات السورية سياسة عنصرية شوفينية منذ تشكيل الدولة السورية ، ولم تعر أية اهتمام لمطالب الشعب الكردي و لا إلى أسلوب نضاله الديمقراطي السلمي ، لا بل اشتد وتيرة تلك السياسة القائمة على نفي و إنكار الوجود الكردي كشعب ، من قمع وإرهاب من قبل جميع  الحكومات المتعاقبة على دفة الحكم في سورية ، حيث تمثلت هذه السياسة الإرهابية في تطبيق المشاريع العنصرية اللائنسانية مثل الإحصاء الاستثنائي و مشروع الحزام العربي و الذي بموجبه تم تجريد الآلاف من الكرد من الجنسية السورية و انتزاع الأراضي منهم و إعطائها للعرب على شكل مستوطنات عربية في الحدود الشمالية السورية المتاخمة لتركيا من أجل فصل الشعب الكردي في سورية و عزله عن إخوانه  في كردستان الشمالية ناهيك عن تنفيذ سياسة التعريب التي لم تتوقف يوماً حتى طال جميع مناحي المجتمع الكردي من تغير أسماء المدن و البلدات و القرى و المحلات من كردية إلى عربية ،أضافه إلى منع تسجيل  الولادات الجديدة بأسماء كردية و كذلك أيضاً الحظر على اللغة و الثقافة الكرديتين و ملاحقة النشطاء السياسيين و زجهم في السجون ، وهنا قاطعني المذيع إلا أنه و بعد الإصرار منا في طلب الرجاء لإتاحة تكملة الحديث للإشارة إلى موضوع هام ، وهي تناولي و شرحي للمظاهرة التي قامت بمبادرة من حزبنا حزب يكيتي الكردي في سورية في يوم 10/12/2002 اليوم العالمي لحقوق الإنسان ليكون يومــاُ للتضامن مع حق الشعب الكردي في سورية، و قد بلغ عدد المحتشدين إلى المئات من الكرد،و قد استطاع المحتشدين بقيادة كل من الرفيق حســـن صـــالح و مر وان عثمــان عضوا اللجنة السياسية لحزبنا حزب يكيتي الكردي في سورية باللقاء مع عبد القادر قدوره رئيس البرلمان السوري في شرح وتقديم مطالب شعبنا الكردي في سورية ، إلا أنه و بعد يومين تم استدعاء هذين الرفيقين من قبل وزير الداخلية من أجل اللقاء بهم، حيث تم اعتقالهما بعد ذلك مباشرة و حتى الآن يقبعون في سجون عدرا بدمشق تحت حكم عرفي ، وكما أيضاً توجهت بالسؤال إلى علي عقلة قبل أن يرد هو على مداخلتي تعقيباً على شن  هجومه على ممارسات أمريكا بحق الهنود الحمر تاريخياً ، فقلت له أن يكن الحديث عن هذه المأساة لهنود  الحمر في ذرف الدموع عليهم ،فمن الأفضل له بدلاً من ذلك أن يقف في وجه المعاناة والظلم بحق شعب  بكامله محروم من جميع الحقوق و الاعتراف بوجوده في سورية وبعد ذلك أحيل الجواب للسيد عرسان  علماً كان يرد عبر الهاتف من دمشق ، وقد علق على ما جاء في مداخلتي و كما هو معروف فأن الفضائيات العربية لا تعطي المجال الكافي خاصة فيما يتعلق بقضية الشعب الكردي في سورية تحسباً لدور سورية الإقليمي و تأثيرها في القضايا العربية ، حيث قال على حد زعمه بأنه عايش و يعيش مع الأكراد وهم أيضاً يعيشون مع العرب و لا يوجد هكذا ادعاءات ، وهذا مفتي الجمهورية كردي وقد أصبح أيضاً منهم رئيس الوزراء ، وأن هكذا طروحات التي أثارها الشخص من ألمانيا ليست صحيحة وهي خطيرة و بعيدة عن الحقيقة وتعتبر أصوات نشاذ فهي غريبة عن أرث صلاح الدين ولا تمت بصلة بعرف الأكراد وليست من أخلاقهم وغربية بنفس الوقت عن أخلاق العرب والإسلام ، فأن مثل هذه الممارسات و هذه الأعمال الصادرة عن مجموعات يسارية تدعي افتراءات وأعطاء فهم خاطئ للحقيقة وإنها بعيدة كل البعد عن تصرفات و تقاليد الأكراد فهي من أعمال أناس خارجون عن التاريخ و الجغرافية وبدعواتهم في هذه المرحلة إنما يقدمون خدمة واضحة لأهداف إسرائيل و كل الدوائر الإمبريالية الأمريكية و حلفائها  حيث يسعون من وراء ذلك إلى تقسيم سورية في إنشاء كيان كردي في الشمال ، ومن وراءها تحاك  مؤامرات تحت غطاء دولة أمريكا وبريطانيا للنيل من الأمة العربية وتمزيق المنطقة العربية إلى كيانات سياسية .
ولهذا أرفض ما جاءت في تلك المداخلة للمدعو من ألمانية و كل ما قاله ليس صحيحاً وأنها ادعاءات  باطلة بعيدة عن الحقيقة ،ونظراً لانقطاع المكالمة وعدم إتاحة الفرصة لنا بالرد عليه ثانية إلا أن الأخ  أمجد الربيعي و هو معارض عراقي كان حاضراً كضيف في الأستديو ، دافع خير دفاع بالنيابة عنا حيث أشاد بشرعية و موضوعية طرحنا و نقد كل ادعاءات و افتراءات علي عقلة عرسان في اتهامنا بمحاولة تقسيم سورية والارتباط مع إسرائيل و أمريكا ، حيث قال الربيعي بأن الأخ المتصل من ألمانيا لم يتطرق سوى إلى حقوق شعبه المضطهد و أظهر المعاناة و الظلم الذي يتعرضه من قبل السلطة في سورية ،إذ عرضها في سياق تاريخي و واقعي ، انه من الغرابة و العجب لكم أيها السادة بأنكم دائماً تلجئون إلى تلك الذرائع القديمة في إلصاق التهم الباطلة بنضال الشعوب مجرد المطالبة بحقوقــها
بالارتباط مع الأجنبي العميل و كل الدوائر الإمبريالية و الصهيونية فكيف بك مباشرة وبأي حــق هاجمت على الشخص من ألمانيا وعلى نضال شعبه بأنهم خارجون عن التاريخ و الجغرافية ، وهـكذا دام أل سجال قرابة نصف ساعة حول نضال الشعب الكردي و افتراءات عرسان بحقنا في تقسيــم سورية و إقامة كيان كردي .
فأنه يمكننا القول للسيد عرسان وأسياده العنصريين ، بأن الشعب الكردي في سورية لم يكن يومـاً من الأيام يطلب التقسيم أو الانفصال ، بل كان دائماً صادقاً ووفياً في اطروحاته السياسية  ولشعاراته من أجل العيش المشترك مع العرب منذ تأسيس الحركة الكردية إلى يومنا هذا ، ولكـن كان دائماً حججكم جاهزة في تشويه نضال الكرد بأنه خطر يهدد الأمة العربية ، وهذه التهمــة ليست بجديده علينا بل تكررت من قبل كلما تصاعد وتيرة نضال الشعب الكردي من أجل حقوقه أو تغير أساليبه في المخاطبة و العمل .
وقد ذهبتم في وصفكم لـنا أيضاً في بداية التسعينيات أثناء ولادة حـزب يكيتـي عند توزيـع ملصقات و منشورات و قلتم في حينها بأننا ندعو إلى اقتطاع جزء من أراضي سورية و خلــق البلبلة و الفوضى للبلاد في ضرب أهداف الثورة………وغيرهـــــا.
وليس خافياً عليك وعلى أسيادك بأن معظم الجرائد و البرامج السياسية توضح مطالب شعبنــا و لم يتجاوز يوماً مطالبه الإدارة الذاتية من خلال الاعتراف بوجوده كثاني قومية في البلاد و كذلك المطالبة برفع جميع أشكال الغبن والظلم القومي وإزالة كل المشاريع العنصرية المفترة بحقـــــه ولن نذهب اكثر مما قاله الباحث العراقي حسن علوي في رده على الاتهامات الملفقة بحق الشعــب الكردي قائلاً :
إن إستراتيجية النضال لدى الكرد و سقف مطا ليبهم واضحة مثل وضوح وشموخ جبال كردستان فمن الخطأ و الغبن تشبيههم باليهود و إسرائيل يفعلون بعكس ما يقولون كما ورد في بروتوكولات حكماء صهيون، وكما تعرفون جيداً بأن الحركة الكردية في كل من العراق و سورية رفعت شعار الأخوة العربية الكردية ،إلا أنه قد اغتيل هذا في كل مرة من قبل العرب وغلاة العنصريين مـن أمثالك و كان دائماً ردكم لنا بالوحشية و الغدر المليء بالحقد الشوفيني رغم صدق الشعب الكردي وحركته السياسية بالوفاء من أجل هذا الشعار ؟ !
حيث دعى الشعب الكردي إلى العيش المشترك بسبب الجغرافية والتاريخ الذي يربطنا معاً بالإضافة إلى الدين الإسلامي إلا أنه كان وصفكم لنا بأننا خنجر يطعن خاصرة العروبة عبر الارتباط بالعمالة للأجنبي و خدمة أهداف العرب من أمريكا و إسرائيل لا بل قولكم لنا بأن طرح  هذا الشعار نابع عن ضعف و خوف و من ورائه نسعى إلى كسب العطف لإقامة كيان كــردي في الشمال حين تحين الفرصة المناسبة .
لقد حاول علي عقله عرسان باللعب على الحبال واتخاذ سياسة فرق تسد و التي جنوا من ورائيها في هدر الطاقات الكردية وتأليبهم على البعض وذلك بالهجوم في هذه المرة على حزبنا يكيتي وعزل نضاله عن باقي نضال الشعب الكردي في وصفه للمظاهرة بأنها من أعمال مجموعات يسارية بعيدة عن أخلاق صلاح الدين وعرف وتقاليد الكرد، وذلك من أجل تشويش الحقائق وذر الرماد فـي الأعين ناسياً بأن أسلافه و أسياده قد سبقوه في هذا المجال ولم تعطي هذه السياسة الدوغمائية ثمارها و قاموس حقدهم الشوفيني و ألاعيبهم مدون ولم ينساها الكرد وبات يدرك الشعب الكردي بكل فئاته أغراضهم و نواياهم في زرع التفرقة و الشقاق في الصف الكردي ، و ما المواقف السياسية الصادرة عن أحزاب كردية ، ومساندة الرأي العام الكردي سواء في داخل سورية أو خارجها خير شاهد و أصدق جواب للرد على السيد عرسان و حيث ظاهرة التفاف الجماهير الكردية  حول هذه الخطوة و مباركتها لخير دليل على تعبير حزب يكيتي عن إرادة كامل الشعب الكردي  في هكذا نضال ، والتي تعد بحق نقلة نوعية و هامة في تاريخ الحركة الكردية و لن تتوقف عنـد هذا الحد حيث ارتقت بطموحات الشعب الكردي في طرح قضيته كتعبير قومي و سياسي فـي مطا ليبه ، و أضاف بذلك زخماً قوياً لقاموس الحركة السياسية إرثا نضالياً جديداً .
ولهذا سوف أحاول في تناول واستعراض الظاهرة التاريخية للفلسفة العنصرية للشوفينية البعثية و العصبوية العربية كون السيد عرسان يعتبر واحداً من روادها ، عبر توضيحنا إلى تكوين وتشكيل هذه الرؤية في الاستعلاء القومي و التي استمرت عليها السلطات كنهج سياسي فـي تنفيذ كـل المشاريع العنصرية من أجل ذوبان القومية الكردية وطمس وجودها التاريخي وفق عملية التطهير العرقي والتميز العنصري .
كما نعرف بأن مفهوم القومية نشأت وظهرت بشكل واضح مع بروز الفكر الرأسمالي في أوربا وقد انتشرت فيما بعد إلى الشرق و العالم العربي في بداية القرن العشرين عندما لجأ الاستعمار للبحث عن أسواق لها لنهب خيرات الشعوب في هذه المنطقة ، وفي أوربا تمخض  الصراع الطويل بين الكنيسة والفكر القومي والعلمانية إلى نتيجة فصل السياسة عن الدين ألا أنه في الشرق و العالم العربي حصل عكس ذلك تماماً ، بعدها أنتقل الفكر القومي عن طريق بعض المثقفين الذين تأثروا بالفكر الغربي الرأسمالي وبعد عودتهم إلى أوطانهم ، تم نشر تلك  الأفكار القومية ودمجها بالدين الإسلامي على قاعدة بأنها واحدة تكمل الأخرى ولا يمـكن الفصل بينهما ، فهي معادلة أساسيه يمكن عبرها نشر رغبات القومية العربية إلى دائرة أوسع من خلال تسخير الإسلام كوسيط مادي و كواجهة روحية و التي عن طريقها يتم تحقيق الطموح إلى الوحدة الكاملة للأمة العربية من المحيط إلى الخليج ، و ترافق مع ذلك التشويش والالتفاف على مصالح شعوب وقوميات أخرى ضمن اللوحة الإسلامية كاطار ديني .
و كان شعبنا الكردي قد وقع ضحية تلك السياسة الدوغمائية ، ساهمت في بعثرة الطاقات الكردية و ابتعادها عن هدفهم القومي من أجل التكوين و البناء الوطني ضمن إطاره السياسي ، حيث فقدت البوصلة الكردية اتجاهها القومي ضمن زوابع الشعارات الدينية التي دعت إلى وحدة الإسلام  و الدفاع عنها بوجه الخطر المسيحي المزعوم القادم من أوربا مع الاستعمار نحو الشرق ، وان التفكير بالقومية الكردية باتت هامشياً و ثانوياً وسط ضباب المناخ الإسلامي السائد للمنطقة  و على ضوء ذلك بداء المفهوم القومي لدى العرب يتبلور أكثر بعكس ما في الجانب الكردي حيث أستطاع القوميين العرب بذكاء امتطاء شراع الإسلام و توجيهه نحو أهدافهم القوميـة وبنفس الوقت أيضاً نجح إلى حداً ما القوميين الأتراك و الفرس في أنشاء هويتهم القومية و تكوين الكيانات السياسية لهم بالرغم من محاولة القوميين العرب تسخير تلك التقلبات لأهدافهم إلا أنهم في نهاية المطاف لم يحققوا كل الأهداف المرجوة لاسيما بعد ترسيم الحدود على أثر الاتفاقيات الدولية في سايكس بيكو و حلف أباد والموصل، ترافقت أيضاً على هذه القوميات من جانب العرب خاصة بعد اغتصاب لواء أسكندرن من قبل تركيا و لأستاء على مياه الخليج و شط العرب وإقليم عر بستان بالإضافة إلى الجزر الإماراتية من جانب إيران ومع مرور الزمن تضاءلت وتيرة هذا الهجوم بحجة توجيه الطاقات نحو فلسطين و الأراضي العربية المحتلة الأخرى من قبل إسرائيل و بات التذكير بها مقتصر فقط في المناسبات القومية ، أما بشأن القومية الكردية في كل من سورية و العراق فانه مجرد المطالبة بالحقوق كشعب كردي فقط ، تعرض إلى هجوم  شرس من جانب القوميين العرب كهجوم الذئب المفترس على فريسته ، بالعمل في تخطيـط الكثير من المشاريع العنصرية وعبر جميع الممارسات اللأنسانية من قمع وبطش و تنكيل بهدف القضاء على وجود شعب كردي كقضية قومية ، ومنذ ذلك الوقت أصبح قدر الشعب الكردي  ضمن دوامة طويل ، حيث وقع في فخاً كضحية للتاريخ و الجغرافية و الدين ، محاصراً من جميع الجهات إقليميا و دولياً يعيش ملحمة أدويسة واليازة في حالة المأساة والكفاح معاً من أجل البقاء و الانتظار .
فأنه يمكننا القول منذ ذلك الحين باتت الرؤية العربية تنطلق بالنضر إلى الأكراد مــن خـلال أد بياتهم على أنهم أقلية عرقية ولا يعترفون بهم كشعب أو قومية يعيشون على أرضهم التاريخيـة خضع للشتات السياسي والتفتت الجغرافي من جراء الاتفاقيات الدولية بسبب تقاسم النفــوذ و المصالح بينها نظراً لأهمية الموقع الجغرافي و السياسي لكردستان الغنية بثرواتها الاقتصادية و الطبيعية من بترول و ماء و حبوب …..؟؟؟ حيث باتت , محاولة كردية تطالب بالمساواة و الحقوق مع قومية أخرى أو السعي إلى إنشاء كيان سياسي الخاص به ، بالخيانة و التآمر على الأمة العربية و الإسلامية و يشيرون بنفـس الوقت على أننا نحن الكردي لسنا من أبناء هذه المنطقة العربية تاريخياً بل جئنا هرباً من بطـش الأتراك و غيرهم ، فأهتم العرب بنا و أعطونا الرعاية الكريمة من جانبهم الإنساني ، و ليـس أمامنا خيار ين لا ثالث لهما , أما الانضواء كلياً تحت راية الإسلام حيث ساوى الإسلام بيـن الناس جميعاً كما جاء في الآية ( أن أكرمكم عند الله أتقاكم ) و أما تجريدنا من الهوية القومية الكردية والتحرك تحت راية القومية العربية بجلبابها الإسلامي وعندها يجب علينا بأمان خدمة الأفكار القومية العربية من المحيط إلى الخليج أكثر منهم لأننا عناصر مشكوكا في أمـرهـا و ولائها للعروبة لذا يتطلب تأكيد ذلك لهم عبر الذوبان و الانصهار ضمن البوتقة العربية و حيث كل المناهج الدراسية والتربية خير شاهداً تدعوا على هذه العقلية العصبويـــة و ينطلقون في نضرتهم هذه بأن العرب هم جيش الإسلام و كل ما في الإسلام فهو عربـي لابل يذهبون بالقول أكثر من هذا ، بأن الوعي القومي العربي وجد قبل الإسلام ،ويشيرون في هذا المجال إلى وحدة العرب بمعركة ( ذي قار ) ضد الأعاجم ، و من هذا المبدأ يتطلعون إلى تحقيق وحدة جغرافية سياسية فمن سياج إسلامي من المحيط إلى الخليج ، الأمن المنشود لأمة عربية واحدة ، ذات رسالة خالدة وحيث تقاس الوطنية حسب معاييرهم بقدر ظهورنا  و ولائنا لخدمة الفكرة القومية العربية و قضاياها العربية ضد الأعداء من أمريكا والغـرب و إسرائيل و ألا عندها كانوا عنصر خطر سرطاني يجب بتره ، و كثيراً ما يتم تأويل الإسلام تأويلاً عربياً ، يؤكدون على ربط الوعي القومي مع الإسلام على الشكل الإسلام السياسي كون القرآن عربياً ورسالة الإسلام عربية موجهة للناس و الرسول أيضاً عربي حيث يطفون بذلك العقيدة العربية القومية على الإسلام كادين مثلما جاءت في الآية القرآنية ( كنتم خيرأمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر ) و هناك أيضاً أقوال ينسبــون إلى الرسول في تأكيد عروبته وحبه للقومية العربية مثل ( احب العرب لثلاث ، لأني عربي و القرآن عربي ، ولسان أهل الجنة عربي ) و يذهبون إلى أبعد من ذلك  على قول الرسول ( من غش العرب فليس منا و لم يدخل شفاعتي ولم أنله مودتي ) وأخيراً ( حرب العرب إيمان و بغضهم نفاق ) و أيضاً ( إذا ذل العرب ذل الإسلام ).
و لهذا بأن معظم هذا التصور العربي للتاريخ يطغى معظم كتابات المثقفين العرب حيث تظل فكرة القومية العربية هاجسهم الأساسي ومصدر اطروحاتهم الفكرية ، إذ ينظرون إلى كل الحضارات منذ ما قبل الميلاد من المحيط إلى الخليج سواء في بلاد الشام ، بلاد الرافدين ، بلاد النيل ، بأنها عربية النسب و كل الذيـن سكنوا في هذه المنطقة فهم غير عرب و غرباء جاءوا إليها بمظهر الغزاة أو كمهاجرين حيث استقروا فيها أو دخلوا الإسلام أو تعربوا برغبتهم ، لابل يذهبون أكثر من ذلك من امتلاك الصفات العنصرية ، علـى حد قولهم بأن القومية العربية تتميز بصفات و خصائص لا تملكها أمة أخرى على وجه الأرض في قدمها و عراقتها و ينظرون إلى الأمة العربية بأنها أمة كاملة البنيان ، تامة الصفات موجودة في القديم منـــذ ما قبل الإسلام ، علماً أنها أمة واحدة ذات رسالة خالدة ، و خلقت بأن تكون في مركز الكون وفي قلب الأمم ، ذهبوا إلى وصفهم هذا إلى الاستعلاء القومي إلى درجة ما ذهبت إليه كل من النازية الألمانية و الفاشية الإيطالية أثناء الحرب العالمية الثانية و بروز مد النظرية العرفية في الصفاء والنقاء القومي ؟!
وعلى ضوء هذا كله لم نفاجئ ولم نستغرب في الوقت نفسه على ما صدر من السيد عرسان و هجومه و كره للشعب الكردي حيث سبق له قبل ذلك أن شرع سيفه العروبي المسلول ليطال من أجل تمزيق  الجسد الكردي و نفيه كقومية وكشعب يعيش على أرضه التاريخية كردســـتان سوريــــة .
حيث عمد إلى بث سمومه في العنصرية من برجه في دمشق 2 أيار 1991 في صحيفة الأسبوع الأدبي في مقالته المشهورة تحت أسم "من بلفور إلى ميجور " في رده على مطالب شعبنا في كردستان العراق أثناء هجرته المليونية هرباً من وحشية صدام حسين بسمارك العرب و حامي ديار العروبة ، حيث شبه الشعب الكردي باليهود يمارسون الكذب في التمثيل للمعاناة و يعمدون من وراء ذلك على صناعة  مواقف مسرحية من أجل جلب عطف العالم لهم وكسب ودهم وبهذا العمل يحققون أهداف أمريكا و إسرائيل عند مطالبتهم بحقوقهم القومية . أتهم الأكراد بهذه الصورة كي يشن حملة عصبية ضد شعبنا من جانب ، وتبرير استباحة قتل الإنسان الكردي من جانب الطغاة و الأنظمة العربية الشوفينية من جانب أخر تحت مزاعم واهية بأننا نسعى من وراء ذلك إلى تمزيق العراق و المنطقة لأبن أمة الإسلام . ؟؟
فهذه ليست المرة الأولى يلجأ إليها عرسان في تكرار هكذا تهمة بالخيانة و الارتباط مع الأجنبي بالشعب الكردي فهذه وسيلته و وسيلة أسياده من قبله في اجترار الماضي و نشر سموم الايولوجية البعثية العنصرية علينا أثناء مداخلته بالهاتف في قناة المستقلة ، و قد سبق في هذا المجال الضابط محمد طلب هلال وكذلك التقارير الأمنية و تعاميم و منشورات حزب البعث ومنها ما جاءت في تعميم فرع البعث لجامعة حلـب تحت توقيع محمد مروان علبي عام 1986 في وصف نضال الأحزاب الكردية جميعاً بأنها تدعو إلى إقامة دولة كردية في شمال سورية ، ولكن في هذه المرة لجأ السيد عقلة عرسان إلى أسلوب جديد و قديم معاً بهدف خداع الذاكرة الكردية في إبداء حرصه الشديد و تمسكه بماضي و أرث صلاح الدين الكردية  علماً كان الإرث يوماً ما مرفوضاً و منسياً لدى الشوفنين و غلاة العنصرين بأن صلاح الدين ليـس كردياً حتى ، فهنا يحاول ابتكار النفاق السياسي و الافتراء الإسلامي بهدف الالتفاف على شرعية مطالبنا نحن الكرد في القومية وتطويق ذلك ضمن العباءة الإسلامية و لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا ، أين هي قرارات المؤتمرات الإسلامية و العربية التي أشارت يوماً ما إلى دور صلاح الدين في رفع راية الإسلام و حماية العرب من الذوبان أمام غزو الصليبين ، بل إنما كانت مؤتمراتهم تدعو إلى منـع تقسيم العراق و سورية وكل الأراضي الإسلامية من خطر الكرد المزعوم و تعاون تركيا و سورية و عراق و إيران في اتفاقيات أمنية أكبر شاهد و دليل على زيف و بطلان الدعوات الإسلاميـة و العربية ، و محاولاتهم الرامية في منع إقامة كيان كردي و تحقيق أحلام أحفاد صلاح الدين يعيشوا مثل غيرهم بحرية و سلام ، لا بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك في تصوير الكردي باليهودي ، العدو القادم من الشمال لينال من الأمة العربية و لإسلام جمعاء وكأن الكرد ليسوا بغالبيتهم مسلمين ؟!
وما التحركات الجارية الآن حيث أصابهم الخوف و الفزع من جراء سيناريو الحرب المحتملة علـى العراق من قبل أمريكا و بريطانيا و مجلس الأمن و السؤال الذي نطرحه للسيد عقلة عرسان  ولأسياده من هو في الحقيقة الذي يتعامل مع إسرائيل و أمريكا اليوم ، الأكراد أم الساسة العرب  و الإسلام، و الجواب واضح و تعرف أكثر منا فكفى خداعاً و نفاقاً للتاريخ وباتت عوراتكم جميعاً مكشوفة ولا نستطيع إلا أن نقول بالرد عليك كل إناء ينضح بما يحتويه .
فأننا نعتقد بات واضحاً لدينا نحن الكرد بأن هكذا شعور بالحقد والكراهية الذي يكنه الغلاة العنصريين من الكتاب و المثقفين العرب أمثال عرسان وغيره و الذهاب في رؤيتهم على أن الأكراد أقلية يعتبرونهم كقومية و شعب لا بل تسميتهم باللقيــــط السياســـي وإعطاء كل التبريرات لهذا العنف و البطش الذي يمارس ضد شعبنا من قبل حكام العرب و أنظمتها القمعية ، و أنه ناجم عن النظرة الدونية و التجني الإنساني ، ينطلقون في فهمهم و تصورهم للشعب الكردي من مؤسسة عنصرية تعتمد على اعتبار كل من لا يتكلم لغة الضاد مشكوكاً في أمره و هويته ، يستمدون أيضاً هذه الأفكار و التصورات من تقاليد و أرث التركيبة الشخصية للمجتمع العربي و التي هي في الأساس نتاج تراكم تاريخي طويل .قبلي و عصبوي لا تستند على أرضية ديمغرافية و مساحة جغرافية ثابتة تفتح المجال للأخر للتعبير عن وجوده و ذاته على أن القومية هي العلامة الفارقة لكل الشعوب و ليس من حق شعبنا أن ينطوي ضمن هذه العلاقة حسب تصوريهم وفق إرادتهم في السادية و النرجسية في نفي الأخر .
حتى أن السيد علي عرسان لم يترك أي مجال إلا و هاجم فيه الشعب الكردي مجرد التعبير عن هويته القومية و المطالبة بحقوقه سواء أكان في المجال السياسي أو الأدبي أو الإعلامي حتى أن الكاتب الكردي الكبير سليم بركات و التي الثقافة العربية و مكتبتها مدينة له ، لم يسلم هو الأخر من حقده العنصري حيث وصف نتاجا ته الأدبية بأنه يكتب باللغة العربية لكن تصدر و تفوح منها رائحة كردية … ؟؟ أجل إلى هذه الدرجة سقط علي عقله عرسان من قاموس الإنسانية بكل معناها الشمولي . و هكذا يمكننا القول بأن هذا الوعي المتشدد من المثقف العربي أمثال عرسان و منذر موصلي و محمد طلـب هلال و سهيل زكار و غيرهم على الساحة السورية خير تعبير على أنه وعي قبلي و بداوة قومية و الوعي البداوي هذا يشير إلى نتيجة مفادها بأنه ينسج من الصحراء القاحلة هكذا فكر مثل حضارة على الرمال المتحركة دون تجذر في التاريخ ،يرشف منه وعياً و آفاقاً سكونياً متقوقعاً ضمن دائرة مغلقة وهذه البداوة القومية التي تجسدها المثقف العربي علي عرسان و زملائه و التي تظهر لنا بوضوح في حالة اللاعتراف بالكرد في سورية ونفيه كشعب ، تؤكد على اغتراب الإنسانية التي تعيش في تكوينهم المنغلق على الذات و الاغتراب عن البعد الزمني للحضارة و التاريخ البشري ، فهي إذاً نتيجة طبيعية و مستقاة من جذور يبين السيكولوجية الثقافية العصبية التي لا تستند إلى الواقعية و الانفتاح على العالم .
وبالتالي يمكننا القول أيضاً بأنه استنتاج من رؤية و وعي متخلف ومتصلب تولد من قصور في التكوين و المنشأ يخشى من مواجهة الواقع و الاعتراف به لمواجهة الذات المهزوم من الداخل و حيث عقدة  الخوف تساورهم من الانحسار و زوال شخصه عن المسرح الحضاري للأمم ، ومن هنا يشعر السيد  عقله عرسان و زملائه بأن الأكراد سوف يهددون المنطقة مستقبلاً، فأن دل على شئ فإنما يدل على هستيرية الشوفينية و فهم متخلف و رؤية ضيقة للتاريخ وفي جوهرها تهمة ذرائعية عنصرية تدل على نظرة عصبوية لا إنسانية ، تأصلت فيها الحقد والكراهية للإنسان الكردي ، عبر ممارسة اللعب على الحبال و المراوغة في صناعة كلمات و نسجها ضمن رؤية عنصرية في إلصاق كل التهم بنا كشعب ، وبالتالي إعطاء صورة مشوهة على أن شح مخيف يخفق في فضاء ذهنية الإنسان العربي و يدق ناقوس ذاكرته على أنه هناك غدر و خطر كردي من الشمال ويسعون من وراء ذلك ابتزاز الحقيقة و تزيف للتاريخ أكثر من الإمبريالية نفسها الذي يهاجم عرسان نفسه عليها ، وإن هكذا تفكير عنصري لديه حول الشعب الكردي يدحض كل ماجاء في كتاباته المسرحية و النقدية عن الحرية و الإنسانية و الإساءة أولاً بأول إلى القومية العربية و ضرب ما هو إنساني فيها ، كونه يعطي كل التبريرات أن تأخذها دورها في قمع و بطش شعبنا الكردي في سورية .
فأنه من المؤلم و المضحك معاً فكيف هو يطالب باسترجاع الجولان و الأراضي العربية المحتلة و إقامة دولة فلسطين و الذي لا نختلف معه في هذا الطلب أيضاً وهذا الحق و السماح لنفسه و للعرب بالهجوم على المحتلين و غاصبي الأراضي العربية و أطلاق كل الصفات الوحشية و اللانسانية  و العنصرية بينما في المقابل يحرم الآخرين من هذا الحق رغم أننا كشعب كردي في سورية و العراق نعيش وضعاً أسوء من وضعهم الشخصي و محرومين من أبسط الحقوق القومية و من أدنى درجات الحرية ، ولهذا يمكننا وصف هكذا التميز العنصري و التطهير العرقي بحق شعبنا بالقول أن القومية المركزية العربية الظالمة أكثر وطأة من السيطرة الاستعمارية التي ينادي عقله عرسان على مقاومتها والعمل على تشويه صورتها  و كل الحضارة الغربية ناسياً بالمقابل تجاوز ممارساتهم العنصرية أعمال الاستعمار و حلفائه ويمكننا القول في هذا المجال إلى ما ذكر ويقال عن الفيلسوف الألماني هيجــل حيث أنه عندما كان يكتب عــن الشعوب الأخرى " غير الأوربية بالدرجة الأولى "  كان يهبط إلى مستوى صحفي مـن الدرجة العاشرة لكنه ومازال فيلسوفاً ومؤرخاً منطقياً عالمياً كبيراً على أكثر من صعيد ، ولهذا فان  معظم الكتاب والصحفين العرب الذين هم بحد ذاته موظفين إعلاميين فقط ، يستخدمون كلمات  و مصطلحات من مؤسسة عنصرية شوفينية و يتحركون ضمنها يأخذون أفكارهم ويتحدثون بلسان السلطات القمعية مباشرة ويروجون ويبررون الممارسات الإرهابية و ينوبون عنهم ارتداء أقنعــة ظلامية باسم الأدب و الفلسفة والفكر كما هو عند سهيل زكار ومنذر موصلي وعرسان يحققون أهداف من أجل الصهر القومي للكرد حيث لمعت أسمائهم كمهندسي الشوفينية والعنصرية السورية فأن هذه المعطيات و هذه اللوحة السريالية لمأساة شعبنا من جراء القمع السياسي من جانب الغلاة العنصريين ، ما علينا إلا أن نقول للسيد عرسان و أسياده بأن العالم قد تغير و بداء يدخل في مرحلة جديدة يتصدرها عناوين بارزة وسمات أساسية من حقوق الإنسان و انتشار الديمقراطية وحرية التعبير في الرأي ، و باتت الأفكار العنصرية والحقد الشوفيني بالياً قد مضى عليها الزمن ولم يعد مجدياً اتهام نضالات الكرد بالارتباط مع الأجنبي و الخارج ، و حقن الرأي العربي بالعداء و الكره لشعبنــا على أنه يتآمر على الإسلام و العروبة فحان الوقت أن تغسل نفسك من هذه العنصرية المتأصلة فيهم فأن تاريخ الشعب الكردي في سورية و نضالات أحزابه دائماً واضحاً ولا زال يساهم من أجل تطوير سورية الحضاري بلوحتها الفسيفسائية و بتعددها القومي و تنوعها الثقافي ، حيث لعب الشعب  الكردي دوراً هاماً منذ تشكيل الدولة السورية من أجل تقدم و تطوير سورية في جميع الميادين و حيث الذاكرة تحتفظ ببطولات إبراهيــــم هنانــو في ثورة الشمال و ثورة عـامودا و بياندور و غيرهـا ……
وكان للإنسان الكردي الدور البطولي في المعارك السورية ، حزيران 1967 وتشرين1973 وبيروت82 و حيث الجبهات السورية تشهد بذلك وهي خير شاهد على زيف الادعاءات التي تشن على الشعب الكردي وكما أن إستراتيجية النضال واضحة في برامج كل الأحزاب الكردية ومنها حزبنا حزب يكيتي  الكردي في سورية وفي النهاية لا يسعنا إلا أن نقول للسيد عرسان و أسياده بات للشعب الكردي دور في المعادلة  السياسية القادمة ولا يمكن تجاهل و نكران حقوقه ولن يحصل الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ما لم ينل شعبنا جميع حقوقه ليعيش مثل الغير في حرية و سلام ، وحيث السيناريوهات المعدة لشرق أوسط جديد لن يكتمل بدون الأخذ بعين الاعتبار مصلحة الشعب الكردي في الأجزاء الأربعة وباتت القضية الكردية تستقطب الاهتمام الدولي وأصبحت كقضية أساسية تتطلب وضع الحلول المناسبة لهــا.
___________________________________
*: عضو قيادة أوربا لحزب يكيتي الكردي في سوريا

 



#عبد_الباسط_حمــــو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الأمم المتحدة: مقتل عدد قياسي من موظفي الإغاثة في 2024 أغلبه ...
- الداخلية العراقية تنفي اعتقال المئات من منتسبيها في كركوك بس ...
- دلالات اصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنيا ...
- قرار المحكمة الجنائية الدولية: هل يكبّل نتانياهو؟
- بعد صدور مذكرة اعتقال بحقه..رئيس الوزراء المجري أوربان يبعث ...
- مفوضة حقوق الطفل الروسية تعلن إعادة مجموعة أخرى من الأطفال ...
- هل تواجه إسرائيل عزلة دولية بعد أمر اعتقال نتنياهو وغالانت؟ ...
- دول تعلن استعدادها لاعتقال نتنياهو وزعيم أوروبي يدعوه لزيارت ...
- قيادي بحماس: هكذا تمنع إسرائيل إغاثة غزة
- مذكرتا اعتقال نتنياهو وغالانت.. إسرائيل تتخبط


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبد الباسط حمــــو - مرة أخرى يخرج علي عقلة عرسان من صومعته الشوفينية ليشن حربه العنصري على الشعب الكردي في سورية