داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 5195 - 2016 / 6 / 16 - 17:15
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هل هي إذن عملية اغتصاب؟
في القوانين الحديثة اليوم، أن الذي يدخل بفتاة(يتزوجها) بعمر التسع سنوات، فأن القوانين هذه تجرّمه، وربما يسُجن الفاعل وتقام عليه اقصى العقوبة والغرامة المالية. ما يدل على انسنة هذه القوانين، وانها تحترم حقوق الانسان، وحق الطفولة، حتى أن هناك منظمة عالمية اطلقت على نفسها (اليونسيف) تعتني بحقوق الطفل وحماية كيانه وعدم انتهاك حريته.
والطفلة بعمر التسع سنوات لا تجوَز، هذه القوانين، الزواج منها لأي سبب كان، معتبرة أن الطفلة بهذا العمر غير متهيئة للزواج، وبتعبير اوضح أنها قاصرة، والزواج منها يعتبر اغتصاب لها من قبل الرجل، وأن كان بموافقة والديها.
وهنا سنبحث قضية السيدة عائشة مع النبي، حيث اقترن بها الرسول وتزوجها برضى وموافقة والدها ابي بكر وامها ام رومان.
ففي السنن والسير النبوية، ما يروى عن خولة بنت حكيم قضية عائشة واقتران النبي بها، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال: قالت عائشة لما ماتت خديجة جاءت خولة بنت حكيم فقالت: يا رسول الله الا تتزوج، قال ومن؟ ، قالت إن شئت بكرا ، وإن شئت ثيبا، قال: ومن البكر ومن الثيب؟. قالت: اما البكر فعائشة ابنة احب خلق الله اليك، واما الثيب فسودة بنت زمعة. قال: فأهبي فاذكريهما علي. قالت: فأتيت أم رومان فقلت: يا ام رومان ماذا ادخل الله عليكم من الخير والبركة ، قالت: وماذا؟. قالت رسول الله يذكر عائشة قالت: انتظري فإن ابا بكر آت، فجاء ابو بكر، فذكرت ذلك له. فقال: او تصلح له وهي ابنة اخيه!. فقال رسول الله انا اخوه وهو اخي وابنته تصلح لي!.
فقام ابو بكر فقالت ام رومان: إن المُطعن بن عدي كان قد ذكرها على ابنه. فقال: والله ما اخلف وعدا قط، قالت: فأتى ابو بكر المطعم بن عدي فقال: ما تقول في امر هذه الجارية، قال: فأقبل على امرأته ، فأقبلت على ابي بكر فقالت: لعلنا إن انكحنا هذا الفتى اليك تدخله في دينك!، فأقبل عليه ابو بكر فقال: ما تقول انت؟، قال انها لتقول ما تسمع، فقام ابو بكر وليس في نفسه من الموعد شيء، فقال لها قولي لرسول الله فليأت، فجاء فملكها. (صالح بن محمد العطا، الحبيبة بنت الحبيب، ص13- 14،الطبعة الاولى 2008).
وللمقال تتمة...
#داود_السلمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟