أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - فارس محمود - اللامي يقرء كتابات الحزب الشيوعي العمالي بنظاراته الشعبوية!! رد على التعليق الاخير لللامي!!















المزيد.....


اللامي يقرء كتابات الحزب الشيوعي العمالي بنظاراته الشعبوية!! رد على التعليق الاخير لللامي!!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 383 - 2003 / 1 / 31 - 04:22
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

قبل ايام نشر علاء اللامي مقالة قصيرة تحت عنوان "تعليق اخير على بهلوانيات الحزب الشيوعي العمالي!" اثار مجموعة من المسائل تستوجب برايي رداً منا. ومرة اخرى، اقول ان مايهمني هو ليس شخص اللامي وكيف يفكر، بل ان ما يهمني هو الاجابة على الامور التي طرحها بهدف توضيح زاوية اخرى من مواقفنا السياسية وكيف يرى الحزب الشيوعي العمالي الوضعية. كما لن اتطرق لمضمون كلامه حول مسالة دعوته الموجهة لنادية حول المشاركة في مؤتمرهم المأمول؛ ولا اتحدث عن اللغة "المهذبة!!" و"السياسية!!" التي تحدث بها. انها ديدنه! انها تعكس ثقافته وتمدنه ومدى سياسيته!!، بل ساتطرق الى الاسئلة الانتقادية- الاستفهامية التي اوردها في اخير مقالته.

  يكتب اللامي: "اذا كان هذا الحزب "الشيوعي العمالي" يرفض حتى الاعتراف بوجود شعب اسمه "الشعب العراقي" فيسميه "الجماهير العراقية" او يصف العراقيين بانهم مجرد "سكان"...."
 
ثمة اساليب للنقد كثيرة. احدها هو ان يقوم المرء بالتلاعب بالكلمات والالفاظ حتى يجد ضالته في النقد. بيد ان مثل هذا النوع من النقد واهي جداً. اذ يكفي المرء ان يرد باسطر قليلة حتى يبطل مفعول النقد المزعوم. اننا نستخدم في ادبياتنا السياسية مصطلح "جماهير" بدل من "الشعب" ونذكرها بصيغ محددة نوعاً ما مثل "جماهير العراق" او "الجماهير في العراق". واعتقد ان ما نقصده هو امر مفهوم للجميع. اي اننا لانستخدم صيغة "الجماهير العراقية" التي اوردها اللامي. بيد ان استخدامه للمصطلح الاخير هو هادف ومغرض بشكل تام، والقصد منه هو التشويش وبلبلة ذهن القاريء. اننا نستخدم مصطلح "الجماهير" بدل من "الشعب"!! فمن اين استنتج اننا نرفض حتى الاعتراف بوجود "شعب" اسمه "الشعب العراقي؟!( لاحظ "حتى" التي اذا ربطتها بسياق بحثه يكون معلوماً انه يبغي ان يوصل للقاريء ان هذا الحزب رافض لكل شيء حتى المسلمات!!). ان استخدامنا لمصطلح اخر للاشارة الى نفس الشيء المادي لايعني انكارنا لوجود هذا الشيء!! ان هذا امر مفهوم لكل انسان لايبغي رمي الانتقادات جزافاً. ان الشيوعية العمالية هي حركتنا ونحن اصحابها. انها منظومة فكرية وسياسية محكمة ومنسجمة؛ ومن حقنا، كحركة، استخدام المصطلح السياسي الذي نراه، حسب تشخيصنا السياسي، مناسباً اكثر. اننا، وبصورة مقصودة، استخدمنا كلمة "الجماهير" بدل من "الشعب" التي لاكها القوميون والشعبويون والطبقات والهيئات الحاكمة عموماً كثيراً. (بيد ان هذا لايعني ان كلمة الجماهير لم يستخدمها القوميون والشعبويون كذلك!). بيد ان كلمة "الشعب" ذا حضور اكثر في الادب السياسي القومي والشعبوي. ولهذا، وكحركة اخرى، اختارت مصطلح ما للتعبير عن هذه الظاهرة ورفضت المصطلح الاخر لاسباب سياسية وليست "علمية". اذ لا يخفى على المرء ان الجوانب الانتقائية في مصطلحات "الامة"، "القومية"، "الشعب" و"الجماهير" هي امر لايمكن انكاره. انها مفاهيم انتقائية الى حد كبير. كما ان التباساتها لهي اكثر من تحديداتها.
 
لكن ان يستنتج صاحب المقال ان ذلك يعني "رفض حتى الاعتراف بوجود شعب اسمه الشعب العراقي" فانه اقحام مفتعل وتصور يفتقد الى اي حد من الصحة والواقعية. اذ انه امر معلوم للجميع ان عدم استخدام مفردة ما واستخدام مفردة اخرى بدلاً عنها لايعني انكار واقع محدد او ظاهرة محددة الا وهي وجود 20 مليون انسان يعيشون في بقعة جغرافية معينة تتكلم اغلبيته اللغة العربية وبعدها الكردية بالاضافة الى لغات اخرى؛ اناس يرزحون تحت نير نظام فاشي اسمه النظام البعثي (وان قسم منهم يسكن خارج نطاق سلطة هذا النظام منذ 1991)؛ ويعانون من اثار الحصار و يعيشون في اوضاع سياسية واجتماعية معينة.

 اننا حركة سياسية- اجتماعية مختلفة، وعلى ضوء تصوراتنا السياسية- الاجتماعية وتشخيصنا السياسي، استخدمنا مصطلحاتنا السياسية. ان نفس الشيء قد حصل قبل هذا مع مصطلح الشيوعية ذاته. جاء منصور حكمت ليطلق اسم الشيوعية العمالية على نفس الحركة التي كان يقصدها ماركس واطلق عليها في عصره مصطلح الشيوعية. ان هذه المفاهيم ليست امرا خالداً او ثابتاً لايتغير كما انها ليست مفصولة عن الواقع السياسي والتيارات السياسية واهدافها السياسية - الاجتماعية. فان اصر احد ما على رفض استخدام مصطلح الجماهير بدل من الشعب عليه ان يعطي هو مبرراته السياسية؟! اذ ليس مفهوماً بالنسبة لي، لماذا يجب علي ان اطأطأ رأسي لصيغة ما دون اخرى!! لا اعلم!! ان يقول احد ما انه اعتاد عليها الاخرون، سارد ان ذلك لايكفي ولايجعلني اكتف ايادي عن استخدام المصطلح الذي اراه مناسباً.

اما حول استخدام الحزب لمصطلح "السكان" الذي يسعى الكاتب، وعبر استخدام مفردة "مجرد" الى الايحاء للقاريء على ان الحزب يحط من "الشعب" ومن مكانته الى "مجرد سكان"!! لا ارى في كلمة "سكان" اي حط لقيمة الناس القاطنين في العراق، والادهى من هذا على يد حزب سعى بكل طاقاته من اجل اعلاء كرامة الانسان في العراق. ان اصل المسالة لايتعدى كون هذه الكلمة قد خدشت شعور الكاتب القومي والكبرياء القومي والاعتزاز القومي الذي يرادف التقاليد السياسية والفكرية القومية وتصوراتها للشعب والتاريخ والابطال والعظماء والخالدين!! لا اكثر من هذا. ومن المؤكد ان ما يقصده في "الشعب العراقي" هم اؤلئك الذي يحملون الجنسية العراقية ومن اصول عراقية والخ. ان نفس هذا التصور هو تصور قومي صرف وتنكر صريح لحقوق "غير العراقيين" في العراق. نعم، اننا استخدمنا، وبالاخص في سياقات سياسية معينة، كلمة "السكان" لنقصد بها مجمل القاطنين في العراق بغض النظر عن جنسياتهم وهوية احوالهم المدنية والدولة التي قدموا منها. ان في ذلك حكمة بالنسبة لنا تتطابق بشكل دقيق مع توجهاتنا ونزعاتنا الانسانية والاممية التي هي سمة لايمكن فصلها عن كل نهجنا السياسي. ان تعبير "السكان" الذي قصدناه في سياقات معينة هو ادق من كلمة "الشعب" من حيث شموله كل الذين يسكنون في رقعة جغرافية معينة من العالم. ان الكثير من القومين الكرد (ان لم يكن كلهم!!) يعتبرون انفسهم شعب اخر، شعب كردي. وتحت نفس المبرر، يحرم "العرب" من التصويت في كردستان لا لشيء الا لكونهم "عرب"!! ضاربين عرض الحائط ان هؤلاء يعيشون في هذا المجتمع يساهمون في خلق خيراته وتقدمه ويعيشون في هذا المجتمع يصيبهم ما يصيب المجتمع ويسعدوا بما يسعد المجتمع. انها النزعة القومية البغيضة. انها اتت، اي كلمة "السكان"، في حالات كثيرة في سياق ان الاقرار على مصير العراق السياسي هي مسالة لاتخص "العراقيين" فقط. ان مئات الالاف من المصريين والسودانيين وغيرهم هم اناس العراق وهم يتمتعون بنفس الحق التي يتمتع بع العراقي في تقرير مصيره ومستقبله السياسي ومجمل شؤونه الحياتية والمعيشية والسياسية. ان عبارة "الشعب العراقي" تتضمن في طياتها مسالة مهمة الا وهي حرمان كل امرء عاش في العراق، خدم المجتمع وساهم في خلق وانتاج خيراته من هذا الحق لا لسبب سوى انه لايحمل الجنسية العراقية او ليس من اصول عراقية!! انا لا اعلم اين الانتقاص من الجماهير في العراق حين نورد كلمة مثل السكان في سياقات معينة!! انه لاشيء سوى الاحاسيس القومية والوطنية والشعبوية. ان مايلسع قلبه هو هذا. والا لماذا لم يفكر اللامي ان الحزب، وفي الوقت الذي لايقف كثيراً عند هذه المسالة، دافع في كل لحظة من حياته السياسية من اجل خير العامل والمراة والطفل وعالم يليق بشيخوخة الانسان بعد عقود انفقها في خدمة المجتمع. ان المقولات القومية، لدى القومي، هي اعز من الانسان و"ابناء شعبه"!! انه ضيق الافق القومي! والا أ ثمة مسالة في مثل هذه الاستخدامات؟! ان ما يهمنا في العراق هو الانسان القاطن هناك. ان ما يهمنا هو رفاهه وسعادته وان يكون الخيار بيده في تحديد مصيره ومستقبله السياسي ومجمل امور حياته اليومية. اما بالنسبة للقوميين، سواء السافرين ام اؤلئك الذين بحلتهم الماركسية المستقلة او التائبين، لا تتعدى مكانة الانسان خدمة المصالح القومية والمشاريع القومية والاهداف القومية التي جعلت الانسان طعم ووقود محرقتها. اذ ان الانسان مشروع قومي!!

ويضيف اللامي منتقداً باستغراب: " واذا كان (وقصده الحزب) يعترف بانه لايجمعه شيء مع القوى القومية وبانه يناهض القوى الاسلامية ويعتبر الشيوعيين تحريفيين وضالين مضللين ويعتبر الديمقراطيين في العديد من وثائقه مجرد ليبراليين مزيفين ومرفوضين على اعتبار انه يؤمن بالتحرر وليس بالديمقراطية، اذا كان الحزب لايجمعه بجميع هذه الاطراف شيء فما الذي يجمعه بالشعب العراقي ياترى؟ وهل يريد تحويل عشرين مليون عراقي الى اعضاء فاعلين فيه يؤمنون بما يؤمن به فقط ويشطب على الاخرين؟..."
 
بدءاً، ان قسم كبير من العبارات التي يذكرها اللامي في مقتطفه هذا ليست صحيحة ولادقيقة. ان التحريفية ليست مفهومنا. ان كلمات مثل "مضللين"، "ضالين"، "مزيفين"، "مرفوضين" لم ترد في ادبياتنا السياسية هذه العبارات. انها اقرب لمدرسته "الماركسية المستقلة" ان لنا فهم للتحرر. الديمقراطية هو تصور طبقة معينة لمسالة التحرر. ان الشيوعية العمالية وقائدها منصور حكمت اجابوا على هذه المسائل بالتفصيل. ان كان لديه بحث انتقادي حول مسالة الديمقراطية والحرية، عليه ان يكتبه. والا لافائدة من رمي حجارة من بعيد. ان اللامي يفهم مثلما ينوي ان يفهم. ليس للكلمات وجود موضوعي خارج ذهنه وتصوراته. انه يقراها عبر نظاراته الشعبوية.

 ان الشيوعية العمالية حركة سياسية- اجتماعية لها تصور ونظرة للحياة وللعالم.  لها موقف واضح من التيارات السياسية وان انتقادها معلوم. انها منتقدة للمجتمع الراهن وللاحزاب السياسية للطبقة الحاكمة، البرجوازية، باختلاف تياراتها واحزابها السياسية. اذ استناداً الى البنية الاقتصادية- الاجتماعية للمجتمع، وبهدف اعطاء الجواب والردود على حركة المجتمع ومساراته، تظهر تقاليد سياسية- اجتماعية معينة تصيغ نظرة ما للمجتمع ومعضلاته وملامح مجتمعها المنشود. وعلى ضوء هذه التقاليد السياسية، تتشكل الاحزاب السياسية في المجتمع التي هي معبرة سواء اكانت جيدة ام سيئة عن هذه التقاليد. ان الليبرالية، الشيوعية، الاصلاحية، القومية، الدينية، الديكتاتورية السافرة هي تقاليد سياسية للطبقتين الاجتماعيتين الاساسيتين في المجتمع، الطبقة العاملة والبديل الاشتراكي والطبقة البرجوازية وبديلها الراسمالي. على سبيل المثال ان الحزبين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني هما حزبان سياسيان لنفس التقليد القومي، اي جناحان لنفس الحركة والتقليد السياسي القومي). وان نفس الطبقة الحاكمة تطرح على صعيد المجتمع تقاليدها السياسية المختلفة وحتى المتناقضة والمتناحرة (الديكتاتورية السافرة والليبرالية مثلاً) بيد ان ذلك لايدلل على اختلاف الطبقة الاجتماعية التي ينتميان اليها. اني اسوق هذه المقدمة البسيطة حتى اوضح حقيقة معينة الا وهي: لو اضع جانباً البديل الشيوعي، فان اختلاف هذه الاحزاب فيما بينها لايدلل على ان هدفها ليس واحد الا وهو اجراء تعديلات طفيفة في نفس النظام البرجوازي القائم وادامة عمر هذا النظام بكل ما ينطوي عليه من استغلال وظلم.
 
وعليه، ان مجرد وجود هذه الاحزاب واستناداً الى ماهيتها السياسية وبرامجها وافاقها واهدافها ونوع المجتمع الذي تسعى لارسائه هي احزاب رجعية وتبغي استلام السلطة السياسية (ان كان البعث قد احتكرها، فالان تسعى الى احتكارها ايضاً ولكن بالشراكة) وبالتالي، ادامة نفس استغلال اغلبية الجماهير واضطهادها.

ولكن هل يعني هذا الانكفاء والانغلاق السياسي؟! كلا بتاتاً! لا اعطي جواب فكري او نظري لهذه المسالة. ساعطي جواب عملي يدحض ما يتصوره اللامي. في تجربة الحزب الشيوعي العمالي في كردستان التي هي ميدان نضالي يومي لنا. طيلة سنوات من تاسيس الحزب، اقمنا علاقات سياسية ودبلوماسية نشيطة مع مجمل الاحزاب السياسية المتواجدة في كردستان بغض النظر عن حجمها ونفوذها. وقد قمنا بصرف مجهود كبير من اجل جر هذه الاحزاب للاتفاق واقامة الاعمال المشتركة تجاه مجمل المسائل التي تتعلق بحياة الجماهير ومنها: الاقرار بحرية النشاط السياسي دون قيد او شرط، الوقوف بوجه العمليات الارهابية والاغتيالات والتفجيرات، انهاء اسلوب العمل المسلح في حل الخلافات السياسية، اقرار حرية اقامة المنظمات الجماهيرية والدفاع عن مطاليب الجماهير، الوقوف بوجه تطاول الاسلاميين على حياة النساء والاطفال والشباب، حتى مسالة اخلاء المدن من المقرات المسلحة وانهاء ظاهرة تواجد القوات والمليشات المسلحة الذي كان مطلبنا منذ 1995 ، وطلبنا من الاحزاب الحاكمة ان تبعد مليشياتها وصراعاتها وحروبها عن حياة الجماهير، عقدنا جلسات كثيرة مع مجمل الاحزاب (ما عدا الاسلامية) من اجل اقرارها بضرورة انهاء الاوضاع الشاذة في كردستان والاوضاع السياسية المعلقة وطالبنا باستقلال كردستان والرجوع الى ارادة الجماهير في كردستان للاقرار على هذه المسالة، الوقوف بوجه التدخلات الاقليمية وغيرها من مسائل. كما سعينا نحو دفعها لانهاء ظاهرة تسليح الاطفال....وغيرها. ان مجمل هذه الاحزاب التي اقمنا علاقات سياسية معها تنتمي الى تيارات سياسية مختلفة. بيد ان ذلك لم يقف حائلاً امامنا لاننا حزب سياسي يسعى لجلب اكثر ما يمكن من حقوق للجماهير. ولهذا، لم ولن نبقي باب فيه مصلحة الجماهير لن نطرقه. لقد كان كل نضالنا وعملنا الدبلوماسي الدؤوب في كردستان هو من اجل جعل اوضاع الجماهير في كردستان افضل.

 ان بوصلتنا للتعامل مع اي حزب سياسي هما مسالتين: موقف الحزب الفلاني من حقوق الجماهير التي تشمل من حقوقها المعيشية وصولاً الى مسالة اسقاط النظام البعثي التي هي المطلب الفوري لمجمل الجماهير التحررية والكادحة وكذلك موقفه من حزبنا. ولكن اوصي اللامي بكتابة قائمة باسماء كل الاحزاب المعارضة العراقية و ان يعطيني اسم حزب واحد منهمك بالرد على معضلات الجماهير!!! انها جميعاً، ومن ضمنها تياره الوطني منهمكة بسلب السلطة من الجماهير واقامة حكومة من حفنة احزاب رجعية ليس لها ادنى ربط بحياة الجماهير وسعيها من اجل حياة افضل.

ان انتقادنا لهذه التيارات هو انتقاد سياسي واعي. انها تيارات عائلة واحدة. معادية بنفس الدرجة لجماهير العراق. ليس لديها مشكلة مع تطاول الدين على حياة المراة والطفل والشباب، ليس لها مشكلة مع مصادرة الحريات السياسية والحقوق المدنية، ليس لها مشكلة مع احياء العشائرية وابقائها جاثمة على رقاب الجماهير، ليس لها مشكلة في بقاء جريمة الاعدام والسجن المؤبد، ليس لها مشكلة في مصادرة حق التنظيم والتجمع والاضراب وغيرها. انهم ابناء عائلة واحدة. ولهذا، ليس هناك اسهل من التفافهم حول بعض. انظر كيف ان السامرائي ومشعان الجبوري عزيزين عليهم بدرجة ان البرزاني يكرمه بمقعد من مقاعد حزبه!! وارجو ان يكون القاريء على ثقة. لو ان عملية تاكل الحصار قد نجحت وانهت الحصار رغم انف امريكا وان امريكا لم ترفع عقيرتها استناداً الى (11 ايلول)  بشن الحرب وسعيها "اسقاط صدام" لوجد ان معظم هذه القوى التي يتحدث عنها اللامي، وليس بعيداً ان يكون اللامي من ضمنهم او في احسن الاحوال "لن يشرفه ان يمتهن السياسة" فعلاً، في بغداد تامل بحكومة وطنية عريضة. الم يتحدث البرزاني عن صدام، وقبل اشهر قليلة فقط من التصعيد الامريكي، بصيغة "رئيسي"!

بيد ان ما يبعث على العجب هو استنتاجه:" اذا كان الحزب لايجمعه بجميع هذه الاطراف شيء، فما الذي يجمعه بالشعب العراقي ياترى؟" لقد ردت نادية بالتفصيل على هذه المسالة ولكني اود ان اسأل سؤال واحد هنا: هل يعتقد ان هذه الاحزاب هي ممثلة لـلـ(20) مليون من جماهير العراق؟! انها كارتونات وليست احزاب اساساً. لايتعدى اعضاء اغلب هذه الاحزاب حفنة من الاشخاص الذين كسبوهم باحط الاشكال عبر شرائهم وشراء جوعهم وانعدام حيلتهم او انضمام هؤلاء الاشخاص بحثاً عن مكانة او وجاهة شخصية!! ان اكبر هذه الاحزاب هي المجلس الاعلى، ثقوا انهم عصابة. ان الـ( 12) الف مقاتل الذين يتحدث عنهم الحكيم ليسوا اكثر من مرتزقة لاتتعدى صلتهم بالمجلس وقوات بدر سوى كونهما مصدر رزق ومصدر للحصول على مكان وحصة وتامين معيشة ومكانة ونفوذ. الاحزاب القومية الكردية؟! ان جماهير كردستان ساخطة عليها الى ابعد الحدود وتعد الوقت للخلاص من هذه المليشيات الجاثمة بالعنف على قلبها. ان جماهير كردستان جربت وتعلم ماذا يعني بالضبط سلطة هذه الاحزاب. انها تصفهم يومياً بالبعثيين!! اما شراء الوفاق لذمم الكتاب المغمورين الجياع في الاردن والذين اغلقت ابواب الامم المتحدة بوجههم امر لايحتاج الى عناء لاثباته. المؤتمر؟! حزب الدعوة الذي يفخر به اللامي بوصفه من القوى الوطنية والديمقراطية و..و.. وتبين انه في اتصالات مع امريكا وزالماي!! الخالصي؟! ومن هو الخالصي؟! ليس لهولاء ادنى ربط بـ(20) مليون انسان في العراق وليس لهم ادنى مكانة تذكر. ان اللامي يرتكب خطأ سياسي فاحش باعتباره هذه الاحزاب هي قوى المجتمع!! ان كانت هذه القوى تطلق على نفسها او تصور نفسها كذلك، فانه امر يمكن فهم مبرراته. بيد ان قام اللامي بذلك!! فهذا امر لايفهمه الا اللامي.

ان الحزب الشيوعي العمالي يرتبط بالف صلة وصلة بجماهير العراق. انظر الى برنامجه! انظر الى (9) سنوات من نضالاته وفعالياته السياسية في الخارج وكردستان والداخل من اجل خير الجماهير وخلاصها من النظام البعثي الفاشي والبعثيين في المعارضة والماساة التي تلحقها امريكا بهم. ان النضال ضد هذه الاحزاب هو بالضبط من اجل رفاه جماهير العراق وغد افضل لها. انه ليس نضال ضدها، بل من اجلها ومن اجل كل حق من حقوقها التي دونت بشكل مكثف في برنامج الحزب "عالم افضل" والذي تجسد عملياً في كل زاوية من زوايا نضال الحزب العنيد.
 
اما ان يطرح اللامي المسالة بهذا الشكل:"وهل يريد تحويل عشرين مليون عراقي الى اعضاء فاعلين فيه يؤمنون بما يؤمن به فقط ويشطب على الاخرين؟ مجرد سؤال اختم به هذه الصفحة المؤسفة من التعامل ..." انه سؤال كاريكاتوري وطرح كاريكاتوري يدلل بادق الاشكال على المحدودية السياسية لطارحه. عليه ان يرجع الى برنامج الحزب وادبيات الحزب حتى يعلم العمل السياسي عمل طوعي وحق فردي مسلم به مثل حق الانسان في ممارسة رياضة ما. انه يسعى الى الايحاء بكوننا نصادر حرية احد في الراي او التفكير او المعتقد. ان هذا تشويه للحقائق ودعاية مضادة للحزب لا غير.   لم يستلم احد السلطة السياسية عبر انضمام كل الجماهير الى صفوفه! لم يستلم احد قبلناالسلطة هكذا!! لا البلاشفة في روسيا ولا في الفلبين ولا اي مكان في العالم!! انه تصوير كاريكاتوري فعلاً! اننا نؤمن بحقيقة وضرورة ان يكون الخيار بيد الجماهير، ان تقرر الجماهير. ان كانت الاحزاب السياسية تقر بادنى حق وحرية للجماهير عليها ان تقر من اليوم حقها في اختيار نظامها السياسي ونوع السلطة والحكومة التي تنشد. بيد ان هذه الاحزاب ابعد من ان يكون لها ادنى ربط بهذا المطلب الاساسي للجماهير. ولهذا، يجب شطبها بوصفها قوة تسعى لابعاد الجماهير وازاحتها من ان يكون لها كلمة في مستقبلها.

على العكس من هذا، ان احد اقرب الطرق لنكون حزب الجماهير هو ان نصفي الحساب الجدي مع اؤلئك الذين وقفوا مع امريكا في حربها وقصفها وفرض حصارها المجرم، تصفية الحساب الجدي مع كل الذين كانوا سند يوماً ما للنظام البعثي، تصفية الحساب الجدي للذين يهللون للحرب ضد الجماهير وللذين يدعون الى حكومة طائفية وقومية وعشائرية ام وطنية ديمقراطية، وان هؤلاء هم المعارضة البرجوازية العراقية. ان اقرب الطرق لقلب الجماهير هو تصفية الحساب الجدي مع اعداءها. ان كان هناك طرفان معروفان هما البعث وامريكا، فان الطرف الثالث هو المعارضة البرجوازية العراقية.

 منذ (20) عام وانا منهمك بالعمل السياسي واخبار السياسة في العالم، حكومة ومعارضة، برامجهم السياسية، ماذا يقولون وماذا يبغون، ولكن وبصراحة بالغة ان المعارضة البرجوازية العراقية، وبقدر اطلاعي، وماعدا عصابات حكمتيار وشاه مسعود، من احط اطراف المعارضة في العالم. لاتملك اي نفس تقدمي ولا تقل رجعية عن نفس النظام البعثي، كما انها متخلفة عن المجتمع العراقي بعدة عقود. ان المجتمع العراقي لهو اكثر تمدناً واكثر تقدماً وباشواط عنها. ليس لها اي ربط بالتحرر، التقدم، الرفاه، حقوق الاطفال والمراة، المساواة. ليس لها اي ربط بتاريخ البشرية الساعي نحو الحرية والمساواة. انها بلاء على جماهير العراق. بكنسها، تقترب الجماهير خطوة صوب تحررها.

ملاحظة اخرى عابرة: ذكر اللامي انه دخل سجال فكري وسياسي مع الحزب كتب فيه كل رايه وان الحزب رد بكل ما عنده. لم يكن الحزب من رد على اللامي. لقد رددت انا شخصياًعليه! وليس للحزب اي صلة في الموضوع. من الواضح ان اللامي لازال مصراً على ان لا يفرق ولايميز بين الاشخاص وبين الحزب. انه نموذج اخر على مدى سياسيته!!    
  



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة التسقيط-.. ثمرة الاستبداد القومي- الاسلامي*
- نعم انها متحيزة لجبهة الحرية و المساواة وعالم خال من الظلم ب ...
- يجب كنس مؤسسة الجيش من حياة جماهير العراق!- الجزء الثالث وال ...
- بمناسبة اليوم العالمي الاول لمناهضة -عقوبة- الاعدام: يجب ا ...
- يجب كنس مؤسسة الجيش من حياة جماهير العراق الجزء الثاني اسط ...
- يجب كنس مؤسسة -الجيش- من حياة جماهير العراق! - الجزء الاول
- -مؤتمر بروكسل-.. وكعكة السلطة المغمسة بدماء الابرياء!
- فوز حزب العدالة والتنمية في تركيا، نتاج اية واقعيات!!
- الرجعيون يقاتلون بعضهم
- علاء اللامي.. والسعي لاحياء شعبوية متهافتة! رد على شتائميا ...
- علاء اللامي.. والسعي لاحياء شعبوية متهافتة!! رد على شتائمي ...
- ! رد على مقالة جورج منصور -انصار الحزب الشيوعي العمالي يثيرو ...
- افشال ندوة الجلبي.. دروس وعبر!!
- علاء اللامي.. والسعي لبث الروح في شعبوية متهافتة؟! - الجزء ...
- مَنْ ينصح مَنْ؟!! رد على مقال صاحب مهدي الطاهر "رد على مناشد ...
- نص خطاب في مراسيم رحيل منصور حكمت- ستوكهولم
- يجب رفع الحصار فورا ودون قيد او شرط
- ورحل شامخاً!!
- اعلان شيعة العراق.. سيناريو جديد مناهض للجماهير
- قرع امريكا لطبول الحرب سياسة مناهضة لجماهير العراق


المزيد.....




- الجيش الروسي يتسلم دفعة جديدة من مدرعات -بي إم بي – 3- المطو ...
- OnePlus تعلن عن هاتف بمواصفات مميزة وسعر منافس
- على رأسهم السنوار.. تقرير عبري يكشف أسماء قادة -حماس- المتوا ...
- طبيب يقترح عن طريقة غير مألوفة لتناول الكيوي!
- عواقب غير متوقعة للدغات البعوض
- أوكرانيا تعرض على إسرائيل المساعدة في -الحرب على المسيرات-
- أحزاب ألمانية: على الأوكرانيين العمل أو العودة من حيث أتوا
- أوربان: هنغاريا تؤيد إنهاء الصراع في أوكرانيا
- إعلام: كييف تضغط على واشنطن للسماح بتنفيذ ضربات -أتاكمس- في ...
- ترامب: بايدن المحتال سيجرنا إلى حرب عالمية ثالثة.. روسيا وا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - فارس محمود - اللامي يقرء كتابات الحزب الشيوعي العمالي بنظاراته الشعبوية!! رد على التعليق الاخير لللامي!!